أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!















المزيد.....

فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أن وسطا واسعا من أبناء الشعب ولا سيما كبار السنّ والأمهات شعروا بالأسف والأسى على ما آل إليه مصير الملك الشاب والذي كانوا يلقبونه بالطفل! حيث زاد من مأساته وفاجعته أنه لم يتزوج بعد ،ولكني أستطيع القول أن الشعب بأسره لم يشعر بمثل تلك السعادة التي عمّت البلاد من أقصاها إلى أقصاها بسبب عبير الحريّة الذي كانوا يتنسّمونه لأول مرّة في حياتهم بعد معاناة طويلة مع حكّام قساة أنانيين لا يعرفون للشعب ذمّة ولا إلاّ .
في يوم الإثنين الرابع عشر من تموز المصادف السادس والعشرين من شهر ذي الحجّة صدحت الإذاعة كالعادة بالبلبل الجميل الذي يغرّد يوميا في الوقت الذي كان فيه الناس ينتشرون توّاً لممارسة حياتهم الإعتياديّة ولمّا تكن المخابز تباشر نشاطها ،ودون أن يقول المذيع قاسم نعمان السعدي هنا بغداد انطلقت صيحةٌ من راديو مخفر الشرطة الموضوع على رفٍّ خشبي في مقربةٍ من الباب النظام للمركز وابتدأ صوتٌ لم نسمعه من قبل يقرأ على السامعين البيان الأول بنبرةٍ هي بين الصراخ والتنغيم المخلوط بشيء من الحزن .
لم يدرِ أفراد الشرطة ما عليهم أن يفعلوه؟ فإذا أغلقوا الراديو ربما يكون البيان هو بيان الحكومة ويُحاسبون على ذلك وإذا تركوه يصدح فلربما تكون حركة ضد الوضع ويُحاسبون أيضا وأخيرا استقرّ رأيهم أن يتركوا كلّ شيء على وضعه لحين مباشرة المعاون!
ولمّا تأخّر المعاون فقد سمع كلّ الناس.. منهم من كان يمتلك راديو ومنهم من لم يمتلكه بعد،سمعوا جميعا البيان كاملا،البيان الذي بدأ بعبارات بسم الله وبمؤازرة المخلصين ...إلخ.
وأخذت الإذاعة تعيد البيان حتّى تجمّع عدد من اختيارية المنطقة عند المخبز وتحدّثوا بالخبر ورأوا متفقين أن يذهبوا جميعا إلى دورهم فهذا أسلم للجميع ولكن الصبية والشباب ما فتئوا يصرّحون بالحدث ويتسائلون حتّى دخلت أختي الصغرى وكانت الضجة قد استدعتها إلى الباب لترى ولتتعرف على ما يحدث وكانت لمّا تتعلّم التكلّم والنطق السليم بعد، فدخلت تقول :ماما ، يقولون نوري سعيد وكأنها تعرف ان هذا الإسم لا يجب أن ينطق به أحد.
فأسكتتها الوالده وعنّفتها منبّهةً إيّاها بعدم ذكر هذا الإسم أبداً .
كنّا ننام كما هي العادة على سطح الدار في أيام الحر والصيف بصورة عامّة ، ولا يتخيّلنّ أحدٌ من الذين يعيشون الآن في أوربا أن سطوحنا كسطوحهم المشيدة من الجملونات والقرميد حيث يعجب منا وكأنّ واحدنا بهلوانا لكي يستطيع النوم على سطح جملون..أقول تم إيقاظنا ولا سيما أنا بسبب كوني الذكر(بلا سياسة ذكوريّة) الوحيد،رغم صغر سنّي في البيت لأخرج وأرى ما ذا يحدث وعرفنا وعرف الناس جميعا ..حتّى سادت ساعتان أو يزيد ،كان الناس جميعا ما يزالون في بيوتهم يستمعون البيانات ويتحسّبون لما قد يحدث..!؟ ولمّا كنّا صغارا فلم يكن لدينا تحسس وتذكّر لما آلت إليه الأوضاع عام 41 بعد ثورة رشيد عالي كما ظلّ يتذكّر الجيل السابق، ولكن ربما بعد ساعتين تقريبا طلع علينا إذاعيا صوتٌ يطلب من الناس أو الشعب أن يخرج إلى الشوارع ليرى نهاية العهد الملكي ونهاية عبد الإله ونوري السعيد وما هي إلاّ لحظات حتّى خرجت مظاهرة شبه عفويّة أو مجموعة مظاهرات متفرّقة غير منظّمة واتجهت في معظمها إلى مركز المدينة وإلى الساحة التي تطلّ عليها بناية المتصرّفيّة ..ولم تكن هناك شعارات ولا لافتات ولا أهازيج منظّمة وكان كلّ واحد يهتف بما يراه مناسبا وحسب إدراكه وفهمه للأحداث ،كنّا أنا وصديقٌ لي قد التقينا أحد المعارف في ذلك الصباح وهو الذي شجّعنا إلى التوجّه إلى الساحة المقابلة للمتصرفيّة وكان يكبرنا سنّا قليلا فأطعناه ولمّا وصلنا الساحة ومن بين ألوف الناس رغب صاحبنا أن يهتف بالجماهير ولا ننسى كم كان هتافه مضحكا فبعد أن حمله من حولُه على أكتافهم صاح بأعلى صوته: يسقط! صاحب الجلالة الملك فيصل الثاني المعظّم!
فأنزلوه وكلّ من حوله غارقّ بالضحك.
وبعد وقت قصير نودي بالمتظاهرين أن يتفرقوا باسم الزعيم عبد المجيد علي آمر موقع البصرةآنذاك حتّى يتم تأمين النظام وأنه ستكون هناك تظاهرة فيما بعد وحين يُدعون لها، فتفرّق المتجمهرون وكاد مركز المدينة أن يكون خاليا إلاّ من بعض الشباب الذين انطلقوا يخربون رموز النظام السابق مثل الشعار الملكي على رئاسة المحاكم ومثل إسم نوري السعيد من على الشارع الرئيس، وبدأت تظهر تجمعات هنا وهناك يتخللها تبادل التهاني .
وعدنا ولم نرَ إلاّ أناسا في غاية الفرح والإنطلاق مستبشرين بالحدث الجديد، وعلى عكس ذلك رأيت بعد الظهر المرحومة خالتي وهي تنتحب بكاءً على مصير الملك الشاب والذي كانت أيضا تسمّيه بالطفل وتقول : ليش؟ شنو ذنب هالطفل شنو شاف من الدنيا وش عرف منها؟ وتبكي بُكاءً مرّاً يخفت حينا ويعلو حينا آخر ، ولمّا كنت أرى خالتي أعظم امرأةٍ في الدنيا وأجمل امرأةً في الوجود حيث ما زلت أتذكّر عينيها السوداوين الواسعتين الكحيلتين وسُمرة بشرتها المميّزة والمشرّبة بحمرة لا أبدع منها وبجديلتيها السوداوين الرائعتين والمتدليتين تحت فوطتها السوداء ولستُ أدري لمَ كنت أجدها أروع وأجمل امرأةٍ رأيتها في حياتي فأحيانا أعزو ذلك إلى ملامحها المتناسقة وحينا آخر أعزوه إلى روحها الطيّبة التي لا مثيل لها وإلى حنوِّها علينا نحن أبناء أختها اليتامى بسبب كونها لم تُرزق بذريّة ولكنها والحقّ يُقال كانت تمنح عواطفها إلى كل أهل المحلّة وتتفقّد الفقير وتخيط الملابس لأغلب أبناء المنطقة وخصوصا منهم الفقراء كما أنها كانت توقّر كبار المحلّة وكان منهم من هم من علية القوم إذ منّ الله عليها بلسان الحكمة ومنطق العقل والحشمة فكانت امراةً محترمة بينهم وهي موضع مشورة كثير من الأهالي لما كانت تتمتع به من حكمة ودراية كما قلنا .كانت أم حسين وهي كنية خالتي العظيمة هذه رغم انها من عائلة سنيّة ومن اصل رفيع هوت بهم أقدار التاريخ ومهازله ومزاحه الثقيل ،أقول كانت أم حسين قد تعرّفت عن طريق عائلة زوجها البغدادي على عائلة طيبة معروفة في باب الشيخ وقد اُعجب ولدهم الشاب المتولع بالسياسة بخالتي ومنطقها وحكمتها، وكان يوقّرها ويحترمها جدّا ولم يكن ليهدر هذا الشاب أية فرصة لزيارة بيت خالتي عندما يزور البصرة، للسؤال عنها لكنه كان يزورهم متخفّياً بلباس عربي بالكوفيّة والعقال ويُكنّى بالحاج محسن وكم تحدّثوا لنا عن تفاصيل أسفاره بالقطار بين بغداد والبصرة حيث يترك القطار قبل المحطة النهائية وينزل في الأرياف والضواحي ثم يتوجه بالسيارة إلى البصرة لتفويت الفرصة على رجال الشرطة ،وكانت خالتي تغتنم كلَّ زيارة إلى بغداد لتحاول أن تتّصل بالحاج محسن أيضا لتستفسر عن صحّته ولكنه للحقّ أقول أنه كان السبّاق للسؤال عنها ولو بواسطة الهاتف إن لم يكن يستطيع أن يزورها عند أحد الأقارب..
لقد رايتُ خالتي أم حسين تبكي بنفس المرارة مرتين الأولى التي ذكرتها آنفا والأخرى وبنفس المرارة بكت طويلا عندما أعلنوا بالراديو إعدام المناضل عبد الجبار وهبي ! عام 63 لقد كان هو نفسُهُ الحاج محسن، وهو الكاتب الشهير أبو سعيد الذي طالما أمتعنا بكتاباته الشعبيّة الجميلة في صحيفة اتحاد الشعب!
لم يكن ذلك الموقف غريبا إذ لم يكن أحدٌ يُحبُّ القتل والدماء لا للملك (الطفل)ولا للمناضلين الحقيقيين الذين أحبهم كلُّ من حولهم.
لقد بكت خالتي المناضل أبو سعيد طويلا كما امتحنت بكل المصائب التي صاحبت معظم العوائل النقيّة ومنها بيتنا الذي كانت ترعاه وكانها أمٌّ حقيقية أخرى فكنّانحن الأطفال نستلم مصروفا يوميا من أمنا ومصروفا آخر منها وقد فرّغت عظيم خزينها من الحب والعواطف السامية علينا إذ أنها لم تُرزق بأبناء من زوجها الذي تزوج عليها سبع مرات بحثا عن الذريّة فلم يُفلح ،وغنيٌّ عن الذكر ما كان يُشعرها تصرفه هذا بالقهر على أنه كان رجلا شهما وصلباوشجاعا حقيقيا تجده في المواقف والظروف الصعبة إلى جانبك في الوقت الذي يتبخّر فيه المزيفون!يساعده في خلق هذا الإنطباع طول قامته وقوة جسمه ونبرة صوته الرخيمة كاي شيخ بغدادي اصيل.
كم كانت تُحدّثنا عن زوج أبي سعيد المناضلة المحامية الأستاذة نظيمة وهبي وكم كانت تّعاني من مضايقات رجال الأمن أيّام العهود السابقة وكم آلمها أن ترى يوما من أيام فرض الإقامة الجبريّة على الست نظيمة أن رجال الشرطة يفرضون عليها ركوب ظهر شاحنة وهي تقف شامخةً تُشير إلى دنائتهم وقلّة وضحالة معاني الشرف لديهم!
في ذلك اليوم ، في يوم الحريّة الحمراء كان هناك من يبكي وينتحب وفي يوم فقْدِ تلك الحريّة وزوالها كان هناك نفس الناس الذين بكوا ،يبكون مرّةً أخرى .إنه حب الحرّية وكراهية العنف والقتل ونبذ الكراهية ، نعم إن العراقيين أحوج ما يكونون إلى ترسيخ معاني الأخوة والحب ونبذ الكراهية.
وعلى حدّ قول احدهم : إن هذا الشعب (يشوّر!)فيا أيها الحكام اتّقوا الله فينا!
لقد كان إلى جانب خالتي العظيمة والجميلة جدا عددٌ كبيرٌمن الخالات العراقيات العظيمات والجميلات جداً يُشاركنها تلك الرقّةِ وذلك العطف غير المتناهي وهنّ فقط عبّرنَ على الدوام عن ما تحتاجه البلاد من التراحم والتعاطف ونبذ الكراهية والعنف والقتل !وهنّ فقط اللواتي لم يقلنَ أبداً(إحنا العراقيين ما يصير إلنا جارة!)
وإن هناك من الذكريات ما لا يُنسى، وهناك من الذكريات أيضا ما نتمنّى من أعماق قلوبنا أن ننساه لفظاعته،كما أن هناك ما نتركه للتاريخ ليقول فيه كلمته .
ولكنه كان يوما عظيما فعلا
كان فجرا ليس ككل فجر
كلّ شيء كان يبدو جديدا جدا..حقّاً.
كان يوما تسبب في اطّلاعنا على الثقافة والفكر والعلم وبداية الطريق لحيازة الشهادات العلميّة وتحسين اوضاعنا المعاشيّة والشعور بأننا مخلوقات تستحقّ الحياة فالحياة هي الحريّة بعينها ولا حياة لمن لا حرّيّة لهم.






#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلّ..! في فن العمل بين الجماهير.
- الشِّعريّةُ وقصيدةُ النثر !
- رداءُ الإفلاس
- الغش والخداع والتمويه
- نقد فكر ومنهج الإسناد والترجيع!
- في الحداثة وما بعد الحداثة!
- متى ؟ ..متى؟
- نوري السعيد..أيضا!
- مغالطات وأكاذيب!
- خليف الأعمى وسرُّهُ الصغير!
- خليف الأعمى وسرُّه الصغير!
- قولٌ على قول..!( في الماديّة الدايلكتيكيّة)
- حكاية المعمّر الحاج علي أبو سريح!
- توسيع دراسة الظواهر الدينيّة بين الماركسيّة والعلمانيّة ورجا ...
- ألتاريخ لا يُخطيء!
- بكم نبتدي وإليكم نعودُ ومن فيضِ أفضالكم نستزيدُ
- زكيّة الدكّاكة!
- إلى أنظار دولتي رئيسي مجلسي الوزراء ومجلس النواب الموقرين
- بأي حقّ..؟!
- ستراتيجية العصر..في كل (جوكه)لنا خيّال!!!


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - فجرٌ جديدٌ جداً ،حقّاً!