أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجلة الحرية - بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرة لهلكان العريان














المزيد.....

بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرة لهلكان العريان


مجلة الحرية

الحوار المتمدن-العدد: 2318 - 2008 / 6 / 20 - 11:02
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ أن عرفت هلكان وإنا متلهف إلى معرفة كنهه فرغم محاولاتي العديدة معه لم احظ منه بإجابة سوى ابتسامة ذات مغزى. شجعت نفسي وجمعت شتات عزيمتي لاتجرا واطلب منه أن يريني بطاقة الأحوال الشخصية. قال مداعبا: ما هذا ياولدي فهل تعينت في سلك الشرطة أو الجيش -حيث انه الباب الوحيد تقريبا لكسب الرزق عندكم- فكلما حدثت عندكم مصيبة فتحتم الباب على مصراعيه للتعيين فيه, واني لا أخشى أن يأتي يوم نستورد فيه شعبا ليقوم بإعمال المدنية, فكل شيء عندنا قد توقف, لا زراعة ولا صناعة ولا ... قاطعته انك تهرب من الإجابة الحقيقية على سؤالي كأغلب المسئولين عندنا فعندما تسألهم يجيبوك إجابات (ما أداوي جرح). تعلل بأنه لم يستخرج البطاقة لأنها لا تعني شيئا فعراقيتي ليست ورقة. قلت ولا كنك قد تحتاجها عند الحواجز الإسمنتية سواء كانت عراقية أو متعددة الجنسية. أجابني: إن ما تقوله صحيح فنحن البلد الوحيد الذي لا تستطيع فيه إثبات هويتك إلا بسلة من الوثائق, وياريت إن تفعلوا ذلك في الاقتصاد, كما فعل عبد الكريم قاسم عندما فك ارتباط الدينار العراقي بالجنيه الإسترليني واستبدله بسلة من العملات الصعبة والمعادن الثمينة كغطاء للدينار وبذلك ساهم في تحرير اقتصاد البلد من التبعية و(تخلصونة من الأخضر إلي من يوم ماشفناه ما شفنة خير).. مازلت تهرب من الإجابة ياعم ولكني أصر على رؤية بطاقتك. تعلل هذه المرة بكرهه للرشوة والفساد المالي والإداري حيث إن دوائرنا (ما تمشي المعاملات إلا بعد أن تدهن السير والمشكلة أنها لا تقبل التوريق إلا بالأخضر وأنت تعرف انه ليس لي علاقة ود مع الأخضر وأصحابه) كما إنني ملتزم بنصيحة جدتي الحكيمة التي نصحتني (بمراجعة عزرايين ولا أراجع دائرة حكومية منحيث عزرايين يطلع روحك بسرعة والدايرة مال الحكومة اطلع روحك بالإقساط) قطعني العم هلكان وأدركت إن هناك سر ما وغرض لم افقهه وراء امتناعه عن الإجابة فأنهيت تساؤلي.
كنت استذكر حواري معه وفضولي يشتد لمعرفة شيء حرص على إخفائه عني وراء بردة من حصران لم أر مثلها في حياتي, نقوشها توحي بالإبداع والقدم. تجرأت وأزحت حصيرة منها فوجدت العديد من الألواح الطينية المليئة بالكتابات المسمارية فأصابتني الدهشة والذهول فقد كانت هذه مكتبة العم هلكان. لفت انتباهي لوح طيني صغير يشع نظارة وجدة رغم قدمه معنون (بطاقة الأحوال الشخصية) مختومة بختم أتونا بشتم وقد دون فيه
"الحكيم هلكان بن تعبان العريان العراقي. الضارب في القدم والمستشرف للمستقبل ومالكه. روح أتونا بشتم وحكمته. حبيب گلگامش ومانح القوة لانكيدو. زوج عشتار الجميلة. المهنة صانع حضارة سومر وما بعدها من الحضارات العلامات الفارقة انه
سندباد انه شفت كل العصور
سندباد انه عبرت كل البحور
شفت أصل الظلم واحد
كرسي وأموال وقصور"
أسدلت الحصيرة على عجل بعد أن سمعت وقع خطوات تقترب من ديوان العم هلكان وأنا فريسة لمشاعر مختلفة مابين الحرج لتطفلي على سره بدون إذن, وبين الزهو والاحترام وانأ في حضرة التاريخ. دخل هلكان إلى الديوان وحياني وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه. قلت في سري لقد كشفني. طلب مني الجلوس بعد ان ألقى من بين يديه حزمة من الحطب في الموقد وأوقد فيها النار وقد اختلط دخان لفافته بدخان الحطب واضعا قوري الشاي على الموقد. قال: لا عليك ياولدي فإذا كان الأجنبي (وبطران) قد عرفا سري فالأولى بأولادي أن يعرفوه. تمهل حتى (تهدر الشاي) فصب لنا قدحين من الشاي وقال: لقد وردني توا من وكالة أنباء سومر ان جدتكم الفلاحة السومرية تقول لكم وهي تعض على اصابعها (وسفة عليكم ياولادي ألف وسفة ولكم ما شبعتوا من الدم, ماتنكسر كلوبكم والأطفال مجطلة والنسوان املخة ولكم ذبيت شيلتي من علة راسي وما راح البسها إلى أن تصلحون أرواحكم) أكمل هلكان وان لم تفعل فبؤوا بعار كشف سترها.. ولعنة الأجيال والتاريخ.
انحدرت دمعة على خد هلكان حاول إخفائها بسرعة. وهنا سكت هلكان عن الكلام المباح إلى أن يدرك الشعب العراقي وفقرائه نور الصباح.
بقلم كامل الجباري



#مجلة_الحرية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول آلية منح العضوية في نقابة الصحفيين العراقيين
- اليسار العراقي وانتخابات مجلس المحافظات القادمة
- انذار غير مسموع!!!!
- رسائل الصحفي الطائر!!
- من بركات العولمة-رمان مركب على عنبه هندية
- الإشكال اللبناني
- وصف حي لاحتفال((هلكان العريان))مع أبناء عمه بعيد العمال العا ...
- نحلم بحاكم نترحم على والديه!!!-بقلم حميد لفته
- وصف حي لاحتفال((هلكان العريان)) بعيد العمال العالمي
- الخدمة االالزاميةدعوة لفرض واجب في ظرف غير مناسب- بقلم حميد ...
- القمع والانقماع-الحكاية الثالثة عشر لهلكان العريان-بقلم كامل ...
- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ...
- فاعل خير؟؟؟!!
- كي لا نتعفن
- الحلاج-العدد الرابع والخامس -مجلة الحرية
- قراءة في اوراق اليسار الديمقراطي العراقي-العدد الرابع والخام ...
- منظمات المجتمع المدني-العدد الرابع والخامس -مجلة الحرية
- مقالات ودراسات-العدد الرابع والخامس من مجلة الحرية-مشكلة كوس ...
- بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرلهلكان
- الافتتاحية-العدد الرابع والخامس لمجلة الحرية


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مجلة الحرية - بطاقة شخصية-الحكاية الثانية عشرة لهلكان العريان