أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!














المزيد.....

عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2327 - 2008 / 6 / 29 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكاتب خالد الحروب في حديثه عن راوية الصديق خالد خليفة" مديح الكراهية" يكتب: في وسط هذه الكراهية وحروبها والدماء النازفة على جدران البيوت, يصر خالد خليفة على زرع قنبلة حب موقوتة في قلبها: مروة إحدى الخالات تقع في حب نذير الضابط العلوي الذي يترأس فرقة تفتيش البيت من وقت لآخر, بحثا عن حسام شقيق البطلة, والذي يكون عضوا فاعلا ومقاتلا في التنظيم. يتطور الحب شبه المستحيل على الضد من الكراهيات المتبادلة بين الطائفتين..التنظيم يصدر أوامر لكل من حول مروة للإجهاز على" الحب الخياني" وسرايا الموت تحاصر نذير وينتهي به المطاف مقالا مبعدا عن منصبه, مروة ونذير يتزوجان في قلب صدام الكراهيات, إعلان تشبث دامع بوحدة الناس والوطن, رغم جرائم السياسيين وتفتيتهم لما كان طوال قرون متعايشا ومتناغما" الرواية تعالج الزمن الدموي في نهاية سبعينيات القرن العشرين, الصدام المسلح بين الطلائع المقاتلة للإخوان المسلمين وبين السلطة السورية. محصلة ذات معنى ملغم يستنتجه الكاتب خالد الحروب من رواية خالد خليفة: رغم دموية السلطة في ذاك الصراع, إلا أن المعنى يكمن في سياق المقال من تثبيت الخوف من الإخوان المسلمين السوريين, في سعيهم لإقامة دولة دينية. وهذا في الواقع بعيد كل البعد عن سياقات ذاك الصراع الدامي, لم يكن في نية الإخوان آنذاك, إقامة مثل هذه الدولة الدينية. ولهذا بحثه الآخر, ولكن لزوجة الأرض التي يسير عليها الإخوان المسلمين ومازالوا تقريبا, تجعل منهم وحشا طائفيا يريد التهام المجتمع بكل أديانه وطوائفه. خاصة أن مجتمعنا السوري, هو مجتمع فسيفسائي يحتوي على غالبية الأديان والطوائف والقوميات حتى. هذه اللزوجة المتراسية, تجعل الحوار مع الإخوان حاضرا دوما وواجبا سياسيا ووطنيا. الرواية هنا ليست موضوعنا, ولكننا نريدها بداية لأن الصديق خالد خليفة قد فتح بوابة سرية ومازالت سرية في تاريخ سورية, والتأكيد على قيمة"الحب" بين أفراد سوريين! وهذا بحد ذاته, يجعلنا نكتب انطلاقا من هذا العمل, والسبب الآخر للحوار أيضا, وهو ربما من الوجهة السياسية والمدنية أكثر حضورا وهو تخلي الإخوان المسلمين السوريين نهائيا عن العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية. لا بل إدانة هذا العنف في الكثير من الحالات. وهذا يجب ألا يغيب عن بالنا أنه من المفيد التمييز بين إبقاء عجلة السلطة الدعائية, بتخويف المجتمع السوري من الإخوان المسلمين, وبين ما نراه ضروريا في أن يفتح الإخوان ملف تحولهم إلى حزب سياسي على المستوى السوري. الإخوان الآن في سورية بعبع سلطوي لا يخيف! وليس له هذا الوزن الذي يمكن له من التهام بلد كسورية, وحصرها في دويلة إسلامية, لا سند داخليا لها ولا خارجيا. لذا من البديهي أن تبقي السلطة السورية شبح هذا البعبع, لكي تخفي فاعليتها الطائفية التي طيفت المجتمع السوري, بالتراكم الارتجالي للفعل الطائفي عبر ثلاثة عقود ونصف من الاستبداد الأقلوي, ولكي تخيف فيه بقية مكونات المجتمع السوري, وخاصة الطائفة العلوية, أن التغيير سيأتي بالإخوان المسلمين. لهذا من باب فتح الحوار مرة ومرات, نبدأ من مسلمة بسيطة يجب على الإخوان حسمها, برنامجيا وفكريا, حرية الاعتقاد الديني مقدسة حتى لو هنالك فرد واحد في المجتمع ملحد أو مسيحي أو علوي أو درزي..الخ له ما لهم وعليه ما عليهم تماما. وعندما نقول مسلمة, فإننا نعني أنها غير خاضعة للحوار ولا للمساومة السياسية. لهذا حرية الاعتقاد الديني, البحث عنها في مبحث الحقوق الدستورية والإنسانية, التي يجب أن تصان, على مستوى الحريات الفردية والعامة. أما التخلص من الحمولة الطائفية للجماعة سورية, فهذه قضية يجب أن يتم فيها فتح باب النقاش على أوسع أبوابه, سواء داخل الجماعة أو مع كافة تيارات المعارضة السياسية في سورية, لأنها شأن سوري أولا, من حيث أننا أمام حالة تقتضيها الوضعية السورية بنزع هادئ لأية صبغة طائفية عن أي حزب سياسي, وإلا لماذا تناضل المعارضة السورية, وبما فيها الإخوان المسلمين أنفسهم من أجل دولة مدنية? ومن أجل إلغاء الطائفية? عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى حزب على المستوى الوطني عندها ربما يتحولوا إلى بعبع حقيقي يخيف هذه السلطة فقط, ولا يخيف الشعب السوري. أليس في هذا التحول, تحول نحو فهم جديد ومعاصر للهوية السورية? والتي تحتاجها جميع شرائح شعبنا, لكي تتفادى مجددا كتابة رواية أخرى عن مديح للكراهية? الهوية السورية, التي سمحت للإخوان المسلمين أنفسهم أن يكونوا حزبا علنيا ويشارك في الانتخابات البرلمانية بعد استقلال سورية? وكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة! سنأتي إلى الأصدقاء من زاوية أخرى, نحن نزعم أن الإخوان المسلمين في طيات خطابهم السياسي, ينظرون إلى أنفسهم كممثلين سياسيين للأغلبية السنية في سورية, أليس هذا مدعاة لكي يؤكدوا أن مخرج سورية أن يكون مشروع الأغلبية فيها مشروعا ديمقراطيا, خاليا من أحزاب طائفية مهما كانت ذرائعها, سواء دينية أو خلافه? فعندما تتبنى الأكثرية مشروعا ديمقراطيا يصبح مفهوم المواطنة حقيقيا, وتصبح الأقليات بخير? كان هذا عنوانا لسلسلة من المقالات كتبتها منذ أكثر من عامين بعنوان" الأكثرية ديمقراطية الأقليات بخير" ألم يتحول حزب العدالة والتنمية التركي إلى حزب على المستوى الوطني تتمثل فيه كل الطوائف والقوميات والأديان في تركيا? كيف يتحول الإخوان المسلمون إلى حزب على المستوى السوري الوطني? وحده هذا ربما يحولهم إلى بعبع يخيف السلطة وحدها! نقول ربما لأنهم ليسوا في الساحة وحدهم, ويجب أن يقبلوا أيضا بهذه المسلمة. وسيكون لحديثنا بقية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان المفلح يحاور ياسين الحاج صالح في الشأن السوري.
- علمانيون للسلطة وانتحاريون للدنيا- إلى فائق المير في الحرية ...
- ماذا بقي للاتجاه الديني- السياسي؟
- المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - عندما يتحول الإخوان المسلمون إلى بعبع!