أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -














المزيد.....

بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -


أحمد مولود الطيار

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 09:23
المحور: حقوق الانسان
    


فيما نقصه عليكم ليس أروع القصص ، الجعبة مليئة . ألف ليلة وليلة ، أليس في بلاد العجائب ؟؟ لا . هي سوريا أو (أوسيانيا ) في رواية جورج أرويل – 1984 - .
ايفا داوود طالبة في الصف الثاني الثانوي في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا ، وردة لازالت تتفتح ، غضة ، تخجل من نسيمات الهواء عندما تداعب خدها ، لم تتعرف بعد على مكر أنظمة الشرعية الثورية ولم تخبر بعد أنها ستظل متهمة حتى ولو أثبتت براءتها .
ليس ذنبها أنها ولدت لأبوين كرديين ، كذلك ليس ذنبها أن أقارب لها وفي العائلة الواحدة ، هناك من يحمل الهوية السورية وأخاه ليس ربما ، بل أكيد ، لايحمل نفس الهوية .
ما علاقتها ان كان القوميون العرب يحلمون بدولة من المحيط الى الخليج والقوميون الأكراد يحلمون بدولة كردستان بأجزائها الأربعة ، ليحلم كل حسبما يريد ، فالحلم قد ينسينا مرارة الواقع .
حلم ايفا شفاف وبسيط ، تغمض عينيها ، تسافر بين السحب ، تفتح صدرها لفارس يأتيها على جواد أبيض ، تنثر شعرها و تعيد تجديله ضفائر صغيرة ، تربطه بشرائط حمراء وصفراء وكل ألوان الفرح ، تلقي حقيبتها المدرسية على كتفيها وتركض مسرعة نحو مدرستها ، تقف للحظات عند مدخل البيت على صراخ أمها " ارجعي ، نسيت صندويشتك ، ستجوعين في المدرسة " ، تعود ايفا متذمرة ، تدس زوادتها في حقيبتها كيفما كان وتسرع الخطى فالدرس قد ابتدأ .
عرب وأكراد ، صابئة ويزيديون ، مسيحيون وأثوريون .... هي ذي الحسكة وذاك هو الصف الذي (كانت)فيه ايفا .
لا تستغربوا نحن في (سوريا) : " تفصل الطالبة ايفا ابراهيم داوود من جميع مدارس القطر فصلا نهائيا وذلك لأسباب أمنية " .
تبدأ رحلة الألف ميل . كل فروع الأمن ، أرضية وجوية وعسكرية وسياسية تستنفر، فأمن الدولة في خطر. تتهاوى الطفلة المسكينة على وقع أسئلة المحققين . تصفر وتشحب وتتقيأ ، تجحظ عيونها ، ينعقد لسانها ، يتحول جسدها كله الى اشارات تعجب واستفهام ، ماذا فعلت ؟!
والدها المسكين يتحول رغم انفه زائرا لكل تلك الفروع . يواجهونه بكل قواميس العمالة والخيانة والتآمر والانفصال : اقتطاع جزء من الدولة ومحاولة ضمه الى دولة مجاورة . اثارة القلاقل والفتن . ضرب الوحدة الوطنية . تعكير الصفاء الأهلي ومحاولة دق اسفين لضرب الاخاء العربي الكردي .
لم تنجح كل الوساطات لاعادة ايفا الى مدرستها ، وجهاء عشائر ، رجال لهم وزن وقيمة ، محسوبيات ، رشاوى . كل المحاولات باءت بالفشل . لابد من تشكيل " لوبي " ضغط مهمته فقط اعادة ايفا الى صفها . أيضا يتعذر ذلك ، فالسجون لاتشبع وتنتظر المزيد ، ولا مجال لا لرأي عام ولا خاص ولا بلوط في بلد يهوي بسرعة مذهلة الى القاع .
ما العمل ؟ الأخوة الأكراد حاولوا تحويلها الى قضية رأي عام ، لم يفلحوا لأسباب كثيرة .
تتساءلون ما هي جريمة ايفا ، ماذا فعلت بحق السماء ؟!
ربما من هو خارج سوريا لا يصدق ، سيقول أنها قصة مفبركة " تستهدف النيل من صمود سوريا في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات " ، وسيتابع ، خاصة ان كان مصدقا لاسطوانات الصمود والممانعة والمقاومة ، أننا نصطاد في الماء العكر ، ودروس في الوطنية ...... الخ .
داخل سوريا ، يعرف كثيرون قصصا تشيب لها الولدان في مسلسل القهر الطويل في تطويع وتدجين "المواطن" السوري لتحويله الى مهرج بامتياز .
كسوريين ، أنا وأنت وهو وهي نعرف أن طلابا كثيرون فصلوا من معاهدهم ومدارسهم لا لشئ سوى أن أقارب لهم وربما من الجد الثالث و الرابع كانوا في العراق مثلا أيام الصراع بين صدام حسين وحافظ الأسد .
كسوريين ، نعرف عن معتقلين أمضوا سنين طويلة في سجون تدمر وصيدنايا والمزة وبعضهم قضى نحبه في تلك السجون والسبب هو لقاء صدفة جمعهم مع معارض سوري في مقهى على الرصيف في تركيا تحديدا .
نعرف أيضا ، أن سوريين كثر ممن يعتنق الديانة المسيحية أمضى سنوات ليست بالقليلة في المعتقلات في عز أزمة الثمانينات الدامية أثناء صراع النظام السوري ضد المجتمع السوري كله ، والتهمة (لا تضحكوا) الانتماء الى تنظيم الاخوان المسلمين . (أخطاء كثيرة حدثت والضحايا عوضوا عن سنوات كثيرة في المعتقل بكلمة أسف )
قصص لا تنتهي . لانريد نكأ الجراح . أما وفي عصر الشعارات الجديدة ، تطوير وتحديث ، احترام القانون ، احترام الرأي الآخر وقس على ذلك ، تفصل ايفا " فصلا نهائيا من جميع مدارس القطر لأسباب منية " لأنها شطبت من السبورة اسم بشار الشطي وأبقت على اسم محمد حجازي في البرنامج الشهير " ستار أكاديمي " لأنها كما قالت لا تحب بشار ؛ وبفرض أنها لا تحب بشار الأصلي كما افترضت ابنة ال ... ضابط المخابرات ، زميلتها في الصف وكان ما كان حيث كان " التقرير " ومأسأة ايفا والد ايفا وأم ايفا ....... ما المشكلة ؟ ايفا من حقها أن تحب وتكره ، من حقنا كسوريين أن نحب من يعزّنا ويحترمنا وينظر الينا كشعب لا كقطيع ومن حقنا أن نكره من يجوعنا ويذلنا ويمايز فيما بيننا .
ربما بسبب هذا الكره : " يفصل الشعب السوري عن جميع الشعوب في العالم ولا يحق له أن يقارن نفسه بأي من تلك الشعوب التي تتطلع الى الحرية والعدالة والمساواة " .



#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبعا أم لبنان ؟!
- دفاعا عن معتقلي اعلان دمشق
- كيف الانفكاك من الثقافة البعثية الرعوية ؟
- قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد
- سيارة السيد معاون المدير: هموم مسؤول بعثي في زمن السلم
- في محاكمة فائق المير : - ماهي العلاقة بين والصهيونية وأمريكا ...
- الخوف على الذاكرة في - وجه الصباح *- رواية ابراهيم العلوش
- حوار مع خطاب القسم الثاني
- - سورية الحديثة - بدون كهرباء
- من عبد الرحمن الكواكبي الى عارف دليلة وميشيل كيلو واللبواني ...
- أعلن ترشحي لرئاسة الجمهورية
- -التطوير والتحديث والفوضى - الهلاكة
- هل سيستفيد العراق من إعدام صدام حسين ؟
- خليفة الله على الأرض : سوريا بين الخصخصة والرمرمة
- بعد - دخل الله - -العطري- أيضا في الرقة
- انتخابات نقابة المعلمين بالرقة ومهازل الديموقراطية البعثية
- درس في السياسة - علي صدر الدين البانوني وأحمد أبو صالح
- أنفلونزا الطيور- و -الخصوصية السورية -
- الله سورية حرية وبس
- كرة قدم على الطريقة الإيرانية


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد مولود الطيار - بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -