أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - علماني في مكة والمدينة















المزيد.....

علماني في مكة والمدينة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


رأيت في مكة والمدينة أشياء أستحي أنا نفسي من ذكرها ورأيت فيها أشياء تخبر عن عظمة شعب عربي مولع في العلوم الغيبية وكيف يجنح به خياله لجنة عرضها السماوات والأرض ورأيت الشيعة يبكون بأصوات مرتفعة على مقبرة البقيع بجانب المسجد النبوي في المدينة ورأيت الشيعة ودموعهم تسقط من على خدودهم كأنها الدرر والؤلؤ وسمعت أصوات النساء يبكين من خلف الرجال في مقبرة البقيع أو من وراء أسوارها ورأيت رومنسية الشيعة أكثر أو أحسن مما سمعت عنها وأفضل من مآت الكتب التي قرأتها عنهم ورأيتهم بأم عيني يبكون على الماضي والحاضر وعلى المستقبل وعلى الآتي.
رأيت شعبا بكى ...وشعبا غنى على آلام من بكى... ورأيت من غنى طربا ومن غنى حزنا ورأيت بعيني عيون النساء الشيعيات وهن يبكين بصوت عالي حتى نزلت دموعي معهن دون أن يراني منهم أحد ما عدى رجل واحد تحدث لي بالفارسية فوجدني لا علم لي بها ورجلا آخر جادلني وجادلته بالإنكليزية .

رأيت الشيعة يبكون الحسن والحسين وهم في الواقع لا يبكون أحدا من الماضي بقدر ما يبكون حاضرهم المحزن والمؤلم جدا .
والنساء العراقيات الشيعيات يبكين في البقيع أبنائهن في العراق وأزوجهن وبناتهن وعماتهن وخالاتهن وكل من مات لهن في حرب الخليج أما العلاقة بين البقيع وبين الحاضر هي علاقة شحن العاطفة الدينية وملأها بالأحزان بدل ملئها بالحجارة .
لقد بكى الشيعة جيرانهم اليوم في العراق وهم يتذكرون آل البيت ومن مات منهم مذبوحا وما زال آل البيت يتعرضون لمذابح شتى كان آخرها ما حدث للهاشمين في مكة والعراق إبان عصر النهضة العربي وقأيضا قبل نصف قرن من هذا التاريخ اليوم !!!
أما نحن السنة فقد وقفنا ننظر بحيرة وعجب لأولئك الذين يتلون الذكر ويبكون بلغة لا يفهمها العرب السنة لذلك مر الناس من جنبهم وكأن على أعينهم أغطية أو غشاوة فقد نسوا ما شاهدوه ما عدى أنا الذي أعرفه قبل أن أشاهده فبكيت بصراحة معهم وما زلت أبكي حتى إذا غابت عيني عن القيع إلتفت لأحزانهم بكل جوارحي .

والسنة لم تبك في البقيع حتى أنهم لم يزوروها ولم يستذكروا منها أحدا من الصحابة وكأن زيارة البقيع بالنسبة للشيعة ركن من أركان أداء العمرة مثلها بالنسبة لهم مثل الطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروى.
وذات ليلة أخذت زوجتي لزيارة البقيع حتى ترى دموع الشيعة فصادفني على الباب شرطيا
- وين رايح هداك الله ؟
- على البقيع بدي أزور البقيع .
-ماشي إنت روح ما في مشكله بس حريم ما بصير لا يجوز .
- لا يجوز ؟! ليش
- شوف حريم يروح يصلي في مسجد قبا ركعتين بأجر عمره بس .
ولم أرد أن أناقشه أو أجادله فالأحكام معروفة عرفية ولا يوجد في مسجد الرسول الرأي والرأي ألآخر حتى لوكان الرسول يلين فإن أولئك الحرس لا يعرفون اللين هم فقط يستندون لآراء الفقهاء وللأوامر العسكرية .
وعدت بمعية زوجتي ولم تشاهد هي البقيع ولا دموع الشيعة ولكنني كنت أود أن أعيد زوجتي ليلا لترى الشيعة وهم يعلقون أنفسهم على أسوار البقيع ويبكون من خلف البقيع ولكن عدم توفر المال اللازم جعلني أعدل عن وجهت نظري وحين طالبتني زوجتي ليلا بالذهاب للبقيع تحججت بالذي قاله العسكري ..فقلت حريم حرام يزور بقيع ...ههههه.

.
أما الطواف بالكعبة فله نكهة بالنسبة للسنة أعظم من الشيعة فإذا كان الشيعة يبكون على موتاهم في البقيع فقد بكت الناس والنساء السنة في الكعبة على حاجياتهن وعلى رجائهن من الله .
فهذه تبكي تريد طفلا لأنها عاقر .
وهذه بكت على زوجها الميت أو أبيها أو إبنها ورجت المغفرة له .
رجا المؤمنون ربهم رجاءا أن يطعمهم ويسقيهم ومنهم من طلب أن يطعمه ولدا ومنهم من طلب أن يطعمه رزقا طيبا مثلي أنا فقد طلبت الرزق والمال والذهب ههه ولكن هيهات هههههههههههه في دولة لا ترغب بالعلمانيين ولا تدعمهم وتتحجج من أن الله لا يريد رزقهم لأنهم علمانيين والرزق ليس بيد الدولة بل بيد الخالق الله .
وبكاء السنة في الكعبة شيء ليس غريبا وهو يشبه بكاء الشيعة في البقيع والقاسم المشترك بين السنة والشيعة هو أن أكثر البكاؤون من النساء وأصحاب الحاجات وأصحاب العواطف الرقيقة والأنفس المضطربة والشخصيات الضعيفة والرقيقة وكأنه ليس للإيمان علاقة بذلك ألمهم توفر شرط واحد وهام وهو الإحساس بالحنين والعاطفة وشدة الحاجة , فمثلا لا يبكي ولا يطلب الأغنياء من الله شيئا ما عدى بعض عباد ونساك إتخذوا البكاء عادة وكأنها مهنة أما الغالبية العظمى من الأغنياء فإنهم يمرون بالبقيع وبالكعبة دون أن تهتز لهم شعرة من شعر رأسهم .
أنا أتحدث عن الغالبية وليس عن واحد غني من بين خمسة آلاف غني ولكنني أتحدث عن الغالبية العظمى من الأغنياء وعن الغالبية العظمى من الفقراء .
فالغالبية العظمى من الأغنياء لا يبكون إلا إذا كانت لهم حاجة لا ينفعهم بها غناهم وكثرة مالهم مثل فقد القدرة على الإنجاب حتى في الأنابيب ههههه.
لذلك نجد أن البكاء لأصحاب الحاجات وأن العاطفة الدينية تكون قوية في الأجسام والأنفس المصابة بعقدة نقص ومن المعروف أن الشيعة مثلا يقطنون في منطقة جغرافية ساخنة جدا وأن غالبية السنة مواقعهم الجغرافية باردة سياسية وإجتماعيا لذلك بكاء الشيعة يأت على قدر أحزانهم وعلى قدر حرارة مواقعهم الساخنة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا .
وإن مواقع السنة باردة سياسيا لذلك لم تسقط دموعهم في البقيع بل سقطت على حاجياتهم أمام الكعبة في المسجد الحرام بمكة .


وهذه بكت على ذنوبها القديمة والتي طهرتها وألصقتها بالحجر الأسود بعد أن قبلته في معركة إزدحام شرسة مع النساء ومع الرجال فسبوا بعضهم بعضا وتنابزوا بالألقاب سرا وجهرا ومن المعروف في الدين أن الحجر الأسود كان حجرا أبيضا ولكن ذنوب البشر جعلته أسود.
ومن الناس من رأيتهم يقبلون الركن اليماني من جهة اليمن فصحت بهم أنه لا يجوز ذلك التقبيل إلا للحجر الأسود.

مكة مدينة ليس فيها آثار السلف الصالح الذي سمعنا عنه وكذلك ليس في المدينة المنورة (يثرب ) أي أثر يدل على السلف الصالح .
وإذا كان الشعب اليهودي شعب يملك تراثا ولا يملك آثارا بنائية تدل عليه فإن مكة والمدينة في ذلك تتشابهان مع اليهود من حيث الآثار المعمارية النادرة جدا أو قل المعدومة .
وليس في المدينة إلا مسجد البقيع الذي ناخت به الناقة المأمورة والمسيرة حين دخل النبي يثرب حتى أن بناءه القديم أزيل بالكامل وبمحله بناء حديث من الإسمنت والباطون المسلح بالحديد .

وقبر الرسول وأبي بكر وبجوارهم عمر بن الخطاب حيث دفن بموقع دفن عائشة بعد أن إستئذنها وهو على فراش الموت أو على فراش القتل يستعد للقاء ربه ورؤية ولقاء أصحابه ونبيه وأبا بكر وشهداء أحد ومؤتة ...إلخ .
ويقال أن عائشة أم المؤمنين كانت تدخل -على قبر أبيها وقبر زوجها وهو رسول -كاشفة خمارها عن وجهها فلما إستئذنها عمر بن الخطاب ودفن بمحلها أصبحت تدخل وتسلم دون أن ترفع الخمار عن وجهها حياءا من عمر بن الخطاب

وليس في الحرم النبوي في المدينة وكذلك الحرم النبوي في مكة أي آثار عمرانية ما عدى تلك الآثار النفسية في نفس المؤمن والتي تتركها الكعبة والمسجد الحرام في
المدينة المنورة .
إن تاريخنا هو تاريخ أقوال بلا دلائل تدل عليها فلا يوجد عندنا عظمة الفن القوطي أو عظمة الفن اليوناني أو عظمة الفن الروماني وهذا ليس مصابنا نحن بل هو أيضا مصاب اليهود الذين يملكون توارة بلا شعب وهيكلا عظيما ضائعا بناؤه هنا وهناك .
وإن القبور والتي رأيتها في البقيع كل الشعوب تمتلك قبورا مثلها لشهدائها ولكننا نحن العرب لا نحج إلا لمكة والمدينة لذلك لا نتخيل أن أحدا من شعوب العالم يملك شهداءا كشهدائنا فالشهداء في كل العالم موجودين حتى أن اليابان هي أول من سن قانون العمليات الإنتحارية حين كان الطيارون في هاربر ينزلون على البوارج الأمريكية في الحرب العالمية الثانية .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوايتي جمع القبلات
- من يحيي المعاني إذا ماتت ؟
- رائحة إبط الرجل تنظم الدورة الشهرية للمرأة
- الإستعمار للمواطن العربي أفضل
- العبقرية ليست للعرب
- الثقافة التي تطعمنا الخبز أو خبز المسيح
- بابلوف في المخابرات1
- هل سيبقى بوش حمارا؟
- هل سيبقى بوش حمارا ؟
- دعوة لفتح ملفات الأدب الجاهلي والمسكوت عنه
- العمل الثقافي المقدس
- الرجل يقف على قدمين والمرأه على قدم واحده
- المثقفون ملح الأرض
- عشقي للجمال في الحوار المتمدن
- القوانين العراقية أرست قواعد الديانات التوحيدية .
- خذوا حذركم عند كل عربي
- الخليفة المعتصم المثمن
- شكرا أمريكيا وإسرائيل
- الجريمة تدل على نوعية المجرم
- العقاب


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - علماني في مكة والمدينة