أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الخميسي - د. محمد غنيم .. من أحلام مصر














المزيد.....

د. محمد غنيم .. من أحلام مصر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:55
المحور: سيرة ذاتية
    


المرة الأولى التي سمعت فيها بمركز علاج الكلى في المنصورة وبالدكتور . محمد غنيم لم تكن في القاهرة ، بل في موسكو ، عام 85 أو86 ، عندما جاءنا زميل مصري لعلاج الكلي ، وتوجهت معه إلي أفضل معهد في روسيا، وهناك فحصه أستاذ كبير ثم سألني بدهشة : لماذا لم يتوجه زميلكم إلي د. محمد غنيم ومركز الكلى بالمنصورة ؟! ليس لدينا ما يمكن أن نقدمه له أفضل مما يستطيعون في مصر. تلجلجت في الكلام بين الحيرة والدهشة والشعور بالفخر لأن عندنا في مصر علماء يستشهدون بأسمائهم في الخارج بكل ذلك القدر من الاحترام . وبدأت أسأل عن مركز الكلى الذي بدأت قصته بمجموعة من الأطباء الشبان المجهولين في مقدمتهم د. غنيم نجحوا عام 1976 رغم الإمكانيات المتواضعة في اجراء أول عملية نقل كلى في مصر. وكان ذلك انتصارا علميا ، وأخلاقيا ، لأطباء لم يسعوا للشهرة والجوائز والمال والألقاب في الخارج بل لخدمة بلدهم فحسب. وحفزهم النجاح على التفكير في إنشاء مركز متخصص شغل في البداية جناحا صغيرا في مستشفى المنصورة الجامعي ، إلي أن خصصت المحافظة للمركز قطعة أرض وفرضت قرشا على كل أردب أرز أو قمح لصالح المشروع ، وأخذ د . محمد غنيم يطرق أبواب المنح الخارجية فلم تستجب أمريكا وأوروبا ولا حتى الدول العربية لدعم المشروع ، هولندا وحدها هي التي قدمت 15 مليون جنيه مع دعم فني ، وفي عام 1983 أصبح المركز حقيقة ، وخلال نحو ربع القرن استقبل مائة وثلاثين ألف مريض، تم علاج تسعون بالمئة منهم مجانا . المركز الذي رفضت أمريكا ودول أوروبا المساهمة في تمويله ( رغم الإنفاق السخي لتلك الدول على مجموعات نشر الديمقراطية)، أخذ يستقبل أطباء من أمريكا ( 18 طبيبا ) ومن بريطانيا ( 13 طبيبا ) ومن فرنسا وألمانيا وغيرها ويتولى تدريبهم على عمليات نقل الكلى! وبهذا الصدد يقول د. محمد غنيم " لابد أن نساهم في تراث الإنسانية فلا يصح أن نكون مستفيدين فقط دائما ". يعبر د. محمد غنيم عن الفكرة التي قادته إلي إنشاء المركز بقوله : " المشكلة في مصر إن اللي معاه فلوس يتم علاجه في أفضل المستشفيات ، ومن يملك المال والنفوذ يستطيع السفر للخارج ويتم علاجه على نفقه الدولة ولو كان لإجراء بواسير ، واللي ما فيش معاه يروح في داهية .. لهذا كان مركز الكلى بالمنصورة مؤسسة غير ربحية "، هذه الفكرة ذاتها هي التي تجعل د. غنيم يقضي إجازته في فندق رخيص في الغردقة يقدم له صاحبه خصما معقولا لأنه بلدياته من المنصورة ، ولأن د. غنيم لا يستريح في " مارينا " و" الشرم " وغيرها ، حيث يعم " مجتمع مفتعل قوامه الأثرياء الجدد " . علماء مثل د . محمد غنيم هم جزء من أحلام مصر وآمالها وثرواتها الأخلاقية والعلمية والوطنية ، ولهذا أثار الحريق الذي شب في المركز مؤخرا حزن الكثيرين ، وردا على رسالة وجهتها إلي الصديق العزيز القصاص المبدع محمد المخزنجي الذي يقضي إجازة في سوريا مع أسرته كتب يسألني : " هل علمت بالحريق الذي وقع في مركز الكلى بالمنصورة ؟ أنا لا أعرف حدود ما حدث، لكنني أشعر بحسرة مريرة لأن النيران هاجمت ذلك المركز، جزيرة الرحمة التي أنشأها د. محمد غنيم ، أحد أعظم وأنبل علماء مصر، إنني من حيرتي وألمي والبعاد عاجز عن الكتابة في هذا الموضوع الذي أظنه يخص الحضاره ومآثر الإنسان المصري ويستحق بلاشك استنفار الضمير الثقافي . لست قادرا عن الكتابة من هنا فهل تفعلها أنت ؟ ". لقد خسر المركز الكثير من الإمكانيات في الحريق الأخير ، وفتح أبواب التبرع على أرقام حسابات معلنة ومعروفة ، فهل يحتشد أدباؤنا وكتابنا – على الأقل الذين فازوا مؤخرا بمختلف جوائز الدولة – ويفتتحون حملة تبرعات، وهل يمكن لجريدة أن تتولى تلك الدعوة إلي أن يعوض المركز ما أهدرته النيران من معدات تصل قيمتها إلي ملايين الجنيهات ؟ هل ننجح كما يتمنى المخزنجي في " استنفار الضمير الثقافي " ؟



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاش والطفلة
- وداعا أيتماتوف !
- دمياط تواجه حملة - أجريوم - الكندية
- رواية العمامة والقبعة لصنع الله إبراهيم .. زمن الغزو
- الآخرون .. ترف أم ضرورة ؟
- مصر .. أكواخ وقصور
- فلسطين في القاهرة اليوم
- كيف صارت أمريكا شيوعية ؟
- البدين والنحيف
- كرم العنب تحفة عبد الوهاب الأسواني
- الفن والحياة الاجتماعية
- الأدب في خطر !
- حصان فلسطيني أحمر
- حدثونا الان عن السيادة المصرية !
- فيلم - حين ميسرة - عندما يولد الفن ولا يعيش
- مقالات د. محمد مندور
- أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة
- الدب الروسي يثير القلق
- الشاعر أحمد حجازي و - استحالة حوار -
- بنات علم وكرامة


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أحمد الخميسي - د. محمد غنيم .. من أحلام مصر