أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - فؤاد المهندس سفير الكوميديا















المزيد.....

فؤاد المهندس سفير الكوميديا


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 06:21
المحور: الادب والفن
    


عندما نذكر الكوميديا وأساتذتها يقفز للذاكرة اسم فؤاد المهندس أحد مؤسسيها العظام وصاحب مدرسة الاداء الراقي ليحتل الصفوف الأولي.
قضي فؤاد المهندس جل عمره علي خشبة المسرح، وقدم العديد من الأعمال المتميزة، ولأن المسرح فن مغر علي التجويد والتطوير والتغيير، وأحيانا كثيرا يحرض للخروج علي النص ولا سيما عندما ترتفع الضحكات والتصفيق وعبارات الاعجاب، فإن الأستاذ لم يجد في ذلك متعة، وكان حرصه علي النص عملا مقدسا لا يقبل التأويل والتحريف.
فشتان ما بين الكوميديا في زمانها الناصع الجميل وما تشهده هذه الأيام من هزل وإسفاف وتدن.. لقد عاني جيل الاستاذ وكافح حتي ارسي للفن الكوميدي دعائم قوية صارت فيما بعد طقوسا حرص الجميع عليها، فلم يكن الفن بالنسبة لهم غاية وإنما وسيلة لتمرير موهباتهم المتوهجة والتعبير عما يجول في صدورهم من معان سامية وأهداف راقية.. اجتهدوا وثابروا ونحتوا اسماءهم في الصخر، ولم يستهينوا بعقول جماهيرهم أو معاناتهم، بل كانوا أمناء علي أحلامهم وطموحاتهم ولم يبخلوا بتقديم كل ما يملكونه عن رضا وطيب خاطر، حافظوا علي قناعاتهم ومبادئهم وثوابتهم ولم يتسولوا الضحكات، فقد كان كبرياؤهم الفني أهم أسباب ترسخهم في قلوب الجماهير التي تواصلت معهم.. فتحلقت حولهم وبادلتهم الوفاء بالامتنان والاحترام والتقدير.. كان فؤاد المهندس واحدا من هؤلاء العظام الذين حافظوا علي كبرياء الفن فاحتل مكانة مرموقة ومتقدمة كان اهلا لها.
أثنين وثمانون عاما، رقم يعني عمر الأستاذ ، قضي أكثر من ثلثيها في محراب الفن وعلي خشبات المسرح، رحلة طويلة من الإبداع قاربت الستين عاما ملأت شهرته الأبصار والأسماع، وكان نموذجا فنيا احتذي به كثير من تلامذته وزملائه في الوسط الفني، ودعامة أساسية في عالم الكوميديا نهل منها الكثير وتعلموا وصاروا علي دربها حتي احتلوا الصفوف الأولي.
اتسمت مسيرة فناننا الكبير بالتفرد والتميز واكتسبت سمات خاصة وملامح لم تتشابه مع الآخرين. لقد كان توهجه وانطلاقه غير مسبوق أو متكررا في مجالات عديدة سواء في الاذاعة او التليفزيون أو المسرح أو السينما، يرحل الأستاذ ونحن نستقبل شهر رمضان الذي شهد أشهرأعماله الإذاعية والتليفزيونية التي كانت تنتظرها جماهيره بشغف وترقب خصوصا الفوازير التي تعلق بها الكبار والصغار.
في البدايات لم تفلح محاولات الوالد الذي كان يشغل منصب عميد دار العلوم وعضو المجمع اللغوي في اثنائه عن ترك الفن والتفرغ للدراسة، فقد كان عشقه للفن قد بدأ منذ وقت مبكر في المرحلة الابتدائية وبعد محاولات عديدة حاول فيها ارضاء والده واشباع رغبته الفنية من ناحية أخري بارك والده مشواره الفني عندما شاهده ذات مرة علي المسرح فأثني عليه وقال مشجعا لم أكن أعرف أنني أنجبت فناناً عظيماً بهذا القدر وكانت هذه الكلمات هي التصريح بممارسة الفن، وظل الحلم يكبر وينمو كل يوم، لم يخف فؤاد المهندس ولعه بنجيب الريحاني حتي إنه بات يقلده، لولا كلمات نجيب الريحاني له والتي كان لها أثرها البالغ في تكوين شخصيته الفنية عندما قال له: (أنا أثق تماماً في قدراتك وموهبتك ومقتنع بأنك ستكون خليفتي ولكن يجب أن يكون لك شخصيتك المستقلة وأداؤك المختلف.. كن رجلاً ولا تتبعني)!
كان انضمامه لفريق التمثيل بكلية التجار ة من أهم أخطواته الفنية، أعقبها تكوين فرقة ساعة لقلبك عام 1953 لتكون نقطة الانطلاق الأولي في عالم الاحتراف مع مجموعة من أفضل نجوم الكوميديا في مصر في ذلك الوقت، ومازالت الجماهير تذكر شخصية محمود أمام الفنانة خيرية أحمد، والتي اشتهر بها الراحل.
لكن شهرته الحقيقية بدأت مع مسرحية السكرتير الفني الذي أدي بها شخصية ياقوت أفندي ثم توالت بعد ذلك مسرحياته الشهيرة أنا وهو وهي عام 1963 وأنا فين وإنت فين عام 1968 وإنها حقا عائلة محترمة وسك علي بناتك وعلشان خاطر عيونك والكثير من الأعمال المسرحية التي مثلت علامة في المسرح الكوميدي المصري.
لم يكن من السهل أن يلمع نجمه في ظل وجود عمالقة مثل إسماعيل ياسين وحسن فايق وعبد الفتاح القصري وعبد السلام النابلسي، كان الأمر يحتاج إلي مزيد من الجهد والتنوع حتي يستطيع أن يثبت وجوده، كان امتحانا قاسيا وصعبا لكن مساعدة رفيق عمره عبد المنعم مدبولي استطاع أن يجد لها مكانا وسط هذا الزخم الكوميدي وقد ساعده مدبولي في معرفة امكاناته الفنية وتطويرها وتكوين شخصية فنية غير متشابهة مع الآخرين، كما كون مع شويكار أشهر ديتو فني عرفته الجماهير العربية علي مدار 2. عاما قدموا من خلاله أشهر الأعمال الإذاعية والمسرحية مما أغري المنتجين لاستثمار هذا النجاح فقدموا أفلاما سينمائية مازلت عالقة بأذهان الجماهير مثل (شنبو في المصيدة) إخراج حسام الدين مصطفي و(أرض النفاق) إخراج فطين عبد الوهاب و(اعترافات زوج) و(أنا وهو وهي) إخراج فطين عبد الوهاب، و(هارب من الزواج) و(غرام في أغسطس) و(المليونير المزيف) ثم (العتبة جزاز) و(مطاردة غرامية) ومع سعاد حسني (جناب السفير) ومع ميرفت أمين (عودة أخطر رجل في العالم)، ولكن تجربته السينمائية الأولي كانت فيلم بنت الجيران أمام الفنانة زهرة العلا وعمر الحريري، وقدم مع أحمد زكي (البيه البواب) ومع عادل إمام ونادية الجندي فيلم خمسة باب. كما قام بتأدية شخصية نجيب الريحاني في فيلم بديعة مصابني أمام نادية لطفي.
كان المسرح بالنسبة لفؤاد المهندس محرابه الذي حرص طوال مشواره الفني الكبير أن يبدع فيه، ربما قد فرط في السينما، لكن بالمسرح ظل رقم واحد ولم يتنازل عن هذه المكانة طوال تاريخه، وعن ذلك يقول الحمد لله أنني لم أبتذل نفسي أبداً علي خشبة المسرح ولم أتسبب في أي مواقف محرجة لزملائي أو للجمهور، فكان رب الأسرة يأتي بزوجته وأبنائه وهو يثق تماماً في أنه قادم بهم إلي مسرح يحترم عقليته ويحترم خصوصياته، ولم أكن أسمح أبداً بالتأخير عن موعد فتح الستارة فقد تعلمت ذلك من أستاذي الأول نجيب الريحاني، ولم أكن أسمح لأي ممثل بالخروج عن النص بشكل جارح فالكوميديا في مسرحي تعني الالتزام التام ومن هنا أطلق النقاد علي لقب سفير الكوميديا فسعدت جداً به حتي هذه اللحظة.



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح اللمبي .. يطارد محمد سعد
- يوسف شاهين : تنويعات من التمرد والغضب والحب
- «الأم» في السينما المصرية.. نهر متدفق من العطاء
- فوضي حالات الاستثناء
- من «قيافا» حتي «اولمرت»00 يمتد طريق الآلام
- فلسطين 00 توابيت وأكفان
- وطن ينزف شعبا
- ضاقت مساحات الوطن
- يا جبل ما يهزك ريح
- شمعة حبلي بالنور
- إدوارد سعيد قلب المكان
- أمي الفلسطينية
- فرحة الدنيا
- العاشقة الصغيرة
- سمراء
- الموت00 ورائحة الياسمين
- تبت أياديكم
- ريم00 امرأة فلسطينية
- شهداء وعملاء
- فاتن حمامة : السير علي حافة الهاوية


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - فؤاد المهندس سفير الكوميديا