أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العراقي - المهدي المنتظر ومثلث برمودا














المزيد.....

المهدي المنتظر ومثلث برمودا


محمود العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2320 - 2008 / 6 / 22 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    


لا شك ان الايمان من متطلبات الحياة ومن اسس استمراريتها وانطلاقها بالاتجاه الصحيح الذي يضمن ويديم انسانية البشر ودائما ما استذكر ماقاله الشاعر الباكستاني الشهير محمد اقبال والذي غنته السيدة ام كلثوم(معربا)..يقول محمد اقبال:

اذا الايمان ضاع فلا أمـــان ولا دنيا لمن يحيي دينه

ومن رضي الحياة بغير دين فقدجعل الفناء لها قرينه

وهكذا فالايمان في هذا الاطار من المسلمات التي تحتاجها النفس البشرية التي تبحث دائما غن الامان والسكينة في ظل هذا الشعور الذي يتحول الى حقيقة لابد منها.لكن اعندما يتحول هذا الايمان الى استلاب فكري وجمود والغاء لمعطيات العقل البشري عندها يتحول الانسان الى مسخ لايرتقي الى مرتبة ما ابدعه الخالق وتصويره في احسن صورة.بل سيتحول هذا الايمان الى انحراف وانغلاق فكري لاننا بذلك ننكر وننتقص من قيمة ما منحنااياه الخالق من عقل وبصيرة لتمييز الصح من الحطأ وايضا للتفكر في عظمة وجلال خلقه.وتلك من مواصفات المؤمن الحقيقي بلا ادنى شك.

في هذا السياق تستوقفني امور كثيرة تشكل بمجملها ما يجعلني اعيد النظر بثوابت الايمان ومتطلباته ووربما جعلتني اعيد النظر بكوني انسان مؤمن ام لا.ولكني في النهاية اعود متمسكا بثوابت تعيديني صاغرا الى جادة الايمان تلك هي القاعدة الايمانية التي تقول (يا ايها الذين آمنوا لاتسألوا عن اشياء ان تبدوا لكم تسؤكم).ولكني ابقى احلق في سماء التفكير المنطقي والمادي ان صح التعبير مستندا الى رصيدي المعرفي العلمي والاستنباطي والذي طالما اتعبني وتمنيت ان يكون تفكيري مثل تفكير بقية الناس حتى اتجنب الاقتراب الى متاهات الشرك الذي لايغفره الله ويغقر مادون ذلك.

ان الايمان الذي احاول ان اكون ضمن اطاره استمد كينونته من كلام الله المنزل بالقرآن الكريم وما اعتقد بصدقيته واقترابه من معطيات العقل والمنطق و من كلام واحاديث الرسول الكريم.فألتقط ما ينير عقلي ويضيء مسار حياتي بعيدا عن الكهانة والغيبيات التي تتنافى مع التطور الذي تعيشه البشرية اليوم.اما الاشكاليات التي تملأ تاريخنا تدوينا كانت ام نقلا فانا اتركها لميزان العقل الذي يحلل صلاحها من عدمه.

بناءا على ما تقدم اخترت ان اكون ممكن يسمون واقعيين بلا تطرف وعلمانيون بلا الحاد.واعطيت الثقة لتفكيري ان ينافس علماء الكلام والتفسير.واحيانا ان يغرد خارج السرب عندما يتعلق الامر بقضية حساسة وقابلة للتأويل.وليس لها اساس واضح في مصادر الايمان التي اعتمدها وهما كما اسلفت القران والاحاديث النبوية.من تلك القضايا مسألة المهدي المنتظر التي هي من مسلمات الايمان لدى الشيعة.وبالحقيقة اجد صعوبة بالغة في ابتلاع هذه القصة التي الفت فيها المجلدات والموسوعات التي تحاول اثبات وصدقية هذه الاسطورة الخيالية .نعم الاسطورة لانها تعتمد على اشياء ليس هناك عقل ولا منطق يستطيع تصديقها ونحن نعبش في القرن الواحد والعشرين.كلما قرأت عن هذه القضية ازداد ابتعادا عن تصديقها والايمان بها.ابتدأ من كون الرسول هو خاتم الانبياء وانه اتم رسالته ولا يمكن ان يأتي احد ليصحح هذه الرسالة التي من المفترض ان تكون قد اكتملت.ثم بطريقة ولادة الامام المهدي الغامضة وغيبته الصغرى ثم الكبرى وقضية سفرائه الاربعة الى الاف القصص والروايات التي تتحدث عن الامام الغائب الذي سيظهر في اخر الزمان في سيناريو مرسوم ومحبوك بشكل خرافي والقائمة الخاصة بأسماء وعناوين الثلائمائة واثنا عشر شخصا ممن سيخرجون معه وكيف سيدمر بغداد عاصمة العراق التي تسيمها الروايات بالزوراء و كيف سيمحيها من الارض ويقول كلمته العتيدة (ها هنا كانت الزوراء )وكيف سيقطع رؤؤس سبعين الف رجل دين في الكوفة,,ثم مسيرته نحو المدينه المنورة لينبش قبور ابي بكر وعمر ليستخرج جثيهما ويعلقها على الشجرة ليحاكمهما ويأخذ بثأر حده المام الحسين منهما ولتنقسم الأمة بين مؤيد ومعارض الى اخر الاسطورة التي تحتوي على كم هائل من الخيال المريض الذي لا يستوعبه انسان عاقل...

هذا التراث المهدوي العريض والمليء بكل ما هو عجيب وغريب الذي دونته ذاكرة وخيال الكثير ممن ادعوا العلم والمعرفة فراحوا يسطرون ما يحلوا لهم وما تجود به قرائحهم وخيالهم الخصب حتى الفت في ذلك موسوعات ضخمة واساطير تعتمد في مجملها على خيال الكتاب والمستمد احيانا من اساطير الف ليلة وليلة.ومن تلك القصص رواية او اسطورة الجزيرة الخضراء المنقولة عن كتاب بحار الانوار للمجلسي.التي تتحدث عن جزيرة في المحيط الاطلسي بعيدا عن شواطئ المغرب يعيش فيها المهدي المنتظر هو واصحابه في حياة تشبه حياة المدينة الفاضلة.وفيها كثير من التفاصيل والاحداث الغريبة والمتناقضة بحيث يصعب على المرء تصديق سطر واحد منها.ورغم ان الكثير من علماء الشيعة يشككون بمصداقيتها ولا يشككون ببطلها وامكانية وجوده من عدمها .هذا الغموض والضبابية في اصل وجود المهدي شجع الكثير من اصحاب الخيال على تأليف القصص والاساطير وربط ماهو موجود من روايات ليخرجوا علينا بأكتشاف مضحك حينما ربطوا المهدي المنتظر الموجود في جزيرته الخضراء بمثلث برمودا.هذا المثلث البحري الموجود في المحيط الاطلسي والقريب من شواحل فلوريدا في الولايات المتحدة.والذي تختفي فيه الطائرات والسفن بصورة غامضة جعلته من الاماكن المرعبة والمليئة بالاسرار.اذن المهدي المنتظر هو من يخطف السفن والطائرات ويتحول بذلك الى قرصان بعد ان كان أمل البشرية في انقاذها من الظلم والطغيان.هل هذا معقول ايها المثقفون الشيعة..ارجوكم اجيبوني لاقتنع واعود الى ايماني الكامل والصادق..



#محمود_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطينيو العراق..هل من مجير؟نداء عاجل
- الدكتاتورية الدينية..رأس البلاء
- هل تحول العراق الى عراقستان؟
- التاريخ..هل اصبح عبئا على مستقبلنا؟
- الاحزاب العلمانية..والفرصة الاخيرة.


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود العراقي - المهدي المنتظر ومثلث برمودا