أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ














المزيد.....

المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 02:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


الوظائفُ في العالمِ العربي شحيحةٌ، لكي تعلو لا بدَ أن تكونَ مسنوداً، إلا إذا كنت من أعضاءِ الفئةِ الجديدةِ، مفتي فضائيات. مفتي الفضائياتِ، وظيفةٌ تتواكبُ مع عصرِ المعلوماتِ والاتصالاتِ، شأنُها شأنُ مطربي الكليباتِ، مكملةٌ لها، الفرقُ في الصنعةِ، في طبيعةِ العملِ، في النكهةِ.
مفتي الفضائياتُ، ليس رجلاً فقط، هناك من النساءِ من اجتزن الحدودَ، طلعن لفوقِ. لا يُشترطَ في مفتي الفضائياتِ شهادةٌ بعينِها، كثيرون تركوا وظائفَهم الأصليةَ لما شحَ دخلُها، غيروا جلدَهم. فناناتٌ تركن الفنَ وتركَهن، تحولن إلي تلك الوظيفةِ الجديدةِ، ربحُها أكثرُ، ولو قلَ علمُهن، ولو كانت لغتُهن العربيةُ تحت الصفرِ.
الشرطُ الأساسي في مفتي الفضائياتِ أن يطرحَ القضايا الجدليةَ، في الزواجِ والطلاقِ، فيما يتعلقُ بالمرأةِ علي وجهِ الخصوصِ، في توظيفِ الأموالِ، باقي الأمورِ شعبيتُها أقلُ، مرتبتُها متأخرةٌ. يتراوحَ أسلوبُ العرضِ ما بين التجهمِ والعبوسِ إلي رسمِ السماحةِ والدعةِ وطولِ البالِ، كلُها أدواتِ المهنةِ. أما الزي فحسبِ الحاجةِ، هناك المفتي المودرن، الإفرنجي، وهناك أيضاً المفتي ذو الزي التقليدى الأبيضِ واللحيةِ الكثيفةِ. هادئون أو ثائرون، كلُهم يُلعِبون حواجبَهم، يُشوحون بأياديهِم، يهرشون جباهَهم، علاماتُ الصدقِ والتمعنِ، من وجهةِ نظرِهم وبتعليماتِ المخرجِ.
مفتيوا الفضائياتِ، أخرجوا من الكتبِ الصفراءِ ما لا يقبلُه منطقٌ سليمٌ، جعلوا الدين عسراً ما بعده عسرٌ، أشاعوا الكراهيةَ والفرقةَ، تعارضَت فتاواهم، كَثُرَ مجاذيبُهم في مجتمعاتٍ ترفضُ التفكيرَ، تلغي عقولَها، يَقلُ عَمَلُها. الفتاوي في الخمسِ سنواتِ الأخيرةِ تفوقُ في عددِها ما أُطلِقَ خلال مئات السنين. الفضائياتُ الاستثماريةُ تُصنَعُهم، تفهمُ السوقَ، تعرفُ طبيعةَ المجتمعاتِ المتكاسلةِ خصوصاً في إعمالِ العقلِ. اندثرَت برامجَ الثقافةِ وانزوي المفكرون، ليسَ زمانَهم، لو تحولوا للفتاوي لأصبحوا مليونيرات، عندهم العقلُ والقدرةُ علي استخدامِه، علي تطويِعِه لو أرادوا، ضميرُهم لا يسمحُ لهم بالتلونِ، مشكلتُهم.
أغرَت الأضواءُ نجومَ الفتاوي، زغللَت عيونَهم، لعبَت الشهرةُ بأدمغتِهم، يُبشرون الناسَ بالجنةِ في الأخرةِ ويستعجلونها لأنفسِهم في الدنيا، يُمنونهم بالحورِ الحسانِ وفي الحالِ يحوزون منهن ثلاثاً وأربعاً وأكثرَ، اِنهمرَ رزقُهم وفاضَ، فتاواهم علي كلِ لونٍ، مُمكنةٌُ بالطلبِ. عابوا الفنَ والفنانين وعاشوا حياتَهم وأكثرَ، حللوا لأنفسِهم بفتاويهم ما سبقَ أن حرموه، بها أيضاً.
التكنولوجيا أوصلَت العالمَ المتقدمَ إلي المريخِ، بكلِ الوضوحِ والنقاءِ، بعلماءٍ يقودون للأمامِ، أما في المنطقةِ العربيةِ، فالصراخُ والتهديدُ والوعيدُ والمنعُ، بمفتيي فضائياتٍ يسحبون للخلفِ ولتحتِ، لقاعِ القاعِ،،
مدونتي: علي البحري
http://albahary.blogspot.com/



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاهرة اليوم00 فقط؟!
- تَحَجبي تَتَزوجي
- الفوضي في مصر .. غيرُ خلاقةٍ
- رهانُ الإخوانِ
- الإلهاءُ العامُ...
- شبكةُ حزبِ الله..
- علاوةٌ أم نقمةٌ؟
- تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!
- الجودة في التعليم .. الصراحة راحة وأمانة
- الحق في الميليشيات
- شركات تخريب الجامعات
- كركر يكسب
- الدينُ للهِ


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسام محمود فهمي - المهنةُ: مُفتي فضائياتٍ