أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى عنترة - المغرب الحقوقي يتعرض لضربة جديدة














المزيد.....

المغرب الحقوقي يتعرض لضربة جديدة


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 2333 - 2008 / 7 / 5 - 10:27
المحور: المجتمع المدني
    


لم يتخلص المغرب الحقوقي من لعنة التجاوزات القانونية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، إذ ما زالت تطارده من قبل المجتمع الحقوقي الذي ما فتئ يسجل في تقاريره سواء الوطنية أو الدولية هذه التجاوزات. وهو ما سيساهم بكل تأكيد في خدش صورة المغرب في الخارج ويهدد جملة من المكتسبات المحققة في السابق لفائدة الدمقرطة.
ولعل تعامل الدولة مع حركة الاحتجاجات الاجتماعية يوضح مأزق المقاربة الرسمية المعتمدة في علاقاتها مع المغرب الحقوقي .
عرفت وتيرة الاحتجاجات الاجتماعية تصاعدا ملحوظا منذ سنوات، حيث عاشت العديد من المواقع الجغرافية بالمملكة أحداثا طرحت العديد من الأسئلة، كان وراءها حركات منظمة وأخري عفوية، كما تعددت مطالبها وتنوعت أشكالها الاحتجاجية، ومست أيضا هذه الاحتجاجات قطاعات متعددة بدءا من الرياضة إلي الأمن.
تجاوزت الحركات الاحتجاجية المجال التعاقدي، مما يعني وجود نوع من التحول السياسي الهام في طبيعة الحركات الاحتجاجية، إذ تعددت في أشكالها وتنوعت في مطالبها مستخدمة بذلك أساليب جديدة تؤشر علي ظهور ما يسمي بـ الحركات الاجتماعية الجديدة المتواجدة خصوصا بالولايات المتحدة الأمريكية.
لم تقابل كل الحركات الاحتجاجية، منذ بداية الألفية الجديدة، بالقمع من طرف السلطات الأمنية لاعتبارات تعود بالأساس إلي رياح الانفتاح التي هبت بقوة علي سماء المملكة، وارتفاع اهتمام بعض وسائل الإعلام الدولية والمنظمات العالمية بهذه الحركات.
وهو الأمر الذي دفع السلطات إلي الحذر في التعامل معها خوفا من حدوث انزلاقات ومخاطر قد تتسبب في ضرب صورة المغـرب الحقوقي ، وكان من نتائجه خلق مناخ إيجابي أعاد نوعا من الثقة إلي المراقبين للحياة السياسية وعكسته بوضوح بعض المنظمات الحقوقية في تقاريرها المحلية والدولية.
لكن الأحداث الإرهابية التي عاشتها البلاد (16 ايار/ مايو 2003) أوقفت هذا المسار الإيجابي في علاقة الدولة بالمجتمع المدني الإحتجاجي، وأعادت الروح في المقاربة الأمنية في تعامل الدولة مع هذه الاحتجاجات.
كانت البداية، كما هو معلوم، إقدام الدولة علي تسييج ذاتها بمجموعة من القوانين المتشددة تجاه الحريات (قانون مكافحة الإرهاب..)، وفي محطة ثانية تنظيم وتقوية أجهزتها الأمنية وتطوير آليات المراقبة والتتبع مع التأكيد علي عدم التساهل مع أي حركة احتجاجية كيفما كانت طبيعتها وحجمها. وقد تتبعنا التراجع الخطير الذي عاشته الحريات بعد الأحداث الإرهابية، إذ حلت المقاربة الأمنية مكان المقاربة التنموية التي جاءت في سياق المفاهيم الجديدة للحكم (المفهوم الجديد للسلطة).
فالمقاربة الأمنية لم تعمل إلا علي تأجيج الوضع الاجتماعي خاصة بعد تنامي الحركات الاحتجاجية وسعيها إلي احتلال الشارع العام اعتمادا علي أساليب سلمية (المعطلون)، حيث لم تبق هذه الحركات سجينة الفضاءات الضيقة. ويعود هذا الأمر إلي انتقال السياسة إلي الشارع لأسباب متعددة، تتمثل:
أولا في تراجع الأحزاب السياسية عن أداء وظيفة التـأطير والتنظيم داخل المجتمع، ذلك أن هذه الأحزاب لم تعد آلياتها التقليدية قادرة علي احتواء مطالب شرائح واسعة داخل المجتمع.
وثانيا في تراجع المركزيات العمالية في قيادة هذه الحركات لافتقادها للاستقلالية في اتخاذ القرارات التي تخدم مصالح الطبقة العاملة، مع العلم أن بعضها يسعي، اليوم، جاهدا إلي العودة إلي الساحة الاجتماعية. ولعل الإضرابات التي نشطت في الآونة الأخيرة تؤكد صحة هذا القول.
وثالثا في تنامي دور المجتمع المدني، إذ أضحي متقدما في مبادراته ومطالبه وقويا بدعم وسند المجتمع المدني الدولي.
ساهمت محدودية السياسة الاجتماعية للدولة في انتعاش الحركات الاحتجاجية، خاصة بعد اشتداد الأزمة وعجزها عن الاستجابة لبعض المطالب الاجتماعية. فالدولة لم تعد تجد من حلول لمطالب هذه الحركات سوي القمع، ويلخص هذا الأمر القمع المستمر تجاه حركة المعطلين وأصحاب الشواهد العليا أمام مبني المؤسسة التشريعية.
توجد حركات احتجاجية لها طابع الاستمرارية كالحركة الحقوقية ومثيلتها الأمازيغية والإسلامية والمعطلين، وحركات ظرفية سرعان ما تختفي بعد الاستجابة لدفتر مطالبها. كما أن استراتيجية احتلال الشارع العام من لدن الحركات الاحتجاجية تتحكم فيها عوامل سياسية خاصة من طرف الحركات التي تمتلك مشروعا سياسيا. أما الحركات العفوية فنجدها عادة ما تلجأ إلي استخدام بعض الأساليب السلمية كرفع صور الملك أو العلم الوطني.
شمل السلوك الاحتجاجي جل القطاعات، سواء الفردي منه أو الجماعي، المنظم أو العفوي. وشكلت المطالب الاجتماعية والوطنية وكذا القومية أساس هذه الاحتجاجات، إذ لم يسلم أي قطاع من هذه الحركات، كما أن انتقال موضوع هذه الاحتجاجات إلي مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية يعبر عن كون الشرائح الواسعة من المجتمع المغربي حصل لديها نوع من الإشباع علي مستوي حقوقها السياسية والمدنية وانتقلت للبحث عن إشباع حقوق أخري خاصة في ظل اشتداد الأزمة الاجتماعية، وتراجع الدولة عن أداء وظيفتها الاجتماعية. وفي هذا السياق يبرز التحول الذي تشهده الحركة الأمازيغية علي سبيل المثال لا الحصر، في انتقالها من دائرة الثقافي إلي الاقتصادي والاجتماعي.
إن اتساع دائرة الاحتجاجات واحتلالها للمجال العمومي ولجوئها إلي أساليب جديدة
كالتهديد بإحراق الذات الذي لجأ إليه المعطلون أو الدخول في إضراب عن الطعام حتي حدود الموت أو التهديد بالانتحار الجماعي كوسيلة للضغط علي الدولة من أجل الاستجابة لمطالبهم.. وأساليب أخري، تدعو الدولة إلي إعادة النظر في المقاربة الأمنية المعتمدة والتفكير في مقاربة جديدة في تعاملها مع السلوك الاحتجاجي. بمعني مقاربة تأخذ بعين الاعتبار نوعية التحول الجذري الذي طرأ علي هذه الحركات الحاملة لمطالب مشروعة في غالب الأحيان.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض بين الاتحاديين والاستقلاليين يطفو من جديد على سطح ال ...
- الصحافي جمال براوي يؤكد أن الإرهاب مسألة بنيوية والمغرب لم ي ...
- جدلية السياسي والتقني في قضية تعليق بث -النشرة المغاربية-
- مريم الدمناتي ناشطة امازيغية وباحثة في مجال التربية والتكوين ...
- !! السي عباس الفاسي و-المهام-
- مصطفى عنترة يتحدث في حوار للمشعل حول الإشاعة التي تنسج حول ا ...
- مصطفى عنترة يتحدث في حوار لجريدة -المشعل- حول الإشاعة التي ت ...
- متى تتصالح الأحزاب السياسية مع المكون الأمازيغي؟
- الإعلامي والباحث مصطفى عنترة يتحدث في حوار مع جريدة -ازطا- ح ...
- إعلان عن قرب تأسيس مجلس علمي للجالية المغربية المقيمة بالخار ...
- تدني صورة الأمريكان في عيون المغاربة
- ماذا بعد التخلص من محمد اليازغي ؟
- تشكيلة المجلس الأعلى للجالية بالخارج لم تحظ بإجماع مغاربة ال ...
- مصطفى عنترة، باحث مهتم بشؤون الحركة الأمازيغية، في تصريح لجر ...
- براهيم أخياط عضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأماز ...
- إذ بلقاسم يؤكد أن تقارير الحكومة لم تكن تنفي أن الأمازيغ هم ...
- هل يجرؤ اليسار المغربي على الاعتراف بهزيمته القاسية في الانت ...
- الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي يوجه مذكرة حول موضوع الدس ...
- مصطفى عنترة في تصريح ليومية -بيان اليوم- حول موضوع إحداث قنا ...
- رشيد نفيل يتحدث عن انتظارات الفاعلين الديمقراطيين من المجلس ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى عنترة - المغرب الحقوقي يتعرض لضربة جديدة