أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مثنى حميد مجيد - تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في الرابعة والتسعين














المزيد.....

تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في الرابعة والتسعين


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:07
المحور: سيرة ذاتية
    


رائع وجميل هو فندق بالاس هوتيل في مدينة هولتسفريد من مقاطعة سمولاند وأروع ما فيه هو مديرته مايا نيبلوم التي تناهز الرابعة والتسعين من العمر والتي ظهرت في فيلم وثائقي عنها عرضته مؤخرآ القناة السويدية الثانية.
تقوم مايا بأداء كل الخدمات والأمور الهامة في الفندق فهي التي تحجز الغرف للزبائن من ضيوف الفندق مستخدمة جهاز التلفون الذي يرجع بموديله إلى ما قبل خمسينات القرن الماضي.وهي التي تعد الفطور وترتب أفرشة الأسرة وتنظف وتصبغ وتمسح زجاج النوافذ. يصورها الفلم وهي ترتقي بنشاط درجآ إلى نافذة مرتفعة في الطابق الثالث لتقف عند حافتها وتلتف بجسدها وبرشاقة إلى خارج النافذة لتنظف وتمسح زجاجها في حركة قد لا يجيدها حتى من هم في عمر الشباب.وترفض مايا أي مساعدة تقدم لها في عملها إذ تعتبر ذلك إطالة ومضيعة للوقت.ولمايا ضيف عزيز ومفضل تؤثره على كل زبائن الفندق يخفق قلبها له عند حضوره إلى الفندق بين فترة وأخرى هو ستيوارت الحبيب وغرفته المفضلة التي تشاركه المنام فيها هي رقم 14 وهي أفضل غرف الفندق.الفلم هو توثيق للحياة والموت والعشق والتوق والأمل أن لا شيء يعيقه الزمن أو يستدعي اليأس من التقدم في العمر وأن الحياة هي في العمل والإمتلاء بها وبمفرداتها اليومية.أجمل الأشياء عند مايا هي معانقة الاخرين وضمهم إلى صدرها وتقبيلهم .تقول ذلك بصراحة وبروح مفعمة بالدعابة والنكتة أمام أصدقائها من ضيوف الفندق المستغرقين في الضحك ـ لا بد من الحصول على أكبر عدد ممكن من القبل! وبقامتها القصيرة تطوق بذراعيها شابآ وسيمآ داكن الشعر قائلة له متغزلة معجبة ـ أنت طويل وشعرك مثلك طويل!
الفلم وهو من إعداد وإخراج أولريك بيلمان عبارة عن سيمفونية مفعمة بالفرح والتأمل والعمق الإنساني والإمتلاء بمعنى الوجود ولا يظهر طيف الموت إلا في نهاية الفلم كمعادل طبيعي وتكافؤي لطيف الحياة حين تروي مايا حضور ملاكين لها في حلم لم تألف مثله سابقآ ليحيطا بها من كتفيها.تقول متسائلة ـ ربما هما ملاكا الحياة والموت.
في 18 ـ مايو ـ2007 تحضر مايا حفلآ بهيجآ وتظهر متألقة ببدلتها الحمراء تراقص رجلآ في سنها وهي اللقطة الأخيرة من الفلم الوثائقي حيث يختتم الفلم بهذه العبارة ـ في اليوم التالي ، أي في 19 ـ مايو ـ 2007 توفيت مايا نيبلوم قبل أن تحتفل بعيد ميلادها الخامس والتسعين.
...

حالة مايا نيبلوم هل هي حالة إستثنائية في السويد ؟
أبدآ ، بل هي حالة شائعة إذ إن متوسط عمر النساء في السويد يبلغ 82 سنة في حين يبلغ متوسط عمر الرجال 78 سنة حسب إحصائية تعود إلى ما ينيف عن عشرة سنوات.ومن المألوف أن تشاهد في السويد نساء ورجال فوق السبعين يسوقون الدراجة الهوائية أو يسيرون بخفة تعجز عنها أنت المهاجر القادم من مناطق الحروب والأزمات والدكتاتوريات أو يرقصون وهم في الثمانين برشاقة وجمال وفن ولفترة طويلة دون أن يأخذهم التعب.
لقد إستطاع النظام البرجوازي السويدي تطوير وتحسين نفسه كثيرآ بسبب نضال الطبقة العاملة السويدية أولآ وحيادية السويد وعدم مشاركتها في الحربين العالميتين .وقد إشتق نظام الحكم الديمقراطي الليبرالي السويدي ودمج في هيكليته أفضل ما في النظام الإشتراكي من أساليب وميزات مفيدة منها أسلوب الإدارة الديمقراطي حيث تطبق الدولة نظام الكومونات ذات الصلاحيات المؤثرة والإستقلالية النسبية والشبيه إلى حد ما بنظام السوفيتتات والذي يتيح مراقبة شعبية مباشرة لأجهزة الدولة ومشاركة فيها الأمر الذي دفع إلى مساهمة أكثر ديمقراطية وشعبية في صياغة القوانين التي تنظم العمل وتفرض الضرائب وتنظم المؤسسات وبالتالي تحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة للشعب السويدي وخاصة في مجالات العمل والأجور والخدمات العامة والرعاية الإجتماعية والضمان الإجتماعي والصحة والسكن والبيئة والثقافة والتعليم وحقوق المرأة والطفل.
مع ذلك ، وخاصة بعد إنتهاء الحرب الباردة وحل الإتحاد السوفيتي بدأت السويد تواجه صعوبات ومشاكل إقتصادية وإجتماعية تتمثل في إرتفاع نسب البطالة والإدمان والجرائم والعنصرية وهجرة رؤوس الأموال إلى الخارج والإرتفاع التدريجي في الأسعار وإلغاء أو حجب اعانات ودعم الدولة للعديد من الأنشطة الثقافية والإجتماعية وهي ميزة أخرى إشتقها النظام السويدي من النظام الإشتراكي.وسنة بعد أخرى وبسبب الإصطفاف الضمني للحزب الإشتراكي الديمقراطي مع أحزاب اليمين وتبنيه أسلوب تبادل الأدوار في السلطة مع الحزب الليبرالي الحاكم حاليآ مع كتلة اليمين وإبتعاده عن التحالف مع حزب اليسار تتعرض منجزات الطبقة العاملة والشعب السويدي عامة إلى إختبارات حقيقية من الإلتفاف عليها وتفريغها من المحتوى قد تؤدي إلى عودة قوى اليسار إلى الواجهة مرة ثانية في الإنتخابات القادمة بعد سنتين أو حتى إلى تبني اسلوب الإضراب عن العمل والتظاهر على المدى القريب.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمة لمهد البعث
- بعث جثث جثث بعث
- نصائح مفيدة للذهاب إلى الجنة
- كي لا ينام الضمير ويشخر
- فينومينولوجيا منخري عزة الدوري وهادي العامري
- هل ينبغي للحقيقة أن تعتمر العمامة ؟
- ضرورة الميزان في الرد على وفاء سلطان
- عن الدور التخريبي لوفاء سلطان في الوسط العلماني واليساري
- عن الام المسيح وهرمجدون بوش والدكتورة وفاء سلطان
- إعتذار للأخ صائب خليل على إنتقادي لمقارنته وفاء سلطان بعدنان ...
- نشيد حزقيل قوجمان
- باقة ورد ، ومقترحات ، وأعتذار للحوار المتمدن
- رسالة إلى صديق حافي
- الأصالة والبساطة في معرض الفنانة فائزة عدنان دبش
- الى متى يتحكم السرسرية بمصير الشعب العراقي
- حكاية الحمار والعلم
- الشاعرة السويدية كارين بويا ، قصائد مترجمة
- فضيلة الشيخ ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائيين في ا ...
- شهداؤنا هم رموزنا ، عن الشهيد سامي عبد الجادر
- كلام جميل وحلو لكنه كاذب يافضيلة الشيخ حلو


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مثنى حميد مجيد - تأملات في الحياة السويدية ، مايا نيبلوم تعمل وترقص وهي في الرابعة والتسعين