أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف جزراوي - بطن متخم ......... وفكر جائع !!















المزيد.....

بطن متخم ......... وفكر جائع !!


يوسف جزراوي

الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 10:51
المحور: المجتمع المدني
    


قد يتفق معي الكثيرون بأن في الاونة الاخيرة باتت المادة هي الأساس في حياة الكثير من البشر ، فقد تبدلت المفاهييم والمقاييس ن أن لم اقل إن إنساننا العراقي فقد مقياس القيم التي عرفها وعاصرها في فترة السبيعينيات والثمانينيات.... ليتساوى عنده الجوهري والثانوي .......... وأصبح كل شي في البلد يسير من سيء إلى أسوا بضمنها الدراسة والتعليم ....... وما نشهده اليوم من متغيرات جعلت واحدنا في تخبط جعل الكثير يتحسرون على ايام زمان ايام الخير ........ وكأنها ايام ذهبت بلا رجعة .............. الله يرحم ايام زمان!!
اخشى إلاّ يفهمني البعض ، لكنني ادعوكم للعودة معي إلى الوراء إلى ايام الخير ؛ ففي تلك الايام عندما كان شاب ما يتقدم لخطبة فتاة . كان سؤال الاهل الاول ( ماهو تحصيله الدراسي ، خريج اي معهد او كلية...)؟ ثم يستفسرون عن اصله وفصله واخلاقه ونسبه وووووووووو ثم ينتقلون بالسؤال إلى الجانب المادي . أما بعد احداث ال 1991 فقد اصبح السؤال الأوّلْ للاهل ( من اي بلد جاي _ ماهو وضعه المادي _ كم يملك ، ماهي مؤهلاته المادية ( بيت ،سيارة،عقارات .......) ثم تاتي الامور الاخرى !
لا حظوا أن السؤال قد تبدل من ( ماهو تحصيله الدراسي) إلى ( كم يملك)؟؟ !! ولعل مازاد الطين بلّة أننا بُتنا نرى البوم الكثير من الفتيات صاحبات الشهادات الجامعية والاختصاصات يقبلن بزواجات غير متكافئة على الصعيد الفكري والدراسي والثقافي...... خوفًا من العنوسة أو بسبب هجرة الشباب..... والسبب الاكثر اهمية لكون المحروس غني !( وبحجة شي يعوض عن شي ) ( رصيد في البنوك يعوض عن الشهادة) ! فصدق ابو المثل بقوله: الفلوس اتجيب العروس!!
ولا يخفى على احد بأن المرء في أيام الخير، كان حلمه الوحيد وهدفه الوطيد هو مواصلة الدراسة والحصول على الشهادة التي ترفع من شأنه كانسان متعلم في المجتمع شهادة تؤهله للحصول على وظيفة يثحسد عليها ويعيش من خلالها ببحبوحة رغد مادي ........ حتى قيل (أن المعلم كالوزير )!....... اما بعد حرب الخليج الاولى باتت المادة هي محرك الانسان الاول واصبح همه كيفة الحصول عليها وان كان على حساب مبادئه وقيمته ودراسته ..........
وبعد احداث 9نيسان 2003 ويومنا هذا ربما اصبحت بعض المحفزات على الدراسة والتعليم لكون الزيادات الحاصلة في رواتب الموظفين ........ مما شجع الاقبال على الدراسة .......... ولكن يافرحة لم تكتمل !! فكم وكم من الشهادات تشترى اليوم! ناهيك عن تعاسة الوضع الامني والتفجيرات والمعوقات الاخرى من زحمة السير وهجرت الكثير من الاهالي إلى محطات الانتظار جعلت التعليم والدراسة يعيشان نكسة جديدة...........
ولعلي اشخص المشكلة بان ضروف الحياة وحاجة إنساننا إلى لقمة عيش ليشبع بها بطنه ، جعلته يركض وراء المادة تاركًا وراء ظهره دراسته وثقافته ...... وازيد: اخذ الكثير من الدارسيين يتطلعون لغيرهم ممن تعبوا على انفسهم من المتعلميين واصحاب الشهادات وذوي الاختصاصات ....... فراوئ الكثير منهم عمّالاً في المطاعم والفنادق والاندية الاجتماعية أو يزاولون مهن لا تليق بهم أن كانوا معلميين او مهندسين وخريجي ...... ولم يكن حال الذين توظفوا في دوائر الدولة اوفر حظًا ايام التسعينات الى قبل احداث 9 نيسان فهولاء المساكيين كانوا يعملون (30) يومًا بطولها وعرضها ليحصلوا في نهاية الشهر على بضعة الاف لا تكفيهم لبضعة ايام .........!!
انها الظروف التي قادت الاغلبية الدارسة لترك شهاداتهم مؤطرة على الجدران ليدخلوا معترك الحياة راكضين وراء ما يملا جيوبهم ، فنحن وللاسف يتنا نعيش في بلد وظروف مقياسها تملك شي تساوي شي. الستم معي في هذا التشخيص؟!


ناهيك عن ان الكثير من العقول شدت الرحيل لبلدان الجوار وغيرها من البلدان من اجل اياد لقمة عيش في جامعات وكليات وووووووو و بعد 2003 زاد النزيف لما شهده البلد من استهداف العقول والدارسيين والمثقفيين .......
هذه وغيرها من الاسباب غدت إلى اهمال الدراسةوالتعليم وتثقيف الذات في العراق ........

لذا املي ان نعيد للدراسة والتعليم حصانته واهميته وان نعطي لكلمة ( الشهادة) حقها، لنرتقي بها الى المنزلة المرجوة والمعهودة ..... فما فائدة ان تكون من اصحاب المليارات والاملاك لكنك تجهل ابسط متطلبات الحياة والتعليم والثقافة ............ ولا يختلف اثنان على ان معظم الناس لا تقيم للمرء ( الجاهل ) وزنًا وحسابًا وان كان من اصحاب المليارات وما اكثرهم اليوم في عراقنا الجديد!!!!!

ربما لا يعجبكم حديثي هذا فتقولون :كفاك مثالية ....فواقعنا وعالمنا وظروفنا و.......... لا يحترمون الانسان دون مال ...... وربما تزيدون : كقيمتكم بما تملكون من رصيد في البنوك وعقارات ووووو وعندما تعتاز لا تجد من يسندك ويمد لك يد العون المادي .......... فلا بد من تحصين الذات ماديًا وووووووووووووووو
سأوافقكم الرأي واعطيكم ( شيئًا) من الحق .......... نعم المال شي مهم في الحياة أنه نعمة الله الينا ...... لكنه ليس كل شي .......... فاحترام ومحبة الناس لا تشترى بالمال!! وان اُشترت فلكون البائع رخيص !!

لذا بيتك لا تنسى يا قارئي العزيز إن قيمتك كإنسان ليست في اشباع وتخمة بطنك ........... فلا تكن من اصحاب ( الكروش) وما اكثرهم اليوم! ........ ولا تتوهم وتخدع نفسك فتعبي جيوبك وخزانتك بالملايين ...... فهذه لاتعطيك كقيمة انسانية ........ إنّما بما تحمله من فكر ووعي وثقافة وروحية وشهادة حقيقية تكون خصيلة سهر وتهب ودراسة واستيعاب .......... وسيدنا يسوع المسيح له المجد يقول : هنيئًا للجياع . لا لجياع الخبز واللحم ، انما لاولئك الذين لا يعرفون الاكتفاء على الصعيد الفكري والثقافي والدراسي والروحي والانساني


فلا تكبر وتتخم بطنك وتكون من اصحاب ( الكروش)............ وتجوع فكرك .......... لانك ستعيش الضياع وستكون فارغًا........ وما اكثر الفارغيين اليوم!! وستمر بهذا الوجود العظيم مرور الكرام وستكون رقم بين الارقام .............. فتغدو نكرة وجود!!



#يوسف_جزراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يوسف جزراوي - بطن متخم ......... وفكر جائع !!