أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسقيل قوجمان - جواب على رسالة ! حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي















المزيد.....

جواب على رسالة ! حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 722 - 2004 / 1 / 23 - 06:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


وصلتني من احد زوار موقعي الاعزاء الرسالة التالية:

"لقد قرأت مقالاتك الجيدة في موقع الحوار المتمدن، ولكن اليوم انتبهت الى السيرة الذاتية لحضرتك، وبشكل خاص الفقرة الاخيرة، التي تتحدث عن تحريفية الحزب الشيوعي الاسرائيلي.

انا اعتقد انك تتحدث عن الحزب حين كان بزعامة ميكونيس، حيث تم الانشقاق عنه في العام 1965 بقيادة الرفيق خالد الذكر ماير فلنر.

اتمنى ان احصل من حضرتك على توضيح، وإذا كان المقصود الحزب بقيادة ميكونيس فيا حبذا لو اجريت تعديلا توضيحيا على النبذة الذاتية.

أما إذا كنت تقصد الحزب الشيوعي الحالي فيا حبذا لو اعرف من حضرتك عن طريق البريد الالكتروني اي تحريف تقصده."

ونظرا لاهمية الرسالة قررت الاجابة عليها عن طريق الحوار المتمدن.

ان ما جاء في ذكرياتي عن الحزب الشيوعي الاسرائيلي كان فعلا عن فترة قيادة ميكونيس لانني وصلت الى اسرائيل في كانون الثاني ١٩٦٢ وكان الحزب انذاك بقيادة ميكونيس وكان فيلنر في حينه عضو المكتب السياسي للحزب.

لم يكن انحراف الحزب الشيوعي الاسرائيلي ظاهرة محلية بحتة. فالحزب الشيوعي الاسرائيلي كما الحزب الشيوعي العراقي انحرف نتيجة لتحول الحركة الشيوعية العالمية من حركة شيوعية حقيقية الى حركة تحريفية نتيجة لانحراف قيادة الاتحاد السوفييتي بعد وفاة ستالين. فمنذ يوم وفاة ستالين، سلكت قيادة الحزب الشيوعي السوفييتي سياسة تحريفية معادية للماركسية تهدف الى اعادة الراسمالية والقضاء على الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وهذا ما افلحت في انجازه. وقد اعلنت قيادة الاتحاد السوفييتي علنا عن سياستها التحريفية في المؤتمر العشرين سنة ١٩٥٦ بسياسة المنافسة السلمية بين الاشتراكية والراسمالية التي لم تكن تعني سوى القضاء على الاشتراكية. واعلن الاتحاد السوفييتي في هذا المؤتمر ان الانتصارات الكبرى التي احرزها العالم الاشتراكي قد غيرت ميزان القوى لصالح الاشتراكية وجعلت بالامكان الانتقال الى الاشتراكية بصورة سلمية ولم تعد ثمة حاجة الى الثورة الاشتراكية. وجاء في ختام المؤتمر خطاب خروشوف ضد ستالين مما خلق البلبلة في كامل الحركة الشيوعية العالمية.

بعد هذا المؤتمر انحازت اغلب الاحزاب الشيوعية في العالم الى الطريق التحريفي الذي خطته لها زمرة خروشوف التحريفية. وحتى الاحزاب القليلة التي عارضت الخط التحريفي الخروشوفي تعرضت لشتى انواع الضغوط لكي تتبع هذا الخط سواء عن طريق ازاحة قياداتها او اغتيالها او عن طريق الرشوة بالاموال الطائلة والامتيازات التي قدمها الاتحاد السوفييتي للاحزاب ولقيادات الاحزاب وحتى لابناء هذه القيادات.

كان الحزب الشيوعي العراقي وكذلك الحزب الشيوعي الاسرائيلي من الاحزاب التي سارت في هذا الطريق التحريفي. وكان من اهم مظاهر السياسة التحريفية اغراق الحزب بالعناصر الانتهازية اللاشيوعية بحجة توحيد الحركة الشيوعية. وحدث هذا في العراق كما حدث في اسرائيل بضم منظمة موشي سنيه للحزب. فتحولت هذه الاحزاب من احزاب شيوعية لينينية الى احزاب من طراز احزاب الاممية الثانية.

بهذا الوضع وجدت الحزب الاسرائيلي سنة ١٩٦٢. وعن هذا الحزب تحدثت حين اشرت الى انني لم انضم الى الحزب لاني شعرت انه مثل الحزب الشيوعي العراقي قد اصبح حزبا غير ثوري.

بعد ذلك حدث انشقاق الحزب الى كتلتين، واحدة بقيادة ميكونيس والاخرى بقيادة مئير فيلنر. واعتبرت الاغلبية خط فيلنر هو الصحيح واعتبرت كتلة ميكونيس كتلة انتهازية.

ان الانحراف اذن لم يكن انحرافا محليا متعلقا بالحزب الشيوعي الاسرائيلي وحده بل كان انحرافا عالميا شمل الحركة الشيوعية العالمية باسرها.

فما الذي يترتب على الحزب الماركسي الحقيقي فعله في حالة كهذه؟ عليه قبل كل شيء ان يعترف علنا بان الجيفة كانت من الراس وليس من الذيل. عليه ان يعترف بان الحزب سار وراء الخط السوفييتي التحريفي وهذا كان سبب انحراف الحزب. وكان على الحزب الماركسي الحقيقي بعد هذا الاعتراف ان يبين السياسات التحريفية التي انجرف الحزب وراءها بتاثير هذا الانجراف وراء الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي وان يعمل على تصحيحها واعلان السياسات الصحيحة التي يجب عليه ان يتبعها لكي يصبح حزبا شيوعيا ماركسيا حقيقيا.

وبعد تمييز الخط الصحيح عن الخط التحريفي عليه ان يسير في الخط الصيحيح ويحدد برنامجه الاستراتيحي ونشاطه التكتيكي وفقا لذلك.

هل قام الحزب بقيادة مئير فيلنر بشيء من هذا القبيل؟ لا اعتقد ذلك. فالحزب الشيوعي الاسرائيلي انجرف اكثر واكثر تجاه الخط التحريفي السوفييتي وبقي يمجد الاتحاد السوفييتي حتى اخر لحظة من حياته ويتقاضى لقاء ذلك "المعونات المالية" الضحمة والامتيازات الكثيرة من المصائف الفاخرة وتعليم ابناء القادة في الاتحاد السوفييتي مجانا ومعالجة قادة الحزب في المستشفيات السوفييتية مجانا وغير ذلك. لذلك لا اجد ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي قد تحول الى حزب شيوعي حقيقي بعد الانشقاق عن قيادة ميكونيس ولا ارى ان الحزب الشيوعي اليوم ايضا هو حزب ماركسي لينيني كما يدعي.

فانتقادي للحزب سنة ١٩٦٢ كان موجها بالضرورة للحزب الذي كان موجودا في حينه، الحزب بقيادة ميكونيس. وانا لم اجد في الحزب الاسرائيلي بعد الانشقاق فرقا في اتجاه تصحيح خط الحزب الى المسار الماركسي اللينيني.

حسقيل قوجمان

٢١ كانون الثاني ٢٠٠٤



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا مادية ديالكتيكية؟
- رسالة مفتوحة من حسقيل قوجمان الى آرا خاجادور
- ديمتروف والانتقال السلمي الى الاشتراكية
- حينما يصبح البتي برجوازي شيوعيا
- سياسة الاحلاف والجبهات بين الماركسية والانتهازية
- عبادة الشخصية بين المادية والمثالية
- عراق اليوم بنظر ماركسي يتتبع الاحداث من بعيد
- الحوار المتمدن
- مستلزمات انشاء الحزب البروليتاري الجديد
- من يزرع الريح يحصد العاصفة - حول انهيار المانيا الشرقية واتح ...
- أنهاية حرب باردة ام بداية حرب حارة؟
- دفاع عن الماركسية في محنتها
- التعايش السلمي من ستالين الى خروشوف
- أزمة الخليج
- زواري الاعزاء
- ذكرياتي في سجون العراق السياسية- الجزء الاول
- ذكرياتي في سجون العراق السياسية- الجزء الثاني
- معركة تفكيك الرؤوس الذرية
- الحرب العالمية الثالثة خصائصها المميزة
- خطرات من قراءة كتاب عزيز سباهي - عقود من تاريخ الحزب الشيوعي ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسقيل قوجمان - جواب على رسالة ! حول الحزب الشيوعي الاسرائيلي