أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير الى بشرى ابو شرار














المزيد.....

رسائل الزاجل الأسير الى بشرى ابو شرار


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


1 - رسالة الغياب

تسألين عن غيابي وتعاتبين..
والعتاب يا سيدتي في شرعة الأوفياء, ضرب من ضروب البوح.. هو رعشة الفقد ما قبل دمعة الفراق..
ما عاد لي هنا.. وما عاد لكِ هناك*.. ضاقت ينا مساحات الرقص بين هنا في غزة وبين هناك حيث تنتظرين, فهل اختزل الوقت المسافة إلى ما قبل الصفر؟؟.. ما قبل محطات الانتظار, أم تُراها ضلت قطاراتنا عتبات القيام فلا وصول..
لا عتاب يا سيدتي, لم يأخذني منكِ غير الضياع في حواري الموت والوقت حصار..
لا محطات عبور.. لا معاير أو منافذ, ولا حتى جغرافيا نرسم عند أطرافها بوابات الخروج والدخول..
لا شيء هنا غير الموت, والموت فصل من فصول المهزلة.
فالجوع هنا ضيف ثقيل رَوضنا على معاشرته حتى عشقنا شد الأحزمة على بطون خاوية, فيما الأمراء يرتعون في لحم الضأن ويسبحون في المرق.. لا بأس فهم الأمراء..
والخوف هنا حالة يخترقها الفرح مثل برق الصيف لا يعقبه غيث ولا ماء مطر..
واليوم هنا بَدّل عاداته.. ينتهي عند انبلاج الفجر, ويبقى على عتمة تمتد من فجر لفجر. يقطعها صوت المؤذن خمس مرات متعاقبات
الحال هنا جنون وانتظار وحصار..
فهل ما زلتِ تعاتبين وتسألين عن الغياب..؟!
أم تراك انخدعتِ وصدقتِ ما ينقله عنا الأثير!!
هل صدقتِ وعشتِ البهجة التي تعلنها الفضائيات, وتدبجها أقلام من يتسولون ينا وعلينا إلى حين ميسرة أو مجزرة..؟
وهل أطمح بلحظة بوح صافية بين يدي امرأة غافية على رمل بعيد؟ تقتات رياح الشوق إلى فارسنا ماجد"2" النبيل, الذي قذف سهمه وقُتل..
هل يدرك ماجد* الساكن فيَّ وفيكِ هول ما قد حصل؟!
هل يموت بعد الموت والفضائيات؟ تعلن الانتصارات يوزعها الأثير, بينما الناس في غزة يمارسون الفجيعة..؟
كل اجتياح ينتهي إلى هدم وردم وقوافل شهداء..يخرج العدو بعد تنفيذ المهمة, وتزغرد البنادق تعلن الانتصار على عدو جر أذيال الخيبة تحت وابل من ضربات المقاومة.. وهنا يا سيدتي تلعق غزة دموعها.. تخجل مع بهاء الموت, من الحديث عن غير المعلن من حصاد الاجتياح..
لا حديث عن حوريات الأرض/ أرامل الشهداء, ولا عن جيوش أطفال يتامى يهيمون في الطرقات, ولا عن حسرة الآباء الثكالى, ولاعن ضواحِ سويت بالأرض, ومزارع ذهبت إلى العدم..
هل أدركتِ كيف نمارس الانتصار على الهواء؟ ونمارس الفجيعة على الأرض..؟
انه الوقت حصار وحصار وبيانات خديعة.. وأنا لا أتسول بالكلام..
فالموت في غزة زاد الصابرين
هل أدركت كيف ينشطر المشطور بين غزة ورام الله, وكيف ينقسم الناس بفعل فاعل بين شريف وعميل كيف؟ َسرقنا زمن اللعنة؟ كيف صرنا جميعا شياطين خيانة.. نتسول حتى الاتفاق على الحوار؟
ما الذي بقى منا ومن الوطن يستدعي الحوار؟
لا شيء غبر أجنداتٍ صفحاتها أسود من فحم الحرائق بين فتح وحماس..
واهمون من أقنعوا أنفسهم أنهم اللاعبون فقط على مساحات الوطن
واهمون إن لم يستدركوا حتى لطم على الوجه على هول ما فعلوا
الحقيقة تعلن عن نفسها:
أنهم وحدهم الخاسرون.
أنهم وحدهم الخائنون للأمانة
أنهم الزائلون, والباقي الوطن
هل أدركتِ يا سيدتي لِمَ يأخذني الصمت على متن الغياب؟
فاعذريني يا أخت ماجد, الذي لقنني, رغم حليب وكالة الغوث, أبجديات أخرى للوطن
***
2 - رسالة الحضور

لا ضوء في غزة, لا عود شمع.. لا سراج, ليل في النهار وليل في الليل, العتمة شرشت في الزوايا..افترشت كل الطرقات.
تاهت المواعيد يا سيدتي إلا من مواعيد الضوء, الذي إن أتى يأتي مع القادم جودو "الكهرباء"
هل سمعت آخر الأخبار!!
العصافير في غزة أخذت قراراً جماعياً بالانتحار, ربما يأخذك الهول.. ربما تسكنك الدهشة، تسألين عن مبررات القرار.. لا ضوء يطرق أبوابها..يرفع النعاس عن أجفانها, لا حَبَ في الطرقات، ولا سنابل ينضجها هجير الصيف, لا كسرة خبز, لا حليب, لا غناء, ولا شوق انتظار..
ربما يأخذك الحنق.. ربما تصرخين غضبى :
- ما الذي في غزة إذن؟
- لا شئ غير جنون الانتظار
والانتظار هنا موت, فهل في الموت انتصار, تخرج جموع الناس تطلب خبراً, تتجشأ البنادق حشواتها.. تتخلص من بعض نجمات..سقط الناس بين قتيلِ وجريح, تصدح الإذاعات.. ترفع الرايات للقاتل والقتيل.. تهزج غزة بأهازيج الذهول.
كل من غاب شهيد.
كل من حضر شهيد.
كل من توارى عن المشهد, يشهد على عبث الشهادة انه فعل الجنون..
هل أدركت الآن يا سيدتي سر العتمة في غزة.
لا ضوء في غزة.
لا أصبع شمع, ولا حتى سراج.
نَضب الزيت وجفت شرايين الفتيل.. وغاب الضوء عن جفن القتيل.
ليل في النهار وليل في الليل.. أسود صار دمي
------------
* بشرى ابو شرار روائية فلسطينية تقيم في الإسكندرية, وهي أخت المناضل الأديب المعروف ماجد أبو شرار, ولها رواية بعنوان من هنا وهناك صدرت في العام 2005



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة ذكور النمل
- ظلال الأرقام الرمادية
- الهبوط من بيت الأثير - الفضاء السابع والأخير
- بيت في الأثير - الفضاء السادس
- بيت في الأثير - الفضاء الخامس
- بيت في الأثير - الفضاء الرابع
- بيت في الأثير - الفضاء الثالث
- بيت في الأثير الفضاء الثاني
- بيت في الأثير - الفضاء الأول
- رسائل الزاجل الأسير إلى السماح عبد الله
- بحيرة الأميرة البيضاء - 7 - الأخيرة
- بحيرة الأيرة البيضاء - 6 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 5 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 4 -
- بحيرة الأميرة البيضاء - 3 -
- بحيرة الأميرة البيضاء
- بحيرة الأميرة البيضاء - 1 -
- مقامات غزية - 7 -
- مقامات غزية - 6 -
- مقامات غزية - 5 -


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - رسائل الزاجل الأسير الى بشرى ابو شرار