أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بين دوغما الماركسية و المتمركسين و واقع الناس....















المزيد.....

بين دوغما الماركسية و المتمركسين و واقع الناس....


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا يوجد حليف للقهر أفضل من الدوغمائية الفكرية و السياسية , هذه الدوغمائية التي تقوم على تقديس فرد أو تأليه نصوص ما , تماما كما تفعل الأصولية التي ترمى بأشنع و أقذع النعوت و الأوصاف من قبل الدوغمائيين "اليساريين" أو الليبراليين..النص الذي أشير إليه هو نص لماركس يعتبر السلاح الأقوى بين كل أسلحة الليبراليين الجدد في البرهان على استحالة الحديث عن أية اشتراكية قبل أن يستتب الأمر للبرجوازية في أرضنا خاصة و على كل الكرة الأرضية ما دام ماركس – المؤله هنا – قد وضع الاشتراكية خلف الرأسمالية بالضرورة كتشكيلة تعبر عن حتمية تاريخية اقتصادية معينة لا مناص للتخلص من براثنها إلا بالخضوع لها كالنعاج , هكذا يعلن معظم من يسمي نفسه يساريا اليوم أنه لا يتحدث عن أية إجراءات اشتراكية أو ثورية إن شئتم و لا حتى في المستقبل القريب , بانتظار استتباب الأمر لكبار المليارديرات , الذي يبدو أنه عامل "ثوري" في حياة شعوب العالم و فقراءه خاصة شعوبنا التي وصلت إلى مرحلة البحث عن رغيف الخبز وسط أكوام القمامة..تصبح النصوص مقدسة أو مطلقة الصحة لا عبر نقاش جدلي مع حقائقها فهذا يسلبها أية قدسية مثلها مثل النصوص الدينية بل عن طريق ترديدها بصوفية و إيمانية تحولها في نهاية المطاف إلى مصاف الحقيقة المطلقة , هكذا انتهت المادية التاريخية إلى أكبر مبرر للاستغلال في عالمنا على أيدي اليساريين السابقين و حتى الحاليين..إذا بكل بساطة و وفقا لمقولة ماركس "التي لا شك في صحتها" فإن على الفقراء اليوم أن يستمروا في توليد فضل القيمة لأصحاب رأس المال بإخلاص و تفاني حتى يكتشف جهابذة عبادة نصوص ماركس الوقت المناسب للبدء بالحديث عن إمكانية الانتقال إلى نظام اقتصادي و اجتماعي و سياسي أكثر عدلا , الغبي سبارتاكوس و من كان معه من العبيد كان عليهم أن يستمروا في القتال فيما بينهم حتى الموت لإسعاد ملاك العبيد في روما , أو زراعة الأرض كالحيوانات لصالح أسيادهم , لأن الظروف التاريخية لم تنضج بعد لإقامة علاقات أكثر عدلا , القرامطة أيضا و كثير من الأخويات الدينية في الظاهر في العصور الوسطى و القديمة التي قامت على مبدأ المساواة شبه الكاملة بين أفرادها و التضامن بينهم و اقتسام نتاج عمل هذه المجموعات بالتساوي فيما بين أفرادها , العمال و سواهم من أصناف المضطهدين الذين قاوموا لعقود طويلة في سبيل حقوقهم , السود في أمريكا و في أفريقيا , الفلسطينيون , الأكراد , ملايين النساء , جميعهم كانوا يعملون ضد منطق الأمور و التاريخ , كان ملوكهم و سادتهم و كبار الطغاة على حق فقد كانوا يمارسون منطق الأمور ما دام الظلم و الاستبداد و الطغيان هو القانون الأساسي للاجتماع الإنساني إلى ما شاء الله , هذا لا يبعث على السخرية للأسف بل على الغثيان..لقد أصبح السادة من حولنا يتفكهون بالثورة و يستخدمونها كعبارة كوميدية , هذه هي النتيجة الأبرز لهذا التفلسف المتمركس إن شئتم..بوش نفسه يتحدث عن الحرية , بل و يذكر "ثورات" أوكرانيا و جورجيا بالخير , زعيم البلد الذي كان يرتعد لمجرد تحرك بعض الناس في شوارع مدن الصفيح في أمريكا اللاتينية فيأمر كبار الجنرالات الخاضعين لاحتكاراته باستخدام أشد قوة ممكنة لتأديب الخارجين عن الطاعة..أما هذه الثورات المقصودة , و التي راح ضحية أحدها صديق أمريكا المدلل شيفاردنازه , فهي ليست أكثر من محاولة لاستعادة شرعية الأنظمة ما بعد الستالينية في أوربا الشرقية , تلك الأنظمة التي لا تقل عفونة و فسادا و طغيانا عن سابقاتها , في محاولة لاحتواء غضب الناس و كفرهم بالشكل المزيف الذي ارتداه حكم النخبة البيروقراطية بعد أن خلعت ثوبها الستاليني البريجنيفي..و أصبح الحديث عن الجديد ( حياة جديدة , صباح جديد , .... ) دارجا في وقت يعود فيه القديم بصورة مفبركة على أنها جديدة , في وقت يضطر فيه الفقراء إلى إسناد ظهورهم إلى الحائط أو الفرار في قوارب الموت أو إلى عبودية البترودولار التي تستهلك أرواحهم و أجسادهم..في هذه اللحظة من التاريخ تقرر النخب كعادتها خيانة الفقراء من جديد , و تعود الأمور من جديد إلى حالة القهر و الاستبداد و سلخ لحم الفقراء عن عظامهم , اليوم تحضر النخبة قضية جديدة للذبح على مسلخ الدوغما و التزييف و أولا و قبل كل شيء على مذبح مصالح قوى الاستلاب و الاستغلال , فبعد أن ذبحت حلم العدالة و أصرت على أنه مجرد سراب بعد أن دفنته أولا مع عظام و أشلاء ضحايا نظام ستالين ثم في تهليلها لغباء البيروقراطية البريجنيفية الحاكمة , أصرت دون أدنى خجل على أن تدفن كل قصة العدالة على الأرض مع الأنظمة البائدة في أوربا الشرقية , "مكتشفة" أن الظلم أبدي و ممتنع على التغيير بل و مفيد لصحة الفقراء أولا !! أما البيروقراطية الدولتية و الحزبية , المجرم الأول بحق الجماهير , فقد تلبرت بسرعة لتصبح ليست فقط أستاذة في "الحرية" على النمط التابع للاحتكارات بل و بدا أن تلبرلها هذا هو بمثابة صك غفران حصلت عليه من راعية "العالم الحر" أمريكا و احتكاراتها الاقتصادية و الفكرية و السياسية و كأن الجماهير التي ذبحت بالأمس هي آخر من له علاقة بهذه الحرية الأمريكانية , اليوم الدور على الحرية إذا , ففي الغد القريب مع انجلاء أوهام الليبراليين الجدد , رغم ثورات على النمط الذي شاهدناه في جورجيا أو إصلاحات غبية لا معنى لها , سيكون مصير الحرية هذه المرة ذات مصير العدالة على يد الستالينيين , و القضية لا علاقة لها بحرية الجماهير , التي ستكون كالعادة الضحية الأولى , بقدر ما هي تتلخص بحرية النخب في استغلال الجماهير بالتنسيق مع و بإشراف رأس المال العالمي..لنعد قليلا إلى ذلك النقاش عن إمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد , هذا الجدل الذي يشبه محاورات الفقه الإسلامي بشكل غريب , حيث يستخدم جميع المنخرطين فيه ذات أدوات الفقه الإسلامي , و ربما المسيحي و اليهودي أيضا , في مقاربة النصوص المقدسة و محاولة تأويلها أو "الاجتهاد" في تفسيرها , هكذا يطرح "المجددون" الماركسيون قضية مواجهة العصر و تطوير دوغما الماركسية , أي في مجرد حقهم في تأويل أكثر انفتاحا لنصوص ماركس أو ساحة أكبر من الاجتهاد في تفسيرها و استنباط "الحقيقة" منها...يضيف الكثيرون هنا أن الرأسمالية قد صمدت في وجه اختبار التاريخ , لم تسقط , و هذا عندهم يمنحها شرعية كافية لتعتبر صحيحة أو واجبة الخضوع من الناس , أي من ضحاياها أولا..بقيت الرأسمالية ؟ هذا صحيح , لكن كيف تمكنت من البقاء ؟ على أشلاء مليون اندونيسي و مئات الآلاف في تشيلي و الأرجنتين و فيتنام , عبر شراء الذمم و رشوة النخبة المثقفة و تحويلها إلى أجيرة , إلى جزء من النظام , عبر قمع الآخر , و ملاحقته و فرض "الديمقراطية" بالدم و النار على ملايين البشر , و زج الآلاف ممن يعارضونها في السجون الفعلية أو في سجون تجاهل إعلامها و مؤسساتها التعليمية و البحثية لهم..إذا كان هذا المقياس صحيحا , فهل يعطي نفس المقياس أية شرعية لأنظمة مثل نظام حافظ الأسد أو صدام حسين أو أنظمة الاعتدال التي لا تقل عفونة و ذبحا للصوت الآخر , هذه الأنظمة التي استطاعت و تستطيع حتى اليوم , و لم تتغير إلا من الداخل كما في انقلاب السادات مثلا على نظام عبد الناصر أو بفعل قوى خارجية أشد فتكا كما في سقوط نظام صدام بيد مارينز بوش و تشيني , أن تفرض "شرعيتها" على ضحاياها بالغازات السامة و السجون و المجازر من حماة إلى حلبجة , أي باستخدام نفس الوسائل التي ساعدت الرأسمالية على البقاء حتى اليوم , هل هذا يجعل منها أيضا "حقيقة تاريخية تقدمية لا سبيل" إلى زحزحتها عن صدورنا ؟ الحقيقة في وضعنا اليوم أنه لا سبيل لإصلاح هذا العالم بتحسينه اعتمادا على النوايا الطيبة لمن يملكه و يملكنا في نفس الوقت , و لا سبيل لتحسينه أساسا من دون هدمه و إعادة بنائه , ليس وفقا لمخطط مسبق أو معد من قبل فيلسوف ما , بل استنادا إلى واقع أساسي يتعلق بطبيعة الأشياء هو المساواة بين الناس و حريتهم التي يجب أن يكون أساس العمل القادم هو تحطيم كل ما يقيدها أو قد يقيدها لا تبرير كل هذا الكم المفزع من السلاسل و القيود الذي نحمله حتى اليوم.......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت خيمتنا..بيروت نجمتنا..
- نعوم تشومسكي عن 1968
- من سقوط المراهنة على الخارج إلى المراهنة على الشعب كقوة وحيد ...
- عن إعلان مشروع رؤية سياسية فلسطينية جديدة
- تاريخ مجموعات الألفة affinity groups
- نحو التغيير الذي يعني حرية الناس
- من كتاب الاقتصاد الأناركي : بديل عن عالم في أزمة
- ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد
- من منشورات الأممية الموقفية situational international
- بعد توافق النخب و السلام بين الديكتاتوريات : نحو حرب الناس م ...
- الأناركية بقلم دانييل غورين
- مانيفيستو كو - ريتوس , من منشورات الأممية الموقفية
- التضامن في الحرية : طريق العمال إلى الحرية لميخائيل باكونين
- من أجل إعلام بديل , من أجل فن بديل , شعبي , جماهيري , يومي , ...
- بين بيروت الحريري و نصر الله..لا مكان للفقراء!!
- المنظمة الحمراء لميخائيل باكونين
- لا 8 آذار و لا 14 آذار , بل الناس
- مجموعات المقاومة في مكان العمل
- اتتوقف الحرب بين الفقراء السنة و الشيعة , و لتبدأ ضد مستغليه ...
- المجتمع المدني أو المجتمع التشاركي لأندريه غروباتشيك


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بين دوغما الماركسية و المتمركسين و واقع الناس....