أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - علي و الديمقراطية














المزيد.....

علي و الديمقراطية


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كان الإمام علي أتيحت له الفرصة و المجال الكافي و لو لم يكن تعرض لهجمة المنافقين و المتطرفين العروبيين الذين أزاحوه عن التصدي لقيادة الشعب، لكان وضع الإسلام و المسلمين مختلفا كليا عما نشهده الآن من تحول المنطقة الإسلامية إلى بؤرة لتجمع الأوبئة الفكرية و النفسية و ساحة رحبة للمتطرفين الذين يُتقنون لغة الموت و القتل و الإبادة و اضطهاد المخالفين فكريا و عقائديا.
قد لا يوافقني كثيرون الرأي لكنني مؤمن و معتقد كليا بأن مبادئ الإسلام حسب المنهج الذي أقامه الإمام علي هو "إسلام ديمقراطي علماني" يتجاوز الدين و الشريعة كأجسام جامدة لا روح فيها و ينظر إلى الدين بمقدار دوره في إسعاد الإنسان و تحقيق مصلحته، من هنا كان علي بن أبي طالب يرفض سير الفتوحات و التفرقة بين رعاياه ـ المواطنون كما كان يتم تسميتهم آنذاك ـ فكان يعطي للمسلم و المسيحي و العربي و غير العربي المبلغ نفسه و حينما سألته امرأة عربية أن لا يساويها في العطاء مع امرأة من الموالي "أي غير العرب" مدّ عليٌّ يده و رفع حفنة من التراب و قال لها أنها إذا استطاعت أن تثبت أنها خلقت من تربة أخرى حينها فلتعد و تأخذ مبلغا أكبر، و طبعا خرجت العربية غاضبة.
قال علي بن أبي طالب مخاطبا ربه: ما عبدتك طمعا في جنتك و لا خوفا من نارك و لكن لأنك أهل لذلك..". ليس من العجيب أن نجد هذا الرجل الكبير و العظيم في أفكاره و حياته البسيطة يؤسس لذات المبدأ الأخلاقي المتطور الذي رسخه فلاسفة الغرب العظماء من أمثال باروخ سبينوزا و عمانوئيل كانط و فولتير، و لا أريد هنا أن أكرر الفكرة الساذجة التي تؤرخ لكل شيء بمنظار الأسبقية و الأولوية، فنكون نحن المسلمون السابقون إلى كذا و كذا، ببساطة كان علي رجلا ولد في غير زمانه و سبق عصره، فأن نحب الله لذاته و نعمل الخير لذات الخير كونه جميلا بذاته و نتجنب الشر لأنه قبيح قبحا عقليا و نفسيا، هذا المنهج لو لم يُجابه بتلك العنجهية و ذلك المسار الأموي الذي رأى في كل فكرة علوية عدوا لها، بالتأكيد كانت هذه الفكرة لتنبت ديمقراطية و تعددية و لهذا السبب نجد أن الشيعة و المعتزلة ـ و هم المعجبون بالمنهج العلوي ـ يقرون فلسفيا بأسبقية العقل على الشرع و أن الحسن و القبح ذاتيان في الأشياء.
مرة أخرى نجد عليا يقول في كلمات سبق بها عصره: لا وطن مع فقر و لا غربة مع غنى.." هذا المبدأ العلوي الكبير الذي تجاوز نظرية المواطنة حتى في قمة مفهومها القومي الذي كان يعطي الأولوية للتراب و الأرض أو حتى للإنسان المتميز بصفات عنصرية معينة، تجاوزها إلى قمة عصر العولمة حينما بدأ الإنسان بذاته يتحول إلى قيمة مقدسة، من هنا كان وصفه الذي جعل الوطن يتلازم مع الغنى ـ و الغنى هنا يتجاوز المال و الثروة ليعمّ حتى الحياة الاجتماعية التي لا تحرمه أي من رغبات الإنسان المشروعة بدءا من الاستقرار الجنسي النفسي و السكن و ما إلى ذلك ـ كما أن الوطن ينتفي وجوده بمجرد أن يتحول الإنسان إلى مخلوق عديم القيمة و تكون شعارات أخرى دينية و قومية و آيديولوجية هي مقياسا لكل شيء دون الإنسان.
و مرة أخرى حينما يُعلمنا علي أن القرآن "حمّــال أوجه" و أن الإنسان يرتكب جريمة حينما يقوم بتفسير القرآن ليتطابق مع أنانيته و مصلحته لا مع حرية الإنسان و حقه في البحث و التفكير الحر، و إذا ما كان البعض فهم كلماته خطأ فنفى نسبتها إليه، فإنني أعتبر كلماته هذه اختصارا لكل الخلافات المذهبية الإسلامية و التي تشربت بالدم و الحروب، فلو نظرنا إلى القرآن على أنه كتاب يتعامل مع عقول و فهوم متعددة الأنواع و المستويات الثقافية و الاستيعابية فمن الطبيعي إذا أن تتعدد معانيه.
حقا أن المسلمين ـ سنة و شيعة ـ مقصرون تماما لأنهم لم يستطيعوا استخلاص فلسفة شاملة كاملة تقوم على مبدأ أن الإنسان هو محور الكون و القدسية و أن في هذا الفلك تدور كواكب الحرية و الواقعية و قبول تعدد الرأي، و أعذرني أيها الرجل العظيم يا علي بن أبي طالب فلطالما تمنيت أن أخرج للناس كتابا يوصلهم إلى الحرية و كرامة الإنسان بفضل كلماتك الفلسفية التي تمثل الأساس الديمقراطي لدين شوهه الملتحون و المعممون.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزنديق الطّيِّبْ قصيدة
- سلفي في عباءة فيلسوف!!
- العراقيون.. حيث توقف الزمن!!
- لعلّ السّماء تمطر نجوما ؟
- العراق بين فيلين
- الأمة.. في مفهومها الجديد
- حوار اللحظة الأخيرة
- إنهم يكرهون الانتخابات
- الشاعر و نبي الموسيقى
- العراق و -كوارث العروبة-!!
- الربّان و البحر
- الإعلام اللبرالي.. مقترحات
- دكاكين الشَّرْ
- العراق.. ضياع الهوية!!
- الإمام الصادق و انتخابات مجالس المحافظات
- -خمرة الديمقراطية المحرّمة-!!
- نصر الله يدعو إلى قتل العراقيين
- العراقيون.. بين الذكر و الفكر
- القائمة المفتوحة و الأحزاب -المفضوحة-!!
- إلى الذين يريدون تقييد -الصحافة العراقية-.


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - علي و الديمقراطية