أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية














المزيد.....

اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


كيف يمكن لشعب مثل شعب فلسطين التعايش مع غرباء قدموا إلى بلاده من شتى بقاع العالم، واغتصبوا بالقوة أرضه وكل حقوقه..!! إن كل المعطيات تفيد بأن التعايش غير ممكن، حتى ولو قبل هذا الشعب-- مغلوبا على أمره-- التنازل عن أجزاء كبيرة من حقوقه.. فان التعايش مع المستوطنين سيظل أمرا مستحيلا، وذلك يعود إلى العديد من الأسباب منها-- أن المستوطنين هم دوما من غلاة المتطرفين اليهود، ويمارسون في تعاملهم مع الفلسطينيين أبشع أشكال العنصرية والاستعلاء، ولا يطيقون أبدا حتى رؤية أي فلسطيني، ويضمرون في قلوبهم كراهية عمياء لكل ما هو عربي.. ومع الزحف الاستيطاني الكبير يصبح الاحتكاك بين أصحاب الأرض ومغتصبيها أكثر فأكثر-- في الحقول وفي المساكن وعلى الطرقات-- الأمر الذي يعني نشوب صراعات عنيفة بشكل دائم، والخطير في الأمر أن المستوطنين يحملون بالعادة السلاح، ويكونون مطمئنين لحماية الجيش لهم، لذلك فهم دوما يقومون بأعمال الزعرنة والعربدة ولا يتورعون عن ارتكاب أبشع المجازر.. ولا يمر يوما إلا ويرتكب فيه المستوطنون جريمة جديدة ضد الفلسطينيين.. ومن الأمثلة على تلك الجرائم القصة التالية:---

روضة خضر سيدة فلسطينية من قرية عزبة الطبيب في محافظة قلقيلية، تبلغ من العمر 43 عاما، توفي زوجها وترك لها ابنة واحدة، موظفة في وزارة الشئون الاجتماعية الفلسطينية في مدينة سلفيت، الأمر الذي يدفعها للسفر كل يوم مسافة 40 كم كي تصل إلى مكان عملها وهو ما يستغرق منها أكثر من ساعة ونصف بسبب وجود العديد من الحواجز الطيارة، إلى جانب الحاجز الرئيسي الدائم المسمى بحاجز زعترة-- الذي يفصل شما الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها وكأنه حدود دولية دائمة..
وفي يوم 27/3/2008 وصلت السيدة روضة كعادتها إلى حاجز زعترة، وبعد اجتيازها عملية التفتيش المعتادة وعبورها الحاجز، نزلت من السيارة وجلست على مقعد في محطة الانتظار ريثما تأتي سيارة تنقلها إلى سلفيت، وبعد دقائق من وصلها رأت السيدة روضة ثلاث نساء يهوديات من المستوطنين يتجهن نحو المحطة التي تجلس فيها.. وفورا تعرفت على واحدة من بينهن-- كانت أوروبية الأصل، طويلة شقراء، يميل لون بشرتها إلى الاحمرار وتلبس تنورة طويلة.. وفورا تذكرت روضة تلك المستوطنة، وتوقعت حصول شجار بينهما—لأن تلك المستوطنة سبق وان تشاجرت مع روضة في نفس المحطة أكثر من مرة- حيث كانت تصادفها دوما عند المحطة، الأمر الذي يشير إلى أنها من سكان مستوطنة تفوح المجاورة للحاجز والمقامة على أراضي قرية ياسوف، وهي المستوطنة المعروف عن سكانها بأنهم من المتعصبين جدا والعدوانيين.. وعندما اقتربت المستوطنة من روضة- وبدلا من الشجار باللسان والشتائم كالعادة- كانت المفاجأة بإخراج المستوطنة هراوة سوداء بطول ما يقارب أل 40 سم من حقيبتها، وبسرعة البرق وبقوة هائلة وجهت ضربتها إلى رجل روضة، حيث أصابت ركبتها اليمنى بشكل مباشر، وفرت مسرعة هي ورفيقاتها، حيث كانت سيارة مستوطنين بيضاء تقف على بعد 10 أمتار من مكان الاعتداء، وركبت المستوطنة ورفيقاتها وسارت السيارة بسرعة جنونية واختفت من المكان.. أما روضة فبعد أن تلقت الضربة حاولت الوقوف واللحاق بالمعتدية، لكنها أحسست بآلام شديدة أضعفت من قدرتها على الوقوف، كما أن المعتدية كانت قد غادرت المكان.. جلست روضة في المكان تتلوى من الألم، ولسوء حظها لم تجد في تلك اللحظة أي شخص عربي لتستنجد به ويقدم لها المساعدة، وقد قررت فورا عدم مواصلة السفر إلى عملها بمدينة سلفيت، وبدلا من ذلك قررت الذهاب فورا إلى قلقيلية لتعرض حالتها على الأطباء في المستشفى، وتحصل على العلاج المناسب.. تحملت آلام الوقوف، وأخذت تشير للسيارات العربية المارة بالمكان، وبعد نصف ساعة من المعاناة وقفت أمامها سيارة عربية مخصصة لنقل الركاب وكانت وجهتها مدينة قلقيلية.. فركبت بها حتى وصلت مستشفى الطوارئ الحكومي وكان ذلك عند حوالي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، وفورا قام المسعفون بإدخالها إلى قسم الطوارئ، وتم استدعاء طبيب العظام المختص، الذي فحصها بعناية تامة، وابلغها أن هناك تمزق شديد في الوتر الداخلي لركبتها اليمنى، وقدم لها العلاج اللازم، وأمرها بالاستراحة في المنزل لمدة 8 أيام.
وبعد عودتها إلى منزلها قامت روضة بالاتصال بهيئة الصليب الأحمر الدولي، الذي جاء فورا لزيارتها في بيتها وقدمت له روضة إفادة بكامل تفاصيل ما حصل معها.. وفي اليوم التالي اتصلت بها جمعية إسرائيلية لحقوق الإنسان، وجاءت أيضا لزيارتها في منزلها، وأخذت منها أيضا إفادة بالحادث، ثم أخذتها إحدى موظفات تلك الجمعية وبرفقة محامي من الجمعية-- إلى مركز بوليس إسرائيلي في مستوطنة كدوميم، حيث قدمت هناك شكوى على الاعتداء الذي تعرضت له..
وفي أعقاب هذا الحادث قررت وزارة الشئون الاجتماعية الفلسطينية نقل مكان عمل روضة من سلفيت إلى طولكرم-- كي لا تكرر تلك المستوطنة المتوحشة اعتداءها مرة أخرى.
وقد اعتبرت السيدة روضة الاعتداء الذي تعرضت له بأنه اعتداء مع سبق الإصرار والترصد.. وهو اعتداء على خلفية عنصرية.. وان سبب الاعتداء هو الكراهية المتغلغلة في قلوب كل المستوطنين للعرب.. والحقد الدفين الذي يتفجر في صدورهم ويحاولوا دوما تفريغه بشتى الأشكال البربرية والهمجية في وجه كل ما هو عربي-- بشرا كان أو حجرا أو شجرا.. وتابعت القول بان دليل كلامها هو أن تلك المستوطنة كانت تستفزها دوما، وتوجه لها شتائم وألفاظ نابية وبذيئة، وأنها كانت تتعمد شتم العرب وتحقيرهم وتتوعدهم بالقتل والطرد..




#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة صمود فلسطينية - ام عمّار الجيّوسيّة
- رجل ولا كل الرجال
- يوم في المقاومة الشعبية على حاجز حوارة
- كل الجهود لحماية شعبنا من الارتفاع الجنوني للأسعار من اجل ال ...
- حزيران عدوان لم ينتهي بعد
- المقاومة الشعبية نهج الخلاص من الاحتلال
- حكاية لاجئ - اقتلعوه من ارضه فاسكنها في قلبه -
- قصة صحفية بمناسبة الذكرى الستين للنكبة - ليعد كل منا إلى ديا ...
- محتال.. والضحايا ذوو الأسرى
- أم علي تنجو بأعجوبة
- إلى الأمام أيها الرفاق
- أرجوحة أطفال عزون
- الإغاثة الزراعية – ربع قرن من العطاء
- محطات في تاريخ حزب مجيد
- فاطمة تودع ابنها الثاني شهيدا
- متى تنفذ الحكومة وعدها للمزارعين متضرري الصقيع..؟
- اللاجئون.. أوضاع تسوء وأحلام تبتعد
- جورج العظيم .. جورج الحكيم
- لأجلك يا غزة اقتادوني إلى المخفر
- شعارات لمسيرات ضد الحصار والعدوان على غزة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - اعتداء عنصري - مستوطنة تهشم ركبة مواطنة فلسطينية