أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - فشل السياسة الخارجية للنظام العربي















المزيد.....

فشل السياسة الخارجية للنظام العربي


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرت العادة ان تعين كل دولة اهدافًا واضحة تمس مصالحها العليا .. تسعى الى تحقيقها من خلال وسائل وادوات مشخصة ضمن برنامج واليات تبنى على اسس علمية وواقعية تفضي الى الوصول الى تلك الاهداف بأقل مايمكن من التكاليف ولاسيما في مضمار السياسة الخارجية حيث تحشد الدول كل امكانياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأعلامية والعلمية وتوظفها بأتجاه تفعيل ادوات سياستها كي تصل الى اهدافها والتي تنعكس على سياستها الداخلية كمنافع بكل أشكالها لمجتمعاتها .
لكننا لونظرنا في السياسة الخارجية العربية وكيفية استخدام ادواتها من قبل الدول العربية لرأيناها بعيدة كل البعد عن الوصول الى اهداف ومصالح الامة العربية .. لا بل هي سياسة تنم عن خور وضعف الانظمة العربية وعجزها عن مواجهة الواقع العربي والدولي بروح العصر والياته .. يمكن تبين ذلك من خلال الاطلاع على كيفية استخدام الانظمة العربية لادوات السياسة الخارجية العربية خلال العقد الاخير ..
۱ . القضية الفلسطينية
لم تعد القضية الفلسطينية - التي كانت محورية حتى وقت قريب - لم تعد لها نفس الاهمية كما في السابق بل ان عددا من الدول العربية لم تضع هذه القضية على اجندتها .. بل تتردد الانظمة العربية عن اتخاذ اي اجراء ضد اسرائيل رغم تراجع الاخيرة عن التزاماتها في عملية السلام . فيما شرع عدد اخر من الانظمة العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني بعد اتفاق اوسلو1993، فضلا عن ان بعض الانظمة اعتبرت القضية الفلسطينية وبهذا الشكل قد انتهت بالنسبة لها واصبحت تخص اصحابها فقط . وليس ادل على ذلك من حياد بعض الانظمة العربية بين اسرائيل والفلسطينيين وقيامها بدور الوسيط بينهما .. وفي الوقت الذي كانت فيه إنتفاضة الأقصى المباركة تحقق نجاحات باهرة – نزوح حوالي ثلث سكان المستوطنات في الضفة والقطاع وخروج مليون إسرائيلي ورحيلهم الى خارج إسرائيل – أقدمت السياسة العربية في مؤتمر بيروت على إعلانها عن إستعدادها االإعتراف بإسرائيل والتطبيع الكامل معه ولعل هزالة ما وصلت اليه السياسة الخارجية العربية ظهر في رفض إسرائيل للمشروع العربي بل ردت إسرائيل وبكل عنجهية بإقدامها على إحتلال الضفة والقطاع وعاثت فيها فساداً وقتلاً .
٢ . الأداة العسكرية
منذ مؤتمر مدريد ( 1991 ) أصبح الخيار العسكري للتعامل مع إسرائيل خياراً مستبعداً تماماً بالنسبة لمعظم الدول العربية – في حين أعتبرت تلك الأنظمة السلام مع العدو خياراً استراتيجياً .. وهو ما يجعل الأنظمة العربية ودولها في موقف أضعف في مواجهة إسرائيل ، ويلاحظ هنا أن القوة العسكرية العربية أصبحت تحشد أما ضد قطر عربي آخر كما فعل النظام العراقي السابق في غزوه للكويت ، او كما في تحشيد قوات بعض الدول العربية ضد العراق ومشاركتها لوجستياً اوحربياً في حرب الخليج الثانية مثلما ساهمت تلك الانظمة في استباحة العراق واحتلاله على ايدي مغول العصر الامريكان ، بدلاً من أن توجه تلك القوة نحو إسرائيل ، فضلاً عن قيام تلك الانظمة بتوجيه تلك القوة ضد الشعوب في الدول العربية لإرهاب الجماهير وتدجين الشارع العربي.
٣ . البترول
في سبعينيات القرن الماضي وظف العرب البترول بشكل فعال في حرب تشرين 1973 وهددوا به المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة من أجل إنتزاع الحقوق العربية .. ولكن الذي حصل في التسعينات تراجع في توظيف هذه الأداة الفعالة لاسيما بعد السيطرة الأمريكية والغربية على منابع النفط العربية وتدني أسعاره مما جعله أداة لإختراق الدول العربية وليس أداة في يدها لتحقيق مصالحها ، ورغم الارتفاع الكبيرفي اسعار النفط اخيراً الا اننا لم نلاحظ في الافق ما يشير الى ان ثمة عمل يجري لانتشال الشعوب العربية من سبّة الفقر وشرنقة التخلف المتظلّفة .
٤ . الأداة القومية
حيث التخبط الذي الذي تشهده الرؤية العربية والتناقض في مواقفها وحيث لم يوجد أي إتفاق بين الدول العربية حول ماهية المصالح العربية التي يجب أن يسعى الى تحقيقها العرب عالمياً .
حيث تتحرك كل دولة بمفردها في تفاعلها مع النظام الدولي لاسيما في القضايا الإقتصادية فضلاً عن القضايا السياسية .. ولم يتم توظيف الأداة القومية من وحدة الشعب والجغرافيا والتاريخ والتطلعات والأهداف والأعداء لم يتم توظيفها لصالح العرب بأي شكل من الاشكال .
٥ . قوة الإرادة وإستقلالية القرار العربي .
أية قراءة مهما كانت مبسطة للسياسة الخارجية العربية تظهر إنسياق الأنظمة العربية مع التيار الأمريكي وسياسته الضبابية والمنحازة لإسرائيل .. فيما إنعدمت الإرادة المستقلة لدى الأنظمة وأصبحت أشبه ببيادق الشطرنج .. بل أصبح كل هم الأنظمة هو إرضاء الأمريكان الذين يضمنون بقاء تلك الأنظمة في سدة الحكم .
٦ . أداة المياه .
تعد قضية المياه إقليمياً حاضراً ومستقبلاً من الأمور شديدة الخطورة لكون المياه عرضة للشحة في الكثير من أقاليم المنطقة والعالم سيما بعد موجة الجفاف التي تجتاح المنطقة بالإضافة الى الزيادة السكانية الهائلة في دول المنطقة فضلاً عن الإتجاه المتنامي للتنمية الزراعية بإعتبارها قطاعا محورياً لتحقيق التنمية الإقتصادية في المنطقة .
إن السياسة العربية لم تفلح في مواجهة المشكلات التي تواجه الوطن العربي إلا بشكل محدود فالعلاقة بين دول منبع المياه وهي ليست عربية بالطبع وبين دول مصب المياه وهي عربية ، تسودها التوترات والإضطرابات في الجانب السياسي مثل علاقة تركيا بسوريا والعراق .. أوعلاقة أثيوبيا بالسودان ومصر .. ذلك حال دون قيام مشروعات مشتركة للإستفادة من أحواض الأنهار ولكل الأطراف بما يخدم مصالح الجميع .
أما توزيع الحصص فإن دول المنبع تستأثر بمعظمها في حين تكون حصة دول المصب العربية ضئيلة لاتفي بحاجاتها . ناهيك عما تسعى إسرائيل اليه من الحصول على المياه من منابعها سواء فيما يتعلق بعلاقتها مع تركيا للإستفادة من مياه الفرات ، أو محاولاتها للتواجد في دول منابع النيل .. فضلاً عن إستحواذها على منابع المياه للأنهار العربية الصغيرة اللبنانية والسورية والفلسطينية .
٧ . إستمرت سياسة الدول العربية في إستمداد شرعية بقائها من وجود إسرائيل كدولة مهددِة للوجود العربي وبالتالي على الجماهير العربية أن تجمد حقوقها ولاتطالب حتى بلقمة العيش لأن الحكام العرب يحتاجون تلك اللقمة لتحويلها الى رصاصة لمواجهة إسرائيل في الظاهر .. اما الحقيقة فان تلك الرصاصة توجه دائماً ضد المواطن العربي بدلاً من أن توجه ضد الأعداء الحقيقيين .. وهكذا دجّن الشارع العربي وجرى تغييب كامل للرأي العام وبالتالي مصادرة العقل العربي الواعي والعلمي ليحل محله عقل غيبي إتكالي متوجس .





#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكافأة
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - فشل السياسة الخارجية للنظام العربي