أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافتراضي-للشاعرة راضية الشهايبي)















المزيد.....

لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافتراضي-للشاعرة راضية الشهايبي)


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 09:15
المحور: الادب والفن
    



خلف مديات الارتكاس ... كل الارتكاسات التي تضمخ بغلوائها خطونا المحموم ، ثمة منعرج يلوح بتضاريس غضة ، يانعة ، وبنصل لاصف ... تلك وهدة الوخزة الاولى ...، وايضا : (نبض الشهقة الاولى ) .
ثمة محطة – هناك في اقصى جنوب الجنوب – تستوقف العابرين والمنتظرين على ارصفة الشهقة اللابدة بين أجمات الولع ..، تزاوج الحلم بايماءة التلويح للعبور المستحيل ... تفترض راضية ، راضية الشهايبي طبعا ، ان حواسها كانت شاهدا على واحدة من تلك الايماءات ، وهي تنتظر قطار الساعة الرابعة ... الصاعد ، ابدا ، الى اقصى شمال التضاريس ، الرابضة عند منعطف الساعة الواحدة !
أسفل احد مقاعد انتظار تلك المحطة الموغلة بغبش الذكريات ، ثمة صدفة لاهثة توشوش العابرين بحدوس ، ناعسة ، عن لقاءات يفترضها غيب مؤجل .. تلك الصدفة وشوشت راضية ( وهي في طريقها الى قمرة قطار الساعة الرابعة ) ،بكلمة عن غيمة قادمة ... ومطر منتظر ... وعن احتراق المراكب الشاردة ايضا .
لنبقي الخيط مشدودا بين شهقة قطار الساعة الرابعة وحجر الذاكرة ، علنا نمسك بلقاءاتنا المفترضة ... الرابضة ... عند منعطفات الرغبة المسكونة بوجع الندى ..

كانت في اواخر ليلها

الملوح ببشائر المنتهى

وكان وفير الاحلام غزير الخطو

منفتح الاشرعة

والفجر في مداره مستديم الغرور

يحذق للاغواء الحيل

قالت : لك ان تنثرني لحظات انتظار

على الذوات التي توخزها حواجز الطين

............... كلما انتصب قدرا طاغيا

ولم تبلغ العتبات

راضية تحتطب من قفر الكلمة ووهنها ، زخات مطر ربيعية ، تصنع من اقواس قزحها صورا للدهشة ، ومديات للاشرعة العابرة لعتبات الاقدار الطاغية .
على هدي الخيط الذي يشدنا الى منعطفات الرغبة ، تسللت الى رصيف تلك المحطة الرابضة تحت فجر يشيع لهاث آخر نجيمات الظلمة ، بسياط وردية ، كانت ( المنعرجات ) حقول شهقات يانعة ، تلوح لصباح غض ، وكناظر المحطة التعب ، مازال مستسلما لنعاسه .. ومن بين مخلفات احزان المسافرين ..

(كانت) بشائر المنتهى

(تلملم) الوخزات الموصلة ....

تسترق بعضا من انسياب ...

شهقات ذوبانها

ملء حواسي كانت تلك الشهقات ..
وملء عيني كانت دهشة تفاصيلها .. ، ولكن غبش الفجر حال بيني وبين دورة تلك التفاصيل ... اعني في انسرابها عندما ..

تتمادى في التموج ...
الى اقاصي الخطو / العبور .
الشاعرة الشهايبي ، (توجد) قصيدتها من خلال ( العلاقات بين الاشياء ،
لا عن طريق الاشياء نفسها ) كما يقول الشكليون .. وعليه فانها تحايث اقتطافاتها بسلسلة من العلاقات المتزاوجة والمتراصة التي تحاول التنكر لها عبر عنوانها – عنوان القصيدة – الذي حاولت من خلاله التملص من فعل الاختيار : اللقاء الافتراضي .
هل كانت الشاعرة مختارة لشكل العلاقة التي تبثها اشارات النص في بنيتها الهيكلية ، على الاقل ؟ من يستطيع التسلل – بما فينا الشاعرة ذاتها – الى لا وعيها في لحظة دفقها ؟
لنعود الى الصدفة الرابضة – ابدا – على رصيف الانتظار ، علها توشوشنا بايماءة ما ..

لك ان تزرعني زهرة للدهشة

لتعبق الروح حين ملمسها

بعبير الثنايا المورقة

اذا كانت عنجهية الفحولة قد كتبت على الرجل صناعة التأريخ ، فان انوثة المرأة : زهرة للدهشة ! تعبق الروح – روح الرجل – حين ملمسها ، بعبير الثنايا المورقة ... ولكن هذه كلمات شاعرة ، لا ايماءات صدفة اسرارها !
وهل ادعت شاعرة يوما انسلاخها عن انوثتها !
في المقطع التالي تحدثنا راضية الانثى /الشاعرة عن خسائر( حرب ) غير منظورة ..

فأخرج من بين ثناياك
... متوحدة ولاشيء
يذكرني بأجزائي المنفصلة !

لان زهرة الدهشة ليست زهرة صناعية يزين بها الرجل عروة فحولته ،
انما هي كيان له ذاته وخصوصيته ووجوده المستقل الذي يرفض التحنيط
ويتمرد عليه ، ولو جاء على بخسائر وتضحيات .
ثمة جانب اشكالي في الرؤية والتعاطي ، في طبيعة العلاقة الانسانية ... ولكنه مراوغ ايضا : هل صدفة المرأة قناع ام جزء من طبيعتها ؟
في (لقائها الافتراضي) هذا ، الشاعرة الشهايبي تقول انها جزء من طبيعتها ..

لك ان تحررني من صوابي

فأمتلئ انتصارا خارج القوالب

لانفرد بالمعاني

لاديرها الى الوجهة النتظرة

ولي ان اكتفي باحتراق المراكب

علني اواجهك قدرا يعبر بي

ما بين قلبي ويدي

لك ان تتوغل في تضاريسي

لتوقظ لغتها الساكنة

فتصحو الاحرف راقصة

على نبضة الشهقة الاولى !

واذا ما سلمنا لراضية الشهايبي بهذا المنطق فان غيرها ستصرخ : انا انسان قبل ان اكون صدفة اسرار انثوية ! في أي زاوية كانت حواء عندما لملم آدم ، باول اساطيرنا ، الفوضى من حولنا ؟
ليتني املك الاجابة على هذا السؤال...!
راضية ، الشاعرة ، تلقي الكرة في ملعب آدم ..

حين اشتبكت شهقاتها قال :

بآهات الوجع المعتق ...( في أي دن تعتق هذا الوجع ياحواء راضية)؟

للزمن افتعال الوقوف

ولنا وراء صدفتنا التخفي !

آدم نسل خيوط اسطورتنا الاولى وحاك قميصها ، واكتفت حواء بمراقبته واطلاق الهمهمات ! كم حواء تصدق مثل هذه الاكذوبة ؟!
وعلى لسان آدم / الرجل / الحبيب ، تضيف راضية ..

لنا ان نعتلي اواخر الاكوان

ونغتال من خلفنا الذاكرة

فاخلعي احمالك واوقدي

وانفتحي شطر التمازج

.....لنرقص رقصة التوهج !

وبمثل هذه الصورة تقيد الدعوة ضد مجهول وتحفظ اوراق القضية !!
ولكن من سيقر ببراءة آدم من (دم قضية) حواء المغلوبة على امرها والمصادرة الحقوق والحرية ؟
بروتوكولات المساواة التي يكتبها الرجل على الضفة الغربية من المحيط الاطلسي ؟
جميل ان ترممي لنا اوهامنا الجميلة ياراضية بهذا الدفق العذب من الصور..
والاجمل ، تلك الايماءة المبهمة الملامح ، التي علقتها في سماء المحطة قبل صعودك الى قطار الشمال : الاوهام الجميلة تباغتك على رصيف كل انتظار ...و التفاصيل الحارقة لملاذي هي المدى! ولي ان اكتفي باحتراق المراكب ! ولكن اية مراكب التي ستكتفين باحتراقها ياحواء راضية الشهايبي ؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسابيح مثول لحضرة ملكة الوصية الاولى في معبد النار
- شغب احلام
- اذ تؤجلين احتراقك ...
- تفريس المنطقة لمصلحة من ؟
- الركض خلف هوة السؤال( قراءة في قصة -هل قلت انه يساعد ؟- للقا ...
- ليلى بنت الطباخ
- جرح يتوضأ بزمزم الطفولة : التياع( قراءة في قصيدة -الى امرأة ...
- انقلاب ائتلافي موحد
- عدنان / الصوة ..
- ارصفة البطالة تحتفل بانجازات العمائم
- نطف مهملة البصمات
- الانفلات في بنية اللون( قراءة في قصة -فتاة البسكويت- للقاصة ...
- سياسة تصفية الارقام المناوئة
- جبهة التوافق ولعبة المكاسب
- طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء ل ...
- العراقيون ومرض حمى صدام حسين
- احجية امن الحدود العراقية
- عطفة الحكاية
- بخور لنشوة الحرائق
- حلول سياسية على الطريقة العراقية


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافتراضي-للشاعرة راضية الشهايبي)