أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت














المزيد.....

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 10:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل أسبوعين أعلن في الضفة الغربية المحتلة عن ولادة التيار الوطني الديمقراطي الذي رفع شعارات ليست بعيدة عن البضاعة التي تطرح في الشارع السياسي الفلسطيني، ولكنة جاء للتعبير عن أزمة فكر وممارسة في أوساط القوى اليسارية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

بالأمس أعلن عن ولادة فصيل عسكري في قطاع غزة كتائب باسم نسور فلسطين، والحديث يدور عن انشقاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رغم رفض عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول إطلاق صفة الانشقاق على 800 كادر كانوا ينتمون للجبهة الشعبية
لان الجبهة فصلتهم أو جمدتهم لسلوك يتنافى مع قرارات الجبهة وأنهم خرجوا أو اخرجوا بقرار منها وليس بناء على خلافات سياسية أو فكرية.

بغض النظر عن موقف السيد كايد الغول الذي تسرع في التصريح لوسائل الإعلام ليزيد من الطين بله على اعتبار أنة يتحدث عن المئات من عناصر الجبهة وكوادرها الذين ضاقت بهم الجبهة الشعبية كما ضاقت بغيرهم متذرعة بأسباب تقليدية يتم الاختباء خلفها لتبرير الأزمة التي تقادمت جراء السياسات الترقيعية التي فاقمت من حدتها، وسواء خرج نسور فلسطين أو اخرجوا من الجبهة الشعبية فهذا لن يغير من الواقع شيئا، ولن بثلج الصدور ما جاء على لسان السيد الغول المعروف بواقعيته وعمقه السياسي الذي يفرض علية أن يسمي الأمور بأسمائها.

مخطئ من يعتقد أن الجبهة الشعبية لا تخضع للقانون، قيادتها تدرك هذه الحقيقة، فالأزمة لا تقتصر على نسور فلسطين بل تجتاح الوطن المحتل، وهي ليست وليدة اللحظة، إنها نتاج تراكمات عقود من الترهل والمحسوبية والسماح للمتسلقين والانتهازيين والوصوليين من التسلل إلى جسمها، هؤلاء لعبوا دورا خطيرا في إقصاء القاعدة التي شكلت السياج الحقيقي للجبهة الشعبية التي تحولت عند البعض القيادي لامتيازات شخصية تتناقض بالمطلق مع ما يطرح نظريا من اقكار ومواقف فرغت من مضمونها لعدم ترجمتها على الأرض.

وقد يكون من المناسب لقيادة الجبهة الشعبية قراءة الواقع بشكل مختلف، لأنها تدرك أو يجب أن تدرك مضمون حركة الأشياء التي لا تقبل الجمود والهروب من الواقع، لان سياسة الهروب باتخاذ المواقف الارتجالية التي ترقى إلى الستالينة كما حدث في قطاع غزة ستقود إلى هدم الهيكل على رؤوس قاطنيه، ناهيك عن عدم وضوح الرؤيا وعدم التميز بين الغث والسمين، هذه السياسة ستؤدي إلى حتمية لا مهرب منها وهي المزيد من التشظي والانشقاقات المشروعة والغير مشروعة، وبالنتيجة لا مفر من الاضمحلال الذي يشكل مقدمة علمية موضوعية للفناء.

إن فشل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية عن استيعاب الواقع الجديد الذي أدى لظهور السلطة الفلسطينية كنتاج لاتفاقية اسلوا افقدها القدرة على الديناميكية السياسية البعد الفكري الوعاء الطبيعي للالتفاف الجماهيري، واتخذت من إستراتيجية الرفض الجانب النظري وارتضت لنفسها أن تكون على هامش الحركة، وتعايشت مع إنصاف المواقف، عارضت واسلوا وانخرطت في مؤسساته ونضم المئات من كوادرها وقيادتها إلى الأجهزة الأمنية، شاركت في الانتخابات التشريعية ورفضت الانضمام لحكومة الوحدة، واتخذت موقفا وسطيا من انقلاب حماس في غزة، تنادي بالفكر الماركسي بعيدا عن الممارسة، وتخرج للعلن لتقول أن 800 عنصر من عناصرها فصلوا أو جمدوا لممارستهم مسلكيات تتنافى مع قرارات الجبهة، عن أية قرارات يتحدثون.

لقد فرضت المستجدات نفسها على مجمل الفصائل الفلسطينية وبالتحديد حركت فتح التي انحنت أمام مطالب كوادرها، لم تفصل وتجمد رغم التجاوزات والخطايا التي ارتكبت في وسطها، وهذا منسحب على مجمل فصائل العمل الوطني التي أدركت التطورات المتلاحقة في الساحة الفلسطينية وتناغمت معها وطوعتها لمصلحتها، والجبهة الشعبية التي تمتلك التاريخ النضالي من واجبها معالجة قضاياها بعيدا عن المركزية والشخصنة، لان التاريخ أولا وما تبقى من عناصرها ثانيا أن يرحموها، وقد يصح القول ان هناك مساحة من الوقت لإعادة العربة إلى السكة وبالتحديد في قطاع غزة الذي شئتم أم أبيتم يشهد انشقاق بصرف النظر عن شكله لان أصولة منكم والتنكر للحقيقة تأكيد على حدة الأزمة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الأخلاقي لاستخدام الضحية كقطع غيار للقاتل
- متى ينزل اليسار الفلسطيني عن الشجرة
- المشهد الفلسطيني وثقافة الطابور
- حوار في الوقت الضائع
- مات المفتاح
- المبادرات في زمن الدكتاتوريات
- كاشف العورات
- شهداء فلسطين في طاحونة التطبيع
- كيف ولماذا: ستون عاما على النكبة
- عمال فلسطين قهر ما بعدة قهر
- اليسار الفلسطيني في بيت الطاعة
- لاجئون من المهد إلى اللحد
- أنا الشرعية والشرعية أنا
- من المسئول عن تصفية الوطنيين في الضفة المحتلة
- مرحى للتطبيع الإعلامي !! مات شناعة
- عطوفة المحافظ : العين بالعين
- موتى على أسرة الشفاء
- الحكومة الفلسطينية وتراكم الفشل
- متى ستنضم إسرائيل للجامعة العربية
- القطط السمان والعذر الأقبح من ذنب


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بطن الحوت