أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث














المزيد.....

المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعودنا منذ عام 1974 ومنذ أيام السيد هنري كسينجر وحتى الآن، على ترجمة "مبدأ اللاحرب واللاسلم" التي قامت عليها استراتيجية النظام السوري، في تعامله ملف الصراع العربي الإسرائيلي. ومنذ ذلك التاريخ كان لبنان مسرحاً لتبادل الرسائل الحربي منها وغير الحربي، بين سوريا وإسرائيل. تنفيذاً لهذا المبدأ الاستراتيجي، الذي اعتمدته السياسة السورية. واعتمدته بالدرجة الأولى والأخيرة بناء على حاجة داخلية للنظام في سوريا. ويتم التقاتل في لبنان، لتجلس الإدارة الأميركية بالنيابة عن إسرائيل مع النظام في سوريا، من أجل إبرام اتفاقيات هدنة، أو وقف لإطلاق النار، أو لترحيل المقاومة الفلسطينية، كما حدث عام 1982 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان. هذا الأمر كان يتم تحت غطاء دولي ارتاحت له السياسة الدولية، داخل ما يسمى الحرب الباردة، وبدعم سوفييتي لا محدود للنظام في دمشق. منذ ذلك التاريخ ولا زال هذا المبدأ يأخذ حيزه الكبير في رسم السياسة السورية والإسرائيلية من قضية الجولان السوري المحتل. عن حالة اللاحرب واللاسلم توفر للنظام في دمشق، الوسائل الناجعة لبقاء المجتمع السوري مستنفراً، وخاضع لقوانين طوارئ من نوع خاص، نوع خاص لا يخضع لأي قانون حتى قانون الطوارئ نفسه! ولهذا مبحثه الخاص. بعد سقوط السوفييت واجه النظام السوري، معضلة على الصعيد الدولي، في تغطية سياساته، حيث لعب على وتر مؤتمر مدريد وذيوله وفتحه لباب التفاوض المباشر مع إسرائيل، حتى استتب الأمر أخيراً لقيام تحالف لا يمكن لهذا النظام أن يفك عراه، مع الحليف الإيراني، الذي فخخ المنطقة، بأحزاب دينية، ومجموعات عمل ذات فكر إرهابي، تلاقت مع تنظيمات إسلامية فرّختها الحالة الأفغانية. تحولت سوريا بعد ذلك الى نقطة تجاذب إيراني ـ إسرائيلي. دولة هزيلة، وسلطة شخصانية متغولة، اقتصاد يقف دوماً على أبواب الانهيار، مجتمع بات مفخخ بطائفيته وطوائفه. ورب عمل واحد لديه القرار السياسي والاقتصادي، ولديه قطاع خاص أيضاً، مما خلق وضعية سورية خاصة على المستوى الاقتصادي، بحيث أنك لا تجد مراكز قوى في السوق الاقتصادية السورية رغم وجود القطاع الخاص. لأن السلطة في سوريا استطاعت عبر مجموعة من الإجراءات الاستثنائية واللاقانونية، أن تخلق مركزاً اقتصادياً واحداً يتحكم بالسوق الاقتصادية السورية، بقطاعاتها العام والخاص والمشترك. هذا الوضع الشاذ اقتصادياً، انعكس من جديد على تغير في احتياجات النظام في دمشق، وخاصة بعد خروجه عسكرياً من لبنان. بات هذا النظام يحتاج الى ركيزتين: هما إيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. إسرائيل تعوّدت على المبدأ السوري في علاقتها مع هذا النظام، من خلال مقايضات أو مفاوضات استمرار حالة اللاحرب واللاسلم، وتحول المسار السوري، الى منطقة هروب للقيادات السياسية الاسرائيلية كلما واجهت استحقاقاً على المسار الفلسطيني. يتفاوضون، ثم يعلنون عن توقف لهذه المفاوضات، ويتحدثون عن أنهم توصلوا الى تفاهمات حول معظم المسائل العالقة، على الرغم من ان السؤال ليس هنا، بل في منطقة أخرى نقول: هل النظام السوري يريد السلام؟ وهل اسرائيل قادرة على اعادة الجولان أو أنها تريد إعادته؟ اسرائيل تعرف كل مكامن ضعف هذا النظام، وتعرف أيضاً أنه نظام محاصر دولياً، أي أنها تعرف ربما أكثر مما يعرف أي مواطن عربي، وأحاديث السياسة في اسرائيل والأكاديميين في الجامعات الاسرائيلية في غالبيتهم كما هي حال الباحثين في الغرب. يطلقون على هذا النظام مصطلح نظام طائفي، ومن يريد تحسين الصورة أكثر يقول نظام تحكمه أقلية. كل هذا تعرفه اسرائيل جيداً جداً وأكثر ربما من أي مواطن سوري، فما بالنا عربي: خاصة اذا كان مراقباً عاماً للاخوان المسلمين في الأردن، أو مرشداً عاماً للاخوان المسلمين في مصر، أو قائداً لاسلام منفتح في تركيا، ألا تعرف دولة الفقيه، وولايته ما هي نوعية الحكم في سوريا؟ وفي نفس السياق، نقول ان هنالك ثلاثة أطراف باتت متفقة على مسألة واحدة، وهي أنهم جميعاً يريدون بقاء النظام السوري في مأزقه، ولكن دون أن يمس لجهة تغيير سياسي ما على مستوى السلطة في سوريا، أي أن هذه الأطراف تحتاجه في مأزقه دون أن يخرج منه، وهذه الأطراف هي، اسرائيل والشقيقة قطر، والصديقة ايران. نحن لا نرى أبداً أن ما يفعله الأشقاء في قطر هو من أجل إعادة النظام الى الحظيرة الدولية، بل هم يريدون لأنفسهم أن يكونوا بوابة لتحركات اقليمية ودولية عبر هذه البوابة السورية المنهكة. وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، فهي لا تبحث عن توفير القوة للنظام ولسوريا، بل تبحث قدر الامكان عن بقاء هذا النظام في مأزقه لكي تستمر حاجته لها، وحاجتها له. أما اسرائيل، فالحالة باتت أكثر من معروفة، تريد هذا المسار السوري الاسرائيلي، ليس أكثر من بقاءه فزاعة هرمة. تلتف حولها مكشوفة كل تنظيمات المقاومة، التي تريد اسرائيل استمرارها ملتفة حول هذه الأنظمة التي شاخت بكل المعاني، والدليل التواطؤ الإسرائيلي الواضح مع غزوة بيروت التي قام بها حزب الله في شهر أيار. وتوضح هذا التواطؤ أكثر من خلال الإعلان عن المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية بعد مؤتمر الدوحة. إن الحاجة الداخلية لإسرائيل أيضاً من أجل التهدئة السياسية على الاستحقاق الفلسطيني، وتسعير التوتر العسكري ضد غزة، ومن أجل الضغط على أميركا بأن حليفتها غير جاهزة للسلام مع الفلسطينيين. بكل بساطة نستطيع القول أن هذه المفاوضات هي لإطالة زمن الكوارث التي تحيط بشعوب المنطقة، والتي يترتب عليها عقد الصفقات التكتيكية، أليس هذا ما يقوم به الرئيس الفرنسي؟ أليس هو من رحب بهذه المفاوضات التي لا تريد سوى إراحة الطبقة السياسية الحاكمة في إسرائيل، وتخفيف الضغط عن النظام في سوريا، كنظام أقلوي، تريده إسرائيل أن يبقى العقدة الكأداء في وجه تحول سوريا الى دولة طبيعية؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة تراث أم تراث أزمة؟
- الخروج من إيران-العامل الخارجي سوريا.
- حزب الله« يتخلى عن حمولته العربية- غزوة بيروت
- سورية ما العمل الآن؟نسيان البدء، بداية الفعل.
- فضائية الخوف والوطن- لحظة بوح
- فضائية سورية لمن؟
- ثرثرة خارج خط التماس!
- إعلان دمشق إلى أين؟
- النوروز السوري-خواطر كصنع آلة عود في السجن
- المعارضة السورية والثقافة النقدية.
- الكردي المبعثر، العربي المشتت.
- حضارة القوة أم قوة الحضارة؟
- الاضطهاد الاجتماعي في سورية، أهل حوران نموذجا
- غزة..إعادة إنتاج الديني سياسيا.
- السياسة اجتهاد وليست قياس.
- العنف... الصورة... المستقبل مقاربات لا تنتهي
- جرائم الشرف ثقافة المشهد.
- حوار مع ياسين الحاج صالح أزمة نقد أم نقد أزمة؟
- الاعتقال والتخوين تعبير عن ميزان قوى.
- فسحة بين إقصائين.سماح إدريس وفخري كريم.


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - المفاوضات السورية الإسرائيلية: إطالة زمن الكوارث