أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - القاء القبض إعله الدمعه!














المزيد.....

القاء القبض إعله الدمعه!


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


بـجوني .. ورادوني انزف حبري
دمعاتي البيهه اكتب شعري
ياجفني لتوكـع الدمعه
وخلي الدمعه ابرمشي اترف
قف.. قف..
إلقاء القبض اعله الدمعه
من قصيدة الركابي(ثلاث اغان شجاعه)

شتان مابين القاء القبض على دمعة والقاء القبض على روح، واي روح شاعرة تقطر رقة وعذوبة ، روح قادمة من قصب أهوار الناصرية، وازقة المدينة، كل زقاق في الناصرية واعني كل (عكَد) حسب تسمية اهلها يعرف قامة كاظم المهابة الشجاعة الشفافة، وكل مقهى ، وكل بيت، وكل... كل شيء فيها أقام حالة من الانسجام اللامنتهي معه.
بداية السبعينيات.. أقام ابو نبيل ورشا - وقتها كان أعزباً- في فندق الميثاق الواقع بأحد ازقة شارع الرشيد، ولحسن الحظ كان هذا الفندق من ممتلكات المرحوم عمران صاحب أول معمل للعصير في مدينة العمارة ، وتربطني بولده (علاء) القائم على ادارة الفندق علاقة صداقة متينة ، فكنت اقيم بجوار غرفة كاظم عند قدومي الى بغداد، نتحاور كثيراً عن الشعر وحال الشعراء ، نتحدث قليلاً في السياسة ، فكاظم من الطراز الذي يتقشف في حديثه السياسي، كان معجباً وقتذاك بقصائد شاعر العامية المصرية أحمد فؤاد نجم.. ذات صباح وانا اهم بمغادرة الفندق عائداً لمدينتي سلمني علاء قصاصة ورق صغيرة وسرني انها امانة لي تركها الركابي.. واذا بها أبيات من الشعر تقول:
لاوين السفر.. لاوين
ولياحد؟
تنزلك قطارات.. تصعدلك قطارات
لنته ويه الناس نازل
لنته ويه الناس تصعد
أثار اهداء القصيدة لي شيئاً من الأستغراب باديء الأمر، وبعد أقل من شهر التقينا ثانية في مشرب سرجون الكائن بشارع ابي نواس، وحدثته عن استغرابي فلاوجود للقطار بعودتي الى العمارة، أخذ يحدثني عن قلق الشاعر كواحد من مكوناته ، وافصح لي عن قلقي أكثر مما اعرفه أنا شخصياً.
بقدر ما عمل المبدع كاظم الركابي في حقل الاعلام وبقدر ماقدم خدمات جليلة للشعر الشعبي الا انه لم يلاق اهتماماً نقديا لمشروعه الشعري وهذا مانتحمل مسؤوليته جميعنا، اذ نكتفي باستذكاره، فكاظم طاقة جميلة أجلت تفجرها طويلاً، ابتدأ حياته ملاكما، لكن ما ان لامست أصابعه قعر الفرات الذي يشق جسد الناصرية حتى نفضت أول كتلة من الطين الراكد في قعر النهر,, وذهبت به عواطفه الى مجاورة ملكة الشعر.
مما لاشك فيه ولاغبار عليه من ان للبيئة واحدة من اهم وابرز مكونات المبدع، وفي أي من مشارب الابداع، الموسيقى، التشكيل، المسرح.. الخ فكيف ببيئة كالناصرية وكم اسهمت في تكون كاظم الشعري:
اتحروا كل طليعه او ورده
كل اعكال.. وكل فانوس
وكل امخده
وكل طفل امن اعضود البردي املولح مهده
جايل الركابي الريادات الشعرية التي تلت التجربة النوابية التي شغف بها حد الانبهار ، مثلما كانت للصداقات عمقاُ آخر في تكونه.لاسيما ان طقوس صداقات تلك الحقبة امتازت بنبلها وشرفها ولها خصوصيتها التي تصل حد القداسة ، وكثيراً ما يؤاخذ على الشاعر اشتغاله في حقل الاعلام اذ يجد البعض في هذا الأمر ما ينهك أو يغيب التجربة الشعرية، الا ان كاظم كان على العكس من هذا تماماً فرصيده في الشعر والأغنية مايكفل الاجابة والرد على مثل هكذا رأي . وحتى في سنواته الأخيرة التي سبقت رحيله ، بل وأثناء رئاسته لتحرير صحيفة(الناصرية) كنا ننزوي لنتحدث في الشعر وقضاياه ، وقرأ لي العديد من نتاجاته الجديدة، الا انه ومن المؤسف لم ادونها، فأحياناً يتغلب الدمع علينا سوية ونحن نتذكر احبتنا من قبيلة الشعر الذين سرقتهم المنافي وبقيت أخبار معظمهم بحوزتي ، فما ان يسألني عن رياض النعماني افاجئه برسالة منه.. يكاد يطير فرحاً .. لكن سرعان مانجهش بالبكاء... كان ليل.. ليل طويل.. وليال باردة قاسية، وكان الرهان على البقاء النقي من اصعب الرهانات.. ورحل كاظم نقياً.
ياكاظم.. هل اوفيت معك الآن، كم مرة عتبت علي برسائلك بسبب انقطاع زياراتي(الماجلانية) لك كما كنت تسميها .. وكم من مقلب اتفقنا عليه ونجحنا ، وكم مرة تسكعنا في شوارع البتاويين والسعدون، كان البرد يرشقنا، فنتلذذ به، بالمطر، ونراهن على شروق الشمس.. الا انك رحلت ولم يكن لي في الأمر حيلة.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا التوقيع !
- الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيل ...
- أزمة المعرفة
- محمد الغريب.. ضمير جيل
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...
- النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
- اعادة ترتيب...!!


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - القاء القبض إعله الدمعه!