أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - إبداعات مغربية 2















المزيد.....

إبداعات مغربية 2


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 04:44
المحور: الادب والفن
    


1- السماوي لمليكة نجيب

تتميز الكتابة القصصية عند القاصة مليكة نجيب، كما تجلت من خلال مجموعتها القصصية" السماوي" الصادرة عن منشورات القلم المغربي سنة 2006 ، بتجاذب قوتين خفيتين مهيمنتين ، ومؤسستين لوعي ولاوعي الكتابة : قوة المعاصرة ، بما يعني ذلك من حضور لافت لوسائل التحديث كالطائرة و الأنترنيت و غيرهما ، وقوة التقاليد الموغلة في العتاقة ، والمتمثلة في بعض مظاهر التفكير الخرافي و الشعوذة و ما إلى ذلك.

و يمكن لمسح سريع لمضامين القصص أن يضعنا في صلب هذه الازدواجية التي تتجاذب أحداث المجموعة و شخوصها.

ففي قصة"السماوي" نلفي الشخصية الرئيسية في القصة تسافر جوا عبر الطائرة ، إلا أن الطقوس التي تمارسها أثناء الرحلة ، تجعلنا نقف على هول المفارقة بين الوسيلة الموظفة في التنقل و الوعي المصاحب لها ، وقد عبرت الساردة عن ذلك باستلهام بعض الذكريات المؤثثة لوعي الشخصية و المستقاة من الحكاءة الأزلية، أقصد الجدة ، حيث كان التعارض واضحا بين الطائرة كوسيلة نقل حديثة و بين ذلك العملاق الأسطوري ، الذي تتحدث عنه الجدة ، و الذي " يحمل المؤمنين فوق كفه لزيارة قبر النبي ، و إعادتهم بعد انتهاء الزيارة ، وقلما ينتبه المحيطون بهم لذلك ، فكلما تعمق إيمان الشخص إلا و سهلت رحلته ، و أكدت للحفيدة أنها خلال نوبات تدخل بعدها في غيبوبة لتفيق منها، و هي فوق كف العملاق الأسطوري يعيدها إلى مكانها بعد تبركها بالزيارة" ص12

و لا تتواني الشخصية الرئيسية – وهي تقوم برحلتها- من أن تردد بعض الأدعية السادرة في شعبيتها ، لحمايتها من حادث طائرة محتمل ،قد شكل لها هاجسا حقيقيا ، تقول الساردة في هذا الدعاء " آ رجال البلاد ، آ مولاي بوشعيب ، آ للا عايشة البحرية احموني راني في داركم" ص11

و في قصة "يوم سعيد" تسلك الكاتبة نفس النهج ، إذ عمدت إلى اللعب على نفس الإزدواجية من خلال المزج الإرادي و المعبر ما بين تقنية اتصال حديثة " الأنترنيت " و بين الأبراج التي تطمح لتعرف بواسطتها حظها و مستقبلها ، و كأن الكاتبة تضعنا – من خلال هذا الطرح- أمام مفارقة تستحق التأمل و الانتباه ، وهي بذلك تفتح أعيننا على حقيقة صارخة ، مفادها أن حداثتنا معطوبة بحق ، لأننا اكتفينا بامتلاك الوسيلة، دون أن يصاحب ذلك امتلاك للوعي الحداثي المناسب و المؤطر لتلك الوسيلة.

وتعد في هذا الصدد قصة " طلطوش" معبرة بحق عن هذا التوجه ، إذ يقف المتلقي وجها لوجه أمام شخصية مستلبة إلى أبعد الحدود ، يتعلق الأمر بامرأة عصرية بكل الموصفات ، تشتغل في شركة عصرية، و نمط حياتها يسير على خطى العصرنة ، غير أن عقدة عدم الحصول على زوج "العنوسة" تحيي في أعماقها الإيمان الخرافي ، فتلتجئ إلى حل بعيد عن كل الموضعات العقلانية و الواقعية ، يتمثل في زواجها من جني سيسافر بها بعيدا إلى بلد ناء..هكذا تضع الكاتبة أصبعها على الجرح الدامي لتوقظنا من أحلامنا الوردية، وتقول لنا أنه مهما ادعينا من عقلانية تفكيرا و سلوكا ، فإن أزمة وجودية أو نفسية حقيقية من قبيل أزمة العنوسة أو المرض كفيلة لترمي بنا في مهالك التفكير الخرافي، البعيد كل البعد عن ما نتصوره عن أنفسنا من أننا متشبثون بالعلم ،و متمسكون في حياتنا بالأخذ بالأسباب.

إن هذه الثنائية التي تحكم نصوص مجموعة" السماوي" لمليكة نجيب ناهيك عن أسلوبها السلس ولغتها السردية الناضجة ، تجعل منها مجموعة جديرة بكل اهتمام .



2- سم بدون كولسترول لعبدالسلام المودني



عن دار الورزازي للنشر صدرت سنة 2008 مجموعة قصصية جديدة

للكاتب عبد السلام المودني اختار لها عنوانا " سم بدون كولسترول "، وتقع هذه المجموعة في 78 صفحة من الحجم المتوسط ، وتضم بين دفتيها ثماني قصص قصيرة .

وتتميز الكتابة القصصية عند الكاتب عبدالسلام المودني من خلال مجموعته "سم بدون كولسترول" بخصائص يمكن ذكر بعضها في مايلي :

– طغيان الذات ، ويتجلى ذلك واضحا من خلال عناوين القصص التي نذكر منها "في حضرة موتي" و "في حضرة ليلتي و "في حضرة جسدي" و في حضرة مولدي " و غيرها هذا فضلا على الاهتمام المفرط ب" الجغرافية السرية للذات" جسديا و نفسيا ، الذي يلمسه القارئ على امتداد النصوص.

-– طول القصص ، إذ يلاحظ أن قصص المجموعة على عكس التوجه السائد في القصة القصيرة المغربية تميل نحو الطول حتى أن قصة "في حضرة كوابيسي" تتجاوز 30 صفحة ، وهذه الخصيصة تكاد تميز الكتاب الذين بدأوا مشوارهم الإبداعي بالكتابة الروائية ومنهم عبدالسلام المودني ، الذي يتوفر رصيده الإبداعي على أكثر من رواية.

– تتميز الكتابة القصصية على مستوى التيمات بظاهرة ملفتة ، يكاد ينفرد بها عبدالسلام المودني في المغرب ، فإذا كان السارد أو الشخصيات في القصة القصيرة المغربية، التي يكتبها الكتاب الذكور ، تنماز- نظرا لطابع المجتمع الذكوري الذي تعيش فيه- بافتخارها بفحولتها ، حتى أنها لا تضيع فرصة دون أن تبرز ذلك سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الرمزي على الأقل ، وبطريقة مبالغ فيها بعض الأحيان ،فإن شخصيات قصص المودني بما فيها السارد نجدها لا تتورع عن كشف الجانب الخنثوي فيها بشجاعة قل نظيرها ، بل و تتحدث - بلا مواربة- عن ميولاتها المثلية كذلك ، وقد برزت ملامح هذا التوجه الكتابي في مجموعة المودني القصصية الأولى "بقايا" وخاصة في قصة "وجه في المرآة".

وقد طغى هذا الملمح على نصوص مجموعة " سم بدون كولسترولفالسارد في قصة " في حضرة جسدي"مثلا ، بعد أن ارتدى ملابس ضيقة و خرج إلى الشارع أصبح ضحية لتحرش الذكور به ، وحين يزمع على الاحتجاج يفاجأ بصوت رقيق يصدر عنه قائلا :

–إذا كان سوق الأجساد في طريقك ، فأنا أقصده

وبعد أن يقضي منه رجل وطره يقول:

"بدا الجسد اللعين سعيدا راضيا ، وهو ينزل من سيارة ذلك المأفون الشبق"

و تأكيدا لهذا التوجه يصر المودني على إنطاق شخصياته بما يوحي بأنها لا تعاني من عقدة الذكورة ، فحين يرغب الرجل في الزواج فإن أباه يخاطبه قائلا :

–كبرت حبيبي ، وستتركنا لبيت زوجتك.

وكأن الأمر يتعلق بعروس ستغادر بيت أبويها متوجهة نحو بيت زوجها.

وتبقى أخيرا" سم بدون كولسترول" مجموعة قصصية جديرة بالاهتمام ، ليس فقط بسبب نضج أسلوبها القصصي و لكن بسبب التيمة الفريدة في المتن القصصي المغربي المومأ إليها أعلاه كذلك.




#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضفائر للطيفة لبصير
- إبداعات مغربية
- السرد الروائي في رواية - رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري
- روايات مغربية.. 2
- مميزات القصة القصيرة جدا ومرجعياتها الثقافية والواقعية (أضمو ...
- روايات مغربية
- التخييل القصصي القصير جدا في تسونامي
- ملامح شعرية في المجموعة القصصية -تفاح الظل- لياسين عدنان*
- قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-
- حوار مع مصطفى لغتيري بمناسبة صدور -تسونامي-
- -الشيء ونقيضه -ثنائية فلسفية عميقة تؤثث ديوان -بين -ذراعي قم ...
- المفارقة والسخرية في مجموعة (تسونامي)*
- قصص قصيرة جدا من تسونامي
- قراءة في حب على طريقة الكبار لعزالدين الماعزي
- المغرب بلد قصصي بامتياز
- السخرية والغرابة في رجال وكلاب لمصطفى لغتيري
- حوار مع رئيس الصالون الأدبي المغربي
- عندما يطير الفلاسفة
- حوار
- بيت لا تفتح نوافذه لهشام بن الشاوي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - إبداعات مغربية 2