أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - قصة قصيرة..














المزيد.....

قصة قصيرة..


مفيد دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


المطر الأخضر
و..........
بعد ثلاثين سنة التقينا!1
000000000000
اتصل بي زوجها من دكانه
أخبرني ان ثلاجة البيت عاطلة عن العمل
فاذهب واعمل اللازم
البيت بيتك
وهناك ستجد بانتظارك الحاجة والأولاد
وأعطاني العنوان
000000000000
وجدتني بعد ساعة في مكان أعرفه
وادي الشنار
كان هنا كرم زيتون
عشرات من الأشجار الرومية الكبيرة
ومثلها أغراس يافعة
الآن أصبح حقلا من المباني
حارة
تتلوي في داخلها طرق ضيقة
يلعب على سطحها الأطفال
وتغطيها الأتربة ومياه الشطف والغسيل
.............
وها هي دار الحاج سميح
0000000000000000
صوت السيارة جذب انتباه الأطفال إلي
ثم ظهرت "الحاجة" سيدة الدار
كانت ترمقني بفضول وهي تتكلم عبر الجوال
وحين أغلقته اقتربت مني وهي تقول:
_ أهلا وسهلا .. انت مصلح الثلاجات ؟؟
000000000000
بدات العمل على اصلاح العطب وهي في الجوار
كانت امرأة وقورة تجاوزت الخمسين من العمر
متوسطة القامة
بدأت خطوط الزمن تؤشر بقسوة على وجهها
وقد غطت رأسها بطرحة بيضاء
كانت تبدو جريئة وواثقة بنفسها
لعلها اعتبارات السن
ووجود بضعة أطفال حولنا
هم بالتأكيد أحفادها
...............
صنعت القهوة وقدمتها لي وهي تكرر عبارات الترحيب
وخرجت إلى الشرفة حاملا الفنجان بيدي
هناك كانت شجرة التين الوحيدة في الكرم
وهناك لوزة مرة
تناولنا اخر غداء في ظلها
وهناك كانت ثلاث داليات تغطي اكوام حجارة
وفي مكان السور كانت آخر زيتونة عملنا فيها
بالقرب منها قبضت اجرتي
صاع مليء بحب الزيون
وتوادعنا
مع السلامة
00000000000000
كلهم رددها في نفس الوقت ما عداها
تأخرت قليلا
وخرج نصف الكلمة من أنفها

000000000
سرحت في الذكرى البعيدة
أول امرأة أشعرتني بجسمي
هي
كانت تأتي لمعاونة والديها
تسبقها إلى الكرم رائحة عطر نفاذة
عروس جديدة وتأتي للمعاونة
كانت مدللة وموضع حب من قبلهم جميعا
ولكنها متميزة عن الأخريات
جمال بسيط لكنه كان قمة الفتون في نظري
وكانت تحضربملابس زاهية تستبدل في كل يوم
وأساور ذهبية في معصمها
حتى مشيتها كانت متميزة
وطريقتها في العمل كانت مختلفة
00000000000000
فقط قبل ان تأتي كنت ذاهبا للعمل
بعد ذلك صرت اذهب لرؤيتها
0000000000
اذهب لاستشعار البهجة في قربها
اذهب لامطارها بحب الزيتون الاخضر
كانت تجمع الثمار المتساقط إلى الأرض
رأيتها تحت الجذع الذي كنت اقطف ثماره
استيقظ الشيطان في صدري
بدأت اتعمد اسقاط الحب عليها
على راسها وييدها وصدرها
مرات كثيرة افلحت في ارساله الى صدرها
000000000000000
عشرة أيام كاملة أمضيتها في حلم يقظة مستمر
وحين كنت اعود كانت ترافقني
طيف جميل يابى الذهاب
احلم بها في الليل
واشعر انها قريبة
وكنت اشعر بلهفة تغمرني
............
وكنت أشعر كمذنب إذ أناوش منطقة محرمة علي
فاقرر ان اكف عن دعاباتي الطائشة
ولا انسى ان اصلي لله دائما
يا رب
حين اتزوج يسر لي عروسا مثلها
0000000000
هناك كانت الزيتونة التوم
ونحن نضع الزيتون في الكيس قرصتها في يدها
تأوهت بصمت
واختنق وجهها
00000000
فرغت من كنس ما تساقط من ماء
واطلت برأسها ، تساءلت :
_ خلصت شغل في للثلاجة؟؟
_ نعم
وقلت :
_ كان هنا كرم زيتون أذكره !!
_ حضرتك من أي بلد؟؟ باين عليك فلاح!!
وحين نطقت اسم قريتنا تفكرت ولم تعلق .
_ تعرفين بلدنا ؟
_ اسمع بها وفي سنة الحرب كان واحد منها يشتغل معنا في قطف الزيتون!!
_ أين ؟؟
_ هنا.. هنا كان كرم زيتون لأبي، بعد وفاته قسمناه، اخوتي باعوا حصصهم
وأنا بنيت في حصتي!!
_ انت نجاح؟؟
صحت بدون ترو فأشرق وجهها، أجابت:
_ وأنت خليل ؟
_ هل تذكرين؟؟
احمر وجهها خجلا وتمتمت كالمازحة :
_ لليوم راسي يوجع من الزيتون يا لئيم !
................
وتمنيت لو يطول المكوث لو تخرب الثلاجة مرة اخرى
بودي ان احكي واحكي لكن شعرت ان مهمتي انتهت
وعلي أن أغادر!!
............
وطرت شجنا حين سمعت احد الاطفال يناديها :
_ ستي ام خليل تعالي!!



#مفيد_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفاف خلف ولغة الماء
- ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصة قصيرة
- حب داخل الحزب
- أنت أعقل مني
- الضرير قصة فصبرة
- مفارقات قصيرة جدا
- طيف
- البكاء على الأحياء00 اربع قصص قصيرة
- ابو الزعماء
- أسئلة وأجوبة معروقة على بوابة المؤتمر
- أول حاكم عسكري قصة قصيرة
- وصية الشاعر
- عود الى زرقاء اليمامة
- رسالة من رئيس الوزراء
- الرفيقة الثائرة قصة قصيرة
- اصعب وظيفة في الدنيا 00 هي وظيفة رئيس السلطة الفلسطينية
- بغل وقصص اخرى
- ما حدث وما يحدث في غزة الآن
- الفتاة اليهودية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مفيد دويكات - قصة قصيرة..