أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كأنَّ الوردَ يهذي














المزيد.....

كأنَّ الوردَ يهذي


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 09:16
المحور: الادب والفن
    




[ قصيدة في مخاطبةِ السديم ]


من بُحَّةِ النايِ احتضنتُ كشهريارَ غيابها وسرابَها
ودفاترَ المحكومِ بالوجَعِ السماويِّ. احتضنتُ بيارقَ الجسدِ الرهيفِ
جديلتينِ من انصياعِ الماءِ للذكرى, هناكَ وراءَ هذا الليلِ
هذا الأخضرِ الشفَّافِ, بحرِ اللانهايةِ. لعنةِ الصفصافِ
هذا اللازورديِّ الرقيقِ , اللانهائيِّ السحيقِ
تُمسِّدانِ ضبابَها وترابَها

ولممتُها شفتينِ من شمعٍ ومن دمعٍ نبيذيٍّ وبلَّورٍ لهُ طعمٌ شتائيٌّ بلا معنى .....
كأنَّ الوعدَ ليسَ يفيقُ من جريانها المجنونِ في شريانِ أغنيتي ..
كأنَّ الوردَ يهذي باسمِ من قتلوهُ باسمِ الوُدِّ , أسفلَ باحةِ الكونكوردِ
ثُمَّ رموهُ في جُبِّ الذئابِ السودِ ..... آهِ
كأنَّ أمنيةً بلا قدمينِ تُسندني على قلبي .....
كأنَّ يدينِ عاريتينِ تلتمعانِ في الكلماتِ
ثُمَّ تجفِّفانِ عذابها النبويَّ بالقبلاتِ ..

كنتُ كلهفةِ الصوفيِّ مرتعشاً ومحموماً ومطوِّياً على شَغفي
لظى كُلِّ القيانِ , وكُلِّ محظيَّاتِ مُلكِ الرومِ
ينزفُ فيَّ كالنوَّارِ في آذارِ ....
كلُّ عواصفي الملغاةِ
كلُّ عواطفِ الثلجِ الغريبةِ فيَّ
كالعنقاءِ تخفقُ بعدَ هذا اليومِ في شفتيَّ
راعشةً إلى ما شاءَ حبرُ القلبِ من لُغةٍ أطاوعُها وتَعصيني
كغصنٍ من ضلوعي واجفٍ في الريحِ
أو كحمامةٍ بيضاءَ تحملني لقرطبةَ العصِّيةِ مثل زهرِ النارِ ..
تنعفني إلى غيرِ انتهاءْ

.......... أحياناً أفكِّرُ كُلَّ خمسِ دقائقٍ بي ثمَّ أهجسُ بالزنابقِ
وانكسارِ الآخرينَ, هشاشةِ الشعراءِ تنبعُ من مكانٍ ما عميقِ الجرحِ والنوستالجيا
بعذابِ ملعونينَ أهجسُ .. آهِ لكنِّي بلا فهمٍ لسورياليَّةِ الضوءِ الخفيِّ النبضِ
سوفَ أغيبُ, سوفَ أذوبُ دونَ دمٍ هنالكَ, كانَ يلمعُ في حناياهمْ
كلعنةِ ليزرٍ حمقاءَ , يغسلني كما الوهجِ الخفيفِ الإشتهاءِ من العبارةِ ...

بعدَ هذا اليومِ يا قلبي سأغفرُ للَّذينَ بلحظةٍ عمياءَ
أنهوا نزهةَ الشغفِ القصيرةَ, في حدائقَ ليسَ ترحمُ أو تُجاملُ
بسمةً لوجوهِ قتلاها ........
حدائقَ غاصَ طحلُبُها إلى قاعِ الكوميديا في الجحيمِ
وفي حشا المُدنِ الكبيرةِ ....... والنساءْ

يا أنتَ يا قَمرَ البُكاءِ الصرفِ يا شفةً تُقلِّمُ لي اشتهائي
يا أنتَ يا حجراً يُؤرِّخُ لابتداءاتِ السديمِ
لكُلِّ أنهارِ الغناءِ على فضائي

ويُنصِّبُ المخلوعَ من شدوي على أغصانِ ناطحةِ الغيابِ
يصوغني محواً يُشكِّلُني , وسرَّ ندى عميقِ الروحِ ......

أحياناً أصيخُ السمعَ للنغمِ الرتيبِ لوقعِ أجنحةِ الفراشِ
على اللهيبِ الرطبِ فيَّ .....
كأننَّي في غفلةٍ منِّي أشيلُ صليبَ هذا العالمِ المنكوبِ, عنوانَ الغريبِ...
كأننَّي عرشُ الفراغِ وإرثهُ المنسيُّ , حكمتُهُ ولعنتُهُ
وطعنةُ ذلكَ الحمصيِّ - ديكِ الجنِّ – زهرتَهُ
وراءَ الليلِ .........

جمري تائهٌ في منتهى جسدي
يخيطُ بلا اختيارٍ مُبتدى روميو إلى جولييتَ ..
وحيُ قصيدتي يلتاعُ
سوفَ يجئُ بعدي من يقولُ بأننِّي أهذي
كوردِ الجسمِ بالمجَّانِ فيكِ. بدونما عطرٍ
وأنِّي صُغتُ من صدفِ الكلامِ لجيدكِ الممهورِ بالأمواجِ
عقداً لاذعَ الرملِ المُخفَّفِ والمُضبَّبِ ......

ذاتَ حُبٍّ سوفَ تفتكرينَ بي كظنونِ ذاكرةٍ
يشُفُّ بها اليقينُ . وتغفرينَ حماقتي وبراءتي
ووضوحَ أسئلتي عن الأشياءِ حدَّ تفاهةٍ نثريةٍ ....
وأقولُ سوفَ أظلُّ أهذي حاملاً حرِّيتي بيدٍ وروحي باليدِ الأخرى
على مرأى الذنوبِ أصوغُ فكرتيَ الأخيرةَ عن بلادٍ لم أزرها
في الشذى المرئيِّ تقبعُ... ثَمَّ في اللوحاتِ....
وليرجُمْ خُطايَ الراجمونْ

19 حزيران 2008

[email protected]



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤى يوحنَّا الجَليلي
- حسين مهنَّا : علاقةٌ متجددَّة مع مسمَّيات الجمال
- قصائد من الجليل/ مختارات
- ونجمي في السماءِ تشي جيفارا
- حالات اندهاش
- لن أقُلْ ..آهِ كلاَّ
- في الشارعِ الخامسِ
- كلامٌ أخيرٌ إلى ويليام والاس
- محاولةٌ أخرى لفهمكِ
- إفعلْ ما الذي يُغويكْ
- لمحة عن جمال الترَّفع
- مصابٌ بلعنةِ فراعنتها
- - ففي الصيفِ لا بدَّ يأتي نزارْ -
- دعيني أقلْ إنهُ المستحيلْ
- قصائد من الشعر العبري ليهودا عميحاي
- الحياة ذئبة
- مناديل فاطمة
- حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
- قصائد من فلسطين
- قصائد من الشعر العبري للشاعر ألكسندر بن


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - كأنَّ الوردَ يهذي