أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - الامل المضاع















المزيد.....

الامل المضاع


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 06:01
المحور: الادب والفن
    



بدأً عامه الدراسي الأول وهو محمل برومانسية ثورية تطغى على كل ماسوا ها حيث لم يجد (فريد) خلاصا للمجتمع وفقراءه وهو منهم إلا بالاشتراكية وماعليه إلا أن يضع كل كواهبه وطاقاته وجل وقته في خدمة الحزب باعتباره الأداة لتحقيق هدفه وقضيته الأولى حيث تم اتصاله بيسر بالحزب عن طريق إشارة الصلة المتفق عليها مسبقا وقد كانت هي بداية الحبل السري الذي يربطه بمشيمة الحزب والذي لايعني انقطاعه سوى موته وبؤسه كما يرى،أخذت باحة المعهد تتألق بالصبايا الجميلات من طالبات المرحلة الأولى وقد كان عدد منهن من حملة نفس فكر وتوجهات (فريد).
(أمل) إحدى تلك الطالبات فيروزية الوجه والقوام جذابة النظرات ساحرة الحديث تفيض غنجا وأنوثة،في كل يوم يمر يزداد تعلق (فريد) بزميلته الفاتنة وهو يحس إحساسا أثيريا غريبا لم يشعر به من قبل انه احد إعراض الحب كما وصفوه له،وهو الحب الأول لهذا (الكاهن الأحمر) الشاب.وقع (فريد ) في حيرة من أمره إذ كيف يمكن إن يوفق بين حب الحزب وحب الطبقة هذا الحب السامي النبيل الذي لايعلوه أي حب آخر وبين حبه(أمل) التي اخترقت كل قوانين التناقض والديالكتيك والجدل الماركسي الذي لم يستطع (فريد) إن يجد بين سطوره مايهديه للتوفيق بين حبه العام المقدس وحبه الخاص!!
ترافقه أمل بعد الدوام أو إثناءه إلى كورنيش دجلة الجميل حيث يقع المعهد قريبا منه.
-(فريد) أنا والدتي متوفية وهذه هي صورة شقيقتي الوحيدة...أظنها أجمل مني..و,,و وأنا أحس.. ؟أأأ
تتعثر الكلمات على شفاه أمل وتحمر وجنتيها وهي تحاول جاهدة أن تجعل .هذا الحجر يلين قليلا ليطري على جمالها وإعجابه بتا لتسهل عليه مهمة الاعتراف بحبه الذي تحسه ظاهرا على كل تصرفاته ولكنه لم يجرؤ على البوح به.
يختلط الأمر على فريد ويحس بالإرباك فهل يستجيب لعواطفه الجياشة لفاتنته ويضمها لصدره وهو يتحسس أنفاسها تقترب منه ليجعلها تحس بنيران الحب الملتهبة في حناياه فيتصرف ضمن بديهية ومباشرة القروي العاشق. بتململ في جلسته بجوارها فيخطف زهرة من ارض الحديقة التي يفترشونها سوية وأراد أن..ولكن تذكر انه (قائد طلابي) وسيكون قائدا شيوعيا في المستقبل وعليه أن لاينجر وراء عواطفه ولا يدعها تأخذه خارج دائرة العقيدة والمذهب..فيبتلع ريقه كمن يبتلع حزمة من الاشواك ... يمسح جبينه الذي تصبب عرقا بشكل ملفت وبدا بالقول:-
- إن الفكر الماركسي هو المخلص الرئيسي(حلال المشاكل لكل ماتعانيه ويعانيه المجتمع وان تصرفات امرأة أبيها نتيجة للصراع الطبقي والتخلف المهيمن والتطلعات البرجوازية والهيمنة الذكورية والأخلاق الإقطاعية التي ستكنسها البرولتاريا الثورية في ثورتها المظفرة عن طريق أقامة ديكتاتورية البرولتاريا...و...و اخذ يسهب في ذكر المصطلحات والاسماء والمقولات الماركسية الليننية من دون حساب ولا انسجام؟؟
- تتأوه أمل في حالة ضجر ظاهر وهي تنظر إليه بعاطفة ظاهرة ويبدو كل منهما وكأنه يتمنى أن الطيور التي تحف بهم تتكلم لتوضح لواعج مشاعره وحبه للأخر.
- فريد أحس بشيء غريب يستحوذ على مشاعري وتصرفاتي..,..,ووو
- نعم أمل هذا أمر طبيعي فنحن نسير في طريق نضالي واحد يعل كلا منا يشعر بمتعة النضال معا من اجل الاشتراكية..فيغلق عليها بغبائه طريق البوح بمشاعرها وإحساسها نحوه وهو مايتمناه في سره،حيث يأمل فريد ان تكون أمل هي المبادرة بمشاعرها نحوه وإعجابها به ليجد المبرر الكافي أمام المذهب بكونه في حبه هذا لم ينجر إلى عواطفه موظفا المباديء لصالحه الخاص !11 إنما يجب أن يؤدي دوره المفترض في توظيف مشاعر الحب لترصين علاقة الرفقة والنضال؛ غير مدرك إن هذا البوح شبه مستحيل من قبل الأنثى مهما بلغ حبها وتعلقها بفارس أحلامها وحبيبها المتخيل، وهنا يقع فريد في شراك مثالية طوباوية لامكان لها في فكره وعقيدته الذي تعذر عليه فهمه وتمثله فحوله من منهج واقعي إلى مخلوق أسطوري يحلق في فضاء السحر والخيال الزائف.
غالبا ماكانت أمل تشعر بالضيق إمام جفاف وتصنع مشاعر هذا الفريد الذي لايكاد يعرف غير قانون الصراع والتناقض مع انه لايفطن إلى مايعيشه من حالة تناقض صارخ في مشاعره وسلوكه.
وكان يعيد عليها قراءة مايسميه أبيات من الشعر الملتزم الذي لايخضع للبطر واللهو البرجوازي التافه.

تتألم أمل وهي في حيرة أمرها بين إحساسها بقلب محب يتفجر وسذاجة قروي يكابر كمن وقع في شبكة لايستطيع الفكاك منها.
ظل (فريد) سهرانا حتى الصباح وهو يدبج وينتقي كلمات رسالته ((الطبقية)) منقبا في تاريخ وسلوك الرفاق العظام عسى أن يجد من يتحدث عن حبه منهم وكيف استطاع إن يجمع بين الحب والحزب ليكون حجته ودليله وطريقه إلى إضفاء شرعية وثورية على حبه ولكن دون جدوى،وكان غالبا مايتسائل:-
هل من المعقول أنهم لايحبون أولم يعيشوا قصة حب فلماذا لم يوثقوا تجاربهم هذه ليقتدي بها رفاقهم من بعدهم لقد تكلموا عن كل شيء إلا عن الحب.
الم يحب ماركس أولم يحب لينين أم الأمر عند الرفاق الغربيين لايستحق الذكر وإذا كان الأمر كذلك فماذا بخصوص رفاقنا العراقيين .؟؟
هل الحب ممنوع عندنا؟
أكمل رسالته التي لم تكن إلا مبررات حبه لأمل وكون هذا الحب مسخرا لخدمة القضية المشتركة قضية الطبقة العاملة واضعا توقيعه على شكل مطرقة ومنجل في احد جوانب الرسالة بينما يحمل الطرف الثاني اسم أمل لتوقع على عهد الرفقة والنضال ليقدم إلى الفاضلة الطبقة والى السامي الحزب آملا أن يحظى بمباركتهما ؟طبعا لاينسى فريد إن يخبر الرفيق المسؤل ليكون الحزب على دراية وعلم فربما للحزب رأيا آخر؟،وقد سيطرت الحيرة على فريد بين خيارات عديدة هل يفاتح أمل أم يدعها هي التي تفاتحه بحبها ؟؟
هل يخبر الحزب وينتظر الرد بالرفض أو الإيجاب؟؟ أو يجعل الحزب يوحي للرفيقة بحبه فيكون هو شاهد حبهم الأكبر.
اخذ فريد يحاول أن يزوغ أو يفتعل الانشغال بأمور الحزب والاتحاد ليتجنب لقاء(أمل) أو مجالستها قبل إن يصل إلى قرار في هذا الأمر،وقد لوحظ عليه حالة من التشتت والسرحان أو يسمع وهو يتكلم مع أطياف غير مرئية،اخذ جسمه بالذبول وارتسمت على عينيه هالة سوداء من شدة الأرق جاهدا أن لايفتضح أمره وان لاينكشف سره للزملاء والرفاق فيتهم بالانشغال بأمور خاصة تافه على حساب الشأن العام وعلى مصلحة الحزب والطبقة التي يدعي انه منذورا لها!!!
بمرور الأيام بدأ الغمز واللمز بين الطلبة والطالبات يشير إلى أن أمل وقعت في شباك صلاح واخذ ينفرد بها ويخرجا سوية خارج المعهد ووو. وقد أصبح الأمر واضحا أمام فريد وهو يتلمس رسالته التي لم يطلع عليها أحدا غير جيب سرواله كانها منشورا سريا .
نعم إني أحبها وهي تحبني كذلك وهناك الدليل هذا الرقم السري للوكرها الخاص وستجد بداخله حقيبتها والنظام الداخلي للحزب الذي استلمته منك يوم أمس وأكثر من ذلك قال صلاح هل تريد مني أن اذكر لك اسمها الحزبي؟؟؟؟؟
دارت الأرض بفريد واختلطت أمام ناظريه الألوان فلم يعد يميز حتى لون وشكل الطبقة المعشوقة أمام مشهد محبو بته المسلوبة!!!
ومن اجل أن يمعن في جلد نفسه ويسدر في مثاليته اتكأ على الرومانسي الروائي فحمل بيده وردة حمراء مستدعيا امل ليجعلها تعترف بارتدادها وخيانتها الطبقية والفكرية بسبب ارتباطها بعلاقة حب مع هذا البرجوازي!!! .
- نعم أحبه ولا أظنكم تحضرون حرية الاختيار والحب الذي لاعلاقة له بما يحمل كلا منا من أفكار والحب لايعرف التمايز الطبقي ولا الفكري كما يقول (صلاح)وهذا ماحصل بين ماركس وحبيبته كما تعلم؟؟؟
- دوت في دماغ فريد عاصفة هوجاء يحسها كقطيع ذئاب جائع تعوي مكشرة عن أنيابها لتهاجمه من كل صوب وأحس بألم وخدر في أطرافه كاد أن يسقطه أرضا لولا تماسكه .
- لكي كامل الحرية في الحب مقدما لها الوردة بيد مرتعشة مباركا الحب بريق جاف معقبا انه خيار غير موفق وان كان ينسجم مع التحالف الجبهوي القائم!!!
- قرأت رسالته بعد أن مضى على كتابتها عدة سنوات وهي لاتعرف بماذا ترد عليه بعد أن لم تعد تملك ماتقدمه إليه فقد امتصت شفاه الحبيب الغادر كل رحيق شفتيها وحمرة خديها.
- ظل فريد وهو يكاتب سرابا ليس له قرار كلما حاول الاقتراب منه كان أكثر بعدا عنه.لم يستطع الفكاك من خيالها وقد امتلكه حبها وهيمن على كل سكناته وحركاته فبقدر محاولاته النسيان الحب يزداد رسوخا وقوة بحركة معاكسة غير مفهومة على الرغم من إحراق رسالته الأولى في نوبة سكر شديد في الذكرى العشرين لكتابتها وبعد إن استأنست (أمل) أحضان رجال الأمن والسلطة وأفسدها أدعياء الحب ونهشت جسدها الذئاب البشرية وارتمت في أحضان سيد الرأسمال الأكبر.



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العراقي وانتخابات مجالس المحافظات القادمة
- قل نعم قبلت وانته حليفي!!!!
- قيم لاتموت
- المعاهدات غير المتكافئة بين تجارب الماضي وممارسات الحاضر*
- من حكايا((بطران الشبعان وهلكان العريان)
- مشروع الرسالة الخامسة من ((بطران الهلكان)) الى((هلكان العريا ...
- لازال جدار برلين قائما؟؟!!
- الرسالة الرابعة من ((بطران الشبعان))الى((هلكان العريان))
- رسالة( بطران الشبعان) الثالثة
- عصا الشيخ
- من((بطران الشبعان))الى((عريان الهلكان))*-الرسالة الاولى و ال ...
- كش وزير؟؟!!!
- كش وزير!!!
- هل يمكن اغتيال القلم ؟؟
- فاعل خير
- هتافي عصر العولمة!!!
- (الحرامية) في المدينة والريف
- قراءة في كتاب (البترول العراقي والتحرر الوطني) – للأستاذ الم ...
- قوائم بدل اتصالات ام قوائم إتاوات؟؟؟!!
- ( أخلاق المهنة في مهب الريح )


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - الامل المضاع