أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المصالحة الوطنية الفلسطينية وقطع الحيل السري مع الدول المانحة...















المزيد.....

المصالحة الوطنية الفلسطينية وقطع الحيل السري مع الدول المانحة...


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 12:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


من المعروف والمهم جداً قوله أن الإدارة الأمريكية،هي ضد أي مصالحة عربية،خارج إطار الأهداف والمصالح الأمريكية،ومن هذا المنطلق ووفق هذه الرؤيا فهي تقف ضد المصالحة الداخلية الفلسطينية،بدءً من رفض تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية،وانتهاء باتفاق صنعاء،وكذلك لنا في التجربة اللبنانية خير مثال وشاهد،فهي تضع العصي في دولاب اتفاق الدوحة للمصالحة اللبنانية، وتسعى لتجويف هذه الاتفاق من الداخل،بعد أن خرج إلى حيز التنفيذ والتطبيق الفعلي رغم أنفها،من خلال منع تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية،وافتعال مشكلة هنا وأخرى هناك،وما تريده هو تفجير الوضع الداخلي اللبناني واستمرار أزمته الداخلية،أما على الجانب الفلسطيني،فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلق مبادرته للحوار الوطني وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني،وبغض النظر عن العوامل والظروف التي أملت إطلاق هذه المبادرة،والتي لربما كان انسداد أفق التسوية وتعثر،بل فشل وسقوط الرهان على نهج المفاوضات في مقدمتها،وهذا ما اتضح من خلال جولات المفاوضات العلنية والسرية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية،وكذلك لقاءات السلطة مع رئيس ورجالات الإدارة الأمريكية،ومع أن كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني ،وفي مقدمتها حماس رحبت بهذه الدعوة،ودعت إلى توفير الأجواء لنجاح مثل هذه الدعوة،من خلال وقف الحملات الإعلامية المتبادلة ،والتحريض والتحريض المضاد،وجبهة اليسار الفلسطيني عقدت عدة لقاءات مع حماس وفتح ،لوضع آليات الحوار موضع التنفيذ،ورغم كل هذا الجهد الذي يبذل فلسطينياً وعربياً،من اجل تذليل العقبات التي تشكل موانع وعوائق أمام انطلاقة جدية لمثل هذا الحوار،إلا أن هذا الحوار ما زال بحاجة لرفع "الفيتو" الأمريكي،والعديد من الأطراف الإقليمية المرتبطة بالطرف الأمريكي،والتي ترى أنه من غير الممكن انطلاق هذا الحوار،دون تطويع حماس وقبولها لما يسمى بشروط الرباعية الدولية والتزامها بالاتفاقيات السابقة،وانطلاقة جدية لهذا الحوار،تعني أن تكون السلطة الفلسطينية،جاهزة لتحمل تبعيات هذا الحوار الوطني الفلسطيني،وخاصة أن السلطة الفلسطينية في أغلب موازنتها تعتمد على المساعدات الخارجية،وهذه المساعدات هي التي تسير عمل الكثير من مؤسسات وأجهزة السلطة،والاتفاق مع حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى،على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني،وتشكيل حكومة وحدة وطنية،وبدون رفع الفيتو الأمريكي، قد يعني فرض حصار شامل على غرار الحصار المفروض على أهلنا وشعبنا في القطاع،وقطع للمساعدات الدولية،وتقييد حركة وتنقل وسفر رجالات السلطة،وسحب كافة الامتيازات منهم،وإذا ما أردت التطرف،تعرض العديد منهم للاعتقال وغير ذلك.
فهل السلطة الفلسطينية في سبيل حوار مع حماس وإقامة حكومة وحدة وطنية،وإقرار انتخابات رئاسية وتشريعية بمشاركتها، مستعدة أن تقطع الحبل السري مع الدول المانحة،والتي تعد الشريان الرئيسي،الذي يضمن لها الاستمرار في دورها وممارسة سلطتها وصلاحياتها ؟،وهل السلطة الفلسطينية،تولدت لديها قناعات جدية بفشل هذا الخيار وهذا الرهان؟،أم أن المسألة لها طابع تكتيكي واستخدامي،بغرض توجيه رسالة للأمريكان،إما أن يمارسوا ضغوطاتهم على إسرائيل لتلين مواقفها،وتقديم تنازلات جدية،تمكن فريق السلطة من تسويق انجازات ملموسة،تم تحقيقها من خلال التفاوض،أو فالبديل هو العودة لحماس والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وانأ أرى أن هناك الكثير من العوامل المتشابكة والمركبة،والتي لها تأثيراتها ودورها في الشأن الفلسطيني،وليس فقط قوة الحضور الأمريكي والإسرائيلي في هذا الشأن،والالتزام الأمريكي خاصة والدولي عامة بأمن إسرائيل ووجودها،وهذا ما عبر عنه الرئيسان الأمريكي ورئيس الحكومة الفرنسية"بوش وساركوزي"،أمام الكنيست الإسرائيلية،بل أن التطورات الحاصلة إقليميا وخصوصاً المتعلقة بالملف النووي الإيراني،وصراع النفوذ والوجود والحضور والدور الأمريكي- الإيراني تحديداً،تلقي بظلالها وتأثيراتها على أكثر من ساحة وجبهة،فإذا ما أخذت الأمور منحاً نحو التصعيد والمواجهة بين أمريكيا وإسرائيل من جهة ومعهما العديد من أطراف النظام الرسمي العربي،وبين إيران وحلفاءها من دول وقوى الممانعة والمقاومة سوريا وحزب الله وحماس من جهة أخرى،فإن ذلك سيجد له تأثيراته وبصماته التصعيدية في أكثر من جبهة وساحة من العراق وحتى فلسطين،وبالمقابل إذا ما اتجهت الأمور بين إيران وأمريكيا وإسرائيل نحو التهدئة ،والاعتراف بالمصالح المتبادلة فهذا أيضاً، سيعكس نفسه وتأثيراته على تلك الساحات،والتي قد تشمل رفع"الفيتو" والاعتراضات الأمريكية على تشكيل حكومات وحدة وطنية فلسطينية ولبنانية.
ولكن العالم والخبير بالسياسة الأمريكية،يدرك تمام الإدراك،أن سياسة الاحتواء والعقوبات التجارية والاقتصادية والمالية والحصار وغيرها،بحق إيران قد أثبتت فشلها،وهناك قيادة مصممة على امتلاك التكنولوجيا والسلاح النووي،وبما يعني تحدي ومخاطر جدية على المصالح والنفوذ والدور والوجود الأمريكي في المنطقة،وهذا بالملموس يعني أن أمريكيا، لن تقدم على رفع"الفيتو" أو المعارضة على تشكيل حكومة وحدة وطنية سواء في لبنان أو فلسطين،وكذلك الأدوات الإقليمية المرتبطة بها غير قادرة على الخروج على عصا الطاعة الأمريكي،ناهيك عن السلطة الفلسطينية القائمة بتكوينها وتركيبتها وبرنامجها وخياراتها،حتى اللحظة الراهنة لم تحسم خياراتها،نحو المزاوجة بين التفاوض والمقاومة،أو نفض اليد من خيار التفاوض والعملية السلمية وفق النهج والآليات القائمة.
ومن هنا أرى أن نجاح الحوار الداخلي الفلسطيني،يجب أن يستند إلى خيارات وقناعات واضحة،وكذلك أسس وبرامج واستراتيجات أيضاً واضحة،وإذا ما أريد للحوار الوطني الفلسطيني،أن ينجح ويحقق أهدافه،فإنه على فريق السلطة أن يدرك،أن وجود "فيتو"أمريكي على هذا الحوار،سيعني منظومة وسلسلة من الإجراءات الأمريكية – الإسرائيلية بحق هذه السلطة،قد تصل إلى ما يحصل حالياً مع الحكومة المقالة في غزة،فهل فريق السلطة الفلسطينية جاهز لتحمل تبعيات ذلك وحسم خياراته،على أساس قطع الحبل السري مع الدول المانحة،وما يعنيه من توقف رواتب لموظفيها ومساعدات للعديد من القطاعات والأجهزة المرتبطة بها وبمصالحها؟.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى سماحة الشيخ حسن نصر الله
- من ذاكرة الأسر
- في التهدئة والحوار وصفقات التبادل
- حكومة المالكي تعتبر احتلال العراق ضيافة !؟
- الواقع الفلسطيني والمخاضات الجديدة
- مرة أولى وثانية وعاشرة يا عرب ومسلمين / حرب شاملة على الوجود ...
- الأسرى وأجهزة الهاتف الخلوي / ايجابيات وسلبيات ..
- رايس واتفاق نهاية الخدمة ..
- هل اليسار الفلسطيني قادر على الخروج من -شرنقاته - الذاتية وا ...
- الحوار الوطني الفلسطيني يجب ان يكون شاملاً ولا عودة لسياسة ا ...
- في ذكرى الخامس من حزيران/ ما بين نكبة ونكسة وجدار وحصار واقت ...
- لقاء عباس - أولمرت والعناق الأخير
- الأسرى وصفقات التبادل
- المقاومةلا تنتظر اجماعاً وطنياً ولا شعبياً
- اسرائيل تفعل قانون ما يسمى-بالمقاتل غير الشرعي-
- من ذاكرة الأسر 31
- وأخيراً نجحت قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني
- العودة لثقافة أبو جهل وأبو لهب
- هل تنجح قطر في حل مشكلة الاستعصاء اللبناني ؟
- ماذا بقي من وعد بوش بعد خطابه الوداعي في الكنيست الاسرائيلية ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المصالحة الوطنية الفلسطينية وقطع الحيل السري مع الدول المانحة...