أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الانعكاسات السلبية للفيدرالية














المزيد.....

الانعكاسات السلبية للفيدرالية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:47
المحور: المجتمع المدني
    


بالرغم من أن الفيدرالية تسعى لتحقيق رغبات المجتمع المتعدد القوميات والأثنيات في حصولهم على تمثيل عادل في السلطة وإلغاء سياسة الهيمنة لفئة واحدة على بقية الفئات الاجتماعية، لكنها تشوبها سلبيات ليست قليلة منها أن المتحمسين للفيدرالية أغلبهم من العائلات المتنفذة (الثرية، الدينية، والنسلية...) في الولايات حيث تسعى لفرض هيمنتها على الولاية والتحكم بمواردها المالية. وتوسيع نفوذها ليمتد نحو الولايات الأخرى من خلال تبادل المصالح الاقتصادية مع العائلات المماثلة أو إقامة علاقات المصاهرة بدافع فرض الهيمنة والتسلط على مجتمعات الولايات الفيدرالية الأخرى.
إن مسعاها الأساس إضعاف سلطة المركز، فكلما كان المركز ضعيفاً كلما تحققت أطماعها في الهيمنة المالية والسياسية من خلال دستور الولاية الذي يمنحها الامتيازات والنفوذ دون وصاية المركز.
فالانتخابات الدورية لممثلي مجلس الولاية الفيدرالية، تخضع مع الزمن للنفوذ المالي-الديني للعائلات المتنفذة لذلك تفقد الديمقراطية منحاها الايجابي لتصبح ديمقراطية النخب التي تفرض توجهاتها القومية-العنصرية، والدينية-الطائفية على أبناء الولاية ذاتها.
وبذلك تصبح الولاية الفيدرالية عبارة عن مملكة تحكمها العائلات المتنفذة، تمارس قمعها للآراء المخالفة بسيف القانون وتتحكم بحياة الناس من خلال منح أو حجب الوظائف العامة في الولاية عن المحابين أو المخالفين لها.
بالإضافة إلى ذلك فإن ما يطلق عليه بالتمثيل النسبي للأقليات العرقية والأثنية في مجلس الولاية الفيدرالية خارج السياقات الديمقراطية المتعارف عليها في الترشيح والانتخاب الحر، بالرغم من إيجابياته في تمثيل المكونات الاجتماعية المختلفة فإنه يعد خروجاً على النهج الديمقراطي الداعي للتنافس الحر تبعاً للكفاءة والخبرة. حيث ينعكس على إشغال الوظائف العامة في الولاية مما يوحي بحالة اللاعدالة وبتطبيق معايير مزدوجة بين المواطنين.
يعتقد ((جون كينكيد))"أن الدول الفيدرالية متعددة القوميات والأثنيات تسعى لأن تكون مؤسساتها مرآة عاكسة لتنوعها الاجتماعي مما يفقدها الحيادية والخبرة والكفاءة لإشغال الوظائف في الدولة".
إن رسوخ المبادئ الديمقراطية كممارسة وتطبيق في الحياة العامة يعكس مدى نجاح النظام الديمقراطي، فالإجراءات الفوقية للنظام الديمقراطي لاتدلل على وجود ممارسات ديمقراطية على الصعيد الاجتماعي.
النظام الديمقراطي يعتبر المجتمع ركيزته الأساس فكلما انعكست تطبيقاته إيجاباً على الفئات الاجتماعية كلما أصبحت الفرصة مواتية لإقامة الفيدرالية، فضلاً عن أن النظام الديمقراطي يعتبر القاعدة الصلبة لبناء المؤسسات الفيدرالية وليس العكس ولايصح العمل المتوازي للمسارين.
إن أسبقية النظام الديمقراطي على الفيدرالية يسحب البساط من تحت أقدام العائلات المتنفذة في الولاية لتصبح خاضعة للآلية الفيدرالية وليس العكس. لذلك فإنها تستميت لفرض نهج أولوية الآلية الفيدرالية على النظام الديمقراطي سعياً لهيمنتها وتسلطها على الموارد المالية للولاية والتحكم بالدخل المعاشي للمواطنين وكذلك بمستوى الخدمات الاجتماعية. لتبدأ عملية المقايضة بين جوع المواطنين والقبول بتسلطها وهيمنتها، وتجاهد في صياغة دستور الولاية الفيدرالية على مقاسها ومصالحها الذاتية.
لذلك تجد هناك تعاوناً وثيقاً بين العائلات المتنفذة في الولايات المختلفة لإدامة سلطتها ومصالحها الذاتية وتضليل المجتمع وحجب المعلومات ذات الصلة بالنظام الديمقراطي والآلية الفيدرالية المتبعة في معظم دول العالم لاستغفال المواطنين لأمد غير محدود.
كما أن مسعاها غير النزيه لإضعاف الحكومة المركزية لصالح الحكومات المحلية بحجة إنهاء حملات قمع واضطهاد المركز ضد سكان الأطراف، لايعبر عن الحقيقة الكاملة. فالحكومات المحلية قد تمارس عنفاً وقمعاً أشد من الحكومة المركزية إن تعارضت مصالح القائمين عليها مع المجتمع، فدستور الولاية يخولها ممارسة العنف ضد السكان بحجة فرض النظام دون تدخل الحكومة المركزية لرفع الحيف عنهم.
يرى ((فرانسيس فوكاياما))"أن حقوق الولايات (النزعة الفيدرالية) كانت الراية التي حشد تحتها النخب المحلية في الجنوب الأمريكي لقمع الزنوج قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها...فالحرية الأمريكية هي منتج من منتجات الحكومة المركزية والتي تعتبر بمثابة دولة مركزية قوية من حقها (في حال الضرورة) إرسال الحرس الوطني إلى المقاطعات المختلفة (كما حدث في مقاطعة لينك روك) لحماية حقوق الأطفال السود في التعليم".
إن إحكام سلطة العائلات المتنفذة على بعض الفيدراليات في الدول التي لم تستكمل بناء مستلزمات نظامها الديمقراطي ولم تأخذ التطبيقات والممارسات الديمقراطية الحية طريقها إلى المرافق العامة، أدت لممارسات قمعية بشعة ضد السكان، ونهباً للمال العام وسوءً بالخدمات وهيمنة أبناءها على الوظائف العامة في الولاية بعيداً عن معايير الكفاءة والخبرة، وفرض نهجها (العنصري أو الطائفي) على بقية أبناء الولاية.
إن تكالب هذه العائلات المتنفذة على فرض نهج أسبقية الآلية الفيدرالية على النظام الديمقراطي، هو مسعى لتفتيت الدولة المركزية وخلق مماليك (قومية-عنصرية، ودينية-طائفية) سعياً لإنفصالها وإقامة إقطاعيات عائلية خاصة وتحويل أبناء الولاية إلى قطعان من العبيد. الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/







#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية والكيانات الحزبية
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية
- ماهية الدستور وإشكاليات التطبيق
- كتابة الدستور
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية
- السلطة التشريعية (الصلاحية والممارسة)
- الأليات الشرعية لانتخاب السلطة التشريعية
- معايير نجاح النظام الديمقراطي
- تأسيس منظمات للمجتمع المدني إحدى مستلزمات بناء النظام الديمق ...
- مساحة الحرية أحدى مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- مستلزمات بناء النظام الديمقراطي
- ماهية الديمقراطية
- ماهية السلوك الغريزي والاجتماعي
- تأثير البيئة الاجتماعية في السلوك والممارسة
- عوامل الصراع الاجتماعي
- دور الصفوات في الصراع الاجتماعي
- آليات الحراك الاجتماعي
- المطالب الاجتماعية والأهداف السياسية


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الانعكاسات السلبية للفيدرالية