أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير














المزيد.....

السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأسباب عديدة ليس هذا مجال الخوض فيها.. دأب المصريون فى الخارج على الابتعاد عن سفارات بلدهم وعدم الاقتراب منها على الإطلاق.
ومازالت هذه الصورة السلبية قائمة فى حالات عديدة وإن يكن بشكل أقل نسبيا.
وقد كانت هذه الصورة النمطية هى العالقة بذهنى عندما تأهبت لحضور لقاء نظمته السفارة المصرية فى أوتاوا للجالية المصرية فى كندا مع وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور هانى هلال إبان مشاركته فى بعثة مجلس الأعمال المصرى الكندى.
لكنى فوجئت – أولاً – بإقبال شديد من أبناء الجالية المصرية على المشاركة فى هذا الاجتماع.
وفوجئت – ثانياً – بالنوعية الراقية لأبناء تلك الجالية التى تضم رؤساء جامعات وعمداء كليات وأكاديميين مرموقين ومسئولين فى مرافق استراتيجية وحيوية مثل محطات الطاقة النووية.
وفوجئت – ثالثاً – بتلهف أبناء الجالية المصرية على تتبع أخبار مصر، والبحث عن إجابات شافية للكثير من الأسئلة المهمة عن أوضاع السياسة والاقتصاد والمجتمع ورغبتهم المتحمسة فى المشاركة بأى شكل من الأشكال فى خدمة وطنهم. ومن ضمن هذا المشاركة فى الانتخابات، والحصول على بطاقة انتخابية، بما يستلزمه ذلك من تسهيل حصولهم على البطاقات الشخصية (الرقم القومى) وجوازات السفر المصرية.
وحسناً أن البعثة قد حرصت على أن تضم العميد مدحت حشاد ممثلاً لوزارة الداخلية، الذى أجاب عن تساؤلات المواطنين المصرين بهذا الصدد. وأبلغهم أن فريقاً متخصصاً مزوداً بكافة الامكانيات الفنية سيصل إلى كندا لاستخراج بطاقات الرقم القومى لهم. كما أن القنصلية المصرية سيتم تزويدها بجوازات السفر الجديدة.
ورغم أنه من المألوف – فى مثل هذه اللقاءات – أن تجد أسئلة انتقادية للحكومة فى مصر وسياساتها فى هذا المجال أو ذاك، إلا أننى فوجئت فى لقاء اوتاوا بمواطن مصرى يحتل منصباً مرموقاً فى جامعة ماكجيل – التى تخرج منها الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء – يقدم نفسه بصفته رئيساً لحركة "مصريون كنديون من أجل التغيير"، أى حركة "كفاية" للمصريين الكنديين.
وبأدب شديد طرح الرجل أسئلة بالغة الوضوح والسخونة على وزير التعليم العالى، بعضها عن الوضع المالى لأساتذة الجامعات ومطالبتهم بتحسين أوضاعهم المعيشية وبعضها عن العملية التعليمية ومستواها وبعضها عن مد العمل بحالة الطوارئ، وبعضها الآخر عن تذبذب عملية النمو الاقتصادى فى مصر والتفاوت الرهيب بين الأغنياء والفقراء.
وليس المهم ما قاله الدكتور هانى هلال رداً على هذه الأسئلة – ومنه ما يدخل فى باب الكوميديا مثل قوله "إحنا حكومة قلبها طيب" – فمن الطبيعى أن يدافع الوزير عن سياسات حكومته، ولن أعيد وأزيد فى هذه "المرافعات" الحكومية لأنها معروفة ومنشورة بالبنط العريض وبالصوت والصورة.
الأهم هو حرص "معارض" وناشط سياسى مصرى، يقود حركة "كفاية" فى كندا، على حضور لقاء تنظمه السفارة المصرية التى كان المصريون يبتعدون عن مبناها بعدة شوارع.
ولأن هذه مسألة بدت غريبة لى.. فقد سألت السفيرة وفاء الحديدى القنصل المصرى العام فى مونتريال عن تفسيرها لهذه المسألة غير المألوفة بالنسبة لنا.
ابتسمت برقة وعذوبة وبساطة .. قائلة "أننى اتعامل مع جميع أبناء الجالية هنا باعتبارهم مواطنين مصريين، بصرف النظر عنا إذا كانوا مؤيدين للحكومة او معارضين لها، أو ما إذا كانوا مسلمين أو مسيحيين، أو ما إذا كانوا رجالاً أو نساء. باختصار كلهم مصريون بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس.
والقنصلية المصرية هى بيت كل المصريين، ولهذا فان أبوابها مفتوحة أمامهم فى كل وقت.
ولم يكن البعض يصدق ذلك فى بداية الأمر، إلى أن جاءنى مجموعة من أبناء الجالية وقالوا لى أنهم اتفقوا على كتابة بيان ينتقد بعض سياسات الحكومة المصرية وأنهم يتساءلون عما إذا كان من الممكن أن أتسلم نسخة من هذا البيان. فقلت لهم أن واجبى ليس فقط أن أتسلمه بل أن أرسله إلى وزارة الخارجية وكافة الجهات المعنية. وقد حدث ذلك. وأنا عموماً لا أتردد عن لقاء اى مواطن مصرى – أيا كان موقفه السياسى – فى مكتبى وخارج مكتبى، وعلاقتى الانسانية طيبة جداً مع الجميع. ومن الأفضل ان يحتضن البيت المصرى – أى القنصلية المصرية – جميع أبنائه وان يقولوا آراءهم داخله بحرية وصراحة، بدلاً من أن يعبروا عنها فى أى مكان آخر".
نظرت إلى السفيرة وفاء الحديدى، التى يزيد من مصداقيتها تلك الملامح المريحة لوجهها المسكون بالأمومة رغم أنها شابة جميلة فى ريعان الصبا، وأيقنت أن مصر تتغير.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشخص-.. الذى نحب أن نكرهه!
- شعاع أمل: رئيسة جمعية أهلية ترفض «التمويل الأجنبي»
- تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - السفيرة وفاء: رغم كل شئ .. مصر تتغير