أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان















المزيد.....

مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهل هذه الأزمة هى التى جعلتها تستدعى الطرف المهيمن عليها ليخرجها من أزمتها ؟
لمحاولة الإجابة نعود إلى طبيعة الصراع فى هذا لبلد ، وأى طبقة تحكم فى لبنان وتسيطر على السلطة ، فلبنان منذ الإستقلال عن الفرنسى فى 1943 م وهو قد حدد خياراته ، وقد حدد له الخيارات فيلسوف الدولة آنذاك ميشيل شيحا وتحددت هذه الخيارات وبإختصار على أساس أن لبنان دولة متوسطية خدماتية سياحية ترفيهية ، وهى مقر للبنوك العالمية ومكان عقد الصفقات بين الدول الشرق أوسطية المنتجة للنفط والدول والشركات المتعاملة فى هذه السلعة الإستخراجية ذات الأهمية القصوى وكانت السعودية هى أكثر الدول إرتياحا لهذا الوضع طبقا لطبيعة النظام السعودى القبلى الرعوى الوهابى فكان لابد للطبقة الحاكمة من مكان أو مرتع تعقد فيه الصفقات وتترفه فيه وتمارس حب الحياة بعيدا عن تزمتها الوهابى القابضة به على مقدرات الشعب السعودى لهذا كانت منطلقات ميشيل شيحا فى تشخيصه للنظام فى لبنان والذى هو بوابة الغرب للشرق ، وإذا كان الغرب فى هذه الأثناء رأسماليا إمبرياليا فكانت هذه البوابة مهبط الشركات الإحتكارية ومكان الوكلاء لهذه لشركات الأمر الذى أدى إلى تكوين طبقة كومبورادورية تستلم السلطة بواسطة النظام العالمى الإمبريالى وقد حدد هذه الطبقة المفكر اللبنانى العظيم مهدى عامل بالطبقة الكولونيالية المسيطرة .
ولحظ لبنان العاثر أن تنشأ دولة الكيان الصهيونى على حدودها ممثلة قاعدة عسكرية للمتروبول الإمبريالى ولأن هذه القاعدة أنشئت لتكون موطن لليهود فى العالم فكان بالضرورة أن تتخذ الصبغة اليهودية المعروفة عبر تاريخ كافة الحضارات الآنية والسابقة وهى عبادة اليهودى للمال والتجارة وبالضرورة لابد من يقوم صراع بين الدولتين وخاصة بعد إنجاز دولة الكيان الصهينى لمهمتها العسكرية وضرورة تحولها إلى دولة مدنية .
- هنا لابد من توضيح بعض الأمور العالقة ومنها :-
1- إن نشأة الكيان الصهيونى المسمى بدولة إسرائيل كانت تتشابه مع نشأة الولايات المتحدة الأمريكية من حيث أن المجتمع يعتبر مجازا مجتمع منقول من المركز الإمبريالى وبالتالى حتى لانستغرق فى البحث فى هذه الظاهرة نستطيع القول أن هذه النشأة تولد عنها مركزا محدودا للنظام الإمبريالى فى منطقة جغرافية محددة واقعيا بأنها منطقة غنية بموادها الأولية الإستخراجية وموقعها الجغرافى ومحددة تاريخيا بجذور الكيان الصهيونى المنقول من الغرب .
2- أما بالنسبة إلى لبنان فكما أوضحنا سابقا فالطبقة التى سيطرت على السلطة هى طبقة تكونت من رحم الإمبريالية فى مجتمع لاينفصل تاريخيا عن محيطه الشرق أوسطى وهو مجتمع فى المجمل مجتمع متخلف تاريخيا عن الحضارة الرأسمالية .
3- أن السلطة المتكونة فى المجتمع اللبنانى وهى سلطة تم تحديدها بالكولونيالية بمعنى أنها مرتبطة بنيويا بالسلطة المهيمنة عالميا وإن كانت هى سلطة مسيطرة فى مجتمعها من خلال حركة الصراع الطبقى وأن هذه السلطة لابد لها من إنتاج علاقات إنتاج تتيح لها ديمومة سيطرتها فى ظل السلطة الأكبر المهيمنة وهى سلطة الرأسمالية العالمية ومن هنا كان إنتاج الطائفية الإقطاعية تمت من خلال عملية إعادة إنتاج لسيطرة السلطة الحاكمة .
4- كلن بالضرورة من نشوء صراع بين المركز الإمبريالى الصغير فى المنطقة الشرق أوسطية وهو المركز الصهيونى وبين السلطة الحاكمة فى لبنان وهو صراع يتمثل فى تشابه النشاط والمصالح مع أفضلية أن الكيان الصهيونى كيان أصيل بنيويا بمعنى أنه إمبرياليا صرفا وله روافده الإمبريالية العالمية والتى تدار من خلال صفوة الشرائح العليا من الإمبريالية العالمية المهيمنة ، مع أيضا وجود أفضلية إقليمية للسلطة المسيطرة فى لبنان من خلال الروابط الإقليمية الجماهيرية الرافضة للتعاون مع الكيان الصهيونى ككيان محتل ومغتصب لشعب وأرض هى جزء لايتجزأ من المنطقة العربية الشرق أوسطية وهناك شعب فلسطين المحتلة المهجر قسرا من أرضه المغتصبة والذى هو فى صراع مع الكيان المحتل من خلال مقاومة لنيل حقوق تعترف بها الشرعية الدولية ولا تملك القدرة على تنفيذها لما قلناه فى السابق لأفضلية هذا الكيان الصهيونى عالميا .
5- كان لابد لهذا الصراع الدائر بين كيانين لبنانى متمثل فى سلطة تابعة للغرب وتمثل مصالحه وصهيونى تطور من ذراع عسكرية إلى ممارسة هيمنته المدنية فالكيانين ينتميان إلى كيان أكبر مهيمن على الكون وبالضرورة على هذا الكيان الأكبر من حسم هذا الصراع توفيقيا أو توحيديا بين الكيانين .
6 - ولحسم هذا الصراع لابد للسلطة اللبنانية المسيطرة من حسم صراعها داخليا أولا حتى ولو بمساعدة الكيان الصهيونى .
7 - هذا الصراع المرير بين السلطة المسيطرة فى لبنان والتابعة للإمبريالية وبين القوى الوطنية اللبنانية والتى أدارت صراعها مع السلطة المسيطرة على مستويين مستوى داخلى نشأ عنه حرب أهلية إستمرت لمدة 15 عاما ومستوى وطنى لتحالف هذه السلطة مع الكيان الصهيونى والذى دوما يسارع بالتدخل عسكريا لحسم الصراع لصالح السلطة الحليفة وقد إستمرت التدخلات الإسرائيلية من 1978 - 2000 م والتى إنتهت بهزيمة مريرة للعدو الصهيونى وإنسحابه المزرى أمام المقاومة الوطنية اللبنانية ومحاولته عن طريق الدفع الإمبريالى الأمريكى تكرار الحسم فى 2006 م والتى إنتهت هذه المحاولة أيضا بالفشل المهين لهذه المؤسسة العسكرية الصهيونية والتى فقدت قدرتها على الحسم أمام المقاومة الوطنية .
8 - فى هذا الصراع الدائر بين حركة المقاومة للعدو الصهيونى المؤيد إمبرياليا والمحسوم عسكريا لصالح حركات التحرر الوطنى المتمثلة فى المقاومة تحاول الإمبريالية العالمية والمتمثلة فى أمريكا من إنقاذ السلطة اللبنانية التابعة لها فى لبنان بتحقيق أى نصر على الحركة الوطنية اللبنانية سواء عن طريق الهجوم المباشر أو تعكير الوسط المقاوم بالوسائل الإمبريالية القذرة ومنها الإغتيالات المنفذة مخابراتيا لهذه السلطة الكونية وأيضا بإستخدام آلتها الإعلامية الجبارة لغسيل مخ الشعوب وتزييف وعيها عن طريق جيش عرمرم من العملاء المدفوعين دفعا بواسطة الإجبار والبترودولار المساند من الحكومات التابعة الشبيهة للسلطة اللبنانية المسيطرة وقيام بعض السلطات التابعة للإمبريالية بزرع الفتن الطائفية والمذهبية والدفع ببعض المزيف وعيهم من السلافيين والمشحونين بالفكر الوهابى بإفتعال حوادث أمنية كنهر البارد وإنشاء مليشيات من فقراء السنة بلبنان بعد شحن هؤلاء الفقراء مذهبيا باللعب على وتر الدين ومدهم بالسلاح ودولارات البترول لإفتعال مشاكل أمنية تستطيع بها هذه السلطة الخروج من مأزقها الراهن .
- والسؤال هنا ما هو مأزق السلطة الراهن فى لبنان ؟
- للإجابة أن هذه السلطة كطرف سائد فى الصراع الدائر محليا فى العلاقة أجبرت عن التخلى عن سيادتها فى الصراع وقبول الشريك الوطنى المتصارع معها فى الحكم سواء الشريك ذو الإتجاهات الرأسمالية الوطنية المتصارعة مع الكولونيالية التابعة والتى تمنع أى حركة إنمائية ونشوء مشاريع تستوعب البطالة وتدفع إلى الإنماء لكسر حركة الهجرة إلى الخارج ووقف بيع القطاع العام ومحاربة الفساد المستشرى سرطانيا فى جسد هذه السلطة المهترئ فسادا مع المطالب الخاصة بالطبقة العاملة فى حقها فى الحياة الكريمة ومحاربة الغلاء وإنشاء المشاريع التى تستوعب قوة عمل هذه الطبقة هذا إضافة إلى المشروع الوطنى لمجابهة كسر قيد التبعية ومقاومة المحتل الغاصب والدفع ضد توطين اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان والتى قامت هذه السلطة بالإستدانة على حسابهم والإثراء الفاحش لمكونات هذه السلطة على حساب التوطين الفلسطينى فى لبنان .
- هذا هو فى رأينا مأزق السلطة الحالى وكيف تخرج من مأزقها بعد توقيعها المذل فى الدوحة تحت الإجبار من الطرف النقيض ، الأمر الذى جعلها تستدعى على عجل الوصى المهيمن لإيجاد الحلول والذى أمدها بجرعة من الأكسجين المصحوب بالمخدر والمتمثلة بحل قضية مزارع شبعا على يد هذه السلطة وتعطيل صفقة تبادل الأسرى مع العدو الصهيونى على أن تنجز على يد هذه السلطة المهترئه والتسويف فى تشكيل حكومة المشاركة وايضا العمل على خنق قانون الإنتخاب والذى سوف يخرجها من السيادة والسيطرة وإنتصار الجبهة النقيض بقانون عادل أو حتى مرحليا بقانون أفضل ولو قليلا من قانون ال2000 المسمى بقانون غازى كنعان والذى فصل خصيصا على مقاص هذه السلطة .
- فما العمل إذا ذهب فعل المخدر وإنتهت جرعة الأكسجين وضاع الطرف المهيمن وسط إشكالاته الأكثر أهمية ناحية الشرق الأدنى ومشاكله فى الإنخفاض للدولار وتعظيم الدور الشرق أدنوى وخاصة فى الصين والهند مع الإستفاقه الروسية ونهضتها من الموت السريرى وتأزم الوضع لقوته المسلحة الضاربة فى العراق وأفغانستان .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد زيارة الآنسة رايس للبنان ؟
- حوار هادئ مع الأستاذ فؤاد النمرى
- حول ممارسة الإرهاب الفكرى
- فى محاولة لإزالة الصدأ
- تعقيب على السيد فؤاد النمرى حول إستبدال الماركسية اللينينية ...
- شهادة للتاريخ ... المحافظة على وحدة الوطن ووأد الشحن الطائفى
- إتفاق الدوحة ... ما بين الربح والخسارة لليسار اللبنانى
- فرنسا وشرق أوسط أوربى جديد .. وأطروحات إنهيار العوالم الثلاث ...
- أوباما.. ماكين.. الإستراتيجية والتكتيك
- جورج بوش . . أولمرت . . أوركسترا اليسار الماركسى التقليدى وم ...
- الوعى المفقود
- ردا على السيد جريس الهامس بخصوص التهنئة
- عودة إلى الشأن اللبنانى
- قانون الإنتخابات
- تعقيب على شيخ الشيوعيين الجهبذ فؤاد النمرى
- من لبنان إلى مصر
- لبنان .. رحيل فخامة الفراغ لصالح فخامة الرئيس
- لبنان .. لا غالب ولا مغلوب
- لبنان .. فلسطين .. إلى أين ؟
- فى ذكرى النكبة


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - مأزق السلطة الحاكمة فى لبنان