أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء السورملي - أصحاب السيادة















المزيد.....

أصحاب السيادة


ضياء السورملي

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يحلو للعديد من القادة السياسيين في العراق ان يتكلموا بصوت عال عن السيادة . هذا من حقهم الطبيعي لو كانوا فعلا صادقين فيما يقولونه ولو كانوا فعلا هم سادة واصحاب سيادة ، ولكن الحقيقة والافعال على الارض تبين لنا عكس ذلك تماما فلا هم سادة ولا هم اصحاب سيادة . الامثلة والشواهد كثيرة ومتعددة ولا تبتعد كثيرا عن أعين الناظرين والمراقبين السياسيين لها .

اول هذه الامثلة هي المطارات العراقية . ان اهم مطار عراقي هو مطار بغداد الدولي وهو الان تحت السيطرة الكاملة للقوات الاميركية ، تفتح اجواء المطار متى تشاء وتغلقه متى تشاء ، وتستطيع منع السفر في اي وقت ترغب هي به ثم تسمح للمسافرين بالذهاب والاياب متى تشاء ، ولكن دعنا نقول لأصحاب ومعالي السادة ، هل تستطيعون ان تمنعوا أي اميركي ان يدخل مطار بغداد الدولي ؟ وهل انتم من يمنح سمة الدخول وهل ان سفارتكم في اميركا مفتوحة وعندكم تمثيل دبلوماسي كامل ؟

اما المثال الثاني فهو مطار البصرة الدولي والذي هو تحت قيادة القوات البريطانية المتمركزة بالقرب من المطار وتدير المطار باكملة وتسيطر على اجواءه ، ايضا نسأل نفس السؤال ، هل للسلطات العراقية واصحاب السيادة اي سيطرة ومسؤولية في ادارة المطار والتحكم بالداخلين منه واليه ؟

من الامثلة الاخرى لاصحاب السيادة الذين يدعون انهم سادة واسياد وخصوصا على العراقي المسكين المغلوب على امره حيث تشارك كل القوات الاجنبية والعراقية في متابعته والضرب بقوة على رأسه في سبيل ان يتحقق لاصحاب السيادة الحرية الكاملة في مخاطبة اسيادهم من غير اعتراض الناس والشعب عليهم ، حتى يقولوا نعم من دون توقف على كل ما يطلبه او يامره اسيادهم الحقيقيون منهم ، لقد انتفخت في العراق سلطات قيادية عسكرية مشابهه لما كانت عليه في زمن صدام وبدأت قوات صدام تعود تدريجيا الى السلطة بحجة أو باخرى ، وبدأت تتشكل نفس المجالس في الزمن السابق وباسماء مختلفة ، منها مجلس الامن السياسي وهو بديل لمجلس قيادة الثورة ، ومجلس الأمن القومي وهو مشابة للقيادة القطرية ، ومجالس الصحوات وهي نفسها قوات الجيش الشعبي ، ومجلس اسناد العشائر وهي نفس العشائرالمتخلفة الامية والجاهلة والتي لا تعرف سوى التدخين في مجالسها وشرب القهوة وهي نفس العشائر ونفس رؤساءها التي كانت ترفع الرايات والبنادق الخالية من الرصاص وتهوس امام صدام حسين وتحت رحمة حماياته واذلالها لهم .

في عصر السيد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات العسكرية نوري المالكي نجد ان الطابع العسكري هو السائد في البلد ولم تنته المظاهر العسكرية رغم مرور خمس سنوات على دخول القوات الاميركية وتحريرها العراق من قبضة صدام واعوانه ، ومما يؤسف له ان الاوضاع الشاذة والعسكرية وحالة الطوارئ ربما ستبقى الى مدة خمسين سنة اخرى اذا استمرت الحياة اليومية على هذه الوتيرة وسبب ذلك هو عدم وجود برامج تنمية علمية واقتصادية واجتماعية وتربوية في عقلية السادة اصحاب السيادة الحاكمين في العراق .

يتقلد السيد رئيس الوزراء رتبة القائد العام للقوات العسكرية وهي نفس الرتبة التي كان يتقلدها صدام حسين يتقلدها اليوم خليفته في الحكم السيد نوري المالكي ، فقط ان صدام لم ينزع بدلته العسكرية منذ وضع الرتبة على كتفه اما المالكي فانه ينتظر من شعبه ان يقلده الاوسمة والنياشين مثلما فعل مع صدام وعندها سيصبح عندنا صدام جديد اسمه نوري الصدامي !

ولا ندري ما هي وظيفة وزير الدفاع وما هي وظيفة رئيس اركان الجيش العراقي ولماذا دائما يريد رئيس الوزراء ان يكون القائد العام للحرس والشرطة والجيش والجندرمة والبيشمركة وكل من يحمل قطعة سلاح حتى ولو كانت مصيدة طيور او فئران . ومما يزيد الامور تعقيدا وسخرية ان كل هذه الرتب وهذه الالقاب العسكرية للسادة اصحاب السيادة فانهم لا يستطيعون التاثير على جندي اميركي او حتى مدني ممن يعملون مع القوات الاميركية او مع عناصر الحماية مثل بلاك واتر ، والكل يتذكر كيف ان احد الجنود الاميركان وضع راس صدام تحت الحذاء الاميركي وحسنا فعل ، وايضا عندما اركعوا السيد اياد علاوي على الارض ووضعوا ارجلهم على ظهره حتى اوشكوا بكسرها اضافة الى الممارسات العنيفة اليومية تجاه المدنيين العزل في بيوتهم الآمنة من قبل الجيش الاميركي والجيش العراقي والشرطة العراقية المقلدين لسلوك الجيش الاميركي في كل الاحيان .

من الامثلة الاخرى على السيادة لاصحاب السيادة هو السيطرة الاميركية على المنطقة الخضراء وكل المرفقات الموجودة فيها من مباني على الارض العراقية ، حيث ان اصحاب السيادة انفسهم يقولون انهم عرضة للتفتيش اليومي الدقيق والذي ينتقص من سياداتهم ويعرض شرفهم السيادي للنقيصة ، هم عرضة للتفيش اليومي عند الدخول وعند الخروج ، يفتشون جميعهم صغيرهم وكبيرهم ، لن يمر شخص مهما كان منصبه و حجمه وضخامة جسمه وانتفاخ كرشه وطول انفه ، سواء كان اقرعا او اصلعا او صابغا شعره ، يفتش إن كان أعزبا او متزوجا اربعة نساء او كان رجلا كهلا او شابا ولا يهم ان كان يلبس العقال والكوفية او العمامة البيضاء والسوداء او السدارة السوداء الدليمية ، لا يهم ان كان حافي القدمين او يلبس نعال ، حتى المرأة هي الاخرى عرضة للتفتيش مهما كان شكلها ولونها ، تلبس الحجاب او لا تلبس الملابس ، لا يهم ان كانت شريفة او من بائعات الهوى للسادة المسؤولين اصحاب السيادة في المنطقة الخضراء ، ان سيادة الجميع تتوقف يوميا عندما يمرون من امام الجندي الاميركي او افراد الحمايات العسكرية المكلفين بواجب حماية مرافق المنطقة الخضراء ، يسخر الجنود الاميركيون احيانا من بعض أصحاب السيادة عندما تهتز شورابهم وهم يتكلمون عن الكرامة وعن الشيمة العربية وعن كرامة رؤساء العشائر التي مسخها لهم صدام حسين عندما كان يستدعيهم الى قصوره .

ان السادة من الساسة العراقيين يتكلمون كثيرا عن السيادة المنقوصة بسبب ادارة المحتل للعراق ، لا ادري هل يضحك هؤلاء السادة على انفسهم ام يضحكون على من عينهم لغباءهم ، يعتقدون بغباءهم اننا أغبياء مثلهم ، ان العراق محتل وان العراق لا سيادة له يا اصحاب السيادة ، ومن يعترض سوف يتم تنحيته شاء ام ابى ، ان رواتبكم هي من الادارة الاميركية وان النفط كله اصبح ملكا لاميركا وحلفاءها شئتم ام ابيتم .

لكي يبقى احترامكم قائما يا اصحاب السيادة ما عليكم الا ان تتعاملوا باحترام مع الادارة الاميركية التي احترمتكم . فقط نذكركم يا اصحاب السيادة والمعالي والسمو والسماحة والامام والسيد والشيخ الفاضل والشيخ الجليل وحجة الاسلام وايات الله ، نذكركم جميعا ، كل من لا يحترم نفسه ولا يحترم الارادة الاميركية عليه ان يودع العراق ويرحل الى مكان اخر في جبال تورا بورا او ان يذهب الى القبائل في الباكستان او ان يذهب الى صحارى ليبيا او ان يذهب الى اقرب مقهى يلعب النرد والطاولة والدومينو او ان يذهب الى اقرب حسينية ويلطم على الماضي حتى يمل منه اللطم ويضرب بالقامة على رأسه لفشله وننصح الجميع بان يتركوا الدين لاهله ويتركوا السياسة لرجالها ، اما السيادة يا اصحا ب الفخامة والمعالي فاتركوها لاصحاب السيادة اميركا وحلفاءها فهم ادرى بشعاب العراق اكثر من اهلها .






#ضياء_السورملي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحة فنية وجدار البيت الفيلي
- من حلبجة الى دارفور في السودان
- كاكه حمه ويس و المچارية
- جند السماء
- الخَر ََف ْ السياسي
- إستقلال كردستان حلم أم حقيقة
- الكورد الفيليون واعدام الطغاة
- كاكه حمه ويس وعجائب قصور الظالمين
- اعدام صدام عبر ودروس
- احزاب سقطت في مستنقعات مدينة الموت
- كاكه حمه ويس مع الحجاج في نقرة السلمان
- كاكه حمه ويس قاضي الشعب
- كاكه حمه ويس وحقوقه المسلوبة وآيات الله
- محمد البدري وداعا
- بيروت تحترق من جديد
- المعتوه بن لادن
- أبو شنيور في المحكمة
- الصابئة المندائيون - ملائكة السلام
- الدكتورة رايس أو السيدة تمنايه
- الزعيم الأبله


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ضياء السورملي - أصحاب السيادة