أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - دقت طبول الحرب














المزيد.....

دقت طبول الحرب


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


أذاع المذياع خبرا فحواه.. أن طبول الحرب تدق .. تدق .. تدق..
وأضاف: تحذير في سائر البلاد لكل العباد .. من يملك دارا فليحتم به.. ومن يملك رغيف خبز فليدخره.. ومن يملك حجرا فليخفه.. ومن يملك وطنا.. فليفتح كل نوافذه ومنافذه.
دقت طبول الحرب فعلي الدنيا السلام.. غدا تشرق الشمس الملتهبة فتحرق الزيتون والقمح والإنسان.. وتنثر شظايا الغل واللهب والهذيان.. تقتحم المكان فيميت الزمان .. لن يجدي الصمت يا أزمنة النسيان..
غدا ستأتي جحافل التتار، لتقلع الزرع، وتهدم البيت، وتصب الزيت، وتسفك الدماء.. غدا.. غدا.. ومازلنا في انتظار أن تأتي معجزة من السماء .. أن يشفق الجلاد علي السياط .. أن يتنازل الذئب عن فريسته .. فكونوا لهم بالمرصاد.. فسوف تحارب معكم الريح وأنامل الأطفال..
يا زمن الصمت والإشارات المستحيلة.. يا زمن البكم والشكايا الذليلة.. أتي الخريف فمحي الذاكرة والعنوان والبشر.. فنحن قبيلة مهددة بالاندثار والانقراض.. ولن تجدي بعد ذلك منتديات الشعر أو صالونات العزاء..
لم تعد الأيام تقوي علي حمل مآسينا.. سقطت كل المشاريع الكبيرة والصغيرة.. وانزوت كل اللافتات والشعارات .. لن نستكين ولن نرفع رايات الاستسلام، سنحفر الأرض خنادق ومقابر والغاماً.. فإذا ما متنا، رفع الصغار هامتهم للسماء. وزغردت النسوة والثكالي..
لا تبكي يا اماه
كوني ولو مرة
أمي كما أريدها أن تكون
أكبر من حالمة
تخاف أن يقتل قرب دارها
صغيرها الصغير
تخاف أن يصلب في السجون
تخاف أن أحمل في عيني ظل والدي الكبير
بلند الحيدري
نولد لكي نموت.. ونحيا لكي نموت .. ونموت لكي نموت.. لكن الخضرة تبقي في ساحات البيت وفي الشارع الكبير تذكرنا.. تجتر من العمر الذكري.. وتقص أقاصيص الحكايات للأزهار والنحل والفراشات وللدنيا .. نخشي أن يأتي يوم نخجل فيه من أنفسنا..
يدور حجر الرحي .. يطحن قمح القلوب وحبات الوطن.. يعصر الأفئدة ويعصف بالأمنيات، ويستبيح الظلم والغطرسة.. ويبدل مجري النهر ليصب في القلب صيحات الشهادة والتكبير..
دقت طبول الحرب.. فعلي ظهر الحياة نسير إلي نهايات الطرق ومفترق الدروب.. فغدا يعبر الأطفال النهر حفاة الأقدام..
مازالت مفكرة الحائط تسقط أوراقها وأيامها علي الأرض .. ومازلنا نطأ بأقدامنا عليها دون أن نلتفت أو نمعن النظر في أرقامها.. لم يبق من الزمن إلا لحظات الانتظار والترقب.. لم يبق إلا القليل .. وأقل من القليل..
أيها الطيبون الساكنون الناظرون إلينا من نوافذكم العالية.. هل سوف تطول نظرات الشفقة علينا ولحظات الترقب.. يا من تذرفون الدموع علينا كل صباح .. لسنا في حاجة إلي الدموع فملء أعيننا انهار..وملء قلوبنا مرارة وصبار..
يا أيها الطيبون السابحون الهائمون المعلقون .. أرهقنا طول الانتظار، وأجهدتنا عبارات الانكسار..
لم يمض يوم من ألف عام، إلا وسقط كل يوم شهيد وجريح وسجين .. ومن ألف عالم لم نر مهزوما بيننا.. لم نجلس في صالونات الطغاة نرتشف قهوة العزاء.. ولم نرض يوما أن نقبل أحذية الجناة.. أو نكتب مظلمة أو نستعطف زناة.. ولم ننم علي أسرة الفاتحين الغزاة.. نملأ السجون كبرياء، ونكتب علي جدران سجون قصص الشهداء.. لدينا احجار وزهور وأعلام..ولدينا أحلام بسعة الأرض ورحمة السماء..
لماذا بعتم لغة البيت
ولماذا استأجرتم لغة أخري
وابحتم وجه مدينتنا لليل!
وتركتم في الهجر حروفي
أطرق أبواب بيوت المهزومين
وأبشر بالإنسان .. بالإنسان
مظفر النواب
علي أبواب الحرب .. تسقط كل الكلمات المشنوقة المصلوبة المجروحة المذبوحة.. المقهورة.. علي أبواب الحرب تحتضر كل الأفعال المنصوبة والناقصة والجازمة والنافية والساكنة والظاهرة.. علي أبواب الحرب تخترق حروف اللغة قواعد الصرف والنحو والبلاغة..آن أوان إعادة كتابة اللغة من جديد.. إعادة صف حروف الكلام مرة أخري وتشكيلها وتنقيطها وتزويقها وتحريكها وتسكينها ..فأما أن نحسن كتابتها ..وأما أن تُأكل كل كتب التاريخ والتراث ..
في الطرقات الوعرة يتحسس أبناء مدينتي أرضا لم تطأها أرض العسكر.. لكن الأرض تئن بالضوضاء .. تمضي الأيام السوداء وئيدة، ينفطر القلب المحموم بركاناً..تدمي العين الساهرة بالحرمان ، يأتي الصبح شريدا مطرودا لا يحمل أي هوية.. تستوقفه الحراس علي بوابات العبور ومداخل المدن ..تنكل به.. تهينه.. تصفعه.. تبصق في وجهه.. وتطلق فيه اللعنات. تفرغ ما في جيوبه .. وتصحبه إلي غرف التحقيق لتبدأ معه لعبة الصباح الذليلة..
من أنت ؟..
من أين اتيت؟
ما اسم أمك ؟
من أين تشتري الخبز والملح؟
وسط الأيام التعبة والذاكرة الشاحبة الناحبة يتلعثم .. يفقد معني الكلمات.. تقذف في وجهه اللكمات..
يا سادة أنا الصبح النضر في ربوع الوطن .. فهل آن أوان رحيل الشمس..
ينادينا الموت من كل حدب وصوب.. ومن داخل غرف النوم.. وفي أحراش مدارسنا.. ينادينا الموت من داخل قاعات الأمم المتحدة ..وعبر الفضائيات المنتشرة.. ترصدنا .. وتسجل كل الضحكات واللفتات والهمسات.. تتعقبنا حتي إذا ما دخلنا دورات المياه.. تستبيحنا .. وتكشف عوراتنا.. وتتهمنا بممارسة الحياة .. ينادينا الموت في مواسم الأضحية والأعياد..



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريق الآلام .. والخلاص
- أوان الرحيل
- معذرة .. سيدي العزيز
- عصر الشهداء والجواسيس
- غرام الافاعي
- أعياد ميلاد ومواكب أموات
- الموت الرحيم
- عبد السلام النابلسي : حسب الله السينما المصرية .. فقر و-عنطز ...
- عاطف الطيب : رادار الموهوبين
- سينما ما بعد النكسة : تكذب .. ولا تتجمل
- بهيجة حافظ : بنت الإسكندرية الارستقراطية التي عشقت الفن
- خطاب التنحي: وانتفاضة الجماهير في 9و1. يونيو
- الإرهاب في السينما : تخاذل مقصود أم وعي مفقود
- في عام النكسة : السينما لم تدفن رأسها في الرمال
- سينما نجيب محفوظ : واقعية وجريئة
- المرأة والسينما والانتخابات
- سعاد حسني في ذكراها السابعة: حالة خاصة جداً
- فؤاد المهندس سفير الكوميديا
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - دقت طبول الحرب