أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - ثقافتنا في العصر التقني














المزيد.....

ثقافتنا في العصر التقني


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2326 - 2008 / 6 / 28 - 06:16
المحور: الادب والفن
    


سمحت التقنية الرقمية المتطورة ، بنمو قضية خلافية بينها وبين الأصل المتجذر للأدب والثقافة وهو أول مظاهر الجدل الذي بدأ يأخذ مساره العلني بعد ان ظل هامدا بانتظار ماذا سيحدث ..
فتحسب مديات التأثر والتأثير الثقافي حسب هذا الجدل ، وفق مفهوم النشر و التلقي لصنوف الكتابة كافة . فيكون المنجز أي كان جنسه ، مرهونا بفاعلية تقبله ومن ثم مدى درجة القناعة التي يحوز عليها الأثر نفسه.. الكاتب ، اسير الوسائل المتاحة للانتشار وهي التي تقوم بإيصال ما يكتبه الى الآخر .. والكاتب الذي لا يضع امامه سوى طرق الشهرة واغوارها وأساليبها ، يكون عرضة للأوجاع والمقالب والانزياحات والخسارات .. فيما قد يصل المبدع الصامت الى اوسع مساحة دون ان يفعل شيئا غير نشر نصه المؤثر .. وطرق النشر المعروفة ـ تقليديا ـ ساعدت الكثير من الكتاب المهمين على الشهرة وبلوغ الآفاق في الوقت الذي لم يكن الانترنت قد ظهر .. وحين بلغت الثورة الرقمية أوجها ، ساعدت الكتّاب على الانتشار بطريقة لم تعد صعبة ولم تكن مكلفة في الجهد او الوقت .. وفي تحول سريع في ادوات العصر الرقمي ، نجد ان الكتّاب والادباء قد استفادوا كثيرا من الاتصال السهل والنشر المتاح وفق آليات التعامل التقني الميسرة وتحقق لأول مرة المزج الذكي بين العقل البشري المبدع و التطور التقني العلمي .. مع ان بعض الأسماء المهمة فضلت عدم الخوض في العصر التقني وابقاء الأمر حسب محددات المرحلة السابقة وكأنهم يخشون التعامل مع الشبكة العنكبوتية والاحتفاظ بالمنجز السابق المتحقق عبر الوسائل المعروفة التي يعشقها الكثير من الادباء والكتّاب المهمين لما تشكله من متعة وأصالة وفيها جهد واضح . البعض يعلق على النشر الالكتروني بأنه سيول من الغث والسمين ، اغلب المنشور يفتقر الى بدائيات اللغة وتحولاتها والبعض منه لا يمتلك ادنى مقومات النص الادبي . على الرغم من ان الكثير من كتّاب الانترنت قد اهانوا اللغة وسحقوا مفرداتها واذلوا كيانها ولم يحترموا الادب الذي يصفه فيرنون جراس أحد شرّاح التفكيكية ، بأنه أقدر فنون القول على الكشف عن العملية اللغوية التي تمكن الإنسان بها من إدراك عالمه مؤقتا وهو إدراك لا يمكن أن يصبح نهائيا أبدا ..
مع اننا نحتفظ لعدد غير قليل من المبدعين بالرصانة والجمال والدهشة والإبهار في كتاباتهم . ولم تشكل سهولة النشر في الشبكة المعلوماتية للكتّاب الذين لم يصلوا الى الصحف والمجلات الرفيعة لأسباب أهمها ضعف نتاجهم ، أي تطور ملحوظ . بل قد يكون الأمر سيئا وربما أفقدتهم غزارة الانتاج عناصر الإخلاص والوفاء لما يكتبون . إنها محنة ولعنة وقلة موهبة ..
لو تصورنا ان كل أديب وكاتب ومثقف عليه ان ينشر ما يكتبه بهذه الطريقة السريعة السهلة ، فأن الذائقة ستكون مهددة بالانهيار عند الآخر الجالس أمام الشاشة ، اذ سيتقزز من سيولة الكلام المباشر والسطحي غير المرتكز على مقومات الصنعة .. ناهيك عن ان العصر اللاحق ربما ستصبح فيه كل الصحف والكتب أرثا تاريخيا يحتفظ بها في المتاحف وقد تباع قصاصة من صحيفة بمبالغ خيالية تفوق لوحات مونيه وفان كوخ وغوغان ورامبرانت او مخطوطة لشكسبير او قصيدة غير مكتشفة للمتنبي او للحلاج لأنها لا تجد من يكتب فيها .
مما يسلخ آخر ما تبقى من جماليات الزمن العتيق الذي نحنّ فيه لكل منجز أدبي أو ثقافي صار جزءً من طقوس الإنسان ..
الكل يقرأ والكل صار ناقدا عبر الفضاء . في حين يؤشر النص المنشور بالصحف مثلا من قبل نقاد لهم خبرتهم ومنجزهم المعروف .. وفي غمرة هذا العباب المتلاطم ، نجد أن وفرة الكتابات وغزارتها ، لن تسوغ غلبة الانترنت على الصحافة أو الكتب .. ولو انه يتفوق تقنياً وبمقدوره أن يدخل إلى اكبر مساحة بشرية ممكنة ، إلا أن متعة القراءة الورقية تبقى إرثا متوارثا بطعمها المدهش والممتع .. ويظل السباق المحموم بين عاطفة الكاتب وفكره مع التقنية المذهلة التي انتشرت في الفضاء وبدأت تسحب الكتّاب والكتب الى مرابعها التي تتناسل كل لحظة .. وخوفنا أن يتراجع كتابنا بإمكاناتهم ومنجزهم المتفرد إلى الخلف قليلا ، لأنهم لم يتعاملوا مع لغة العصر وثورته الهائلة مقابل أن نرى كتابا يغزون المواقع بسيول من الكتابات المخلوطة بالفجاجة والضحك على العقول .. فيكون من الضروري ان يتجه الأدباء المعروفين بحبهم وإخلاصهم لصنعتهم ، إلى نشر كل منتجهم المطبوع وجعله بمتناول الناس الذين ربما لم يسمع بعضهم بهؤلاء الكتاب ولهم العذر لأنهم لم يقرؤوا صحيفة أو كتاب ولأنهم ساروا في ركب التكنولوجيا منذ أن عزموا على ممارسة كتابة أو قراءة الأدب ومارسوا لعبة النشر السهل دون ان يَتعبوا في قراءة روادنا وكتابنا المهمين .. ان هيبة الكاتب الرصين محط احترام الجميع لإبداعه وإسهاماته في اغناء مجاله ولكنه مطالب بأن يطلق منجزه المهم للتوثيق الالكتروني ليطلع عليه الجميع حتى من خارج حدود البلد ليضيف هؤلاء الكتاب الى رصيدهم ، قراء اكثر ، هم قراء الشاشة الالكترونية التي باتت حاضرة ومُنافسة قوية لوسائل النشر التقليدية .




#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة عند حاجز الجنون
- الحوار المتمدن .. الحوار الإنساني المرصع بالحرية
- إعلامنا وهيمنة الإعلام القاتل
- السوط
- هل ينبغي إبادة شعب ؟
- رسالة إلى قيادة شرطة الناصرية
- كل حروبنا .. انتصار !!
- إعلام في غيبوبة وإرهاب منتعش
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع !
- التجريب الاعلامي وحداثة الترويع
- خير الإعلام ما قل ودل
- في ذكرى كمال سبتي ..احتفاء بهيبة الشعر
- من مصنع الجبنة الى حبة الزيتون
- بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل الشاعر كمال سبتي
- ست قصص قصيرة جدا
- الاعلام وهمومنا المؤبدة
- فضاء متوهج
- مجلة ( ثقافتنا ) وقفة شجاعة في زمن المحنة
- قانون هيئة الاعلام العراقية واعادة تأهيل الذائقة العراقية
- هل ينبغي إحراق العراق ؟


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - ثقافتنا في العصر التقني