أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!















المزيد.....

حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأنا الخبر المحشو داخل صحيفتي ( لو كانار أنشينيه، واللومند ) الفرنسيتين، الأولى صدرت في العشرين من حزيران والثانية في الثامن عشر منه، وجاء الخبر كالتالي:ــ"
رغم إعلان الحب الصادر عن السيد ساركوزي تجاه إسرائيل، لكن هذا التصريح لم يُلغِ الشبهات عن فرنسا، فقد تم حجز السيدة " كاترين هيفير القنصلة المساعدة لفرنسا في القدس " مع أحد عناصر الأمن الممثلين لفرنسا لمدة 17 ساعة على معبر ( ايرز) الرابط بين غزة وإسرائيل، الحجة جاءت، أنها رفضت تفتيش السيارة التي تقلها ، يقول الإسرائيليون أن سبب الحادث جاء سببه كذب السيدة القنصلة وادعائها أنها صاحبة الحقيبة ، التي تركها صحفي فلسطيني مرافق لها داخل السيارة، ورغم أنهم فتشوا الحقيبة، لكنهم أصروا على تفتيش السيارة، الأمر الذي رفضته السيدة القنصلة لأن هذا العمل يعتبر خرقاً فاضحاً لكل القوانين الدولية التي تصون الدبلوماسيين وتمنحهم حصانتها، لكنها حُجزت طيلة السبعة عشر ساعة من التاسعة صباحا مع المرافقين لها دون طعام أو شراب وفشلت كل الوساطات التي أجريت ــ حسب رأي احد الصحافيين في اللومند الفرنسية ــ أمام إصرار " الشين بيت " المشرف على المعبر على تفتيش السيارة، مما أدى إلى نفاذ صبرها وإذعانها للتفتيش ...رغم كل ما جرى لم تعتذر وزارة الخارجية الإسرائيلية... بل صرحت على لسان الناطق الرسمي لها بقوله: " كنا ننتظر من الدبلوماسيين الأجانب عدم المبالغة باستغلال حصانتهم الدبلوماسية"!

إلى هنا انتهى الخبر الصادر عن الصحيفتين وقد ارتأيت نقله عن" الكنار أنشينيه".

رغم كل هذا فقد تمت زيارة السيد ساركوزي لإسرائيل في الثاني والعشرين من الشهر
ولو حدث الأمر بين فرنسا ودولة أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد، باعتبار أن فرنسا أهينت!.
لكن الإهانة جاءت من صديق يخشى بطشه ويهاب جانبه كي لا تتهم ــ وقد سبق واتُهمت وعلى لسان أكثر من مسئول إسرائيلي عدا الصحافة ــ بأن فرنسا بلداً معادياً للسامية!
بُلعت الإهانة وتم تلافيها ولفلفتها...فالوقت والظرف لا يسمح بمثل هذه الأمور التافهة أن تعكر صفو العلاقات الثنائية أولاً، ولا أن تعرقل المساعي الساركوزية لإنجاح مؤتمره الأهم " الإتحاد من أجل المتوسط"!..وغايته الأساس:
ـــ التطبيع العربي الإسرائيلي .
ـــ عودة سورية للحوض الإقليمي والعالمي بوساطة فرنسية.
ـــ إضعاف العلاقة السورية ــ الإيرانية!.
ـــ عودة الدور الفرنسي ، الذي أصابه الوهن في المنطقة، وفتح أبواب وأسواق للسلع الأوربية.
ــ تحقيق حلم شخصي للرئيس ساركوزي بدور هام في المنطقة بدلا من الدور البريطاني في العلاقة مع أمريكا ، وفي إبراز دور الرئيس الشاب بشكل يغطي فيه على سلفه شيراك ويصنع له مجداً .
ــ الالتفاف على حلم تركيا بدخول السوق الأوربية بربطها بسوق أخرى أكثر تلاؤما مع اعتراض معظم الدول الغربية وخاصة السيد ساركوزي على وجودها كعضو أوربي.

وبمناقشتنا لكل هذه النقاط مجتمعة وربطها بما أرسله الرئيس الفرنسي من دعوات لرؤساء دول حوض المتوسط ، العربي منها خاصة ــ وما يهمنا فيها ليس فقط غايات ساركوزي من المؤتمر ، لكن ماقدمه لنظام كالنظام السوري و ما فتحه له من أبواب كانت حتى البارحة موصدة بوجهه دون أي ثمن!.

خاصة عندما توجه الدعوة للرئيس بشار الأسد لحضور العرض العسكري والرسمي باحتفالات الرابع عشر من تموز عيد الثورة الفرنسية ، التي قامت على جثث الكثير من الضحايا الساعية للحرية بعد إسقاطهم لرمز العنف والاستبداد " الباستيل "...فماذا يقول تاريخ هذه الثورة؟ وماذا تقول دماء ضحايا الباستيل، عندما ترى رمزا من رموز الاستبداد والحارس لسجون أكثر شهرة بعنفها وبطشها" تدمر، عدرا، صحنايا، الشيخ حسن الخ" ناهيك عن مراكز التحقيق والتعذيب في سجون الأقبية الأمنية ذات الشهرة العالمية" فرع فلسطين ، الأمن السياسي والعسكري" ، يحتفل بعيد لا علاقة تربطه به لا بالفكر ولا بالعمل ولا بالممارسة...لقد كتبت كل الصحف دون استثناء واعترضت ووضعت على صفحاتها الأولى صورا للرئيس السوري مبدية اشمئزازها واعتراضها على الدعوة...ووصل الأمر بدعوة السيدة وزيرة حقوق الإنسان " راما ياد " إلى استديو" أورانج لو فيغارو" لتجيب على أسئلة الجمهور والصحافة المعترضة على هذه الدعوة، والتي اعتبرت أن الدعوة وجهت له كما لغيره من كافة المؤتمرين في الثالث عشر من نفس الشهر بحكم تواجدهم على أرض فرنسا من أجل المؤتمر، وليس كضيف شرف كما هي حال " بان كي مون " هذا العام ، وحال أمير قطر العام السالف!، ولم تستطع إلا أن تجيب كما أجاب رئيسها بأن" المؤتمر ليس خاصا بحقوق الإنسان، ولو كان كذلك لما قام بدعوة بشار الأسد"!...
بلد حقوق الإنسان وثورة الباستيل، والديمقراطية، تغض الطرف عن حياة المعتقلين في السجون السورية دون ذنب سوى أنهم يحملون رأيا مغايرا لديكتاتور يهيمن نظامه على كل شيء من اقتصاد لمجتمع وقانون وحياة يومية بأدق وأصغر تفصيلاتها ويخنق كل حرية لكلمة أو تعبير، بل وتفتح له الأبواب مشرعة معتقدة أنها ستكسبه وتكسب سلة السلام من أجل عيون إسرائيل وأمنها، ومن أجل مصالح اقتصادية في المتوسط ، ومن أجل حلم شخصي لرئيس مندفع، ومعتقدة أنها تحصر إيران وتجعلها تخضع للشروط الأممية!!، لكني أرى أن قصر النظر السياسي ربما يأتي معاكسا برياح أحلامه للحقائق والواقع على الأرض وذلك لأن هذه الرؤيا ربما تزيد ـــ وهاهي تباشير الإصرار السوري على توطيد علاقته بالنظام الإيراني ــ من حدة الموقف والتشدد لدى الطرفين" إيران وسوريا" وتمد بعمر النظامين وتؤدي لتوسيع وتعميق دورهما في المنطقة، إيران في العراق ولبنان وفلسطين وملحقتها سورية، مع ازدياد قبضة النظام السوري على الداخل وإمعانه البطش بمعارضيه باعتبار أن قضية " حقوق الإنسان ،" أمر داخلي "!، كما صرح رأس النظام ، وربما أيضا يفتح المجال نتيجة لضعف الدور الأمريكي بعد الضربات المتلاحقة له في العراق، إلى فتح الحوار مع إيران ، خاصة وأن المخاوف الإسرائيلية وصلت لأوجها...وهل يمكنها أن تؤدي لضرب إسرائيل لمفاعل " ناتانز" كما ضربت سابقا المفاعل العراقي " أوزيراك" عام 1981، رغم مايمكن أن يسببه للمنطقة من كوارث وردود فعل ستدفع ثمنها الدول الأضعف في الجوار" الإمارات وقطر والكويت والسعودية؟، أم أن الأمر يسير بطريق تسوية وصفقة يدفع ثمنها لبنان والشعب السوري المسكين، ويكون ثمنها تمييع المحكمة الدولية بقضية المرحوم رئيس الوزراء رفيق الحريري، وكافة كقضايا الاغتيال الملحقة؟ أو من أجل عودة سوريا وابتعادها عن الحوض الإيراني...مع تطمين إيراني لسورية... لتلعب دورها الجديد من أجل كسب الوقت لإتمام التخصيب وفرض الواقع ومن ثم فتح باب المفاوضات الإيرانية الأمريكية وكذلك السورية الإسرائيلية الأمريكية وتطبيع الجميع مع العالم ...وخسارة لبنان وأهله وسورية وشعبها؟ !.
لكننا مع هذا نأمل أن الانفتاح على النظام والهرولة نحو تطبيعه مع محيطه لا تأتي على حساب حقوق الإنسان السوري المعتقل في الوطن ككل، ومناضليه وناشطيه داخل السجون يدفعون ثمن حرية الكلمة والتعبير بل يساهم ويعتبر شرطا من شروط الانفتاح وبندا من بنود الاتفاق معه كي لا تكرس البادرة الساركوزية قوة الديكتاتورية وتدعمها على حساب حقوق الإنسان.

باريس 30/08/2008






#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخصوصية السورية !
- تعلموا الديمقراطية من دول إسلامية، لكنها مع الأسف غير عربي ...
- باص السلام الإسرائيلي السوري
- الإطاحة - برأس المملوك جابر السوري آصف شوكت-
- إلى الأسير سيطان الولي
- صرخة قبل فوات الأوان!
- بعد اتفاق الدوحة، ماذا ينتظر إيران؟
- بيروت الكبيرة الزاهية بألوانها، عصية على احتمال الأسود
- بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!
- يوم الصحافة العالمي ، في سورية بدون حرية!
- إلى المعتقلين المتهمين - بالتطاول على سوريا-!
- أما آن الأوان لسورية أن تقول - كفاية -؟
- بين إيران، سوريا، إسرائيل، وأمريكا تدور أوراق اللعب المصيرية ...
- نيروز منا وفينا، ولن يموت بموت بعضنا
- ليلنا الدمشقي
- المواطن السوري متهم ... لايعرف ما يحق له وما لايحق!
- عنف السلطة بحق الوطن، وبحق عائلة الحوراني
- أمن الخطأ أن تتقدم سوريتي على عروبتي؟
- هل تنبت قرنفل دمشقية بعدك يا فيروز؟
- أساطير البؤس العربي، والموقف من إعلان دمشق


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!