أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - التخطيط لصناعة المستقبل















المزيد.....

التخطيط لصناعة المستقبل


محمد بن سعيد الفطيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( نحن مسافرون باستمرار في رحلة استكشاف نحو المستقبل , ولكننا لسنا سواحا يرافقنا دليل يستطيع أن يخبرنا تماما ماذا سنصادف أمامنا , ليبقينا مرتاحين وبأمان , بل على العكس من ذلك , فنحن مستكشفون في منطقة مجهولة وخطرة لم يسبقنا إليها احد أبدا من قبل ) " ادوارد كورنيش "
إن صناعة المستقبل أشبه بقيادة سيارة تسير بسرعة عالية على طريق سريع , والسؤال المطروح هنا هو : هل نستطيع أن نقود تلك السيارة دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع سيكون الجواب الفطري والمنطقي على ذلك السؤال بلا , وهنا نسال السؤال التكميلي الآخر , وهو لماذا لا نستطيع أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية على طريق سريع دون أن ننظر الى الأمام ؟ بالطبع فان الجواب البديهي الآخر لذلك السؤال سيتمحور حول اتجاهين , أولهما إشكالية الزمان وإشكالية المكان , فكيف ذلك ؟
فالزمان هنا يفرض علينا أن نقود تلك السيارة بسرعة عالية جدا , حيث بات من الضروري أن نواكب التطور العالمي السريع في مختلف مجريات الحياة , - وبمعنى آخر – لقد أصبح من الضروري إن نجاري سرعة المتغيرات والمتحولات الإقليمية منها والدولية في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية منها والسياسية والثقافية 000 الخ , فتوقفنا لفترة زمنية بسيطة , سيعني أن نتخلف عن الآخرين لسنوات طويلة في تلك النواحي والأصعدة , أما إشكالية المكان , فتكمن في العقبات والعوائق والتحديات الكثيرة التي يمكن أن تصادفها في ذلك الطريق السريع وأنت تقود بتلك السرعة العالية , بينما يتحتم عليك أن تراعي الضوابط القانونية والإنسانية والأخلاقية , وان تحمي نفسك من الأخطار التي يمكن أن تصادفك في ذلك الطريق بشكل مفاجئ وغير محسوب , وليس ذلك فقط , بل تكمن المشكلة الأكبر في ضرورة أن تراعي سلامة الآخرين ومن يمكن أن يستخدم ذلك الطريق من الأفراد والسيارات الأخرى , وهنا تكمن المشكلة الأكبر في قيادة تلك السيارة , او المستقبل إذا ما افترضنا انه أشبه بقيادتها , إذا فما هو المطلوب من قائد تلك السيارة ؟ 0
وبالطبع فان السائق الافتراضي سيختلف هنا من مركبة الى أخرى , ومن قائد الى آخر , - أي – من مركز قيادة وقرار الى آخر , كل بحسب الموقع الذي يفترض أن يقوده ويخطط لمستقبله , فالحاكم هو القائد والمخطط لدولته ووطنه وشعبه , والقائد في المؤسسة الحكومية او الأهلية , والمخطط المستشار المؤتمن على صناعة القرار في كل جهة وموقع ومكان , - وبمعنى اشمل – كل من يقع من أفراد المجتمع تحت مسمى قائد او راعي او مسؤول سيتحتم عليه أن يقود تلك السيارة – أي – المستقبل , بسرعة عالية كي لا يتقهقر او يتخلف عن ركب الآخرين , ويتحتم عليه في نفس الوقت أن يصل الى نهاية الطريق في الوقت المحدد , مع ضمان سلامة ركابه ومستخدمي الطريق من المارة والسيارات الأخرى 0
وهنا تكمن الاشكاليه في صناعة المستقبل واستشرافه والتوقع له , فما هو الحل إذا ؟ ونحن هنا بالطبع لا نملك المجال للتفصيل الدقيق لمنهجية صناعة المستقبل والتخطيط له , لذا فان طرحنا هنا سيكون مجرد مدخل نظري عام لعلم بات من الضرورة الملحة أن يدخل في مناهج التعليم المدرسية والجامعية , فيدرس للطلبة والقياديين وصناع القرار ومن ستضع فيهم الدول والحكومات والمؤسسات العامة والخاصة الثقة والمسؤولية القيادية كل في مجال تخصصه وعمل 0
وفي هذا السياق يقول الأستاذ ادوارد كورنيش , وهو محرر مجلة المستقبل الاميركية ورئيس جمعية المستقبل العالمية حول مستقبل هذا العلم , وضرورته الملحة لبناء وتطور الأفراد والدول , فيقول :- ( انه في العقود القليلة الأخيرة تطور الاستقراء ليصبح مجموعة متكاملة من الآليات والمعارف , توضح كلها ضمن مصطلحات مثل " الاستشراف وعلم المستقبليات ودراسات المستقبل " 000 الخ , ونتيجة لجهد العديد من الرواد الخلاقين في هذا المجال , أصبحت هذه الآليات والمعارف تستخدم بشكل منتظم – من قبل الشركات والوكالات الحكومية والمجموعات الفكرية – ومن المستقبليين المحترفين في العالم , وذلك بهدف توقع أنواع مختلفة لا تنتهي من الإشكاليات والمعضلات 0000 فهدف الاستشراف ليس التكهن بأحداث المستقبل , ولكن العمل لجعل هذا المستقبل أفضل , ولدينا فرصة عظيمة لتحسين مستقبلنا , وكذلك لتجنب العديد من المعضلات التي قد تعترضنا , إذا ما كنا مستعدين للتطلع للأمام ) 0
فاغلب دول العالم المتحضر اليوم , تفضل التطلع للأمام – أي - المستقبل البعيد , بل والتخطيط لمستقبلها من خلال التحضير له مسبقا , لا انتظار فرضه عليها من خلال العديد من الاحتمالات والظروف والأمر الواقع , كما أن القيادات الواعية والأمينة على مستقبل أبناءها , تدرك تمام الإدراك مسئولياتها الجسام تجاه الجيل القادم مع عدم إهمال دورها في تحقيق وتوفير التزاماتها تجاه شعوب اليوم , وهو أمر صعب للغاية إذا لم يتم التخطيط له بشكل دقيق وسريع وصحيح , وهو ما نحاول التنبيه إليه من خلال إمكانية علم المستقبليات وقدرته على القيام بذلك ( ولحسن الحظ فان اهتمامات الأجيال الحاضرة والمستقبلية تتلاقى في معظم الأحيان , ولهذا يقترح – الأستاذ وندل بل , عالم الاجتماع في جامعة يال _ أن ننظر الى الأعمال ذات الفائدة المزدوجة , والتي تغني في نفس الوقت أجيال الحاضر والمستقبل ) , كالبحوث والتطور التكنولوجي والمنح الدراسية , كما انه بات من الضرورة الملحة التركيز على التفكير في مستقبل توفير الأساسيات الحياتية اليومية , والتي لا يمكن الاستغناء عنها في الحاضر او المستقبل , وهي بالتالي احد واجبات الدولة تجاه مواطنيها , كتوفير الغذاء بشكل صحي وسليم , وتحقيق التعليم للجميع في أي مكان وزمان , وتوفير أقصى ضروريات المحافظة على عقل وجسم الفرد 0
لذا فان علم دراسة المستقبل او استشرافه سيساعد كثيرا في رسم صورة بعيدة المدى لمستقبل الأفراد والدول والحكومات في مختلف دول العالم خلال المرحلة المستقبلية القادمة من القرن الحادي والعشرون , بل نتوقع أن سيساهم ذلك في التخطيط لاحتواء بعض الأزمات والمعضلات المحتملة التي يمكن أن نصادفها في المستقبل القريب والبعيد , فالقدرة والذكاء على إدارة الأزمات واحتواءها لا يكمن في السيطرة عليها بعد وقوعها او أثناء ذلك , بل يكمن في القدرة على توقعها واستشرافها قبل وقوعها , وفي المهارة على استنباط الحلول ورسم السيناريوهات لاحتوائها وإدارتها قبل حدوثها بوقت كاف , ورسم خارطة ذهنية مستقبلية لكثير من الاحتمالات الغير متوقعة لها 0
فالتخطيط لصناعة المستقبل قد باتت مهمة ملحة للجميع , بل ضرورية للغاية لبناء الدولة وتطورها وتنميتها المستقبلية في مختلف مجالات الحياة وفروعها , لذا فانه من السذاجة أن ننتظر المستقبل ليفرض نفسه علينا بحكم الواقع , او يفرضه الآخرون علينا بالقوة , كما تعيش ذلك الكثير من دول العالم اليوم , والتي نشاهدها تتخبط في طريق المستقبل , بل وترزح تحت شبح الحيرة والاستغراب والخوف , مما أدى بها الى التخلف والتقوقع والتخبط في كثير من مخططاتها ومشاريعها التنموية والمستقبلية , بل يفترض منا أن نتحرك بسرعة ودقة عالية في قيادة مستقبلنا , وإلا فان الاصطدام بما لا نتوقعه سيكون امرأ حتميا لم نحسب له أي حساب في ذلك الطريق السريع والمليء بالمخاطر والمفاجآت





#محمد_بن_سعيد_الفطيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوانين الفيزيائية وعلاقتها بالظواهر السياسية
- العرب و البحث عن الظل تحت شجرة يابسة
- الحروب القادمة ستبدأ من الفضاء
- إسرائيل ومواسم الاحتفال بجراحنا العربية
- روسيا مدفيديف 00 قراءة في تحديات المرحلة القادمة
- الثقافة السياسية وأثرها على صناعة القرار السياسي الخارجي
- جدلية التعليم والغذاء في العالم العربي
- التحولات القادمة في بنية النظام الجيوسياسي العالمي
- روسيا بين قيصرين
- قضايانا العربية في ضوء الانتخابات الاميركية
- قراءة في آفاق الانتخابات الروسية القادمة
- رسائل السلام والحرب بين العرب وإسرائيل
- العراق ,, قصة مأساة تنتظر النهاية
- في ظلال الهيمنة
- معا من اجل بناء عالم حقيقي للإنسان
- حتى الأموات يعودون إلى الحياة
- الدبلوماسية الأميركية ومأزق المتغيرات الدولية
- من كامب ديفيد 2000الى أنابوليس 2007
- قبل اختفاء الحضارة
- الفيدرالية وخطر تقسيم العراق


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن سعيد الفطيسي - التخطيط لصناعة المستقبل