أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بين زمنين ...















المزيد.....

بين زمنين ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فـي ازمنـة انفلات الثقافـة العنصريـة الطائفيـة ممثلـة بعقيـدة وممارسات حزب البعث العروبي ’ كنـا نودع اخـي ذاهبـاً مـع افراد كتيبتـه لمقاتلـة الشعب الكردي ’ كنت اسألـه .
ـــ ايـن ذاهب ... ؟ يجيب ساذجـاً مخدوعـاً بريئـاً .
ـــ لمقاتلـة الأنفصاليين
ـــ ومـن قال ذلك ...؟
ـــ العقيـد عبـد الغفـور الراوي .
ـــ هـل التقيت هناك بأخرين غيـر المقاتلين ... ؟
ـــ نعـم فـي الأرياف والقـرى والمدن احيانـاً ... انهـم طيبـون مسالمون كرمـاء معنـا ولا يحملون حقـداً او كرهـاً ضـدنـا .
ـــ مـع انكـم تقاتلون وتقتلون ابناءهــم ... ؟
ـــ واللـه ما ادري ... محتـار .. افكـر بالهـروب .. وفعلاً هرب .
كان هـذا قبـل اكثر مـن ثلاثة عقود .. قبـل شهـر تقريباً كنت في كردستان ضمن وفـد المثقفين العراقيين للتضامن مـع الكـورد الفيليـة ولأول مرة ازور فيهـا كردستان ’ التقينـا مـع شعبهـا ومثقفيهـا ومسؤوليهـا السياسيين ونخب مـن منظمات المجتمـع المدني ’ اخـوة يميزهـم التواضـع والمودة والبحث عـن الثقـة فـي مستقبل مشترك ’ وحتى المتبقين مـن مجزرة حلبجـه شهـوداً عبروا عـن روح التسامـح والألفـة والتعايش فـي عراق آمـن .
ـــ شتـان بيـن زمـنـيـن : زمـن كان فيـه اخـي يغادر الى كردستان لمقاتلـة اشقاءه الكـورد مدفوعـاً بشعارات مشبوهـة ونوايـا عنصريـة طائفيـة مقيتـة ولافتـات ملطخـة بالحقـد والكراهيـة وابشع الجرائـم ... وزمــن أأتـي بـه الى كردستان ضيف عزيزمتضامن مـع شريحة مغـدورة من شعبهم ــ الكورد الفيليـة ـــ مكرمـاً مرحبـاً بـي .
ــ قطيعــة بين زمنيـن : زمـن يهجـر فيـه ويؤنفـل ويعرب ويبـاد اشقاءنـا فـي الوطـن ’ تدمـر قراهـم وتضـرب مدنهـم بأسلحـة الدمـار ’ مـن اجـل وحـدة وطنيـة يصنعهـا رؤسـاء الحقـد والكراهيـة تمزيـقاً للنسيـج التاريخي لمكونات المجـمـع العراقي عبـر استيراد حثالات المجتمـع العروبي او المتروك منهـم فـي الجسـد العراقـي منـذ ازمنـة العثمنـة بغيـة تشويـه الطيف الطبيعـي الجميـل للعـراق ’ كان هـذا ومنـذ ازمنـة بعيـدة تعاد جلـد مصيـر الشعب الكردي والشعوب العراقيـة الأخـرى ... وزمـن ارى فيـه هـذا الذي قيـل عنـه انـه انفصالـي ’ اصبـح اكثر حرصـاً على الوحـدة الوطنيـة التي تحترم وتحتضـن اهلهـا ’ ليس بين العرب والأكراد فحسب ’ بـل وبين جميـع مكونـات المجتمع العراقي ’ وهـذا الذي كان يقاتلـه ’ اصبـح ايضـاً اكثـر حرصـاً على تضميـد جراحات الماضـي واعادة زراعـة الثقـة والعنايـة بهـا نكـران ذات متبادلـة .
ـــ طلاق بيـن زمنيـن : زمن كانت فيه تربـة سوء الفهـم والعداوات والصراعات والأقتتال احيانـاً بين المكونات التاريخيـة للعـراق ’ تسمـح لقوى الشـر والفتنـة المـدمرة لدول الجـوار القومـي الطائفـي ان تـزرع صراعاتهـا وتصادم مصالحهـا ونفوذ اطماعهـا وطـوابير سماسرتهـا واجهزتهـا المخابراتيـة لتسقيهـا بالدم العراقـي المسفوك دائمـاً ... وبين زمـن ابتـداء فيـه العراقيون يستعيدون ذاتهـم خيمـة وطنيـة للجميـع ’ ويقطّعـوا شرايين التدخـل والنهب والعبث في حاضـر ومستقبل العراق بأصـرار وحمية وصبـر واستعدادات شجاعـة للمواجهـات المصيرية رغـم شـراسـة وهمجيـة المتبقـي مـن تلك القـوى الدخيلـة الباغيـة داخـل البيت العراقـي .
ـــ مفتـرق طـرق بيـن زمنيـن : زمـن كتب فيـه تاريخنـا مشوهـاً كاذبـاً مزقت فيـه الهويـة الوطنيـة التاريخيـة المشتركـة لشعـوب مـا بين النهرين ’ دمـرت فيـه الجذور الجغرافيـة والبيئيــة والحضاريـة لأهـل الرافـدين ’ ثـم فرضت عليـه هـويات وانساب وبدايات ونهـايات لا علاقـة لهـا بالتاريخ العراقـي او ربمـا استقرت بـه طارئـة ... وزمـن ابتـداء فيـه اهـل العراق يبحثون عـن هويتهـم المشتركـة عبـر اعادة كتابـة تاريخهـم غيـر مقلوبـاً او منتحلاً ’ يرحلون في التاريخ الآف السنين يبحثون عـن كينونتهم وهويتهم الرافدينية وحقائقهـم العراقيـة المشتركـة وامتزاج دمائهـم فـي شرايين حاضرهـم ومستقبلهـم مصيراً مشتركـاً ’ حيث لا يمكـن لآمـة او شعب ان يجـد طريقـه نحـو الذات المتطورة ان لـم يعيـد كتابـة تاريخـه صحيحـاً ’ فالحقائق التاريخيـة تبقـى الدليـل الذي يهتـدي بـه الأنسان نحـو مستقبلـه .
ـــ نهـايـة بيـن زمنيـن : زمـن كان فيـه العراق مسروقـاً مقزمـاً فـي قطــر او جـزاءً مـن كـل لا كيان لـه ... مـن امـة تجتـر نهـايتهـا اوهـامـاً ’ كان مزرعـة يأكـل ربيعهـا ويشـخ عليهـا خريفـاً بائسـاً جوارهـا القومي الطائفـي ’ وعلى اضلاعهـا تتصارع همجية اطماع الدخلاء تراشقاً بالدم العراقي المدفوع نصـراً لهـذا او هزيمـة لـذاك ’ وشريان ينزف عافيـة العراقيين حتـى اخـر قطـرة مآسـاة ليرتـدي ثـوب البؤس العروبي الطائفـي وطنـاً تحتـذيـه الأكاذيب علمـاً يبسـق نفاقـاً بـوجـه الكرامـة العراقيـة ’ شعار ونشيـد وطنـي يشتمـى تاريخهـم ويستفـز اصولهـم ويمـزق هويتهـم اذلالاً ... وزمـن يعود فيه اهـل العراق الى حقيقتهـم شعـوباً ذكيـة احبهـا اللـه وانصفهـا التاريـخ جغرافية وبيئة وحضارة واقتصـاداً ونهريـن خالدين هما القلـب الذي يتشكل حولـه الجسـد العراقي بكامـل اطيافـه ومكوناتـه حقائق تاريخيـة اكتملت فيهـا الحقيقـة العراقيـة المشتركـة ... اجـل انهـا بـدايـة ان يعـود العراق عراقـاً مغتسلاً مـن اورام واصابات التاريـخ المنحـرف .
هـذا العراق الذي ابتـداء يستعيـد عراقيتـه وطنـاً وبشـراً وهـويـة كمـا نتمنـاه وكمـا هـو تاريخـاً وحضارة وانسان مبـدع كـريم فـي كردستـان تمامـاً كمـا هـو فـي الجنوب والوسط وبغـداد ’ نعـم لقـد مـرت وولت وستدفـن نهايتهـا كـل اشكال الكراهيـة والأحقاد وردود الأفعـال المـدمرة ... انـه زمـن لا يمكـن للعراق ان يكون الا لأهلـه وغيـر مسموحـاً للدخلاء المسيئين ان يتسللـوا اختراقات كريهـة عبـر حـدوده .
العـراق عائد عبـربواباته الوطنيـة ’ نظيف الذاكـرة معافـا السريرة والوجدان قادرعلـى اعادة بناء الذات خيـراً .
واخيراً : هـل اصبـح العـراق مؤهلاً حقـاً علـى شـد السروج علـى ظهـور ازمنتـه الجـديدة تقدمـاً نحـو مستقبلـه في التحـرر والديموقارطيـة واستعادة السيادة الوطنيـة غيـر منقوصـة فـي ظـل نظـام تعـددي ديموقراطي فدرالـي وعـراق مـوحـد على اساس القيـم وسمـو الأخلاق والثقـة فـي الآخـر والتعاون المثمـر بين مكوناتـه داخـل خيمـة مشتركـة مـن الأمـن والأستقراروالأزدهـار والسلـم الأجتماعي الراسـخ ... ؟
نعـم بالتأكيـد ’ هـذا ما نلاحظـه الآن على جميـع الأصعـدة والمجالات .
ايهـا السياسيون رجـاءً : افتحـوا ثغـرة فـي جـدار فنونكـم الممكنـة لتمـر عبرهـا رياح الثقافـة الوطنيـة ’ اطفال مـن العمارة يلتقون مـع اشقائهـم فـي حلبجـة ’ وتلامـذة مـن البصـرة يشتركون مـع احبائهـم فـي اربيـل بمسابقات رياضيـة ترفيهيـة ’ وفـرق فنيـة وابداعيـة مـن السليمانيـة تقيـم امسيـة فـي الرمادي وهـي فـي طريقهـا لأكمال برامجها فـي بغـداد ’ وان نـرى نصباً تذكارياً لضحايا حلبجه والأنفال فـي الساحات الرئيسية لمدن الجنوب ’ وفي مـدن كردستان والمناطق الغربيـة تخلـد ذكـرى مجازر الأنتفاضـة الشعبانيـة والدجيـل ومجـازر الأنسان والبيئـة فـي اهـوار الجنوب’ وكذلك شوارع في الجنوب والوسط تخلـد الرمـوزالوطنيـة للشعب الكردي ومثلهـا فـي مـدن كردستان ’ دعـوا المـدن العراقيـة تخلـد شهـداء وضحايـا المكونات العراقيـة الآخـرى كورد فيليـة وتركمان وكلدواشوريين وايزيديين وصابئـة مندائيين وشبك وغيرهـم فـي الذاكـرة الوطنيـة .
دعونـا نـرى العراق كاملاً حضارة وجغرافية وبيئة وتاريخاً فـي علمنا وشعارنا ونشيدنـا الوطنـي ... دعوا فرصة للثقافـة الوطنيـة ان تقـول كلمتهـا .
19 / 06 / 2008
[email protected]
ً



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وللمثقفين مواقفهم الوطنية ...
- بين اجراءات المالكي و همجية المليشيات ...
- مؤتمر ام مطبخ للتحاصص ...
- مستقلون من اجل العراق ...
- الكورد الفيلية: شعار في عيون الثقافة الوطنية . 4
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية 3
- الكورد الفيلية : شعار في عيون الثقافة الوطنية ...
- الكورد الفيليين : شعار في عيون الثقافة الوطنية .
- الكرد الفيلية : سيرة معبدة بالشرف ..
- من دم المطران رحو : تولد المحبة .
- اليسار القديم في الواقع الجديد ...
- راجمات ثقافية ...
- حرق المراحل في البصرة ...
- البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
- الصرخة المشتركة ...
- بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
- ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
- لصوص المظلوميات ..
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بين زمنين ...