أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)














المزيد.....

فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)


عبدالحكيم الفيتوري

الحوار المتمدن-العدد: 2319 - 2008 / 6 / 21 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)
هناك حقيقة في الخطاب الديني ينبغي معرفتها والتركيز عليها عند محاولة فهم إشكاليات الفكر الإسلامي ، وممارسة عملية تفكيكه وتحليله وإعادة قراءته حسب مستجدات الواقع ومتغيرات الزمان وحاجات الانسان،وهذه الحقيقة تكمن في تصور قضيتين، القضية الأولى: فهم فلسفة تطور العقل البشري في أطواره المتعددة ؛ من عقل فطري إحيائي ،مرورا بالعقل التقابلي ، ومنه إلى العقل البرهاني ، وصولا إلى العقل المقاصدي ؛الذي يعد بمثابة العقل الختامي في سلم تطور العقل البشري. أما القضية الثانية فهي: فهم مقاصد تدرج الوحي ،وعلّية أنزال الشرائع باعتبار مراحل تطور العقل الانساني ضمن إطاره الزماني والمكاني . وأحسب أن محاولة فهم تصور هاتين القضيتين(تطور العقل وتدرج الشرع)يضعنا أمام إجابة منطقية لقضية انقطاع السماء عن الأرض بإرسال الرسل،وأنزال الكتب منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ،أي منذ وفاة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم وشريعته المهيمنة ، حيث تكفل الله سبحانه بحفظ الشريعة الخاتمة (القرآن)كاملا وجعل العقل(المقاصدي) مناطا للتكليف فهما وتنزيلا، بمعنى أن تشكل العقل وأكتمال أطواره حل محل أرسال الرسل .وهذا يقودنا إلى أن تصور هذه المعادلة في الأذهان وتجليها في الأعيان أمر ضروري وأس أساسي لعملية المراجعة الجادة والتجديد الحقيقي ، وبدون هذا التصور وتلك الفهم تصبح حركة التجديد حركة إنتقائية وعمل المفكرين عملا تلفيقيا من جهود الأسلاف في التاريخ !! ولا شك أن هذا يعد رجوع بالعقل إلى أطواره الأبتدائية بكونه آلة ناقلة تجيد الحفظ والترجيع ، وقد يمارس عملية قياس المثل أو شبه أو الأولى على ما استقر من إنتاج ومنتجات عقل السلف !!

لذلك فإن إدراك العلاقة بين تدرج الوحي وتطور العقل وفلسفة ذلك وتصوره في الأذهان والأعيان يعتبر من أهم القضايا المحورية التي تؤسس لفهم مطلقات دلالات خطاب الوحي وإمكانية تمثل ذلك عبر الواقع النسبي المتجدد في إطار الزمان والمكان والانسان ،ولأهمية هذه القضية فإنها قد شغلت عقول العلماء والمفكرين والفلاسفة منذ القدم،واتخذت اشكالا مختلفة،وانتحلت اسماء متغايرة ، فهي قضية السمع والعقل ،والنقل والعقل ، والخبر والعقل ، وهي قضية الراي مقابل الحديث ، والقياس مقابل النص ، والفهم الظاهر مقابل التأويل،وهي قضية البرهان مقابل البيان والنظر مقابل العرفان. كذلك انقسم العلماء في تعريفهم للعلاقة بين الوحي والعقل في دائرة الفقه إلى مذاهب كالأحناف والشافعية ، وفي دائرة التوجه العقدي إلى فرق كالخوارج والشيعة والسنة، وفي دائرة التصور إلى مدارس كالحشوية والمعتزلة والأشاعرة والفلاسفة .

-فالوحي بإيجاز :هو المنزل من عند الله قرآنا يتلى ، وهو أصل التشريع والتكليف ، إذ كان ولم يكن شيئا معه مذكورا،ويتألف هذا الوحي من نصوص قطعية الثبوت،فمنها ما هو قطعي الدلالة ومنها ظني الدلالة(هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ،وآخر متشابهات)،ومن خصائصه أنه محفوظ في الألواح( بل هو قرآن مجيد،في لوح محفوظ) وقد تكفل الله سبحانه بحفظه (إنا نحن نزل الذكر وأنا له لحافظون )، وأنه لا اختلاف فيه (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)،وأنه لا نسخ فيه ، وأن ما نسخ منه قد رفع وأنزل بدلا منه (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)وأنه مأمور بتدبره(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)وأنه يهدي للتي هي أقوم (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) .

ولا ريب فإن قيم الوحي ودلالاتها الأخلاقية والقانونية في سنن الاجتماع البشري وسنن الكون مطلقة وليست نسبية ؛ بمعنى أن فهمها غير مقيد بإطار زمان ومكان وإنسان ،وذلك من حيث قابلية انفتاح دلالتها في المستوى الصرفي ؛ أي في أبنية الكلم ،أو على المستوى التركيبي ؛ أي في تباين القول على مرجع الضمير ، أو على المستوى المضموني ؛أي في تعدد المضامين والمعاني في الكلمة الواحدة .وإنما تتجلى تلك القيم التي وكل الوحي اختيار معانيها في مجال العادات والمعاملات إلى نظر المكلف ذي العقل المقاصدي ، فهو الذي يقوم بأنزالها على الواقع والاشياء حسب فهمه لها في إطار زمانه وحيز مكانه وتدافع حاجاته وفق الكلي المقصدي وقيم الوحي ، ولا شك أن تلك الفهوم البشرية لقيم الوحي والتي تجلت عبر تجادل الانسان مع واقعه في إطار زمانه ومكانه لا تضاهي قيم الوحي المتعالية في دلالتها ومقتضياتها ، ناهيك أن تكون تلك الاجتهادات والفهوم البشرية والتجارب العلمية معيارية يقاس عليها أفعال الخلف وأقوالهم ، كما هو حال مسلمي عصرنا مع المنظومة الكلاسيكية !!




#عبدالحكيم_الفيتوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والازدراء المركب (1-5)
- الإمام الشافعي راح ضحية ضربة قاتلة من مالكي !!
- الإمام الشافعي وحقيقة شعاره رأي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خ ...
- الإمام الشافعي ومشروعه الأصولي
- الإمام الشافعي ...وتوظيف النسب في السياسديني.
- الإمام الشافعي...وقيمة حرية الرأي !!
- هل الملائكة تلعن المرأة من أجل شهوة الرجل؟!!
- الإمام مالك...وقيمة حرية الرأي!! (2)
- الإمام مالك ...وقيمة حرية الرأي (1-2)
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة... وإشكالية الفهم
- أبو حنيفة ضحية الفكر التأثيمي !!
- قراءة نقدية لحديث(النساء ناقصات عقل)5
- السلف .. والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث(النساء ناقصات عقل..)4
- الرسول ...والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث النساء ناقصات عقل 3
- القرآن والرأي الأخر
- قراءة نقدية لحديث النساء ناقصات عقل - المحور الثاني: فحص مفر ...
- قراءة نقدية لحديث (النساء ناقصات عقل..)1-5


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالحكيم الفيتوري - فلسفة تطور العقل وتدرج الشرع (1-3)