أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟














المزيد.....

ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عندما تصبح الحقائب الحكومية موضوع ارتباك تنظيمي ومحل (بالمعنى القانوني حيث تلتقي السببية والمسؤولية) تسابق شخصي وسببا في الكبوة، يصل الجسد إلى لحظة السقوط غير المضمون العواقب.

فتراكم عوامل التسابق والارتباك يجعل الجسد الحزبي متعبا بل ومصابا بزوائد ونواقص مزمنة، تفعل في التوازنات الحيوية للجسد مثل ارتفاع وانخفاض نسب الضغط والملح والسكر.

مما يجعل لحظة الكبوة الانتخابية (2007)، لحظة الإصابة بنزيف دموي داخلي، يستمر بكيفية مفرطة، تنقل الجسد من حالة انعدام مزمن في التوازنات إلى عجز حاد في المناعة. مثل عجز الجسد عن تفعيل تخثر الدم، مما ينقل الجسد من النزيف إلى الكوما.....

إن دفاع الحزب عن الغلط (المشاركة الكاملة في حكومة جطو مباشرة بعد انتقاد منهجية تكليف الوزير الأول بتشكيل الحكومة = خلافا للمنهجية الديمقراطية)، أبقى الحزب عاريا أمام التناقضات الموضوعية للحالة السياسية في البلاد. أي لا هو يستطيع انتقاد الممارسات التنفيذية للحكومة وللدولة، ولا هو فاعل في صياغة تلك الممارسات.

وهذه الحالة التي تميز الأحزاب الإدارية عادة(عدم القدرة على الفعل السياسي الرسمي وعدم القدرة على نقد أخطاء الممارسات الرسمية) لم تكن لتليق بطبيعة الأصول الاجتماعية والفكرية والسياسية للاتحاد. مما أفرز حالة مقاومة داخلية خامة، حتى مع التبني الكامل للسلوك القيادي، أصبح المنطق الداخلي للسلوك القيادي نفسه، من داخل الدفاع عن الحكومة، يحفر أسافين دائرية من حوله، من تحت حول الفوق.

وهذه الخنادق المحفورة ضمن حرب المواقع، الحكومية، فالقيادية، فالجغرافية، الجهوية فالإقليمية فالمحلية، تصل لأول مرة لتضع الكاتب الأول نفسه، رهينة داخل دائرة المحاسبة، على الأقل على أساس التنافي بين الدفاع عن المقاعد الحكومية وبين المسؤولية القيادية عن المآل الانتخابي للحزب.

إن التوازي بين لحظة النقد الذاتي الاتحادي، اللائق بتاريخية ونضالية ومحورية الاتحاد الاشتراكي ضمن الحركة الديمقراطية، وبين لحظة الالتفاف المتصاعد حولها من طرف لوائح من ضمن أبرز شخصيات المكتب السياسي المسؤول عن الغلط، بل والمسؤول عن الاستوزار من صلبه، سابقا (اليازغي، ولعلو والمالكي) ولاحقا (الراضي، لغماني)، هذا التوازي هو الذي يفسر تشمع لحمة المؤتمر، رغم تماسك الخطاب الذي قدمه اليازغي مستقويا بدياليكتيك الصياغة وخبرة الحبيب طالب في التوليف الجيد بين متواليات المشهد السياسي. إن الصياغة الجيدة للخطاب كما دأب اليازغي على فعله، لم تنفع أمام تراكم الضعف ودوائر التخندق وتعقد التناقضات.

ليس من باب الصدفة أن يعجز مؤتمر الاتحاد الإشتراكي عن معالجة كل نقط جدول أعماله لأول مرة. بل استكمال نصف قرن من عمر اليسار الشعبي الديمقراطي الوطني القومي الأممي، يضع بناة الحركة الديمقراطية المغربية أمام لحظة الانتقال البيولوجي. مقرونة بلحظة البحث عن مفاعل الديمقراطية الداخلية.

ولقد كان الاتحاد الإشتراكي دائما حقل التجربة الغني، لفائدة الشعب المغربي، وضمنها الصراع بين المطالب الديمقراطية الداخلية وبين صيغ الالتفاف عليها من طرف الجناح القريب من الدولة والمستفيد من ريع المواقع. وقد توفر نسيجه التنظيمي على القياديين الوسطيين الذي مكنوه من تجميع مقومات التناقض قصد توليفها نحو مخرج الوحدة.

إن اندماج الحزب الاشتراكي الديمقراطي وبعض الأطر اليساريين، لم يكن كافيا، ليلقح الاتحاد الاشتراكي بلواقح المناعة الوحدوية. فقد انفصل عن الاتحاد، كل من المؤتمر الوطني والحزب الاشتراكي والحزب العمالي وجمعية الوفاء. وانكسرت الحركة النقابية تبعا لذلك. فأصبحت لدينا من صلب ال (ك د ش)، ال (ف د ش) و ال (م د ش). دون الحديث عن انبثاق منظمات نقابية أخرى....مما بث حقنا إضافية من اليأس، انعكست في تقلص الكتلة الناخبة المصوتة على الاتحاد الاشتراكي في شتنبر 2007.

إن تشمع الأجهزة المكونة للمؤتمر، أرسل دماغ القرار السياسي الاتحادي إلى غرفة الإنعاش، في انتظار عودة الوعي، ومعالجة مفاصل الداء بدواء الصبر وحمية التبصر. غير أن اللحظة الاتحادية ليست سوى تكثيف للحالة اليسارية جميعا.

إن الاتحاد الاشتراكي مثل ذلك الجسد الجسور بعقل متيقظ. يمارس نزواته لكنه يحتفظ بكمية كافية من الكريات البييضاء لمحاربة مظاهر الضعف. لكن قدرة اليسار برمته على استعادة حالة الوعي، تتلخص في مؤشرين اثنين:

مؤشر العلاقة مع الجذور الاجتماعية، باعتبارها التربة التي نبت من صلبها اليسار. وإذا ما استمر في الانكفاء عنها، فسيصبح الجناح المحافظ في السياسة المغربية، أي الجناح المسيس للدين، جناحا ممثلا وحيدا لأوسع الطبقات الاجتماعية وهي الحالة التي تعرف في العلوم السياسية كونها ظرفية منعشة لدكتاتورية الدولة وغلبة ضغطها على ظهر المجتمع.

ومؤشر الانعزال القيادي عن القاعدة التنظيمية، مما يصل بالقدرة الإستقطابية لليسار إلى حالة الصفر، أي حالة العقم الكلي. وهو ما لاحظه الدارسون في أوراش المعهد الديمقراطي الأمريكي في الأيام القليلة الماضية.

أما الاستنتاج السياسي الذي أعلنه العقل السياسي الاتحادي من داخل المؤتمر الثامن، فهو الإعلان عن الموت السريري للشريان المعارض في الجسد الاتحادي. لقد أكد ذلك محمد اليازغي، من زاوية الدفاع عن البقاء في الحكومة. فكأنه يحفر لنفسه حفرة نهائية ما دام نائبه السابق قد استقال من الحكومة.

وأما نقل خبر مبيت برلمانيي العدالة والتنمية مع سكان سيدي افني، فقد يعد من باب التأكيد الإيجابي للنبوءة المأساوية لليازغي كون خروج الاتحاد للمعارضة سيحول الاتحاد إلى شبكوني بجوار العدالة والتنمية. لكن من يحول أن يتحول قوم من الأقوام من أسد ونمور إلى مجرد قرود في الحكومة؟؟؟؟

لم أكن أرد أن أنزل إلى هذا المستوى من التشبيه، لكن البادئ أظلم.



#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور زمن حزين
- لماذا التزم عالي الهمة الصمت؟
- اختطاف -الأنوار- في ابن كرير؟!
- الكتابة جبل ثلج
- حميمية الصلة بين النفسية والكتابة
- عندما كان الشمال منصة لإطلاق صاروخ الكفاح الوطني
- التهامي الوزاني يحضر المهرجان
- الثقافة التي تمتلكها بعض الصحافة المستقلة في المغرب
- شبح مخيف آخر:السلفية -الرسمية- في المغرب
- طحينهن وجعجعتنا
- الحمالة والحطب والتاريخ
- عندما تمسح أوساخ العالم على وجه -الشمال- المغربي
- خمس نقط لتفسير حل البديل الحضاري في المغرب
- تأمل في تمثال عبد الكريم الخطابي
- (II)أحلام من الخيال العلمي تأمل في تمثال الزعيم
- قراءتين في -كتاب الأمير-
- سطحية السياسة المغربية في الصحراء وفي السياحة سواء
- حديث الروح
- هل يدشن التقرير الإصلاح الشامل في الاتحاد الاشتراكي؟
- شروط الانتقال من الزوبعة في الفنجان إلى التغيير


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟