أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - عن موت الإله الصغير














المزيد.....

عن موت الإله الصغير


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 04:07
المحور: الادب والفن
    



إحذرْ من الرُّمحِ. سيّدُ الموتِ خلف الجبل. يحتجزُ عاشقينِ جعل لهما قلبين من فولاذ. جلسَ يتلمّظُ فوق الصخرةِ على مدخل الأنبياءِ والشعراء. لا يدري أحدٌ أين اختفى الفرسانُ و كأنّه زمنٌ آخرُ لا ينبغي لأحدٍ أن يدركه. أما عن عينيها. فالنحتُ على أوّلِ الكهفِ يحكي عن معاركَ خاضتها الآلهةُ من أجلِ وردتِها الصباحية.
وورَدَ في أسطورةِ الذبحِ أن الإله الصغير كان يمتلكُ سحراً يجتذبُ قلوب النساءِ جميعاً. لكنّ عرّافةً قالت لهُ بينما كان يصطادُ القلوب من على جبل الآلهة: إنهُ سيجيءُ يومٌ عليهِ وتحولهُ عيونُ امرأةٍ إلى إنسانٍ قبيحٍ تكرههُ نساءُ الأرضْ. كان ينصبُ شرَكَهُ الإلهيَّ موجّهاً إيّاهُ إلى عيني أيةِ امرأةٍ قبل أن تنظرَ إليه. كان سعيداً بذلك. وفي يومٍ كأنّهُ أَحَدٌ جميل. كان يستقبلُ الشمسَ بينما جسده يزحفُ في رمال البحيرة. فلم يستطع أن يكسر نبوّةَ العرّافةِ حين مرّت عينان من أمامهِ. نظر إلى صورتهِ في الماءِ الصافي للبحيرة. كانت نبوّةُ العرّافةِ بتمامها قد صارت حقيقةْ. فالتجأَ إلى كهفٍ صغير. صار يبكي ويكتبُ شعراً في العيون التي حوّلتهُ إلى هذا المسخْ. وقد مات بعد سبعةِ أيّامْ. أما ما كتبهُ فقد بقي إلى أن مرّ رحالةٌ من هناك بعد عشرة آلاف قرنٍ. كان الحبرُ ما يزالُ طريّاً وكأنّهُ استمرارٌ للدّمعِ فوق جدران الكهفِ. نقلَ كلّ ما رآه. وبعد ذلك.. إختفى الكهفُ والرحّالةْ.







الدخول
حين وُلدتُ. زقزقَ العرّافون في أذنِ أبي. سيفرّخُ هذا الإلهُ بشراً. لم يفهم أبي النبوّة. ولم يفهم العرافون كذلك. أما أنا. فقد أُعطيتُ قدرةَ السحرِ. النساءُ كنّ فرائسي وبناتُ أفكاري.

الوجع
لعلّي لم أومن بعرّافاتِ المدنْ. لكن العيون وحدها تكسرُ أقداراً وتنحتُ أخرى. مرّت. كان الحزنُ يتشعبطُ فوقَ أشجار أهدابِها. مدخل العيون كان مساحةً من الألق والليلِ. ينتشر التفّاحُ على جانبي دروبها الواسعة. يتفتت الداخلون إلى هناك مثل غبار. كم ظننتُ أن الآلهة معصومون من خطايا الناس. أعددتُ مأدبتي جيداً. صدّقتُ ذراعيّ. حملتُ انفعالاتي بصباي. أسرفتُ في العشق. لم تردعني ابتهالاتُ أبي. لكن شرشف الطبيعة الأخضر كانت له هذه الشهوة. الكلُّ يغارُ من الآلهة. نحنُ الآلهةُ الصغيرة لسنا إلا مساكين تعبث بهم رياحُ غرورهم.

الاصطيادُ
مرّت
كذئبةٍ مدجّنةٍ على ضفاف القلب. كانت تحملُ جنوناً للبيع لم يشترِهِ أحد. وكأنني عبّأتُ صدري بملامح هذا الوجه منذ موت آخر العرّافات بحدّ نبوّتها.. أطلقتُ سَهمي عليّ، وأدركتُ أن ما قاله العرافون ولم يفهموه، لم أفهمه أنا حتى بعد أن تحقق، لم تعد لدي الجرأة كي أطلق على نفسي لقب إمام المهزومين، رتبت قلبي وجوانحي وأنفاسي، لكنني أفرطتُ في السخرية حتى أنَّ السماء لم تعد غير نجمةٍ واحدة، ومجموعة من الأوتار المقطوعة، لا تصلح إلا لعزف إلهٍ صار إنساناً..
ولكنني لم أعد أرى وجهي..

اللؤلؤ
نجوتُ من كتابتي ومن دموعي. رفعتُ اختباري إلى الذين ما زالوا آلهة وأعرفُ قدرتهم على الاستجابة لأني كنت مرةً كذلك. نثروا اللؤلؤ على جبيني في وقتٍ لم أكن فيه بحاجة للّؤلؤ. اكتفوا بأن يتركوا رحمتهم تتمختر أمام الباب فيما كنت وحدي خارج النافذة العالية.

الدمع
ما حاجتي لكلّ هذي الدّموع التي تتحول إلى بشر.
ما حاجتي لروحٍ تحاولُ الخروج من شفتيّ ويمنعها الكلام.
ما حاجتي لأزقّةٍ في الصّدرِ تتجوّلُ فيها العيونُ
دون أن تأخذ وقتاً للإستراحة.
ما حاجتي إليَّ !!

الموت
أيها الواثقُ من قدرته. سخّن لي نهاري على ضوءِ عينيها لأفهمَ للمرّةِ الأخيرةِ معناي. أضيءْ ليَ الروحَ كي أهربَ من عتمةِ الآلهة.
كفّي لم تلامس وجهها.
وهي لم تعدْ ـ ولم تكن ـ هنا.
أين أنتِ..!








ما بعد الموت
"قصيدة الأسئلة"
ها أنا بلا روحٍ
بلا أجوبة
لي بلهُ الحجارة
خطيئةٌ هو الظن أن جوابَ الموتِ هو الحياة،
جواب الحياة في الموت..
خطيئةٌ كذلك..
هي العيونُ الاجابةُ..
هي العيونُ الأسئلة..



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم قبل المونتاج
- الأعمى
- الكابوس
- إلا قليلا
- كما تتغير الخيول
- عن سيجارة في منفضة
- فراغ في الخارطة.. فراغ على الخارطة
- الدول والشعوب والطوائف والديانات والمذاهب في التاريخ الفلسطي ...
- الدول والشعوب والمذاهب والديانات والطوائف في التاريخ الفلسطي ...
- يؤلِّفُ أُفُقاً ويُضِيْؤُهُ
- كأي شاهد قبر


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - عن موت الإله الصغير