أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب














المزيد.....

{{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يُعلن عن النية في شهر تموز القادم على توقيع الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية حسب ما جاء في صيغتها الاولى ، ويأتي كل ذلك الطرح العاجل والاحتلال يعش اخر ايام خريفه على ارض العراق ، وفي ظل هذا الحصار السياسي المفروض على حرية التصرف بمقدرات الشعب العراقي وثوابته الوطنية ، كانت بداية التفاوض غير معلنة ، ربما كانت النوايا تميل الى ابقاء المفاوضات سالكة في الطرق الخلفية لحين ان يتم تخطي الفقرات ذات القوة الذرية في حالة تفجرها ، غير ان ثقوب اسوار المنطقة الخضراء قد سربت الخبر ، وطار ليحط على صحون استقبال الفضائيات ، حينها كانت قوى الشعب الوطنية على عهدها الذي رضعته من تاريخ حركتها الوطنية ذات الخبرة النضالية الطويلة في مقارعة الاحلاف والمعاهدات الاستعمارية الاسترقاقية ، الامر الذي اطلق العنان لمعارضة شديدة اللهجة ، وليس غريباً على قوى شعبنا الوطنية سليلة ثورة العشرين ووثبة كانون 1948 وانتفاضة تشرين 1952 وهبة 1956 التضامنية ضد العدوان الثلاثي على الشقيقة مصر، وكافة المعارك الوطنية عبر تأريخها الكفاحي الذي تتوج بثورة تموز المجيدة عام 1958 .
ان العجالة المشار اليها لم تقتصر على اتمام الاتفاقية الامنية فحسب ، انما هي قد شكلت ظاهرة في السياسة الخارجية الامريكية وسياسة الدول الغربية عموماً ، ومن تجلياتها : المغريات الاقتصادية التي قُدمت الى ايران ، وكذلك النوايا الاسرائيلية لارجاع هضبة الجولان الى سورية مقابل اقامة صلح بين البلدين ، والاعلان عن الانسحاب من مزارع شبعة الذي حظي بتأييد امريكي ، وليس بعيدةً عن هذا السياق تلك الضغوط الفرنسية على اسرائيل بأتجاه التفاوض مع الفلسطنيين لاقامة دولتهم على حدود 1967 ، يأتي ذلك كمعالجات وقائية استباقية لما يعتمل من مظاهر للازمة الرأسمالية ، التي تدب هذه الايام في مختلف ثنايا النظام الرأسمالي ، زد على ذلك جنون سعر البترول الذي من المتوقع ان يطيح بعروش اقتصادية مختلفة وبخاصة في البلدان الفقيرة ، وفي هذا الطقس السياسي الملبد بزوابع سياسية واقتصادية ، تطرح الاتفاقية العراقية الا مريكية ، التي يراد بها تعبيد السبل للولايات المتحدة بالمرور والتواجد والتحليق والابحار عندما يستدعي الامر ذلك في حالة المواجهة مع ايران ، هذه المواجهة التي امسى احتمال وقوعها يحتل مكانه في قمة التوقعات .
بيد ان المناخات السياسية العراقية سواء كانت في صقيعها او في قيظها فهي تبقى ساخنة ، لاحظوا ، سخونة الاراء التي تواجه طرح الاتفاقية ، منطلقة من حرقة قلوب العراقيين على قدسية تراب الوطن ، فأذا ما كان الاحتلال يعيش فصله الخريفي الاخير في العراق ، فليس من البساطة اوبالامكان توفر اي قدر من القناعات لدى الشعب العراقي بالقبول بسلة الاهداف الاستراتيجية الامريكية ، والتي اذا ما تحقق شيئ منها فانه سيخلق ربيعاً جديداً للاحتلال ، ولكن من المنتظر ان يأتي المفاوض العراقي بسلته وهي تطفح بثمار تفاوضه مع الجانب الامريكي ، هذا اذا ما كان يقرأ جيداً خارطة المصادر والمغدور من الحقوق العراقية ، وان يجيد التنقيب في ركام الوضع العراقي ويسعف ما تبقى على قيد الحياة من الثوابت الوطنية قبل ان تطمرها كثبان الاجندات السياسية المتلونة المتقلبة المتحاصصة المفرغة من الشحنة الوطنية ، ولكن الاشد خطراً هو ما يهب علينا عبر الحدود من زوابع الاعتراض ومحاولات فرض الوصاية على شعبنا ، هكذا يغدو التفاوض مفردة كفاحية ووسيلة سياسية تتقدم الادوات النضالية في سبيل استعادة السيادة واعادة بناء الدولة العراقية وتوفير السعادة للشعب العراقي .
ان معيار النجاح مرهون بقدر استرجاع الحقوق المستلبة من دون مقايضة بحقوق اخرى مهما صغرت اهميتها ، لأن الثمن قد اخذ سلفاً ، وذلك ما يقع على عاتق المفاوض العراقي ، من هذا المنطلق يُشار الى اهمية اختيار فريق المفاوضين العراقيين ، الذين يفترض ان يكونوا من ذوي الحصانة الوطنية العالية ، ومن اصحاب الرصيد النضالي المشهود ، ومن يجيدوا فن التحاور والتفاوض ويمتلكون ثقافة سياسية من الطراز الاول ، لكن من الخطأ ان يكون قد تم تشكيل الفريق على قاعدة المحاصصة ، التي لا حصة فيها لغير الكتل المتنفذة الحاكمة ، الامر الذي يحصل فيه التعسف بمعيار المواطنة والكفاءة ، وعندما تتقدم الطائفية والعرقية في تكوين فريق التفاوض ، لابد ان يهبط الحرص على المصلحة الوطنية الى الدرجة الثانية ، ازاء اولوية الحرص على المصالح الطائفية اوالعرقية الخاصة ، وهنا لانتجنى على احد بل ان ما نشير اليه هو التعبير عن الصورة الناطقة لذلك التقوقع الطائفي والإثني ، ولو كان الانحياز الى المصلحة الوطنية اولا لانتفى هذا الاستقطاب ، ومع كل اهمية هذه الاساسيات الا ان ثمة معيار هام آخر ، وهو كما يقول المثل الشعبي العراقي ( الشاطر من يُعبئ في السكلة ركي - بطيخ صيفي - ) ، و سوف يبقى ترقب الجماهير العراقية لنتائج التفاوض على اشده ، لحين ان يخرج المفاوض ويقنع الشعب العراقي بما حققه من نتائج لصالح وطنه .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} الاتفاقية العراقية الامريكية .. تراتيل لنصوص لم ...
- {{ الراصد }} وداعاً للسلاح
- {{ الراصد }} سياسة مفاوضات ام مقايضات سياسية ؟
- {{ الراصد }} العراق ... قيظ وقضية قضيض اهلها مفقودا
- {{ الراصد }} قانون الانتخابات في غياهب المحاصصة !!
- {{ الراصد }} من اين تبدأ طريق الزعامة
- {{ الراصد }} هيئة نزاهة ام هيئة نزقة ..؟
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي العراقي .. شد الاحزمة للانتخا ...
- {{ الراصد }} سلاح المقاومة خلع حجاب الشرعية واعتدى سافرا
- {{ الراصد }} جهود ووفود حصيلتها تكرار الوعود
- {{ الراصد }} الطبقة العاملة العراقية .. الغتها الدكتاتورية و ...
- {{ الراصد }} حكومة المشاركة الوطنية هي الحل
- {{ الراصد }} كيف التغيير الرقعة صغيرة والشق كبير !؟
- {{ الراصد }} المليشيات ...الرحيل الاخير الى الآخرة
- {{ الراصد }} قرارات عاجلة وان جاءت متاخرة
- {{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟
- {{ الراصد }} تأسيس الحزب الشيوعي .. كتابة لابجدية النضال في ...
- {{ الراصد }} الامن في العراق .. غفوة على وسادة ناسفة
- {{ الراصد }} فرصة عمل لعاطل توفر فرصتين للامن
- {{ الراصد }} اوهامهم تعبر فوق جسر آلام شعبنا !!


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب