أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - موظف امريكي بدرجة عمامة ركن !!















المزيد.....

موظف امريكي بدرجة عمامة ركن !!


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 2317 - 2008 / 6 / 19 - 06:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من اخطر العلائق التي تربط العراقي بوطنه ، هي تلك الاصرة الوجدانية الابوية التي يتحمس فيها الابن للدفاع عن والديه ، واقتصار الهوية الوطنية على ذالك الوجدان البدائي الغريزي يحيد الفعل التاريخي المتراكم عن اداء دوره الخلاق في الفصل بين الاقنعة المستعارة والسحنة الحقيقة للوجوه المتقافزة في كرنفال الدم الـذي تديمه شياطين التلمود والقرآن والانجيل باسم الوهية الشر واحيانا قليلة باسم الوهية الخير .
ولو جادلنا بمصدر الهوية الوطنية لاي مجموعة بشرية ، فاننا سنجد ان تلك المجموعة هي من تعطي اسم اوطانها وهي التي تبصم هوية بلادها برموزها المميزة ، ولم يحصل العكس طوال السيرة البشرية ، لاننا ببساطة لو اقتنعنا بان الهوية مستمدة من الوطن ، فاننا سنمزق الاطالس الحديثة ونكتفي ببضع امبراطوريات ممدة فوق ورق التاريخ الاصفر .
لقد مرت السنوات المائة الماضية على الاقليم العراقي المجتزأ من ممالك وحضارات ملكت القلب النابض للعالم القديم المحصور بين شواطيء المتوسط وخليج عُمان ، كأنها براغيث على وجه فارس اتعبته الانواء وقلة المريدين ، ولم يضف العراق كأمة مبدعة اي سطر او كلمة الى سفره المنقوش على المسلات والاختام والزقورات والعربات الملكية المدججة بانتمائها الى مياه نهر خريسان او نهر الغراف او الزابين .
مرت مائة عام كأنها لم تمر ، فالزمن متخثر فوق صلصال اهوار الناصرية والعمارة وقمم زاكروس وبوادي الفرات المتثائب فوق ضفتيه من طول انتظاره لموجة هادرة تغسل وجه نخل السماوة من غبراء الربع الخالي من الربع ، والضمير الخالي من الضمير ، فدفع ابناء الوطن ثمن النزوة الملكية الهاشمية تجاه غرمائها في الحجاز ، في مفتتح دموي مبني على قداسة الانساب ، وهم الذين لم تضمد جراحهم بعد من تيه استمر 400 سنة تحت عمامة الخلافة الاسلامية التي بسطها العثمانيون من الاحواز الى فيينا .
يستجوبهم المؤذنون من فوق المنائر كل يوم بان يقروا بالوهوية الرب ورسالة محمد ، وهم يشهدون في كل يوم خمس مرات دون ان يشهد لهم الله ورسوله بانهم جديرون بالحياة ويستحقون نسج حياتهم كما ورثوها مبدع عن مبدع ، ويجادل المتفلسفون بسايكلوجيه العراقيين على مر الازمان ، فيصفونهم بالمزاجيين والمتعنجهين ، بل هناك خطب واحاديث لمقدسين اسلاميين تصف اهل العراق بـــ " اهل كفر وشقاق او نفاق " ، من دون التفات الى تاريخ من يصفون ، وهذه ستراتيجية الدعوة الاسلامية في اجتثاث جذور الامم من ثقافتها ، والحقيقة التي لا تبارح مكوناتها هي ان العراقيين متغطرسون على من دونهم ، لانهم ببساطة بالغة ابناء ملوك وورثة امبراطوريات وصناع تاريخ وحضارات ، و هذا
الشعور لا تستطيع كل الايدلوجيات ان تمحوه مهما كرست من عقاب او ثواب ، لانه نسغ صاعد الى الارواح مع حليب امهاتنا ، و لهذا نجد ان علاقة العراقيين بالاديان هي علاقة فلسفية اكثر منها علاقة تعبدية او تقديسية ، ومن المألوف ان ترى شيوعيا عراقيا يطوف باكيا حول شباك العباس ، كما هو مألوف ان تشرب نخبا من العرق مع احد الحجاج العراقيين .
لقد هدم مفهوم الامة الاسلامية من اسوار العراق اضعاف ما هدمت سنابك خيول الغزاة ، لان الغازي يراودك عن الثمرة التي على اغصان شجرتك ، بينما يراودك مفهوم الامة الاسلامية عن جذور تلك الشجرة ، واذا كان الغازي يعترف بحضاراتك ويسعى الى اقتسامها معك فان الامة الاسلامية تلغي اي حضارة تتفوق على طروحاتها الغيبية ، دون الالتفات الى ان مسالة الايمان هي علاقة خاصة بين المخلوق والخالق ، ووفق هذا المفهوم كان على العراق ان يبقى ملفوفا بالعمامة منـذ الغزو الاسلامي له وحتى ساعة الناس هذه ، بل انه اصبح القاعدة التي تنطلق منها موجات الغزاة الى الاصقاع القريبة والبعيدة ، فاسس الاسلام اول معنى من معاني القواعد العسكرية على ارض شنعار دون ان يعترض جهابدة العدل الالهي ، بل ان ستة من اسباط محمد استوطنوا ارض العراق وهم غرباء عنها تحت مسمى الامة الاسلامية ولم ينطق حرف من حروف المدونين بآهة معترضة على سلب الحق العراقي من اهله ، ولو احصينا ما استنزف من خيرات العراق مـنذ عام 12 هجرية الى الان من اجل اعلاء كلمة الاسلام لحق لنا اليوم ان نقيم الدعاوى على ورثته بالسداد ، ناهيك عن الارواح والزرع والضرع الذي تبدد شذرا مذرا تحت اقدام القيان والشعراء والغلمان من اجل بقاء العمامة الاسلامية ملتفة حول رقبة من ابتكروا معنى الله في اول حالة ضعف بشري صادفتهم في طريقهم على ارض تموز وعشتار وايريشكيكال وتيامات .
واذا كان الاسبان قد فعلوها مـنذ العام 1492 وطردوا اباطرة الجنة الاسلامية الموعودة من ارضهم التي حلبت على مدى 800 عام بحجج واهية ، فلماذا لا يفعلها العراقيون ؟
فالعراق بلد ارامي ولا علاقة له باجلاف الجزيرة ، وهو قبل ذلك بلد كلداني اكدي بابلي اشوري ما زالت هوية مدائنه وقراه تحمل سيماء مؤسسيه بدءأ باسمائها وانتهاءا بازيائها ، وما زال ابناؤه يلهجون ببقايا لغتهم الخالدة ، فلماذا يغازل مثقفوه اصحاب العمائم بوجدان بدائي يغلب منطق الغازي على منطق اصحاب الارض ، وهم يعلمون ان منطق التاريخ لا يهتم بالعواطف والتمنيات وانما تتجلى احكامه بفعل البقاء وليس ببقاء الفعل .
ومن يتصفح الحوارات والنقاشات التي تدور حول عقد العراق لاتفاقية امنية مع امريكا سوف يسمع حروف الشيطان خارجة من فم نوعين من البشر ، النوع الاول هم عراقيون يئسوا من امكانياتهم في الاصلاح والتجديد فتشبثوا بالحل الالهي المتوارث عن المحبطين من اجدادنا ، والنوع الثاني هم اغراب يلوون عنق الحقيقة من اجل ديمومة ميراثهم النبوي الذي يدعون به .
والصنف الاول في الغالب الاعم يرددون مقولات لا يفقهون منها شئيا ، وانما تحشى رؤوسهم بامنيات خيالية واحلام فردوسية لم يتاكد احد من صحتها ، بل هي ضرب من ضروب الخيال الدي يبحث عن مهرب من حقيقة اندحارنا امام حركة الزمن ، ولا تمثل طروحات هؤلاء الا ما يشبه المخدر الذي يعطي للمرضى الميئوس من شفائهم كي يخفف من الم الموت ، وبدل ان يرى هؤلاء صورة المستقبل بعيون واعية فانهم يضفون على المشهد ضبابا يموهه ، ويهرعون بحلولهم الى طريق ليس فيه الا الانتصار او الموت ، راكلين بحق الحياة الى هامش الوجود الذي لا يعترفون به الا مقرونا بقدرة الله على جعله خيرا او شرا ، دون الاخد بالاعتبار معنى ان يكون الانسان خليفة الله في الارض الذي يستطيع ان يحاكي الفعل الالهي بعقله البارع وارادته الحرة ، وان حياته معنى من معاني الانتصار .
والصنف الثاني هم في الغالب الاعم يرددون عبارات يعرفون تماما ما تؤدي اليه من امتيازات مؤبدة لنسلهم المتطفل على تاريخ وحضارة بلاد الرافدين ، وهؤلاء لا يؤمنون الا بتبعية مريديهم المبنية على خرافات الخلاص المهدوي الذي سيشيع في الارض الملآى بالمظالم والادران ، دون ان يبينوا للناس منبع هذه المظالم ومكمن تلك الادران .
واذا كانت الاساطير التي يروج لها دهاقنة الشيعة في العراق تشيع بين الناس ان ظهور المهدي قد اصبح حقيقة واقعة نظرا لما يحصل من طغيان وعلو ، بحيث ان بلديات المدن الايرانية بدأت بصباغة ارصفة الشوارع استعدادا لاستقباله ، فان هؤلاء الدهاقنة نفسهم قد اعطوا المهدي اجازة مفتوحة لمدة مائة عام اخرى عندما اعترضوا على الاتفاقية الامنية باعتبارها ستكبل العراق ومستقبله لمدة 100 سنة قبل ان يصححوا الرقم ويجعلوه 10 سنوات في اخر بيان حوزوي ، ولا نعرف من اين جاءوا بالارقام تلك ، فهل المهدي واثق من بقاء امريكا لمدة 100 عام اخرى ؟؟
وما معنى وثوقه ؟ هل هو موظف في ادارة البيت الابيض ؟
وهل المهدي اكثر اطلاعا من معاهد البحوث واستطلاعات الرأي الامريكية التي تقر بشكل او اخر بحتمية تفتت الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاثين القادمة ، وهل ثقافة المهدي ستكون اكثر رحمة بالعراقيين من ثقافة الاحتلال الامريكي ؟؟
اذا كان المهدي في طريقه من ايران الى مكة مرورا بالعراق والشام فلماذا كل هذا التخوف من جند الكفار كما تسميهم ادبيات المرشد الايراني المشلول ؟
لقد انشئت مراكز استطلاع وفتن مخطط لها ان تبقى 100 سنة اخرى في ارض نبعت منها اولى حضارات البشر ، فاعشاش الخرافة الان موجودة في اليمن وصور والشام والعراق والقطيف والكويت ولها امتدادات اخطبوطية في شمال افريقيا ، وكل ما نراه من مناورات لشراء الوقت يصب في مصلحة انضاج الفاكهة السامة التي ستكون الطعام الوحيد امام احفادنا الاتين ، ولكي لا نخسر قرنا كاملا اخر من مستقبلنا ، فان علينا ان نقبل بعدو عاقل ونفضله على عدو جاهل مادام لم يعد امامنا خيار لنتحكم بمقدراتنا التي جعلناها وليمة دسمة للوحوش القادمة من كهوف تورابورا ودهاليز قم المظلمة ، وستكون امامنا فرصة هائلة لكي نبين للعالم ان التلمود والانجيل والقرآن انما هي تراتيل اجدادنا الخالدين التي تحولت بفعل الاطماع السياسية الزائفة الى نصوص مقدسة يموت الناس من اجل اثبات صحتها ، انها فرصة امام الثقافة العراقية لتعيد للبلاد وجهها التي شوهته يد الشيطان .



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآبكشت المقدس ؟!
- لا فتى الا ابو متعب
- هل مات الحسين شهيدا
- جمهورية الارامل
- بابا زومبيل


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - موظف امريكي بدرجة عمامة ركن !!