أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة















المزيد.....

الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


"الصعود الى المئذنة" هي الرواية الخامسة التي تصدر للدكتور أحمد حرب ، وقد صدرت في الأسابيع القليلة الماضية – شهر أيار 2008 – عن دار الشروق للنشر والتوزيع في رام الله وعمان ، وسبقتها :
1- حكاية عائد عام 1981
2- اسماعيل عام 1987
3- الجانب الآخر لأرض المعاد عام 1990
4- بقايا عام 1997

يُهدي الكاتب روايته الى والديه " الى والديّ ... كما ربياني صغيرا " ص5
وبعد قرائتي للرواية ألحّت على عقلي وفهمي : أن هذا الاهداء لم يكن عفوياً ، بمقدار ما كان مرتبطاً بمضمون الرواية ، هذا المضمون الاشكالي لكثرة التداخلات فيه ، الا أنني رأيتُ فيه ما يشبه السيرة الذاتية للكاتب نفسه، ولا ضير في ذلك ، فكل أديب يكتب أو يعكس شيئاً من حياته في نتاجه الأدبي ، والسيرة الذاتية للمؤلف هنا تتشابه كثيراً مع سيرة أبناء جيله ، فهو المولود في العام 1951 في الظاهرية جنوب مدينة الخليل، يشكل نموذجاً لجيل المواليد الفلسطينين بعد نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948 وهو بهذا لا يكتب سيرة ذاتية بمقدار ما يكتب سيرة شعب منكوب أو بالأصح عن الفترة ما بين النكبة في العام 1948 وما سموها " النكسة " في حزيران 1967، اي ما بين خسارة الفلسطينيين 78,4% من ارضهم في العام 1948 وخسارتهم لها كاملة 100% في العام 1967 .
وهو هنا يخرج من الخاص الى العام، فجيل والديه هو الجيل الذي عاش النكبة بكل تفاصيلها وويلاتها ، وجيل الكاتب هو الذي أُلقيت عليه النتائج الرهيبة لهذه النكبة ، ليتداخل الجيلان في حمل مصائب حروب عدوانية لا تستهدف الشعب الفلسطيني وحده ، بل تستهدف الأمة العربية بأكلمها ، وشاء قدر الفلسطينيين ان يكونوا رأس الحربة فيها .
ويـُصدّر المؤلف روايته بقصيدة " المجيء الثاني " للشاعر الايرلندي وليم بتلر ييتس ،واختياره لهذه القصيدة ليس عفويا هو الآخر، فهي تتكلم عن الفوضى الجامحة التي تجتاح العالم، وعن انهيار القيم الانسانية، والابتعاد عن الايمان مما يستدعي مجيء المسيح المنتظر ،غير ان المؤلف يذيل قصيدة الشاعر الايرلندي بقوله " بمناسبة بدء الاربعينية الثانية للسقوط " وهذه اشارة غير خفية بان المؤلف بدأ كتابة روايته هذه في العام 1998 اي في الذكرى الأربعين لنكبة فلسطين وشعبها ، او ربما بدأها في العام 2007 الذكرى الأربعين لحرب حزيران 1967 العدوانية، وما اعقبها من سقوط متتابع لأمتنا في اكثر من هزيمة .
وأديبنا الدكتور أحمد حرب يقسم روايته تحت عناوين قصصية روائية متداخلة ومتتابعة هي :
1- صنع الجابري : وهي مغارة كبيرة عظيمة قديمة شهدت احداثا جساما.
2- قنديل : وهو اسم طالب ذكي حاذق ، مشاغب من جيل السارد ، استشهد لاحقا في مظاهرات السموع .
3- شاور يقظان : شخص متدين الى درجة التصوف اللا واعي
4- يسير : وهو اللفظ العامي للأسير.وهو السارد في الرواية.
5- ابو مهاوش : هو عمّ السارد ، كبير العائلة وهو شخص تقليدي لا يقبل الضيم ، اطلق رصاصة على رأس فرس قائد المخفر ، مما أدى الى تعذيبه حتى قطعت رجله ، كما ان المخفر أجبر عائلته على دفع " ديّة الفرس " ، ثلاثة اضعاف ديّة انسان.
6- رحانة : صبية من قرية العين، حملت من قائد المخفر مما اجبره على الزواج منها ، قتلت صباح الاثنين 5-6-1967 أي ساعات بدء الحرب من قبل شقيقها.
7- كبير النّور : وهو كبير مجموعة من النّور كانوا يسكنون اطراف القرية ، والتجأ اليهم صالح عبد الرحمن لأنه كان يهوى الرقص والغناء.
8- حقائق وأكاذيب : وهي تبين لنا التناقض في الطروحات بين الدول العربية وحتى بين الشخصيات " الوطنية ".
9- سعفة وسراج : وفيها عودة الى الكهف العظيم – صنع الجابري-.
10- ديوان اليقظان : وهو ديوان عائلة السارد الذي شهد استقبال قائد المخفر، وعمل صلحة معه رفضها المتضرر الأول " أبو مهاوش " وكان القوم يجتمعون فيه يتمازحون ، ويتعايرون ويتسامرون فيه .
11- لا تصالح : وفيه دعوة السارد عمّه الى رفض المصالحة مع قائد المخفر.
12- دودي القعقاع : شخص أبله أو معتوه ، شخصية محيرة وذات دلالات وربما كان جسوسا .
13- خطبة اليقظان الأخيرة : وهي خطبة الجمعة في خامس ايام حرب حزيران 1967 ولم يكن الخطيب مصدقا لما أذاعه راديو اسرائيل عن نتائج الحرب.
المقابلة والطباق:
لقد كان لافتا ان المؤلف الذي يروي بقدرة واقتدار قد استعمل " المقابلة والطباق " في روايته بشكل لافت جدا مثل :
- حر الصيف وبرد الشتاء ، الدنيا والآخرة ، الثواب والعقاب ، الحسنات والسيئات ص 13 .
- الهيبة والفرح ، الليل والنهار ، الحرام والحلال. ص15
- الطرب والغلظة العدائية .ص 21
- الخير والشر ، اليمنى واليسرى ، الجد والهزل. ص 22
- أهل اليمين وأهل اليسار. ص 27
- الجنة والنار ، اليُسر والعُسر ص 28
- يقظان ونعسان ، الماضي والحاضر. ص 29
- الرب والشيطان ص 31
- شجاع وجبان. ص 38
- يتعبون ويستريحون .ص 47
- المثقف والأهبل. ص51
- الزاني والمحصن. ص63
- السبع والضبع ، حاميها وحراميها. ص 71
- الانشداد والامتداد. ص 73
- حقائق وأكاذيب. ص 82
- الموت والحياة ص 83
- الحلال والحرام ، الشباب والشيوخ ص 87
- صعود وهبوط ص 99
- فرح وحزن ص 122
- النصر والهزيمة ، الصدق والكذب ص 140
مواقف وأحداث:
ان هذه المقابلات وهذا الطباق التي جاءت في الرواية قد أعطتها أبعادا جمالية لا تخفى على القارئ الحاذق، كما انها تقرب المعنى والمراد الذين سعى اليهما المؤلف.
ويلاحظ ان المؤلف قد تطرق الى مواقف حاسمة ومحزنة وقاتلة دون اثقال على القارئ ، فقد جاءت في سياق الروي كما لو انها عفوية، مع انها ليست كذلك ، فمثلا مذبحة الدوايمة في العام 1948 وهي احدى المذابح التي تعرض لها الشعب الفلسطينس من قبل الصهاينة لإجبار الآخرين للرحيل على وطنهم لتحقيق مقولة " أرض بلا شعب لشعب بلا ارض " ولم تنل حظها وقريناتها الأخريات في الاعلام كمذبحة دير ياسين مثلا ، ومن التجأ من المناطق المنكوبة الى المساجد للاحتماء فيها كونها دور عبادة مسالمة ، ذُبحوا في هذه المساجد ، ومن التجأ الى الكهوف ذُبح فيها ايضا ،ومن بقي في بيته ذُبح فيه هو الآخر ايضا .
ومن هذه المواقف هي انشغال بعض رجال الدين في اليمين واليسار، واستغلالهم فضائل اليد اليمنى والرجل اليمنى على مثيلتيهما اليسرتين من أجل مهاجمة الفكر اليساري، بطريقة كانت فيها طرافة خصوصا لدى الصبية والفتيان ، ومنها حالة الفقر والحرمان وسوء الادارة والتنظيم مثل استعمال ملعب مدرسة المتنبي في الخليل سوقا للماشية والدواب ايام الجمعة، وكذلك قضية ممارسة الجنس مع البهائم – الحمير – وهي قضية كانت ولا تزال موجودة مع أن الكثيرين يتهربون منها .
وقد تطرق الكاتب الى ظاهرة موجودة في المدن الفلسطينة منذ عهد الانتداب ولا تزال عندما قال :" العمارة في المدخل الشمالي ، والمدرسة في المدخل الجنوبي ، والمسجد بينهما في الوسط "
ص47
والعمارة هي مقر الشرطة والسجن ويقول السارد :" لقد طوّعوا انفسهم لسلطة الحكومة في العمارة، وسلطة الامام في المسجد ،وسلطة المدير في المدرسة "
ولكل من هذه السلطات الثلاثة سطوته وسلطته التي لا ضوابط لها ، وتشترك ثلاثتها في فرض الأوامر وايقاع العقاب على الآخرين بسبب أو بدون سبب
اسم الرواية :
جاء اسم الرواية من قضية حدثت للسارد وهو طفل قبل ان يصل العاشرة من عمره ، عندما صعد الى المئذنة ليرفع أذان الفجر، فخاف وارتبك في ثنايا المئذنة خصوصا عندما مرت من جانبه طائرات حربية اسرائيلية اغارت على قرية السموع قرب الجليل في 13-11-1966 مما جعله يبول في ملابسه،وعاد خائبا دون أن يرفع الأذان .
وبالتأكيد فإنه ليس من باب الصدفة ان يأتي قي الرواية ان السارد الروائي يسير يحيى خليل يقظان مولود في 13-11-1949 وان العدوان الاسرائيلي على السموع كان في 13-11-1966 كما ان اسم السارد " يسير " وهو اسم غير مستعمل الا كلفظ عامي لكلمة أسير ليس عفويا هو الآخر ايضا .
وماذا بعد:
يبقى ان نقول اننا امام عمل روائي رائع فنيا وشكلا ومضمونا ويشكل اضافة نوعية للراوية العربية.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاب وجاب -حكاية شعبية
- رواية -بير الشوم -عن نكبة الشعب الفلسطيني
- هكذا شيخ لهكذا أبناء - حكاية شعبية
- الحرية - حكاية شعبية
- -صبري عزام أبو السعود رواية مقدسية بامتياز
- معرض على هامش النكبة ليس على مستوى الحدث
- تخلف ما بعد الحداثة
- وداعاً زكي العيلة
- نكبة واستقلال
- مشروع اصلاح أم نعميق تبعية
- مراجعة للواقع في الأول من أيار
- مسرحية مملكة المرايا والأهداف النبيلة المتوخاة
- ديمة السمان تفتح أبواب الرواية العربية حول القدس
- بين حرية التعبير والتدمير
- قراءة في اغاني أطفالنا انتماء لبلادنا
- ثقافة الطخطخة
- حقوق الانسان الفلسطيني وجرائم الحرب
- لا لقتل وتجويع شعبنا في قطاع غزة
- تراث شعبي :أغاني الهدهدة
- تراث شعبي : أغاني الأطفال


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الصعود الى المئذنة وما بين النكبة والنكسة