أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - محمد عبد القادر الفار - ما هو الحب















المزيد.....

ما هو الحب


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:38
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لا تخلو أغنية أو رواية أو قصة أو فيلم أو قصيدة أو أسطورة مما يسمى بالحب ،، بل حتى أحاديث المراهقين والصغار والكبار معظمها حب في حب … وكثير من مواقف الناس واتجاهاتهم وحالاتهم النفسية ترتبط بشكل أو بآخر بذلك الصرح المبهم الذي يسميه الناس بالحب..

لا بد إذاً أن يتولد لدينا فضول لفهم ذلك “الحب” الذي يشغل الناس…

أولاً لا بد من أن نفهم أنه لا يوجد تعريف محدد لما يعرف بالحب… فالأشخاص المختلفون يشعرون بمشاعر مختلفة كلياً في طبيعتها ومع هذا فكل من هؤلاء يسمي شعوره ذلك بنفس الاسم : الحب.. ولأنه حالة نفسية ذاتية غير موضوعية فقد أفسح المجال للنظريات المثالية التي تصفه بأنه حالة لا يمكن شرحها ولا يفهمها إلا من يجربها إلى آخر ذلك الكلام المفرط في رومانسيته…

إن موضوع الحب بداية تتجاذبه في معظم الحالات مقولتان تتناقضان في موقفهما من الحب لكنهما تشتركان في كون كل منهما مثالية في جزء منها..

المقولة الأولى هي مقولة تبدأ بعدم فصل الحب عن الجنس… وهي مقولة معقولة وموضوعية ومنطقية من هذه الناحية… لكن مشكلتها هي أنها لا تنتهي هنا.. فهي غالباً تنظر إلى الجنس نظرة ترفع واحتقار وتعتبره قذارة ورذيلة إلى آخر تلك التوصيفات الساذجة… وبالتالي فهي نظرة تدين الحب ..

المقولة الثانية هي مقولة تحاول جاهدة أن تصور أن الحب منفصل عن الجنس وأنه شيء أسمى و أعظم وأنه شيء مقدس وله طبيعة خاصة إلى آخر ذلك الكلام الغريب… وهي تشترك مع المقولة السابقة في نظرتها الدونية إلى الجنس… لكنها تختلف عنها في موقفها من الحب… فالحب عندها لا يمكن أن يكون موضع اتهام… بل هو أعظم وأسمى من أن يكون في موضع الاتهام .

ويبدو أن المقولتين السابقتين كغيرهما من المقولات المثالية هي مقولات لا تتعامل مع الواقع بل تحاول إملاء تصوراتها الخاصة بأي شكل على الواقع..

وهناك تساؤلات بديهية تطرح نفسها هنا:

مثلا ً : أليس “الحب” هو النوع الوحيد من العواطف والمشاعر الذي يكون في معظم حالاته من طرف واحد..؟؟ فمعظم أنواع الحب الأخرى (عائلية، صداقة، .. إلخ) تكون فيها الأرواح كما يقال جنوداً مجندة.. ويندر أن تجد أحداً يقابل الحب في تلك الحالات بالكراهية أو حتى باللامبالاة..

- إذا كان هذا الحب منفصلاً عن الجنس ولا علاقة له به فلماذا إذاً لا ينشأ هذا النوع من العاطفة إلا بين شخصين من جنسين مختلفين… لماذا كان اختلاف الجنس شرطاً لنشوء هذه “العاطفة” لو لم تكن جنسية في طبيعتها؟؟

إن مشكلة تلك المقولات وشبيهاتها تنبع من نظرتها الدونية إلى الجنس… تلك النظرة التي يسيطر عليها حاجز “التابو” والتي تمارس الكبت بشدة … إذا لا بد أولاً من اتخاذ الموقف الطبيعي من الجنس باعتباره غريزة الحياة الطبيعية.. تلك الغريزة الجميلة التي تتدفق بكل ما هو طبيعي ونقي وصاف… تلك الغريزة التي تنبض بالحياة… وقبل اتخاذ ذلك الموقف الإيجابي والمنطقي من الجنس فلا يوجد أي سبيل لفهم الحب…

إن الجنس هو في طبيعته عملية تقوم على التفاعل والتجاوب بين طرفين… وهذا التفاعل لا بد من أن تنتج عنه عاطفة … لأن الإنسان كائن له مشاعر وأحاسيس.. ولا يمكن لأي عملية يقوم بها بالتفاعل مع طرف آخر أن تمر دون أن تسجل في نفسه عواطفاً وانطباعات تبقى معه بعد انقضاء الجنس وحتى أمد طويل..

صحيح أن الأمر في الحقيقة يبدو معاكساً يبدأ بالحب لا بالجنس… ثم يأتي الجنس لاحقاً ,, إلا أن الحب في حقيقته ما هو إلا ذلك الامتداد الشعوري والنفسي للرغبة الجنسية والذي يتجاوز حالة الرغبة بالجنس إلى حالة مختلفة من السرور النفسي.. ولذلك فهو يشكل في البداية مؤشراً على الميل الجنسي الذي بإمكانه أن يولد انطباعات نفسية إيجابية عند وصوله إلى الجنس… فهو حالة نفسية تدل على أن الجنس مع هذا الطرف سيتجاوز الليبيدو الجنسي ليصل إلى حالة من الرضى النفسي والانجذاب العاطفي…

فالحب قد لا يعتمد على الصفات الجنسية الذكورية والأنثوية، لكنه في معظم الحالات يعتمد بشكل أساسي على صفات أخرى مثل ملامح الوجه والابتسامة والضحكة و كذلك طريقة الكلام والمشي والتصرف وانتقاء الكلمات (أي ما يصطلح عليه بالشخصية) وهذه الصفات هي صفات تلعب دوراً أكبر من الصفات الجنسية المباشرة في ناحية التفاعل الجنسي… وهو التفاعل الذي لا يمكن أن يقتصر على الحالة الجسمية كما في الأكل أو الشرب أو التخدير.. لأنه في الحالات السابقة يكون الإنسان أحد الطرفين فيما الطرف الآخر جماد.. أما الجنس فهو حالة يكون التفاعل فيها حتمياً لأنه بين كائنين يشعران ويحسان…

وهنا قد يأتي من يتساءل.. ماذا عن الدعارة : أي بيع الجنس مقابل المال … وماذا عن التفاعل فيها.. وأين هو الحب من كل ذلك؟؟

والواقع أن الدعارة ظاهرة غير طبيعية شأنها شأن الاغتصاب .. إذ أنها لا تنبع من ميل مشترك وانجذاب ينتج عنه ذلك التفاعل… بل تقوم بين طرفين كل منهما يحتقر الآخر ولا يمكنه بل لا يريد أن يتفاعل معه عاطفياً… لذلك تقتصر على الناحية الجنسية الجسمية ولذلك تبقى لذتها ناقصة لأنها لا تمتد ذلك الامتداد الطبيعي الذي يسمى بالحب..

وماذا عما يسميه أصحابه بالحب العذري المجرد من أي غرض مادي؟؟

هذا هو التطبيق العملي لأصحاب النظرة المثالية الثانية التي تحدثنا عنها.. فهم يحاولون التهرب من حقيقة أن الحب جنسي في طبيعته لأنهم يحتقرون الجنس.. ومشاعرهم هذه هي مراهقة مؤقتة أو “رغبة جنسية عاطفية مبطنة” (حب).

وقد يتساءل المرء بخيبة أمل

هل هذا هو الحب فقط؟؟… وهل ينتهي إذاً بزوال الجنس؟؟.. ويتبخر إذا انتهى أحد الطرفين إلى العجز الجنسي أو الضعف أو الهرم أو دمار المظهر والشكل؟؟

والإجابة هي أن الحب باعتباره عاطفة مرتبطة بالجنس،، معرض لكل ذلك .. لكنه قادر أيضاً على أن يتطور إلى أشكال أخرى من التفاعل العاطفي مثل العشرة والصداقة والتعاطف والمحبة والتي قد تصل إلى التضحية و الإيثار .. وبها تتجسد أسمى معاني الإخلاص والتفاني والحرص.. وهي بالتالي قادرة على الحفاظ على نفسها والاستمرار بقوة متصاعدة بغض النظر عن الجنس..

وهذا هو مغزى عبد الوهاب في أغنية عاشق الروح

“وعشق الروح ما لوش آخر.. لكن عشق الجسد فاني”



وللحديث بقية . . .

http://1ofamany.wordpress.com




#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مساومة على اللاعنف
- كروبوتكين : عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك
- اللاعنف في العقائد الأسيوية
- ما الذي تريده من الحياة ؟
- سلمى (4) ... قداسة
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (4)
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (3)
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (2)
- سلمى (3) ... شفاعة
- كروبوتكين .. وأفكاره الفدرالية (4)
- حول الخادمات في الأردن
- السجون : جريمة وفشل اجتماعيان (1)
- كروبوتكين .. وأفكاره الفدرالية (3)
- سلمى (2) ... في أسباب النزول
- كروبوتكين .. وأفكاره الفدرالية (2)
- سلمى (1) ... التجلي الأول
- أين أخطأ الشيخ إمام !
- كروبوتكين .. وأفكاره الفدرالية (1)
- شيء كحزني
- أنهيدونيا آلفي سينغر !


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - محمد عبد القادر الفار - ما هو الحب