أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج














المزيد.....

التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2335 - 2008 / 7 / 7 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


تنقيط اللون على اللوحة هو اسلوب جديد في الفن المعاصر، إذ ان التنقيط القديم كان عبارة عن ملء الفرشاة باللون ثم جعل الفرشاة تمس الكانفاس (قماشة الرسم). وهذه المدرسة بدأها فنانون مثل بيسارو، وقد واكبت هذة الطريقة الثورة التي أحدثها الانطباعيون في باريس في مستهل القرن الراحل، وهي طريقة تعتمد على تحليل اللون وإرجاعه الى أصله. فمثلا، ان أردت ان تحصل على اللون البنفسجي عليك ان تضع مكوناته الرئيسة (الازرق والاحمر) وعوضا عن مزجهما لتحصل على البنفسجي، تضع نقاطا من الاحمر والازرق متقاربة من بعضها، فحين تبتعد عن اللوحة تحس بأن هذين اللونين قد أعطياك نتيجة جديدة. فاللونان قد امتزجا مع بعضهما، وصارت النتيجة لونا اخر هو البنفسجي، دون ان تمزجهما على الباليت (محمل الالوان).
اذن فقد أعاد الفنان الانطباعي هنا اللون (البنفسجي) الى اصله، وهذه هي الطريقة التحليلية في مزج اللون، والطريقة هذه تنطبق على بقية الالوان. فعندما تريد أن ترسم باللون الاخضر الذي هو مزيج من الازرق و الاصفر لاتضطر الى مزجهما على الباليت، وانما تضع هذين اللونين أحدهما قرب الاخر بشكل لمسات صغيرة من الفرشاة، واذ تبتعد عن اللوحة تشعر أن هذين اللونين هما اللون الاخضر في حين عندما تقترب من اللوحة لاتجد أثرا للون الاخضر. وقد كان رواد أو مكتشفو هذه الطريقة هم مجموعة من الفنانين الانطباعيين الفرنسيين، وقد احدثت هذه الطريقة في التحليل اللوني والابداع فيه ضجة كبيرة في حينها، وأبدع هؤلاء الفنانون في هذا الاتجاه وأعطوا البشرية نتاجا زاخرا إعتمد على التحليل اللوني، أي إعادة الالوان الى أصلها الصريح.
أما بالنسبة للتنقيط المعاصرـ وفي العراق خير من يمثله هو الفنان الفذ الراحل عزيز حسك البعقوبي ـ فقد اعتمد على اسلوب آخر، وقد تكون الصدفة هي التي لعبت دورها في اكتشاف اسلوبه هذا. عالم اللون هذا العظيم العجيب الذي لو تفتح له الذهن البشري واكتشف حقيقته، لهام فيه وابتعد عن الالوان التي لاتذكر الانسان الا بالحرق و الموت والرخص السائد والمسيطر على المخيال. فبدل ان يستكشف الانسان الحديث ويستنبط من الطبيعة حلاوتها وجمالها ويغور عميقا في مباهجها، اذا به غالبا ما يبتعد عن عوالمه ويقترب من عالم الحروب .. نعم الحروب التي تحيل كل الالوان الى سواد قاتم ولا تترك – أي الحروب – أثرا لونيا يؤشر للخير او يبشر به.
اذن ،الانسانية تحرض الجميع على دراسة الطبيعة واستشفاف الخير من خلال ألوانها البهيجة. هذه الطبيعة التي تعلن على الدوام أنها وجدت لإشاعة الخير دون الشر. فمن واجب كل فنان أن يجدد ويبدع وإلا إنتهى الى الفشل. وهنا ينتصب أمامنا السؤال : هل، لكل فنان القدرة على التغيير؟ وهل ان كل فنان على استعداد لتحمل كل المشاق الحياتية بغية اقتناص الجديد والاحساس به؟ بطبيعة الحال الجواب سيكون: كلا،،، ....... ولماذا؟ لأن الغالبية العظمى من الفنانين يتبعون فكرة (اطفر النهر من قريب) وهم غير معذورين، وإن كان الموضوع شائكا ومعقدا، لاسيما ان الساحة لاتهيء للفنان المبدع جوا حياتيا ملائما يستطيع فيه أن يستمر ويبدع دون النظر الى أي أمر آخر يعيق مسيرته الحياتية من مأكل ومشرب ومسكن، فشتان بين ما تشبع به بطنك، وما تشبع به ذهنك.
نعود و العود احمد – الى الفنان عزيز حسك الذي أراد يوما تحضير (الكانفاس) للرسم فلم يشأ طلاءه بالمادة الاساس بل غمس الفرشاة (بالبانتلايت) وجعلها تسير فوق القماشة، ثم اضاف للون الذي سال لونا اخر فثالثا ورابعا والخ ... وتأمل النتيجة، فبدت له القماشة لوحة تجريدية بحق!
فهام بهذه النتيجة الآتية من الصدفة التي ربما أنعشها وخز البحث. ومن هنا بدأ الاتجاه ؛ أعاد التجارب مرات، أضاف لها الوانا أخر، وصعق عندما رأى تشابك الالوان ببعضها، وسرّ للنتيجة، فلطالما قرأنا عن اولئك الذين غاصوا في بحوثهم فاكتشفوا مالم يخططوا له.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات العامة عند الجواهري
- آثمون.. من قصائد مهرجان المربد الخامس البصرة 9 11 أيار 200 ...
- بعقوبة والشيوعيون وموسم الهجرة إلى الأفراح
- وقفة عند محاججة الأرباب
- فبأيّ أعين بعضكما تنظران
- بئس هذه الحرية ، نِعم هذا الزعاف!
- على حائط حنا السكران
- أفلاطونيا
- انا واحد ...وانت تتكرر للشاعر مهدي القريشي
- النبي الصامت
- بعقوبة
- هناءة المحابس
- كاسب كار
- الضجة الصديقة
- يا امرأة الوجع الحلو
- من بعقوبة البرتقال والنضال
- في فئ السنديانة الحمراء البتول
- جمهورية البرتقال
- حُداء الغرانيق
- مدمي الشباب


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم الخياط - التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك البعقوبي.. كومونة البنفسج