أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - رحلة الى اتحاد الادباء














المزيد.....

رحلة الى اتحاد الادباء


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 06:16
المحور: الادب والفن
    


كانت معاناة الوصول الى بغداد من الرمادي اشبه بتسلق جبال الهملايا. سيطرات لا تعد ازدحام قاتل يجعل الانسان
يضيق ذرعا بنفسه وبالاخرين وهذا الشعور ملاني بالخيبة والاحباط ولكن تجديد هوية اتحاد الادباء ومقابلة بعض
الاصدقاء الذين قد يتواجدون فيه هون علي بعض ما اصابني من احباط وياس.
فور دخولي بوابة الاتحاد كان ثمة حرس جالسون في المدخل لسؤال الوالج عما يريد وربما تفتيشه اذا كان يحمل
حقيبة او كيسا...وبعد السؤال والجواب دخلت وسالت عن غرفة تجديد الهويات ودفع الاشتراكات فدلني احد الواقفين
اليها وكان الشاعر المهذب الفريد سمعان احد المتواجدين في الغرفة وحين سلمت عليه وابنت له ما اريد رحب بي
كثيرا واوعز الى احد الجالسين اتخاذ الاجراءات اللازمة في التجديد والاشتراك..
بدا بعض الاشخاص يتقاطرون على الاتحاد تمليت في الوجوه لعلني اعرف احدا فانا اديب من المحافظات فرضت
علي الظروف القاهرة ان اجافي بغداد ردحا طويلا من الزمن ولا ازورها الا خائفا مترقبا... فقد كان الموت سيد بغداد
يحصد من الارواح ما يشاء صناعه الاوغاد المجهولون والمعلومون.
كان اول الاصدقاء البازغون من عتمة نسياني الشاعر رزاق عداي وما ان رايته حتى احسست بشلال متدفق من السعادة
اخذته بنشوة الفاقد الذي يجد ضالته حيث لم اره منذ سنين...كان مثلي متلفها لهذا اللقاء الذي لم يكن في حسبانه... احقا ما
زلت تعيش يا رزاق في بلد الموت الاحمق؟ نعم.... وانت يا علي كنت احسبك من الهالكين لاسيما بعد ان كانت اخبار
الموت في مناطقكم لا يكاد يخبو اوارها..
كان نادي الاتحاد هو ما يحمل بعض الادباء على زيارته وهو المتنفس الوحيد لهم بعد ان اصبحت بغداد بلا نواد او مقاه
بغداد التي كانت ذات يوم تعج بالحركة والسرور اصبحت اليوم مدينة مسورة بالكونكريت والبنادق واللافتات السود...
ولجنا تادي الاتحاد الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في موعد افتتاحه.. جلسنا على طاولة كبيرة وكانت القاعة لا تضم
الا اعدادا قليلة من الرواد..لكن بعد قليل بدأت الوجوه تلوح بكآبتها ..... كنت ارصد الداخلين كي اقتنص معارفي من بينهم
لقد اطل احدهم انه الشاعر والكاتب الجميل المشاكس كاظم غيلان...جلس متعجبا من حضوري فانا اعيش في قارة بعيدة
تاخذ اسم محافظة...بدأ الحديث الودي والكل بانتظار النادل الذي سيكون ما يقدمه من شراب بلسما للروح وزيتا لمصباحها
الايل للانطفاء..... بعد قليل اطل الاعلامي احمد المطفر والشاعر محمد درويش علي والناقد عدنان منشد واخرون لا اعرفهم
في كل هذا التجمع لم ار من ادباء المحافظات سواي وحين سالت عن السبب قيل لي ان بغداد مرعبة في الليل وفنادقها مسكونة
باشباح الموت والاختطاف فمن ذا يغامر من ادباء المحافظات بالمجيء الى بغداد من اجل هوية قد يصبح بسببها بلا هوية
حيث يقتل على يد قاتل مجهول الهوية.
امتدت جلستنا طويلا وكان رجوعي الى الرمادي مستحيلا وحين طرحت مشكلتي على اصدقائي تطوع الاستاذ احمد المظفر
لمفاوضة الشاعر الفريد سمعان بصفته الامين العام من اجل ايجاد ماوى لي في غرفة تسمى غرفة الضيوف يحل بها اضطرارا
من تتقطع به السبل مثلي... وبعد حصول الموافقة احسست بالسكينة فها انا لا اضطر الى افتراش حديقة او مصطبة في غابة
اسمها بغداد... ولا احل نزيلا بفندق قد تكون ليلتي فيه هي الليلة الاخيرة من العمر.
تكلم الادباء الاصدقاء في جلستنا عن كل شيء الا الادب.... كان التذمر يلف الجميع والكل ياسف على الوضع الذي وصل اليه
العراق... اكان احد يتصور ان اصحاب الكلمة يطردون الى منافيهم ومن يبقى منهم تطارده لعنة الخوف والموت والنسيان...
لقد اصبح الفن مادة للسخرية في بلد الفن وبات من يدعون انهم حماة الادباء وصانعو عهدهم الجديد مجرد فزاعات يحرسها رهط
من الانكشارية المدججين بالسلاح..
ولكن ما يبعث على التفاؤل ان صناع الفن ما زالوا عند مواقفهم الثابتة بعدم الانجرار وراء خزعبلات الافاقين والمدعين الجهلة
الذين لوثوا بسمومهم القاتلة جسد الوطن ولكنهم الزبد الماضي الى جحيم التاريخ



#علي_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اقدس بعد انتهاكي؟
- لم تعد طروادة بيتي
- يا بشراي
- بقايا مملكتي
- حكاية المختار وتابعه دشر-3-
- كم اغرد خارج سربي
- حكاية المختار وتابعه دشر-2-
- حكاية المختار وتابعه دشر -1-
- من غير عبد الله يتشح السواد
- ادباء الانبار خارج المربد
- احمل ناياتك مرتحلا
- عجيب امور غريب قضية
- اسرج في الوحشة ليلي
- سلم لي على ذيل الكلب
- وزير العناوين في الحكومة القادمة
- نجمة الصباح
- سوى الحب لا ابغي
- فمك الفردوس يزهو
- قصيدة مباشرة جدا
- البصرة مدينتي


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الانباري - رحلة الى اتحاد الادباء