أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواطف عبداللطيف - لم يكن خياري














المزيد.....

لم يكن خياري


عواطف عبداللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكن خياري يوما ان اترك وطني وأعيش غربتي

لا أعرف من خطط وأراد واتخذا القرار

لا أعرف من نفذ وبأي قلب وبأي دم بارد

لا أعرف على أي قانون استندوا في اصدار أحكامهم الجائرة

لا أعرف لماذا ولأي سبب وتحت أي ذريعة وبأية شريعة

ليتني أعرف لأرتاح

كل يوم أصعب من السابق

وانا لا أعرف مصير بيتي بيت عمري وشقى سنين خدمتي لوطني

من دخله وأي أيادي حقيرة سرقته وخربته

وعملي الذي فقدته ورزقي الذي قطعوه والاطفال الذين شردوهم

رحل كل شئ مع من رحل

اصبح كله ذكرى

ولكنها ذكرى لا تبارح خيالي تعيش معي وتغلغل في دمي في غربتي ووحدتي

أقف على شاطئ البحر ومع كل جماله يرحل بي الى دجلة و شارع ابي تؤاس والسمك المسكوف والجراديغ وكورنيش الأعظمية والعطيفية والكريعات وجزيرة الاعراس ومدينة الزوراء

فيزداد ويشتعل شوقي الى أيام شارع الرشيد والشورجة وكل ما فيه من خيرات وسوق السراي وشارع النهر وسيد ادريس وكمب سارة والعشار والميدان وسوق المنصور والعامل وبغداد الجديدة وعلوة الدورة والشعلة وعلوة السمك

والى أيام نادي الصيد والعلوية والاثوري والارمني والهندية والمشرق والمسبح والبنكو وسينما الاطفال وقهوة عزاوي

اشتاق الى استكان الشاي المهيل وشربت جبارابو الشربت وكيمر السدة ودليمية الانبار وكباب الفلوجة وكباب السليمانية وكبة الموصل وكص قاسم وهمبركر الساعة وكباب الموال وبرتقال كربلاء ورمان شهربان ومانغو ابو الخصيب وبرحي البصرة وزهدي الناصرية وزبيدي وصبور البصرة ودهين كربلاء وكبة الموصل وسمك السدة


وكعدات جاي العباس والمولد النبوي والزردة والدولمة ومرقة الطرشانة الحمض حلو والشربت وخبز العباس والواهلية وكعك السيد والجرك والكاهي والكيمروالخبز المكسب والصمون الحجري ولفة بيض وعمبة ام الشريس وايام عاشوراء والقيمة والهريسة والتمن والدجاج وبط االصبة لمحشي وكبة اليخني والقيسي للمسيحين والدليمية والتكة والمعلاق والفلافل

وعندما يأتي رمضان احن الى كعدة الفطور بأنتظار مدفع الأفطار وصوت المؤذن وما تعقبه من السهرات الرمضانية والمحيبس والزلابية والبقلاوة وزنزد الست ومن السما والسجقات والروبة والتمر وشربت الزبيب والقمردين والتمر هند ولبن اربيل وحلاوة الراشي والجزر واالطحينية وهنا يدخل الشهر وينتهي ولا احد يعرف

وفي العيد الكاهي والكيمر والبورك والكليجة والبيت الكبير الذي يجمعنا بأبهى الحلل والملابس كبارا وصغارا
ومدينة الألعاب والمراجيح والعرباين والحامض حلو والشعر بنات

اشتاق الى صوت (الهورن) الممنوع هنا وضجيجه في شارع الرشيد والكفاح والجمهورية والمنصور وصوت ابو اللبلبي وابو الشلغم وهو ينادي مايع مايع

اشتاق الى حي السلام وحي الاطباء وحي الجهاد والبياع والعامرية والغزالية والمنصور واليرموك وحي الجامعة وحي العدل والسيدية والجادرية والكرادة والدورة و الاعظمية والشعب وشارع فلسطين وحي البنوك وكم سارة الحرية والكاظمية والشعب وعرصات الهندية وحي سومر والعطيفية والفضل وجسر الجمهورية والاعظمية والصرافية والجادرية والكسرة وشارع المتنبي والمدرسة المستنصرية واورزدي باك ووووووو

اشتاق الى رؤية الشباب وهم يرقصون فرحين عندما يفوز المنتخب العراقي
في المنصور والعرصات والجادرية والكرادة والاعظمية والى الفرق الرياضية وهي تتبارى في ملعب الكشافة وملعب الشعب


أحن لحر بغداد والى اللالة واللوكس والمهفة والسرة على البانزين والنفط والجليكانات وصوت المولدة والوايرات
وراحت الوطنية أركضوا شغلوا الجنريتر

مع كل جمال الطبيعة أحن الى ياسمينتي والنرجس والرازقي وكاردينيا بيتي

يالها من ذكريات تربطني بتربة وطني الغالي ولكنها أجمل من العسل على قلبي

وهنا

الكل يركض الى العمل مسرعا لا وقت حتى لأبسط العلاقات الانسانية خلال ايام العمل

الزيارة بموعد بعد ان كانت بيوتنا مفتوحة

والأكل ليس كما كانت موائدنا تمتد مما لذ وطاب من الخيرات

والجار لا يعرف من جاره

وقلبي يتقطع وانا أرى عامل محل الشاورمة (الكباب) طبيب عراقي يقطع اللحم والمرضى في وطني يموتون لنقص الكادر الطبي

قلبي يتقطع وانا أرى خيرة شبابنا المتعلم عمال بناء او مصلحي سيارات او عمال غسل الصحون في المطاعم

قلبي يتقطع وانا ارى خيرة اطبائنا وكبار عقول الطاقة واكفأ المهندسين والكيماوين والصيادلة واساتذة الجامعات يعيشون على معونة دولة المهجر لأنهم لم يعادلوا شهاداتهم ووطني بأمس الحاجة الى خبراتهم لبنائه

قلبي يتقطع وانا أرى فنانيننا عمال في مضخات البانزين او مسوقي البيتزا والكي اف سي

نعم لم يكن خياري

ولكنه كان قدري

أظناني الخوف من غدا ً بلا أمل ...

هدني التعب مع وقع الصفعات وأنا أرقب جراح وطني وهي تنزف

والحياة تسير ولاأعلم ما هي النهايــة واين ستكون
نبقى نحلم ونعيش مع الحلم في مخيلتنـا

ومع صدمة الواقع وألم الفراق وعذاب الوحدة

ينزف القلب الكلمات على الورق ليخطها بالدم

بعد ان اصبح الفراغ صديقا

والنسيان رفيقا

والذكرى طريقا

لعلها تداوي جرحا

إذا كُتب لي أن أعود

والحساب ليوم الحساب

عواطف عبداللطيف
23-6-2008





#عواطف_عبداللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراحة قلم
- دروب
- جراح
- صرخة طفل
- بين حانة ومانة ضاعت لحانا
- ماذا سنسميهم
- السيد وزير الخارجية_ السيد وزير المالية_ لحظة من فضلكم
- حسرة
- من المسؤول
- أليك ايتها الحبيبة
- تعالوا معي أليها
- قصة أنسان
- غُربة
- السيد وزير الخارجية المحترم -لحظة من فضلك
- السيد رئيس الوزراء المحترم - لحظة من فضلك
- العطاء
- لن نسامح
- قطار الحياة
- هل سنقرأ الفاتحة على الكهرباء
- وطني


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عواطف عبداللطيف - لم يكن خياري