أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - وللجرافة وظيفة أخرى














المزيد.....

وللجرافة وظيفة أخرى


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أحب سفك الدم أبدا، ومنذ صغري اكره العنف كرها شديدا، رغم أني أعيش في زمان ومكان يدفعاني دفعا لأكون عنيفا، أو لأتبنى العنف وسيلة للخلاص من الألم الذي جاء به لي ولشعبي حفنة من الغزاة الصهاينة.. وأنا هنا لست في معرض التأييد أو الاستنكار لما قد قام به ذلك الشاب الفلسطيني-- ابن بلدة صور باهر المقدسية-- حين أطلق العنان لجرافته ليحطم ويطحن بها العديد من الحافلات والمركبات الإسرائيلية، ويقتل أربعة منهم ويجرح العشرات.. ولكني وقبل أن اعرف الدوافع الحقيقية التي جعلت ( حسام دويات ) ابن صور باهر يقدم على فعلته.. اسمح لنفسي أن أتخيل ما يمكن أن يكون قد خطر في بال ذلك الشاب، حينما نفذ عمليته ( الخاصة ) بدون أي انقياد أو انتماء لأي تنظيم فلسطيني.. جائز أن يكون ذلك الشاب قد سمع ليلتها الأخبار.. أو شاهد بأم عينيه أطفالا فلسطينيين ممزقي الأجساد، ونساء تندب وتولول على فقدان أعزائهن، وعجائزا قد دفنوا تحت أنقاض بيوتهم، جراء ما تقوم به دولة الاحتلال من عمليات عسكرية وحشية بربرية ضد شعب فلسطين، وقد تكون ذاكرة ابن صور باهر قد امتلأت ولم تعد تستوعب المزيد من الماسي، وهو يرى كل يوم منازل المقدسيين جيرانه وهي تهدم وتدمر بالجرافات الإسرائيلية-- بعد أن يكون أصحاب تلك المنازل المساكين قد عملوا المستحيل لتوفير المال اللازم لبنائها، وكم دونما من الأرض في الضفة الغربية-- قد صودر، وكم قرية من القرى الفلسطينية قد عزلها الجدار ونهب أراضيها.. ويجوز انه وفي لحظة من التفكير العميق.. ومع انسداد الأفق السياسي أمام عينيه-- بسبب التعنت والصلف الإسرائيلي – يجوز أن ذلك الشاب-- ولتلك الأسباب كلها ( أو لأسباب ذاتية لم تعرف لغاية الآن..!! )-- قد اتخذ قراره الشخصي بتنفيذ عملا يؤذي به الإسرائيليين--
تخيلت كل ذلك وأنا اجلس أمام التلفاز وأشاهد مناظر عملية الجرافة.. ( الجرافة التي يطالب بعض الإسرائيليين اليوم باستخدامها هي نفسها لهدم بيت ذلك الشاب..!! )-- تخيلتها هي أو إحدى مثيلاتها وهي تمارس وظائفا أخرى اشد ألما وقسوة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. تذكرت ميشيل كوري وهي تداس تحت جرافات الاحتلال، عندما حاولت بجسدها وقف زحف الجرافات القادمة لهدم المنازل وتخريب الممتلكات بغزة.. وتذكرت جرافات الاحتلال وهي تغلق كل يوم طرقنا الفلسطينية، وتبني عليها السدات الترابية، لتخنقنا وتتسبب لنا بالموت البطيء.. وفاضت ذاكرتي أكثر.. وسالت نفسي عندها: أليس من الممكن-- مع تواصل جرائم الاحتلال وتفاقم القهر والظلم أن يفكر بعض ضحاياه أو كلهم بالبحث كل بطريقته الخاصة بالرد على جرائمه بأشكال وأدوات لم نعهدها من قبل..؟؟
لقد ارتبط اسم الجرافة في عقول الفلسطينيين بأعمال القتل والتدمير وهدم المنازل وتجريف الأراضي وبناء الجدار وإقامة الحواجز وإنشاء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية.. لكن ابن صور باهر قرر أن يضع إلى جانب كل تلك الوظائف المجرمة-- وظيفة أخرى-- وهي أن حول الجرافة ( الإسرائيلية ) التي يقودها إلى آلة تتسبب بالألم للإسرائيليين أنفسهم، وهو بذلك يكون قد ابلغ الإسرائيليين رسالة مفادها-- أيها الإسرائيليون-- مثلما رأيتم الجرافة في شوارع القدس وحشا يلتهم أجساد أبناءكم.. افتحوا عيونكم جيدا وانظروا لحقيقة ما تفعله جرافات جيشكم ومستوطنيكم ضد أبناء شعبي-- ومن المؤكد أن الألم الذي أحس به الإسرائيليون من جراء عملية الجرافة في القدس-- وهو الم طبيعي-- ليس إلا نقطة في بحر الآلام التي تطال كل صباح وكل مساء أطفال ونساء وشيوخ وعمال ومزارعي شعب فلسطين.. والمحزن والمؤسف حقا أن الألم الذي يطال الشعبين سيتواصل إلى أن تأتي لحظة يدرك فيها شعب دولة الاحتلال أن أمنه وسلامه لن يتحققا إلا حين تتوقف جرائم جيش الاحتلال ومستوطنيه، ويتحقق الأمن والسلام العادلين للشعب الفلسطيني.

مخيم الفارعة
4/7/2008





#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى
- أم علي تنجو بأعجوبة
- إلى الأمام أيها الرفاق
- أرجوحة أطفال عزون
- الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء
- محطات في تاريخ حزب مجيد
- فاطمة تودع ابنها الثاني شهيدا
- متى تنفذ الحكومة وعدها للمزارعين متضرري الصقيع..؟
- اللاجئون.. أوضاع تسوء وأحلام تبتعد
- جورج العظيم .. جورج الحكيم
- لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - وللجرافة وظيفة أخرى