أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!














المزيد.....

تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 10:07
المحور: كتابات ساخرة
    


أناس كثيرون لا يمكن أن يخطروا على بالك وأنت تتأهب للسفر إلى بلد مثل كندا، ومنهم هنرى كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسطورى الذى سقط من الذاكرة رغم الدور الخطير الذى لعبه فى السياسة الخارجية الأمريكية عموماً وسياسة الشرق الأوسط خصوصا فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذى كان يحب أن يقول عنه "صديقى هنرى"!
هذا الثعلب العجوز استطاع فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون أن يغير معادلات خطيرة تصور الكثيرون أنها فى عداد الثوابت، من أهمها معادلة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين الشعبية، والتى ترتب عليها تغيير مجمل العلاقات بين أهل القمة المتربعين على عرش النظام العالمى.
فضلاً عن أن له مكانة أكاديمية مرموقة باعتباره أحد أهم علماء السياسة "الامبرياليين" فى العالم.
وبالمصادفة البحتة.. وعندما ذهبت فى زيارة أخيرة إلى كندا مع مجلس الأعمال المصرى – الكندى، فوجئت بانعقاد "مؤتمر مونتريال"، فى نفس الفترة، وهو مؤتمر استمر أسبوعاً كاملاً وعكف المشاركون فيه على مناقشة عدد من القضايا الاقتصادية المهمة.
وكان هنرى كيسنجر مشاركاً فى هذا المؤتمر، ومتحدثاً رئيسياً وبطبيعة الحال شغلت كلمته الجميع لسبيين:
أولهما: شخصه.
ثانياً: أن هذا الصقر الذى يمثل اليمين الأمريكى الأكثر تشدداً وتطرفاً فاجأ المستمعين بتحليل يرثى فيه عصر "دبلوماسية العضلات" التى انتهجتها الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس جورج بوش الأبن، ويطالب بـ "دفن" هذه الدبلوماسية البالية ومواراتها التراب.
وقال كيسنجر فى هذه الكلمة الهامة التى ألقاها يوم الأربعاء الموافق 11 يونيو الحالى أن الإدارة الأمريكية إذا لم تفعل ذلك بإرادتها فأنها ستضطر إلى الاذعان ودفع استحقاقاتها تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الحادة التى تعانى منها الولايات المتحدة حالياً، ولا يعرف أحداً متى ستنتهى.
وأضاف كيسنجر قائلاً أن التعاون الدولى حول القضايا الاقتصادية والأمنية الرئيسية يجب أن يكون هو المنهج الأساسى للسياسة الخارجية الأمريكية فى المستقبل، أيا كانت النتيجة التى ستسفر عنها انتخابات الرئاسة الأمريكية التى ستجرى فى نوفمبر المقبل.
وبتحديد اكثر قال كيسنجر أنه فى هذه الفترة، التى يتحول فيها ميزان القوة العالمى ويميل تجاه آسيا، سيكون من الغباء والحماقة معاملة قوة عظمى صاعدة مثل الصين كعدو استراتيجى يجب احتواء نفوذه.
فمثل هذا النهج الأخير – أى العناد والاستقواء على القوى الدولية الصاعدة – لن يكون من شأنه فقط أن يؤدى إلى وضع خطير تتجه فيه العلاقات الدولية إلى أن تكون "راديكالية"، وإنما سيؤدى أيضاً إلى العجز عن حل معظم المشاكل الخطيرة التى يعانى منها العالم اليوم، لأن الحل الحقيقى لها يتطلب تعاونا دولياً، يجب أن يشمل قوى آسيوية بازغة مثل الصين والهند.
وضرب مثالاً بمشكلات الطاقة، والتغير المناخى، وانتشار الأسلحة النووية، التى تكتسب كلها طابعا عالمياً ولا يمكن بالتالى أن تحل دون تعاون عالمى.
ولم يكن كيسنجر يغرد خارج السرب فى مؤتمر مونتريال، بل إن معظم المشاركين كانوا يعزفون على نغمة أساسية، ألا وهى ضرورة تبنى الإدارة الأمريكية سياسة أقل عدوانية وأكثر انفتاحا إزاء العلاقات الدولية.
من هؤلاء على سبيل المثال الدبلوماسى الشيلى خوزيه ميجيل إنسولزا الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية (O A S) الذى شدد على أن الوقت قد حان كى تسقط الولايات المتحدة تلك السياسات البالية التى تتبناها حالياً ومنها محاولة إجبار دول أمريكا اللاتينية على الاذعان للمعايير الأمريكية فيما يتعلق بأمور مثل الديموقراطية بناء على "وصفة" و "تعليمات" أمريكية مستوردة.
كما أدان إنسولزا سياسات الكراهية والتآمر التى تمارسها إدارة الرئيس الأمريكى بوش ضد زعماء فى أمريكا اللاتينية مثل هوجو شافيز رئيس فنزويلان مضيفاً أن أمريكا اللاتينية أصبحت أكثر ديموقراطية وأن منظمة الدول الأمريكية أصبحت أكثر كفاءة فى التوسط لنزع فتيل الأزمات والعداوات مثلما حدث بين شافيز وبين جارته الحليفة لأمريكا، أى كولومبيا.
وأن هذا يثبت أن العالم يمكن أن يصبح أفضل بدون تدخل أمريكى.
هذه مجرد إشارة موجزة عن مؤتمر مهم عقد على مرمى حجر من الحدود الشمالية للولايات المتحدة الأمريكية وتحدث فيه ممثلون لدول تقع فى الفناء الخلفى الجنوبى لأمريكا. وبين الجيران الشماليين والجيران الجنوبيين.. وقف ثعلب أمريكا العجوز هنرى كيسنجر ليطالب بسياسة أمريكية جديدة بدلاً من "دبلوماسية العضلات".
فسبحان مغير الأحوال!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى (2)
- تأملات عبر المحيط الأطلنطى: يوم الاعتذار القومى
- فتنة ملوي.. واستراتيجية المصاطب!
- عشاء ساخن جداً مع سفير كندا
- أجريوم .. شكرا
- سر أجنحة كلمات الأبنودى
- قنبلة طلخا... الموقوتة
- عش الدبابير !
- عصر الاضطراب (1)
- -طوارئ- .. فى الزمان والمكان فقط
- هوامش على دفتر النكبة (3)
- أزمة رئاسة مجلس الدولة: ضعف البصر له حل.. وعمى البصيرة ليس ل ...
- ثلاثية التراجعات
- اعتذار ل »دمياط«.. ورسالة حب ل »رأس البر«
- مطلوب تفسير من وزير الصحة
- هوامش على دفتر النكبة (2)
- دمياط تتحدى دافوس !
- هوامش على دفتر النكبة
- الفوضى -الهدامة-
- علاوة الأسعار (2)


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد هجرس - تصوروا: كيسنجر يرفض دبلوماسية العضلات الأمريكية!