أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية















المزيد.....

التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية


جادالله صفا

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية، هي ليست وليدة اللحظة، ولم تكن نتيجة تراكمات ومساويء اوسلو فقط، وانما تمتد جذورها الى ما قبل ذلك بعقدين، واعني منذ انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية حماس التي ترافقت مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى، حيث برزت قيادتين متوازيتين لم تتمكنا من توحيد ادائهما ودورهما لقيادة الانتفاضة، وتركت اشارات واضحة لبداية وضع جديد بدات ملامحه تتبلور، حيث بدا يشق طريقه بالعلاقات الفلسطينية الداخلية، والتي كانت غير خافية على احد، فبرزت رؤيتين فلسطينيتن غير متلاقيتين بكيفية ادارة الصراع مع الكيان الصهيوني والتعاطي مع المستجدات، الرؤية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية والقائمة على البرنامج المرحلي، والاخرى هي الرؤية الاسلامية والتي تمثلها حركة المقاومة الاسلامية حماس، والقائمة على التعاطي مع الاحتلال من منطلقات دينية.

المتتبع لتسلسل الاحداث منذ انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى وما تبعها من اتفاقيات كاوسلو والاتفاقيات اللاحقة السيئة الصيت، ومراهنة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية على المفاوضات مع الكيان الصهيوني، والتي افرزت مواقف بين مؤيدة ومعارضة للقوى المنضوية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية، واخرى مع حركة المقاومة الاسلامية حماس، ولا يخفى على احد اذا تمعن ولو قليلا بأن الكيان الصهيوني وقادته تعاملوا مع الوضع الداخلي الفلسطيني من منطلق عدم وحدانية التمثيل، ومع توجهين مختلفين، على اعتبار ان منظمة التحرير الفلسطينية ليست ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، حيث هذا الموقف جاء من خلال رسائل الاعتراف المتبادلة بين قيادة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ورغم تمكن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من الحفاظ على الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير والمرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني، الا ان الجانب الاسرائيلي لم يخفي اطلاقا دوره باتجاه تعزيز حالة الانشقاق وتوسيعها بالساحة الفلسطينية، من خلال رفع حدة التناقضات الداخلية الفلسطينية، وتعميق المازق الفلسطيني، من خلال ممارسة ضغوطاته المتواصلة على القيادة الفلسطينية لتمرير مخطاطاته التصفوية.

الدعوة الى اجراء انتخابات لاختيار خليفة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قبل التوافق الفلسطيني، اوقعت القوى الفلسطينية جامعة بالفخ الاسرائيلي، عندما دفعت مرشحين لها لخوض الانتخابات، تحت مسميات العملية الديمقراطية والدفاع عنها، التي رفضتها اسرائيل والحكومات الغربية والدولية عامة حتى العربية واطراف فلسطينية، وذلك عندما رفضت كافة الاطراف التعامل مع نتائج الانتخابات التي افرزت فوز حماس بالاغلبية للمجلس التشريعي وتشكيلها للحكومة الجديدة، فالفخ الاسرائيلي الذي وقع به الجانب الفلسطيني هو ايجاد اكثر من سلطة يجري عليها تنافس بين الاطراف الفلسطينية، وعدم تمكن الجانب الفلسطيني من التوفيق بين هذه السلطات، فالمتعارف عليه بكل دول العالم وحكوماتها انه هناك ثلاث سلطات تشريعية وادارية وقضائية، اما نحن الفلسطينيين فلدينا ثلاث سلطات تمثيلية، حسب المفاهيم الاسرائيلية والغربية، والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ومجلس الوزراء، ونحن كفلسطينيين نخوض تنافسا فيما بيننا، فاذا خسرنا قيادة المنظمة سنرتب امورنا على اساس الفوز برئاسة السلطة والاحتمال الثالث هوالبحث عن تمثيل بالمجلس التشريعي، واليوم العديد من القوى الفلسطينية تطالب بتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية واجراء انتخابات لاعضاء المجلس الوطني، واخرين يطالبون بتقديم موعد الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي، ولا يخفى على احد عجز كافة الاطراف عن معالجة هذا الوضع بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، فاليتصور القاريء لو ان الرئيس ابو مازن خسر انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية وبقي فقط رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واخر رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، واسماعيل هنية رئيسا للوزراء، ومجلس وطني ومجلس تشريعي.

ورغم كل الجهود الفلسطينية والعربية الداعية الى تجاوز حالة الانقسام الفلسطينية، التي افرزتها احداث قطاع غزة منذ تقريبا العام، والتي بسطت حماس سيطرتها وسيادتها على القطاع، فهذه الجهود لم يكتب لها التوفيق، وكل الاجراءات التي مارسها طرفي الانقسام او الانشقاق على ارض الواقع، لم تكن نوايا حسنة تصب باتجاه تجاوز هذه الحالة، وانما كانت نوايا مبيته، فهذا الواقع الجديد لم ياتي برغبة فلسطينية وانما نتيجة مؤامرة اسرائيلية، تهدف بالاساس الى حسم التناقضات الفلسطينية الداخلية القائمة على اساس التمثيل من خلال تقسيم الجغرافية الفلسطينية لتبسط كل جهة سيادتها على قطعة جغرافيا معينة، وهذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم.

لقد وجدت اسرائيل فرصتها الذهبية بايصال الوضع بقطاع غزة الى ما وصل اليه بعد احداث 14/06/2007، عندما فرضت حماس سيادتها على القطاع من خلال عملية عسكرية ضد الاجهزة الامنية، فلم تكن هذه الاحداث وهذا الواقع الجديد ببعيد عن النوايا والمخططات الاسرائيلية الرامية الى تهميش وتجزئة وتقسيم القضية الفلسطينية وصولا الى تصفيتها، وقد تمكن الكيان الصهيوني وقادته من استغلال هذه التناقضات لمصلحة مشروعه، والدفع باتجاهها، فطبيعة الخلافات التي تمر بها الساحة الفلسطينية اليوم، تختلف كليا عن خلافات الساحة الفلسطينية بالماضي، فحالة الانقسام لم تاتي من موقع الخلاف الداخلي ضمن المؤسسة الواحدة وانما من موقع اخر، حول الفكر السائد او المفترض ان يسود بالمجتمع الفلسطيني، والذي له حقية التمثيل، فمنظمة التحرير الفلسطينية التي تؤمن بالتعددية الفكرية والسياسية والحزبية، وتمارسها من الناحية العملية، رغم الملاحظات التي يمكن ان يسجلها المراقب والمطلع على العلاقات الداخلية الفلسطينية، الا ان المتتبع لمواقف حماس ورؤيتها ومعتقداتها، يحس مباشرة بخطورة المستقبل للعلاقات الداخلية الفلسطينية، فلا توجد مؤشرات حقيقية تؤكد على حرية التنظيم والفكر والراي، فمعتقدات حماس نابعة بالاساس من المفاهيم الدينية، والتي تتعارض وتتناقض كليا مع الفكر العلماني والماركسي اللينيني والقومية العربية، وهذا ما يطرح فكر الحركة كبديل لكافة هذه الافكار، ويعكس حاله على الارض، فالاسلام السياسي لا يطرح نفسه كفكر يؤمن بتعدد الاراء والافكار.

بعد كل ما سبق، ورغم كل المبادرات والجهود الفلسطينية والعربية المطروحة، لتجاوز حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية، لا اعتقد انه سيكتب لها النجاح والتوفيق، وهذا الاستنتاج ايضا نابع من الرؤية التي اطرحها اعلاه، ورغم مبادرة الرئيس الفلسطيني لتجاوز حالة الانقسام الا ان كل المؤشرات تؤكد حتى الان، بصعوبة تجاوز هذه الوضع لاعادة اللحمة والوحدة الى الشعب الفلسطيني، ولاجل تجاوز هذه الحالة لا بد من الاطراف الفلسطينية بما فيها حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة الجهاد الاسلامي، التاكيد على حرية الراي، وتعدد الاراء والافكار، والايمان بالعملية الديمقراطية بالمجتمع الفلسطيني، والعمل على ترسيخ ذلك من خلال تطبيق قناعاتها على ارض الواقع، فاذا استمرت هذه المفاهيم بالعلاقات الداخلية والتخوفات من القوى الفلسطينية الاخرى، التي تتناقض بمفاهيمها وافكارها وايديولوجيتها مع التيارات الاسلامية ذات النفوذ بالمجتمع، فان ذلك سيصعد وسيرفع من حدة التناقضات بالمجتمع الفلسطيني، وسيزيد الساحة مزيدا من التصادم والانقسام.

اما الدور الاسرائيلي، والمستفيد الوحيد من تناقضات الوضع الداخلي الفلسطيني، والذي كرس واقع جغرافي مجزء ومقسم بالجسم الفلسطيني، فبالتاكيد لا يمكن ان يكون مساهما باعادة اللحمة الفلسطينية السياسية والجغرافية، ولن يكون ايضا من الداعين للوفاق الفلسطيني، واتفاق الهدنة الاخير الموقع بين حركة حماس واسرائيل، لم ياتي الا بمفاهيم اسرائيلية لتثبيت حالة الانقسام، من خلال طموحات اسرائيلية لتثبيت حماس كسلطة وصاحبة سيادة على قطاع غزة، وستقوم اسرائيل مستقبلا بخطوات باتجاه التعامل مع حماس بين الضربة العسكرية والتفاوض الغير مباشر من خلال وسيط، لتصل الى ما تطمح له، وهو ربط قطاع غزة مع مصر.



#جادالله_صفا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تطورات الوضع العام للاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- الفأر اللي الغى نشاط النكبة
- اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل ماهو واجبنا اتجاههم؟
- اي مصير ينتظرنا؟ مستقبل مجهول، ام حل مفروض؟
- لاتركبوا الطائرة الا والعلم الفلسطيني يرفرف بايديكم
- ايهما اقل شرا مؤتمر انابولس ام الموافقة على التهدئة؟
- لماذا لا تتوقف القيادة الفلسطينية عن ادانة المقاومة؟
- لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبرازيل... وافاقها المستقب ...
- تحيا فلسطين ...... تحيا تشيلي...تسقط موريتانيا ....... تسقط ...
- اليسار الفلسطيني بالبرازيل وانعكاسات مفاهيمه على المؤسسات ال ...
- اللاجئين الفلسطينيين بتشيلي المحيط من امامكم والعدو من ورائك ...
- لماذا المقاطعة لمؤتمر القمة العربية؟
- من تاريخ الهجرة الفلسطينية الى البرازيل (الجزء الاول)
- لمحة سريعة على واقع اللاجئيين الفلسطينيين بالبرازيل
- المازق الفلسطيني الراهن واحتمالات العودة للخيار الاردني
- المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل وافاقها المستقبلية
- قطاع غزة - المحرقة - والنازية الجديدة
- اولى الضحايا اللاجئين الفلسطينيين بالبرازيل
- الشرعية الفلسطينية ومأزقها.... ازمة ام مؤامرة؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جادالله صفا - التناقضات المستعصية بالعلاقات الداخلية الفلسطينية