أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - تهريب النقد العراقي















المزيد.....

تهريب النقد العراقي


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 719 - 2004 / 1 / 20 - 07:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من القضايا القانونية التي يعمل وفقها البنك المركزي العراقي وقوانين تحويل العملات والتعامل بالنقد  أنه لايجوز التعامل بالدينار العراقي خارج الحدود الأقليمية للعراق الا وفق موافقات من الحكومة العراقية ووفق معاملات تبادل النقد  ، بمعنى أنه نقد وطني لايجوز أخراجه ولاأدخاله الى العراق بشكل حر وسائب مثل بعض العملات .
وكان سابقاً في العراق  يتم تحويل كمية محددة من الدينار العراقي بما يقابلها من العملة الصعبة  عن طريق المصارف الحكومية  بسعر الصرف عند قيام العراقي بالسفر خارج العراق وفقاً لتعليمات قانونية تلتزم بها المصارف والمواطن العراقي  .
وعلى هذا الأساس فأن جميع العملة الورقية للدينارالبائد  المتسربة خارج العراق تعتبر عملة خضعت للتهريب وبالتالي لايجوز أدخالها أو التعامل بها حماية للنقد الوطني .
كان الرئيس البائد يمنح من يشتري ضمائرهم نقداً اجنبياً وهدايا عينية ثمينة ، وكان يمنح من يعرض عليه شرفه وضميره كوبونات من النفط الخام يبيعها لمن يشاء بالسعر الذي يرغب .
كما كان شديد الأهتمام بمساعدة حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي بالعملة الصعبة ومليارات الدولارات لشد أزرهم ومساعدنهم في حربهم اللبنانية ضد المسلمين ، وتأتي الزيارات المتكررة السرية منها والعلنية للعراق قبل سقوط السلطة البائدة  للسيد أمين الجميل ضمن هذا السياق .
وقامت السلطة العراقية البائدة بتوزيع العديد من مليارات الدولارات  من ثروة العراق على عدة جهات وأشخاص وشركات لغرض توزيعها أولاً وتبييضها ثانياً ومن ثم جعلها رصيداً لعائلة الطاغية ورصيداً موجوداً فوق أرصدته التي هربها خارج العراق بطرق ودروب غاية في الخسة والأحتيال والمكر ثالثاً  بأعتماده شخوص من العصابات الدولية والأتفاق معهم حول تبييض هذه الأموال ومن ثم أعادتها مقابل عمولات مجزية .
وضمن مسلسل العثور على المليارات العراقية للنقد الأجنبي والوطني حيث تم العثور على العديد من المليارات في الخرائب العراقية  وفي بيوت بعض المسؤولين من أزلام السلطة  وداخل حجرة العنكبوت التي كان يجحر الرئيس البائد نفسه بها .
وضمن هذا السياق قبضت السلطات اللبنانية على السيد ( ريشار جريصاني ) وهو رجل أعمال لبناني من زحلة ومن القيادات الفاعلة في حزب الكتائب اللبناني ، بالأضافة الى كونه نسيب للسيد أمين الجميل مسؤول الحزب الكتائبي .
كما تم القبض  معه على شخص آخر يدعى محمد ابو درويش وهو لبناني مسلم من مدينة صيدا الجنوبية ، ومع الشخصين المذكورين كان مبلغ تسعة عشر ونصف مليار دينار عراقي جديد .
ومع أن عملية تهريب المليارات التي قاربت العشرين مليار دينار لم تكن طبيعية أو  مشروعة وتدخل في باب التهريب الدولي  والتحايل الأقتصادي والأضرار بمصالح العراق الأقتصادية والنقدية  وكما تدخل في باب المساهمة في الأضرار بقيمة الدينار الوطني العراقي الذي بدأ ينتعش حيث وصل سعر الدولار ألف دينار   وهو سعر لم يصله من قبل خلال السنوات السابقة ، بالأضافة الى كون العملية مشبوهة بقصد الأضرار بالحياة الأقتصادية والسوق العراقية ، كما أنها جريمة من جرائم الأقتصاد الوطني الخطيرة مع هذه الرقم الخيالي الذي كان يتم نقله بطائرة خاصة ولم تزل التحقيقات القضائية مفتوحة في بيروت حيث تم القبض على الشخصين المذكورين ومعهما المبلغ المذكور .
وبنفس الوقت أعلنت السلطات المصرية أنها عثرت على مبلغ ثلاثة مليارات دينار عراقي جديد مع مواطنين مصريين حاولوا أدخاله بشكل غير قانوني فتمت مصادرة المبلغ .
أن غير هذه الوقائع فيما يخص تهريب النقد العراقي كثيرة ويمكن أن تمر على السلطات وسيكشف الزمن القادم الكثير من هذه الحوادث .
أن عمليات الأضرار بالأقتصاد العراقي وأرباك سعر الصرف والسوق السوداء وتهريب النقد الوطني جريمة من الجرائم التي تمس العراق والتي يجب أن يتصدى لها القضاء العراقي للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تهم المجتمع ومستقبل الناس  والتي ستعتمدها العناصر التي تريد السوء بالعراق وأهله .
أن اخطر ماقرأناه كون الأموال مشروعة وقد سلمها مجلس الحكم الأنتقالي  أو وزير الداخلية المؤقت لغرض شراء أحتياجات أقتصادية ، وفي هذا الأمر ليس مخالفة للقوانين العراقية ولاتهريب وأضعاف للقيمة النقدية التي كان للزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم الدور الوطني البارز فيها حين طالب شركات النفط الأجنبية أن تسلم العراق قيمة المشتريات من النفط بالدينار العراقي فأرتفعت قيمة الدينار العراقي الى ماوصل عليه ، لذا فأن الأمر لايعدو سوى المساهمة في أضرار العراق أو أن في الأمر مايدعو للشك في تهريب مثل هذه الأموال بهذه الطريقة ، ومايزيد الأمر حيرة وشكوكاً كون الأخبار تتناقل أن الطائرة ( بساط الريح ) أقلعت من مطار بغداد المحظور على العراقي أن يطير منه بأية وسيلة !!!
كما أن بقاء الأمر بهذا الشكل المتسيب عرضة للنهب والأحتيال والتهريب يغري الأشرار بسلوك الطريق المذكور أمعاناً في الأضرار بالعراقيين وتحقيقاً لأرباح غير مشروعة على حساب معاناة الشعب العراقي وجراحه ومحنته الأنسانية .
أن هذه المليارات المبعثرة هي جزء قليل وضئيل تجاه ما ضيعه الطاغية وماخطط له في عقله المريض من خطط لتدمير أسس الحياة الأعتيادية للمواطن العراقي .
من يصدق أن المواطن العراقي يركض خلف السيارات ومحطات تعبئة الوقود للحصول على صفيحة من النفط الأبيض أو قنينة الغاز في بلد يطفو على بحر من النفط  ؟
ومن يصدق أن هذه المليارات تلعب بها منظمات المافيا العالمية والعصابات المنظمة والوكلاء المرابين والسياسيين وتجار العمولات الذين فقدوا كل أحساس بأنسانيتهم فباتوا يهربون أموال الشعب العراقي ويتاجروا بحقوقه ونقده الوطني .
هذه المبالغ المعثور عليها ضئيلة تجاه ما أستطاع الطاغية أن يقوم بتهريبه وأخفاءه ، وهذا الفعل الخسيس المنافي لكل صفة تتعلق بالوطن والشرف والكرامة تهمة كافية لات توجه الى الرئيس البائد الذي ضيع حق الناس وأفقر العراقيين وجعلهم من ذوي الحاجات ومرر عليهم محنة لم يسجلها التاريخ من قبل ، في حين ينعم هو بالخيرات ويقوم بمنح من لايستحق حتى لعنة العراق ومن يتقدم له ببيع الضمير والشرف الأموال العراقية .

 



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون لايلغى بقرار يامجلس الحكم
- حتى لاننسى تضحيات العراقيين
- ألغاء قانون الأحوال الشخصية العراقي تكريس للمذهبية
- جرائم صدام لاتسقط بالتقادم وأعتباره أسير حرب لايمنع محاكمته
- صدام ومؤسسة غينز
- صدام أسير حرب أم مجرم حرب ؟
- الحاجة اليومية للعراقي ضرورة ينبغي الأهتمام بها
- الفيدرالية من قضايا العراق الأولى
- رسالة الى بنات الشهيد طالب علي السهيل
- احتراق غابة العقارب
- قناة ابو ظبي متى تستعيد حياديتها وتعكس موقف قيادتها العقلاني ...
- مرحلة مابعد صدام
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - تهريب النقد العراقي